اختبارات ومقاييس

أساليب جمع البيانات في البحوث النفسية

أساليب جمع البيانات في البحوث النفسية

تتعدد طرق جميع البيانات وأساليب جمع البيانات في البحوث النفسية وتختلف حسب الهدف من البحث وغرض الباحث وطبيعة عينة البحث، ومن أساليب جمع البيانات في علم النفس ما يلي.

أولا: المقابلة : Interview

تختلف المقابلات الشخصية في أغراضها وطبيعتها ومداها، فقد تجري لأغراض التوجيه، أو العلاج، أو البحث، وقد تقتصر علي فرد واحد، أو تمتد لتشمل أشخاص يرتبطون به ارتباطا وثيقا كما في دراسة الحالة .

وتسمى المقابلة أحيانا “الاختبار الشخصي” وهي تقوم علي أساس المقابلة وجها لوجه Face To Face  لغرض استقاء المعلومات أو الحصول عليها، أو لدراسة الشخصية بصفة إجمالية .

وفي أثناء المقابلة يمكن الحكم السريع علي الطابع العام للشخصية والمميزات الرئيسية التي تظهر من أسلوب التعرف في المناقشة والتعبيرات الحركية والانفعالية.

وكذا تستخدم المقابلة عند دراسة المشكلات النفسية عند الأطفال ولابد من نجاح أسلوب المقابلة الشخصية توافر ضمانات منها :

  1. أن يتوافر الجو الودي الذي يبعث علي الاطمئنان بين الباحث والمفحوص حيث يمكن للمفحوص أن يعرض نفسه عرضا حقيقيا .
  2. أن يكون الباحث مشجعا أكثر منه متكلما حتى تتاح الفرصة للمفحوص أن يعبر عن نفسه تعبيرًا كافيًا .
  3.  لا يصح تسفيه آراء المفحوص أو اظهار أخطائه أولا بأول بل تترك له الفرصة للتعبير عن حسناته و سيئاته .
  4. الاحتفاظ بسرية المعلومات التي تستقي عن طريق المقابلات الشخصية بحيث لا تستخدم في غير الأغراض المقصودة منها .
  5. يجب أن يستعين الباحث إلى جانب المقابلة بالبيانات وطرق البحث الآخرى التي تعطيه صورة كاملة وموضوعية عن المفحوص.

وعلي أن تكون الأسئلة ملائمة لمستوى المفحوص من حيث السن والثقافة والنضج وقد يستخدم الفاحص أجهزة لتسجيل إجابة المفحوص للاستعانة بها في الدراسة العلمية أو يستخدم بعض الاستفتاءات خلال عملية المقابلة وهناك أنواع عديدة من المقالبة منها:

  • المقابلة الفردية:
  • المقابلة الجماعية:

وتجرى المقابلات الفردية مع فرد واحد في نفس الوقت، وتجرى المقابلات الجماعية مع أكثر من فرد وقد تكون المقابلة الجماعية مفيدة من حيث جمع بيانات أكثر فائدة عن الظاهرة النفسية، وقد تكون غير مفيدة إذ قد يسيطر علي المناقشة فرد واحد من أفراد الجماعة بحيث لا تكشف وجهات نظر المشتركين الآخرين اكتشافا كاملا .

والمقابلات المقننة – يطلق عليها أحيانا بالمقابلة الرسمية، أي توجه نفس الأسئلة بنفس الطريقة والترتيب لكل مفحوص، وتقتصر الاجابة علي الاختيار من اجابات محددة في قائمة تم تحديدها مسبقا .

وتعتبر المقابلة المقننة علمية في طبيعتها أكثر من المقابلة غير المقننة لأنها توفر الضوابط اللازمة التي تسمح بصياغة تعميمات علمية.

وتتسم المقابلة غير المقننة بالمرونة Flexibility إذ أن ما يوضع علي إستجابات الأفراد من قيود قليل ويشجع المفحوص أثناء المقابلة .

وفي بعض الحالات يتم الحصول علي المعلومات بطريقة عارضة بحيث لا يكون المفحوصين واعين بأنهم في مقابلة شخصية، وتعد هذه المقابلة قيمة في المرحلة الاستكشافية للبحث .

 ثانيا: طريقة دراسة الحالة : Case Study

يستخدم هذا الأسلوب من البحث عندما نريد أن نبحث إحدى الحالات الفردية بشئ من التفصيل .

ولذلك فإن هذا الأسلوب يحتاج إلى وقت طويل وإلى جهد كبير، فهو يستخدم في الحالات الخاصة مثل دراسة الحالات المرضية وحالات الشذوذ، و يستخدم أيضا في دراسة الموهوبين والحالات المهمة كالعباقرة والبارزين، كما يستخدم في دراسة المصابين بأمراض نفسية أو مشكلات خاصة، وعادة يخصص لكل حالة ملف يتضمن جميع نتائج الدراسة التي تعتمد علي الإفادة من جميع طرق البحث الآخرى .

وتعتمد هذه الطرق في أكثر الأحيان علي المقابلة الشخصية مع الطفل (أو الفرد) المراد دراسة حالته، أو مع أحد والدية، أو المسئولين عن تربيته، ويعتبر هذا الأسلوب من أساليب جمع المعلومات في مجال العلاج النفسي حيث تعرض معظم مشكلات الأطفال والمراهقين في صورة حالات فردية .

وتتضمن دراسة الحالات، تناول الفرد من النواحي الصحية، والنواحي النفسية، والنواحي الاجتماعية ، … ، إلخ.

وخير مثال لذلك هو ما يتبع في العيادات النفسية، حيث يتعاون الأخصائي النفسي مع الأخصائي الطبي مع الأخصائي الاجتماعي  في بحث الحالة ويتناقش الجميع في تشخيص المشكلة وفي تخطيط خطوات العلاج.

والمهم في دراسة الحالات هو التتبع ومعرفة تاريخ الحياة وتتبع المشكلة، وهو ما حدث في محاولات سابقة، واستكمال البحث بعد العلاج لمعرفة ما قد يحدث بعد ذلك.

ثالثا: الأساليب الاسقاطية : Projective Techniques

ابتكر الباحثون الأساليب الاسقاطية للحصول علي المعلومات والبيانات التي يصعب الحصول عليها بسهولة باستخدام الوسائل الآخرى للحصول علي المعلومات، ولذلك فإن الباحث يطلب من المفحوص معلومات معينة فمثلا: يطلب منه أن يفسر مثيرات غامضة والاستجابة لهذه المثيرات بحرية، مثل الاستجابة لمثيرات بقع الحبر أو الجمل الناقصة، أو تداعي الألفاظ … إلخ.

وعن طريق الاستجابة التلقائية التي تتكون وتتحدد ذاتيا يكشف المفحوص دون وعي منه عن نواحي تنظيم شخصيته وخصائصها، علي أن تفسير ما تتضمنه هذه الاستجابات أمر لا يستطيعه إلا الباحثون المدربون تدريبا عإلىا كما أن تصحيحها عمل شاق.

و تتميز هذه الأساليب علي غيرها من الأساليب بخصائص أهمها :

  • عدم دراية أو ادراك المفحوص للغرض من الاختبار .
  • تعدد وتنوع الاستجابات التي تصدر عن المفحوص .
  • الكشف عن بعض الجوانب اللاشعورية لدى المفحوص .
  • إعطاء صورة إجمالية عن بعض الجوانب الشخصية للمفحوص .
  • تمتاز بدرجة مناسبة من الصدق بالمقارنة ببعض الأساليب الأخرى المباشرة .
  • بعدها عن المؤثرات الدخيلة التي قد تؤثر علي استجابات المفحوصين.

ومن أهم الاختبارات الاسقاطية التي يمكن أن تستخدم في مجال سيكولوجية الطفولة والمراهقة “اختبار تفهم الموضوع للكبارT.A.T واختبار تفهم الموضوع للأطفالChildren’s Apperception Test  واختبار تكملة الجمل Sentence Completion Test  واختبار بقع الحبر لرورشاخ .

رابعا: الاستفتاء : Questionnaire

الاستفتاءات أسلوب من الأساليب التي يستخدمها الباحثون علي نطاق واسع في جمع المعلومات والحقائق عن الظروف القائمة بالفعل، واجراء البحوث التي تتعلق بالاتجاهات والميول والاراء … إلخ

ولذلك يعتبر الاستفتاء أسلوب مفيد للحصول علي المعلومات والبيانات إلى جانب الوسائل الآخرى لجمع المعلومات، كما أن البيانات التي يستخرجها الباحث من الاستفتاء تتطلب معالجتها بمهارة، لكي يحصل علي بيانات يمكن الاعتماد عليها في الأبحاث العلمية.

ويقدم الاستفتاء للمفحوص عن طريق مباشر، حيث يقوم الباحث شخصيا بتقديم الاستفتاء للمفحوص، وفي هذه الحالة فإنه يستطيع أن يشرح للمفحوص هدف البحث ومغزاه، وأن يوضح له بعض النقاط، وأن يجيب علي بعض الأسئلة التي قد يثيرها المفحوص عن الاستفتاء .

أوان يقدم الاستفتاء عن طريق غير مباشر ( عن طريق البريد مثلا) ومن عيوب هذه الطريقة عدم استجابة المفحوصين للاستفتاءات التي تصل إليهم عن طريق البريد بالسرعة المطلوبة أو الوقت المحدد لإجراء البحث .

ويصوغ الباحث الاستفتاء في صورة مقيدة أو حرة، وتحدد طبيعة المشكلة ونوع المفحوصين في الصورة التي يصوغها الباحث للحصول علي البيانات التي يطلبها لبحثه .

ولذلك فإن صورتين أو نوعين من الاستفتاءات :

1 – صورة الاستفتاء المقيد : Closed end Questionnaire

ويتكون من أسئلة ثابتة تتطلب من المفحوص الاختيار من إجابات محددة بنعم أو لا، وذلك بوضع علامة (؟) أو دائرة ، أو خطا تحت الاستجابة المختارة . وهذا النوع أكثر موضوعية لأنه لا مجال لإدخال العوامل الذاتية أو الشخصية في هذا النوع من الاستفتاءات.

2 – صورة الاستفتاء الحر : Open end Questionnaire

وهذا النوع من الاستفتاءات يسمح للمفحوصين بالإجابة الحرة الطليقة والتعبير بأسلوبهم الخاص بدلا من اجبارهم علي اختيار استجابات محددة وقاطعة مسبقا، وهذا يعطيهم الفرصة لكي يكشفوا عن دوافعهم واتجاهاتهم، وتحديد الخلفية التي يبنون اجاباتهم عليها .

وقد يكون الاستفتاء في شكل رسومات أو صور بدلا من العبارات المكتوبة ويختار المفحوص من بين هذه الأشكال أو الرسوم ويسمي الاستفتاء في هذه الحالة بالاستفتاء المصور ويعتبر هذا النوع من الاستفتاءات وسيلة مناسبة لجمع البيانات عن الأطفال، وعن الراشدين محدودي القدرة علي القراءة بوجه خاص .

ويتطلب تصميم الاستفتاء مراعاة بعض الخصائص منها :

  • أن الأسئلة موضوع مشكلة البحث تكون مناسبة لسن، نوع، قدرة وفهم المفحوص، بالإضافة إلى مراعاة المستوى الثقافي والاجتماعي للمفحوص .
  • أن يكون الاستفتاء وسيلة لجمع المعلومات التي تعذر جمعها عن طريقة الوسائل الأخرى لجمع البيانات .
  • أن تكون الأسئلة واضحة ولا تحمل أكثر من معنى، منطقية، ولا تستدرج المفحوص إلى إجابات محددة خاصة لا تتعلق بالبحث .
  • كون الاستفتاء منظما، منسقا، وسهل العبارات حتى يقبل عليها المفحوص بنفس راضية .

خامسا: الاختبارات (العقلية والنفسية) : Test

يعتبر القياس من أهم وسائل البحث العلمي لجمع المعلومات عن الظاهرة النفسية عن الأطفال، ويستخدم في القياس وحدات وأدوات خاصة يمكن عن طريقها إجراء مقارنات بين النتائج .

ومن أشهر الاختبارات والمقاييس النفسية والعقلية المستخدمة في البحوث العلمية اختبارات الذكاء، القدرات العقلية، الاختبارات التحصيلية، التشخيصية، … ، إلخ

ومن الممكن الآن قياس الكثير من الظواهر النفسية، حيث توجد الآن مجموعات متنوعة من وسائل القياس (الاختبارات والمقاييس) والتي تنقسم  إلى نوعين :

  1. اختبارات فردية، أي التي تطبق علي فرد واحد .
  2. اختبارات جماعية، أي التي تطبق علي مجموعة من الأفراد في وقت واحد .

كما تنقسم الاختبارات أيضا إلى نوعين :

  1. الاختبارات اللفظية .
  2. الاختبارات غير اللفظية وهي تستخدم عادة مع المفحوصين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة والمصابين بأمراض معينة .

ويتميز الاختبارات والمقاييس العقلية والنفسية بكونها مقننة تقنينا علميا، أي سبق تجريبها، ووضعت لها معايير ثابتة ولها درجة مناسبة من الصدق والثبات.

ومن أمثلة ذلك اختبارات الذكاء التي تتكون من عدد كبير من الأسئلة التي سبق استخدامها وثبت أنها صالحة للقياس لما هو مفروض أن نقيسه .

وعادة ما يكون لكل اختبار تعليمات محددة لإجرائه وتطبيقه ووقت ثابت للانتهاء منه، كما يكون له صيغه متفق عليها لتصحيحه وحساب نتائجه والإفادة منها.

فعند قياس “القدرة اللغوية” مثلا عند الأطفال يختار الباحث من بين الاختبارات المناسبة لسن ومستوى وعقل هؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى ثبات وصدق هذه الاختبارات أن تكون موضوعية وثابتة كالمسطرة أوالترمومتر ، لقياس القدرة التي نريد قياسها ، أي ان الاختبارات لا تتغير نتائجها تغيرًا ملحوظًا عند إعادة تطبيقها علي نفس الأفراد .

وهنا هو المقصود بثبات الاختبار ، كما يجب أن تكون الاختبارات صادقة أي تقيس القدرة اللغوية التي نريد قياسها لا ان تقيس قدرة غيرها، وعن طريق الإحصاء والعمليات الإحصائية يستطيع الباحث أن يستوثق من صحة وثبات وصدق الاختبارات المستعملة للحصول علي البيانات أو المعلومات أو المعلومات التي تهم بحثه .

السابق
علامات و أعراض التوحد الأساسية
التالي
مقياس اليقظة العقلية (FFMQ) باللغة العربية