علم النفس

أساليب قياس التعلم وحدوده

صعوبات التعلم

يتطلب قياس التعلم الحصول على مجموعة من ملاحظة الأداء أو القياسات خلال سلسلة من محاولات التعلم، وتختلف مقاييس التعلم باختلاف أنواعه، فنحن نقيس التعلم الإدراكي الحركي مثلا باستخدام مقاييس السرعة والدقة في الأداء، أما التعلم اللفظي فإننا نقيسه بطرق التعرف والاستدعاء.

مقاييس التعلم:

فيما يلي بعض المقاييس المستخدمة في قياس التغير في الأداء باعتباره متغيرا تابعا للممارسة [1] :

نقص الزمن:

كلما قل الزمن المستغرق بين تقديم المثير وحدوث الاستجابة دل ذلك على تعلم الشخص من الموقف التعليمي أي أنه كلما قل الوقت المستغرق في المحاولات التالية عن السابقة دل على حدوث التعلم.

قلة عدد الأخطاء:

كلما نقص عدد الأخطاء التي يقع فيها المتعلم أثناء تعلمه أو اختفت نهائيا دل على وصوله إلى التعلم التام.

الزيادة في التحصيل:

يختلف هذا الأسلوب عن الأسلوبين السابقين في أن الزيادة هنا وليس النقص هي التي تدل على التعلم، أي كلما زاد تحصيل واكتساب المتعلم من المعلومات والمعارف دل ذلك على التعلم في أي ماده من المواد الدراسية، ويتم القياس عن طريق بناء الاختبارات التحصيلية،

التعرف:

تتطلب هذه الطريقة عرض سلسلة من عناصر التعلم مرة واحدة أو أكثر حتى يتم تعلمها ثم إجراء اختبار لاحق تعرض فيه نفس العناصر مختلفة مع عناصر أخرى لم يسبق عرضها في مواقف التعلم، ويطلب من المفحوص تحديد أي عناصر السلسلة الجديدة سبق عرضه، ويحصل على درجة لكل استجابة تعرف صحيحة، وتستخدم هذه الطريقة في قياس التذكر والحفظ، وعلاقة هذا المقياس بالتعلم علاقة طردية.

الاسترجاع:

تتطلب هذه الطريقة من المتعلم إعادة إنتاج الاستجابة التي سبق حفظها، والاسترجاع أيضا من مقاييس التذكر والحفظ، وعلاقة هذا المقياس بالتعلم علاقة طردية.

الجهد المدخر (إعادة التعلم):

وفيه يتطلب من الفرد أن يتعلم تمامأ شيئا معينا بعد فتره من الزمن قد تطول وقد تقصر، وبعد ذلك يطلب منه أن يعيد تعلم ما سبق أن تعلمه، فإذا وجدنا أن التعلم، في المرة الثانية استغرق وقتا أقل مما استغرقه في المرة الأولى، أو أخذ عددا من المحاولات أقل مما أخذه في المرة الأولى فإن ذلك يعني أنه وفر جهد يساوي الفرق في الزمن أو عدد المحاولات بين المرتين.

ويمكن تطبيق المعادلة الآتية لقياس التعلم وفق هذا الأسلوب:

الجهد المدخر نتيجة التعلم = عدد المحاولات اللازمة للتعلم – عدد المحاولات اللازمة للتعلم ثابت/ عدد المحاولات اللازمة للتعلم × 100

حدود عملية التعلم:

هناك بعض الحدود Limits التي يجد الفرد نفسه مجبرا على التوقف عندها مكتفيا بالقدر الذي حصله من التعلم، وهذه الحدود ثلاثة هي:

  • الحد المادي أو البيئي أو الميكانيكي: وهنا يجد المتعلم نفسه في موقف لا يؤدي به إلى تقدم ملموس أو تحسن في الأداء مهما حاول من جهد، فمثلا في حالة تعلم مهارة الكتابة على الآلة الكاتبة يكون سوء الآلة نفسها سببا في عدم تحسن ملحوظ في أداء المتعلم، وقد تكون قلة أو سوء الإمكانيات البيئية المتاحة للتعلم سببا أخر.
  • حد عملي أو دافعي: وهنا يجد المتعلم نفسه في موقف لا يؤدي إلى التحسن في الأداء لانخفاض مستوى الدافعية أو فقدانها عنده بالنسبة للشيء الذي سوف يبذله لا يكافئ التقدم الذي سيتم إحرازه.
  • الحد الفسيولوجي: ويرجع عدم التحسن في الآداء هنا بالنسبة للمتعلم إلى ثبات قدرات أو إمكانات الفرد الطبيعية كالذكاء مثلا، ويوجد هذا الحد عمومأ في نهاية أي منحنى من منحنيات التعلم، حيث يكون دليلا على قدرة الفرد على التعليم بالنسبة للمهارات أو المعلومات على السواء.

ويجب الإشارة إلى أن الحد الفسيولوجي يتم ثباته نسبيا بالنسبة لتعلم المهارات على وجه الخصوص مثل تعلم قيادة كل من الدراجة أو السيارة، أو الكتابة على الآلة الكاتبة مثلا، ويمكن أن يمتد الحد الفسيولوجي إلى مالا نهاية بالزيادة بالنسبة للمعلومات أو المواد الدراسية مثل الرياضة واللغات والطبيعة والكيمياء… إلخ، للتعلم حيث يمكن استمرار التعلم وتحسنه إلى ما لا نهاية طالما توافرت لدى المتعلم الدافعية والقدرة على التعلم.

المراجع

  1. رجاء محمود ابو علام (۲۰۰۹): التعلم اسسه وتطبيقاته، عمان: دار المسيرة.
السابق
مفهوم التعلم وخصائصه الرئيسية
التالي
تعريف الوعي البيئي وأهميته

اترك تعليقاً