التربية الخاصة

أسباب التوحد Autism عند الأطفال

أسباب التوحد Autism عند الأطفال

يعد اضطراب طيف التوحد من أكثر الإعاقات النمائية، في شدة درجة الغموض الذي يكتنفها من حيث المستوى التشخيصي، أو على مستوى فهم الأسرة لها وأسلوب تعاملهم مع أسباب التوحد عن الأطفال.

ولم يصل الباحثون إلى سبب أكيد وموحد حتى الآن، بل اختلفت أسباب الإصابة باضطراب طيف التوحد من شخص إلى أخر، فلا ينطبق سبب واحد على كل من يصاب باضطراب طيف التوحد، حيث إنه اضطراب معقد ومظاهرة السلوكية متشابكة مع كثير من الاضطرابات، ومازال حق للعديد من الدراسات والأبحاث التي تحاول التعرف على أسبابه، وقد تعددت العوامل التي ذكرت في كثير من الدراسات كأسباب للتوحد، اعتمادا على اختلاف التخصصات والاهتمامات بين الباحثين وتنوع خلفياتهم النظرية، وتعد الأسباب التالية مجرد افتراضات تتمثل في:

العوامل النفسية الاجتماعية:

قد يكون أحد الأسباب البيئة الاجتماعية غير السوية، التي ينتج عنها إحساس الطفل بالرفض من قبل الوالدين، وفقدان النواحي العاطفية، مما يؤدي إلى انسحابه من التفاعل الاجتماعي مع الوسط المحيط به، وهذا على أساس أنه اضطراب في التواصل الاجتماعي، في حين يفسر من الناحية النفسية على أنه شكل من أشكال الفصام المبكر، الناتج عن وجود الطفل في بيئة تتسم بالتفاعل الأسرى غير السوي، مما يشعره بعدم التكيف أو التوافق النفسي.

العوامل الجينية والوراثية:

قد يرجع حدوث اضطراب طيف التوحد إلى وجود خلل وراثي، حيث أشارت البحوث والدراسات إلى وجود عامل جينی له تأثير مباشر في الإصابة بهذا الاضطراب، وأن هناك من يرجع الإصابة باضطراب طيف التوحد إلى خلل في بعض الجينات، حيث ربطوا بين اضطراب طيف التوحد وضعف معين من الكروموسومات.

كما تزداد نسبة الإصابة بين التوائم المتطابقة “من بويضة واحدة”، أكثر من التوائم الأخوية من “بويضتين مختلفتين”، فالتوحد ينتشر بنسبة 96% بالنسبة للتوائم المتطابقة، وبنسبة ۲۷٪ بين أزواج التوائم الأخوية، ويتضح من ذلك أن الوراثة ربما تكون عاملا ممهدا للإصابة، ويتوفر عاملان من أقوى العوامل التي تسبب حالات التوحد من الناحية الجينية: تصلب الأنسجة الدرنية، وشذوذ الكروموسومات (x).

أسباب التوحد العصبية:

إن فحص الرسم الكهربائي للدماغ في حالات التوحد، يظهر بعض التغيرات في الموجات الكهربائية بنسبة تتراوح ما بين 20 %إلى 65 %  تقريبا في حالات التوحد، وكذلك زيادة في نوبات الصرع في حوالی 30 % من حالات التوحد، خاصة عندما يتقدمون في العمر وبالتحديد قرب مرحلة المراهقة، خاصة في حالات الأطفال الذين لديهم مستوى أقل من الذكاء، أو يعانون من الأمراض المصاحبة للتوحد كالتخلف العقلي، والتصلب الدرنی.

العوامل البيولوجية للإصابة بالتوحد:

أرجع البعض السبب في حدوث اضطراب طيف التوحد إلى وجود خلل في النظام البيولوجي، يتمثل في مجموعة من الأسباب التي قد تحدث قبل أو أثناء الولادة أو بعدها: كالإصابة بالأمراض المعدية خاصة الحصبة الألمانية، وتضخم الخلايا الفيروسي وهو التهاب يصيب الجنين داخل الرحم، أو التهابات دماغية فيروسية تتلف المناطق المسئولة عن الذاكرة في دماغ الجنين، أو خلل في الأنزيمات للجنين سبب إعاقات في النمو، أو قصور في وظائف الجهاز الهضمي يؤدي إلى عدم امتصاص العناصر النشوية الموجودة في طعام الجنين، أو تناول الأم الأدوية وعقاقير طبية في فترة الحمل، أو تعرض الأم لحالات نزيف أثناء الحمل.

أسباب التوحد الإدراكية والعقلية:

يرى أصحاب وجهة النظر هذه، أن اضطراب طيف التوحد سببه اضطراب إدراکی نمائی، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن أطفال التوحد لديهم انخفاض في نشاط القدرات العقلية المختلفة، والتي ينتج عنها انخفاض قدرتهم على الإدراك، فضلا عن اضطراب النطق واللغة، وافتقارهم للقدرة على فهم الآخرين وفهم أنفسهم.

العوامل البيوكيميائية:

أكد العديد من الباحثين وجود خلل في مستوى تركيز بعض النواقل العصبية في الجهاز العصبي المركزي لدى أطفال التوحد:

  • السيروتونين Serotonin)) وهو من النواقل العصبية المهمة، والذي ينشأ من جدران القناة الهضمية، ويتحكم في العديد من الوظائف والعمليات السلوكية مثل النوم، أو إفراز الهرمونات، والمزاج، والذاكرة، ودرجة الحرارة. الدوبامين (Dopamine) وينشأ من الحامض الأميني.
  • الفينيلانين (Phynylanine) ويلعب دورا حيويا في النشاطات الحركية، والذاكرة، واستقرار المزاج، والسلوك النمطي.
  • النوربنفرين (Norepinephrine) له دور في الإثارة والتوتر ودرجة القلق.
  • البيتيدات العصبية: وهي مسئولة بشكل رئيسي عن الانفعالات، وإدراك الألم، وضبط السلوك الجنسي

العوامل البيئية الخارجية:

هناك عدة عوامل بيئية ارتبطت بالتوحد، لاحتمال كونها سببا من أسباب الإصابة بالتوحد، وتشمل العديد من الاحتمالات: منها التلوث البيئي، وتعرض البويضات أو الحيوانات المنوية قبل الحمل للمواد الكيميائية، والإشعاعات التلوث الغذائي عن طريق استخدام الكيمياويات التي قد تؤدي إلى تسمم عضوی، والعقاقير والأدوية خاصة إذا تم تناولها من قبل الأم في فترة الحمل، واللقاحات والأمصال، والخمر والمخدرات وتأثيرهما، والتدخين، وأخيرا إصابة الأم بالأمراض المعدية والتي قد تنتقل للأطفال وهم أجنة.

السابق
الخصائص السلوكية للأطفال ذوي متلازمة أسبرجر
التالي
تشخيص اضطراب التوحد عند الأطفال

اترك تعليقاً