الطفولة المبكرة

أسلوب التعلم بالاكتشاف من خلال اللعب

أسلوب التعلم بالاكتشاف من خلال اللعب

يُعد أسلوب التعلم بالاكتشاف فى التعلم ثورة على نموذج التعليم المباشر، والقائم على تزويد المتعلم بالمعلومات الجاهزة لحفظها، ومن ثم اختباره بمحتواها بأسئلة إنشائية مباشرة تقيس المعلومات المختزنة، وليس التغير في السلوك وفي طرائق التفكير .

ويهدف التعلم بالاكتشاف إلى تشجيع المتعلم على التفكير في بنية المسألة المطروحة أمامه لاكتشاف عناصرها بنفسه مما يترتب عليه تطوير قدراته على التصنيف وتدريبه على ممارسة مهارات التفكير الاستقرائي مما يمكنه من إزالة تعقيداتها ويسهل عليه فهمها.

علينا كمعلمين تشجيع المتعلمين وتدريبهم على التفكير ومهارات البحث المعلومات واتخاذ القرارات والتدريس بهذه الطريقة ينقل النشاط وجمع داخل الصف من المعلم إلى المتعلمين، ويعطيهم فرصة ليعيشوا متعة كشف المجهول بأنفسهم.

وتعتبر طريقة التعلم بالاكتشاف من أروع الطرق التي تساعد المتعلمين على اكتشاف الأفكار والحلول بأنفسهم وهذا بدوره يولد عندهم شعورا بالرضا والرغبة فى مواصلة العلم والتعلم ويفسح لهم المجال لاكتشاف أفكار جديدة بأنفسهم.

التعلم بالاكتشاف هو عملية تفكيرية تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المعروضة عليه أو المختزنة لديه بحثا عن علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل.

ويلقى هذا الأسلوب إقبالاً من المتعلمين لأنه يهبهم فرصة الاستمتاع باكتشاف أشياء لم تكن معروفة لديهم من قبل، وهو يحظى بعناية خبراء التربية والتعليم نظراً لأهميته البالغة وفوائده المتعددة .

التعلم بالاكتشاف

لقد حظيت طريقة الاستقصاء ومازالت تحظى باهتمام الكثير من المربين وعلماء التربية لما لها من أهمية فى تشجيع المتعلمين وتدريبهم على التفكير ومهارات البحث وجمع المعلومات و اتخاذ القرارات

والتدريس بهذه الطريقة ينقل النشاط داخل الصف من المعلم إلى المتعلمين ويعطيهم فرصة ليعيشوا متعة كشف المجهول بأنفسهم .

تعريف التعلم بالاكتشاف

هو عملية تفكير تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزونة لديه وتكييفها بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل .

ويمكن تعريف التعلم بالاكتشاف على أنه التعلم الذي يحدث كنتيجة لمعالجة المتعلم المعلومات وتركيبها وتحويلها حتى يصل إلى معلومات جديدة حيث تمكن المتعلم من تخمين أو تكوين فرض أو أن يجد حقيقة باستخدام عمليات الاستقراء أو الاستنباط أو باستخدام المشاهدة والاستكمال أو أية طريقة أخرى .

وقد عرف برونر Bruner التعلم بالاكتشاف بأنه: عملية تفكير يتجاوز فيها المعلم المسألة المعروضة أمامه لينطلق منها إلى أبعاد ودلالات جديدة .

كما عرفه سوشمان Suchman بأنه عملية تفكير يتم فيها تمثل مفاجىء للمعلومات التي يستقبلها المتعلم كنتيجة للتفاعل الذى يتم بين المفهوم الموجود أصلاً لديه وبين المثيرات التى يتعرض لها في الموقف الجديد الذي يقوم بدراسته .

وعرفه ديفس Davis بأنه عملية تفكير يوظف فيها المتعلم معلوماته المخزونة لمناقشة مسألة جديدة بهدف اكتشاف علاقات جديدة .

أهمية التعلم بالاكتشاف:

 تبرز أهمية هذا الأسلوب في أنه يكسب المتعلم القدرة على :

  • الملاحظة الدقيقة والموضوعية .
  • القدرة على جمع المعلومات .
  • القدرة على القياس باستخدام أطر مرجعية .
  • والقدرة على التنبؤ بما قد يحدث مستقبلا.
  • الثقة بالنفس والاعتماد على الذات ويحرره من التبعية للآخرين .
  • يساعد الاكتشاف المتعلم في تعلم كيفية تتبع الدلائل وتسجيل النتائج، وبذا يتمكن من التعامل مع المشكلات الجديدة.
  • يوفر للمتعلم فرصا عديدة للتوصل إلى استدلالات باستخدام التفكير المنطقى سواء الاستقرائي أو الاستنباطي.
  • يشجع الاكتشاف التفكير الناقد ويعمل على المستويات العقلية العليا – كالتحليل والتركيب والتقويم .
  • يعود المتعلم على التخلص من التسليم للغير والتبعية التقليدية .
  • يحقق نشاط المتعلم وإيجابيته فى اكتشاف المعلومات، مما يساعده على الاحتفاظ بالتعلم .
  •  يساعد على تنمية الإبداع والابتكار .
  • يزيد من دافعية المتعلم نحو التعلم بما يوفره من تشويق وإثارة يشعر بها المتعلم أثناء اكتشافه للمعلومات بنفسه .

أنواع أسلوب الاكتشاف في التدريس

هناك عدة طرق تدريسية لهذا النوع من التعلم بحسب مقدار التوجيه الذي يقدمه المعلم للمتعلمين وهي:

1 – الاكتشاف الموجه:

وفيه يزود المتعلمين بتعليمات تكفى لضمان حصولهم على خبرة قيمة، وذلك يضمن نجاحهم في استخدام قدراتهم العقلية لاكتشاف المفاهيم والمبادئ العلمية

ويشترط أن يدرك المتعلمون الغرض من كل خطوة من خطوات الاكتشاف ويناسب هذا الأسلوب متعلمى المرحلة الأولى من رياض الأطفال، ويمثل أسلوبا تعليميا يسمح للمتعلمين بتطوير معرفتهم من خلال خبرات عملية مباشرة .

حيث يعطى فى التعلم بالاكتشاف الموجه للطفل الخامات والأدوات، ثم يكتشف الطفل من خلال اللعب بأن الخامات والأدوات الموجودة معه يمكن عن طريقها التوصل للهدف المطلوب بعد التجريب والممارسة من خلال اللعب حتى يصل للهدف المطلوب.

مثال على التعلم بالاكتشاف الموجه:

إذا كان الهدف هو تصنيف المكعبات ذات الألوان المتشابهة الحمراء – الصفراء – الخضراء – الزرقاء. من خلال لعب الطفل يكتشف فى النهاية بعد تصنيف المكعبات الحمراء والخضراء والصفراء ،وهكذا، بأن داخل اللون الواحد أحجام مختلفة للمكعبات، ومن هنا يكتشف مفهوم (كبير – صغير).

مميزات التعلم بالاكتشاف الموجه

ومن مميزات هذا الأسلوب في التعلم أيضاً أنه :

  • يمكن المتعلم من التعامل مع المشكلات الطارئة بمنهجية علمية، بما يهبه من قدرة على التعامل مع المعطيات وتنظيمها، وتسجيل النتائج التي تترتب على ذلك .
  • يعتمد هذا الأسلوب على توظيف التفكير المنطقي ويعمل على تنمية التفكير الإبداعي.
  • يشجع التلميذ على ممارسة التفكير الناقد بما يقوم به من عمليات تحليل وتركيب وتقويم .
  • التعلم الحاصل بهذه الطريقة أكثر ثباتاً لأنه ناجم عن مشاركة عملية بالأنشطة التي أدت إلى اكتشاف المعلومة .
  • يثير قابلية التلميذ للتعلم بما يوفّره له من استثارة ورغبة في الاكتشاف وسبر أغوار المجهول.
  • تقدم المهارات والمفاهيم والمبادئ بطريقة شيقة وجذابة.
  • تمركز التعلم حول المتعلم نفسه بدلا من تمركزه حول المدرس والمقرر الدراسي والكتب المدرسية .
  • يصبح المتعلم فعالا ويقوم بدور إيجابي في عملية اكتساب المعلومات .
  • التعلم بالاكتشاف ينمي الابتكارات الكاملة للمتعلم .
  • ببساطة، التعلم بالاكتشاف طريقة تعطى المتعلم فرصة نقل المعلومات وتركيبها واكتسابها بنفسه وبالتالى يكتشف معلومات جديدة. كما يفعل المحقق السرى أحيانا: القليل + القليل = الكثير .
  • التعلم بالاكتشاف يحدث نتيجة سلسلة من الأنشطة التربوية التعليمية تمكن المتعلم في النهاية من اكتساب الخاصية أو المفهوم أو الحقيقة وقد تكون هذه الأنشطة مخططة بدقة من قبل المعلم أو قد تكون اكتشافات مفتوحة لا يتدخل فيها المعلم.
  • يتم الاكتشاف هنا عن طريق إجراء عمليات مثل الاستقراء ، الاستنباط، الملاحظة، التنبؤ، قواعد المنطق.
  • على المعلم أن يصبح منشط الحلقة الدراسية لا أن يكون محور ارتكازها .

2 – الاكتشاف شبه الموجه

وفيه يقدم المعلم المشكلة للمتعلمين ومعها بعض التوجيهات العامة بحيث لا يقيده ولا يحرمه من فرص النشاط العملي والعقلي، ويعطى المتعلمين بعض التوجيهات .

حيث يعطى التعلم شبه الموجه للطفل الفرصة للتعلم بطريقة غير مباشرة، ثم يكتشف الطفل من خلال اللعب بأن اللعبة التي قاموا بأدائها على سبيل المثال تشبه شكل العــدد (5).

مثال على الاكتشاف شبه الموجه:

إذا كان الهدف هو لعب الأطفال بأشكال مختلفة تشكيلات مختلفة أثناء اللعب (دائرة – مربع – تقوم الأطفال بعمل مثلث خط مستقیم) .

من خلال لعب الطفل يكتشف في النهاية بعد اللعب، بأنه توجد أشكال مختلفة منها:  دائرة. مربع – مثلث . خط مستقيم ومن هنا يكتشف مفاهيم جديدة للأشكال (دائرة – مربع مثلث – خط مستقيم).

3 – الاكتشاف الحر

وهو أرقى أنواع الاكتشاف، ولا يجوز أن يخوض فيه المتعلمون إلا بعد أن يكونوا قد مارسوا النوعين السابقين، وفيه يواجه المتعلمون بمشكلة محددة، ثم يطلب منهم الوصول إلى حل لها ويترك لهم حرية صياغة الفروض وتصميم التجارب وتنفيذها.

حيث يعطى للأطفال الخامات والأدوات ويمكن لكل طفل أو لمجموعة أطفال متشابهة في الميول والاتجاهات أو الرغبات الفرصة المناسبة لتخريج الطاقات الكامنة من خلال الأدوات والخامات لإظهار نواتج تعلمهم من خلال استغلال الخامات الموجودة لتكوين شكل ،جديد حيث إن التعلم حر وغير مقيد لاكتشاف مواهبهم المختلفة

السابق
أخطار اللعب التى تواجه الطفل
التالي
خصائص البحث العلمي وصفاته