أنماط المحتوى الرقمي، يحتاج تصميم محتوى أو مقرر أو دروس إلكترونية إلى أدوات خاصة تسمى أدوات التأليف Authoring tools وهذه الأدوات تستخدم في إنتاج المقررات التي تقدم مباشرة من خلال الكمبيوتر وكذلك التي تعرض على صفحات الويب الخاصة ومنذ فترة ظهرت أنظمة أخرى جاهزة تسمى نظم إدارة التعلم (LMS) Learning Management System تتيح إمكانية تصميم مقررات إلكترونية وتقديمها من خلال تلك النظم بسهولة ويسر.
وبناء عليه فإنه يمكن تصنيف المحتوى الرقمي أو المقرر الإلكتروني إلى محتوى رقمي غير معتمد في تقديمه على شبكة الإنترنت، والنوع الثاني هو المحتوى الرقمي المعتمد في تقديمه على شبكة الإنترنت وهذا الأخير يمكن تصنيفه إلى نوعين وهما: الأول المحتوى الرقمي المقدم من خلال صفحات الويب المباشرة، والثاني: هي المحتوى الرقمي المقدم من خلال نظم إدارة التعلم. (نبيل عزمي، 2008، 23)([1])
ويحدد كل من (إبراهيم الفار وسعاد شاهين، 2001) أنماط المحتوى الرقمي إلى متاح عبر الانترنت ويتم تصميمه ونشره على الانترنت، ويعتمد في تكوينه على مكونات الوسائط المتعددة والاشكال المختلفة من نصوص وصور وصوتيات ومرئيات ووصلات داخلية وخارجية.
إضافة إلى الفلسفة النفسية والتكنولوجية التي يتحها الموقع للدخول عليه، والنمط الثاني غير متاح عبر الانترنت ويعد من أكثر الأنواع شيوعاً، ويقدم على أقراص مدمجة مباشرة، وتصمم وفق ميول واحتياجات وقدرات الطلاب ويحدث فيها تفاعل بين الطالب والبرمجية ويحدث التعلم وفق أسلوب التعلم المقدم لهم([2]).
وفي هذا الصدد لخص (أكرم مصطفى، 2006، 200) خصائص المحتوى الرقمي المتاح عبر الانترنت فيما يلي([3]):
- الفردية وتظهر من خلال تمركز العملية التعليمية حول المتعلم وليس المعلم.
- التفاعلية وتتمثل في تفاعل المتعلم مع المحتوى الرقمي بشكل متزامن أو غير متزامن.
- الاندماج وتعني دمج عناصر الموقع التعليمي في ترتيب وتسلسل وفق نظريات التعلم المعرفية التي تستند إلى جعل التعلم ذا معنى، وربطها بالخلفية المعرفية لدى المتعلم.
- الاتاحة من خلال نشر المحتوى على شبكة الانترنت وإتاحته للمتعلم في وقت ومكان.
- الإبحار ويتمثل في قدرة المتعلم على الانتقال والتحرك داخل الموقع التعليمي وخارجه من خلال الروابط الفائقة بطريقة تسهل عليه اكتساب وتحصيل المعرفة.
- المرونة وتتضح في قابلية الموقع للتعديل والحذف والإضافة والتجديد لتلبية احتياجات المتعلم.
- المشاركة وتتمثل في مشاركة كافة أطراف العلمية التعليمية في التعلم من محتوى ومتعلم ومعلم بما يثري الموقف التعليمي.
كما يشير (إبراهيم الفار، 2000، 351) إلى خصائص المحتوى الرقمي الموجود في صورة برمجيات أي غير متاح عبر الانترنت فيما يلي([4]):
- سهولة التجول داخل محتوى البرمجية التعليمية بما تحتويه من مواد وأدوات تساعد المتعلم على تحقيق الهدف من التعلم.
- استخدام أكبر قدر الوسائل التعليمية داخل البرمجية وهذا لا يتوافر في التعلم التقليدي.
- تقدم أنماط مختلفة من الاستخدام والتفاعل مع المحتوى بما يحسن عملية التقويم المستمر وفقاً لتطور مستوى تحصيل المتعلم.
- التحكم في البرمجية من حيث المحتوى المعروض ووقت الاستجابة واختيار وسائل المساعدة وأنماط التدريب المتوفرة.
- التمركز حول المتعلم من خلال تحكمه في سير العملية التعليمية.
في حين أظهرت نتائج دراسة (عمر الصعيدي، 2009) أن المحتوى الإلكتروني ينقسم إلى ثلاثة أنواع تتمثل فيما يلي([5]):
1 – محتوى رقمي متزامن Synchronous e-course:
وفيه يتم الجمع بين المعلم والمتعلم عبر الاتصال سواء بالحديث الإلكتروني المباشر Chat أو المصاحب بالفيديو عبر الكمبيوتر، ويتميز بوجود تغذية راجعة فورية من العنصر البشري سواء كان زملاء الدراسة أو الخبير في المقرر أو مع المعلم قائد التدريس.
2 – محتوى رقمي غير المتزامن Asynchronous e-course:
وهو عبارة عن اتصال بين المعلم والمتعلم فيه يقوم المعلم بوضع مصادر مع خطة تدريس وبرنامج تقييمي على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب الموقع التعليمي في أي وقت ويتتبع إرشادات المعلم في إتمام التعلم دون أن يكون هناك تواصل متزامن من المعلم، ويتميز بالمرونة العالية؛ حيث يستطيع الطالب الدخول والتفاعل في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة، ويتمكن المتعلمون من البحث والتحري حول إلهام العلمية وتجميع البيانات والمعلومات عنها والتفكير فيها.
3 – محتوى رقمي مدمج Blended e-course:
ويشمل مجموعة من الوسائط المصممة لتتِّمم بعضها بعضاً والتي تُعزز التعلم وتطبيقاته، فبرنامج (التعليم المدمج) يمكن أن يشمل عدداً من أدوات التعلم مثل برمجيات التعلم التعاوني الافتراضي الفوري، والمقررات المعتمدة على الإنترنت ومقررات التعليم الذاتي، وأنظمة دعم الأداء الإلكترونية وإدارة نظم التعلم.
كما يمزج (التعليم المدمج) كذلك عدة أنماط من التعليم تتضمن التعليم في الفصول التقليدية التي يلتقي فيها المعلم مع الطلاب وجهاً لوجه والتعلم الذاتي وفيه مزج بين التعلم المتزامن والغير متزامن.
مما سبق يتضح تنوع المحتوى الرقمي التعليمي بين محتوي متاح من خلال شبكة الانترنت وأخر غير مناح عبر شبكة الانترنت سواء كان تزامنياً أو غير تزامنياً أو مدمجاً.
([1]) نبيل جاد عزمي. (2008). تكنولوجيا التعليم الإلكتروني. القاهرة: دار الفكر العربي.
([2]) إبراهيم عبد الوكيل الفار وسعاد شاهين. (2001). المدرسة الإلكترونية: رؤى جديدة لجيل جديد، المؤتمر العلمي الثامن للجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم، كلية البنات، جامعة عين شمس،12- 13اكتوبر، 29-45.
([3]) أكرم فتحي مصطفى. (2006). إنتاج مواقع الإنترنت التعليمية. القاهرة: عالم الكتب.
([4]) إبراهيم عبد الوكيل الفار. (2000). تربويات الحاسوب وتحديات مطلع القرن الحادي والعشرين (ط2)، القاهرة: دار الفكر العربي.
([5]) عمر سالم الصعيدي. (2009). تقويم جودة المقررات الإلكترونية عبر الإنترنت في ضوء معايير التصميم التعليمي (رسالة دكتوراه غير منشورة). كلية التربية، جامعة أم القرى