التعليم الإلكتروني

أنواع التعلم التكيفي وأنماطه

أنواع التعلم التكيفي وأنماطه

بمطالعة بعض الأدبيات والبحوث والدراسات التي تناولت التعلم التكيفي توصل الباحث إلى أن كل دراسة من هذه الدراسات تناولت التعلم التكيفي من ناحية معينة ووفق طبيعة خاصة؛ لهذا ظهرت أنواع مختلفة من التعلم التكيفي, ويمكن عرض هذه الأنواع فيما يلي:

1 – أنواع التعلم التكيفي من حيث المحتوى:

يشير خميس (2014، ص. 2) إلى وجود نوعين من المحتوى التكيفي[1]:

  • المحتوى القابل للتكيف (اليدوي) Adaptable: وهذا النوع من التكيف يكون النظام فيه قابلًا لضبط الإعدادات يدويًا عن طريق المتعلم، من خلال التحكم في المحتوى المطلوب، وطريقة تقديمه، ونوع الخط، وحجمه، والألوان وغير ذلك.
  • والمحتوى التكيفي (الآلي) Adaptive: وفي هذا النوع من التكيف يضبط النظام نفسه آليًا بناء على أفعال المتعلم، أي من خلال تكوين النظام لقاعدة عريضة من المعلومات التي تخص المتعلم, وفي ضوئها يقدم للمتعلم ما يتناسب معه.

    ومن الدراسات التي تناولت هذا النوع من التكيف، دراسة الصعيدي (2019), والتي سعت إلى التعرف علي أي أنماط المحتوى الإلكتروني ( المحتوى الإلكتروني التكيفي) في مقابل (المحتوى الإلكتروني القابل للتكيف) أفضل لتنمية مهارات البرمجة، وتنمية اتجاهات الطلاب نحو المحتوى الإلكتروني المقدم، وتوصلت نتائج الدراسة إلي وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسط درجات المجموعة التجريبية الأولى التي تستخدم (المحتوى الإلكتروني التكيفي)، ومتوسط درجات المجموعة التجريبية الثانية التي تستخدم (المحتوى الإلكتروني القابل للتكيف) في التطبيق البعدي للاختبار التحصيلي، وبطاقة الملاحظة، ومقياس الاتجاه المرتبط بمهارات البرمجة باستخدام البرامج الجاهزة لصالح المجموعة التجريبية الثانية[2].

2 – أنواع التعلم التكيفي من حيث مستويات التكيف[3]:

  • المستوى الأول: الأولي: ويسمى هذا النوع من التكيف بالتكيف الزائف أو الوهمي وفي هذا المستوى يتم تقديم المحتوى التعليمي من خلال مجموعة من الوسائط المتعددة المختلفة لمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، دون تقديم نماذج للطالب أو مراعاة أي من أساليب التعلم، أو أنماط التفضيل عند المتعلمين.
  • مستوى ثاني: البسيط: يرتبط هذا المستوى بالمعالجة والاستعداد، حيث يراعي هذا النوع من التكيف متغيرات محدودة جدًا من الفروق الفردية بين المتعلمين، وذلك لأن كل فرد لديه صفات مختلفة من خلال تطبيق أساليب التعلم، وعليه يتم التكيف من خلال عرض المحتوى فقط بما يقابله من أنماط التعلم عند الطالب.
  • المستوى الثالث: ويسمى هذا النوع من التكيف بالتكيف المتقدم أو المشترك: ويراعي هذا النوع من التكيف أكثر من متغير للفروق الفردية بين المتعلمين، كما يشتمل على بعض الأساليب التكيفية المشتركة التي يتم توظيفها داخل بيئة التعلم التكيفي؛ وتتمثل في طرق عرض المحتوى، وأنماط ممارسة النشاط، والتفاعلات بين المتعلمين، وواجهات التفاعل، وأنماط الإبحار وملاحظة النظام للمتعلم، ويتبنى البحث الحالي هذا المستوى من مستويات التكيف؛ وذلك لمراعاته أكثر من متغير للفروق الفردية بين المتعلمين، هذا بالإضافة لإمكانية التنوع في عرض المحتوى الإلكتروني، وأنماط ممارسة النشاط والتفاعلات داخل البيئة في ضوء أساليب التعلم، وأنماط التفضيل الخاصة بالمتعلمين.
  • المستوى الرابع: الأكثر تقدمًا أو الذكي: ويسمى هذا النوع أيضًا بالتكيف الديناميكي: ويميز هذا المستوى اعتماده جيل الأنظمة التكيفية الذكية، والتي تشتمل على كل ما يلزم لمقابلة الفروق الفردية بين المتعلمين، وتطبق جميع الأساليب التكيفية اللازمة لاستيعاب هذه الفروق، فتوفر نموذج المستخدم، كما أنها تتميز بالديناميكية ويتم تحديثها باستمرار من خلال رصد عمل الطالب؛ من حيث التقدم والأخطاء، كما أن وظائف النظام قابلة للتكيف، مما يسمح بتحديث النظام لنفسه دون التدخل الخارجي، ويستخدم التقنيات الحديثة في تقييم الحالات العاطفية للطلاب وتتبع العين والإيماءات، ولكن يؤخذ على هذه الانظمة تكلفة إنتاجها العالية بالإضافة إلى أنها تحتاج لفريق عمل متخصص.

3 – أنواع التعلم التكيفي من حيث نماذج التكيف:

    توجد مجموعة من النماذج أو العناصر للتعلم التكيفي، حيث يعتمد التعلم التكيفي على تلك العناصر والنماذج من أجل تحقيق أهدافه، هذه النماذج كما يلي[4]:

  • نموذج المتعلم: وفي هذا النموذج من التكيف يتم الاهتمام بخصائص المتعلم، وأسلوب تعلمه، ومعرفته السابقة، وأنماط تعلمه، والتفضيلات الخاصة به، كما يتم فيه تخزين كافة المعلومات عن المتعلم من حيث خلفيته الثقافية وعاداته التعليمية، بالإضافة إلى الإجراءات التي يقوم بها أثناء تعلمه داخل النظام مثل رصد وتخزين الصفحات التي يتم زيارتها والمهام التي أنجزها، والإجابات الخاصة به عن أسئلة الاختبارات والاستبيانات، وردود أفعاله تجاه أنشطة التعلم، ويراعي تحديد ذلك بدقة؛ حيث إنها الأساس الذي يرتكز عليه التعلم التكيفي، كما أن تحديد الخصائص الفردية المميزة للمتعلم يساعد في تقديم محتويات تلائم هذه الخصائص في جوانبها المختلفة.
  • المحتوى أو المجال: ويشير هذا النموذج إلى الطريقة التي يتم فيها تنظيم المحتوى، حيث يحدد نموذج المحتوى أهداف التعلم وتسلسله ومهامه التي يجب القيام بها وعادة ما يتم هيكلة محتوى التعلم وتصنيفه بشكل هرمي بداية من وحدات عامة رئيسة، ثم تقسيم كل وحدة إلى عدة فصول فرعية، وكل فصل يتألف من مجموعة من الموضوعات، وكل موضوع له أهداف تعلم خاصة، وكل هدف له مجموعة من المصادر والموارد المتنوعة الخاصة به، وكل مصدر يتكون من عدد مختلف من البيانات والعلامات المرتبطة به.
  • نموذج آلية التكيف: ويعتمد هذا النوع من التكيف على الاستراتيجية المستخدمة في تنفيذ قرارات التكيف، حيث يتم تحديد استراتيجيات التعلم المستخدمة، والخطوات الإجرائية التي ستتبع أثناء التعلم، وهي التي تمكن النظام من اختيار المحتوى المناسب للمتعلم، واختيار وتنفيذ أنشطة التعلم، كما يتم تحديد ما يمكن تكيفه في بيئة التعلم، ومتى وكيف يكون التكيف، وكذلك تحديد كيانات المحتوى ومكوناته المختلفة، كما يتم اختيار كائنات التعلم وكيفية تقديمها للمتعلمين بطريقة تكيفية ومتنوعة, ويتم كل هذا في ضوء تفضيلات المتعلمين، وخبراتهم السابقة، وأساليب تعلمهم.

4   – أنواع التعلم التكيفي من حيث طريقة العرض:

        أشارت الدراسات إلى أن طريقة عرض المعلومات في التعلم التكيفي تنقسم إلى قسمين أساسين هما[5]:

أ – العرض التكيفي Adaptive Presentation:

    ويقصد بالعرض التكيفي التنوع في طريقة عرض المثيرات البصرية عند تقديمها للمتعلم عن طريق إخفاء بعض التفاصيل أو إظهارها، وذلك في ضوء خصائص المتعلمين وأساليب التعلم الخاصة بهم، وتوجد عدة طرق تساعد على تحقيق ذلك، وهي:

  • النص الشرطي: ويعني التحكم في كمية المعلومات النصية، أو المساحات النصية المرتبطة بأحد المفاهيم الموجودة في المقرر, ويتم ذلك في ضوء مستوى الطالب وقدرته على الاستيعاب.
  • النص المرن: ويقصد بالنص المرن تصميم مجموعة من المفاهيم، أو المصطلحات الموجودة بالمقرر في شكل كلمات نشطة أو مرنة Active Words عند ضغط المتعلم عليها تظهر له نافذة توضح معلومات إضافية، وتوضيحية مرتبطة، أو توجه المتعلم إلى مصادر معينة مرتبطة بهذا المفهوم أو المصطلح.
  • الصفحات المتنوعة Page Variants: ويتم في هذا النوع من العرض ربط مصطلح، أو مفهوم معين من المفاهيم المرتبطة بالمقرر التعليمي بمجموعة مختلفة من الصفحات التي توضح هذا المفهوم أو توجه المتعلم إلى مصادر مختلفة في صفحات مختلفة ترتبط كل صفحة بمصدر معين مرتبط بهذا المفهوم, ويتم ذلك وفقًا لمستوى المتعلم وأسلوب تعلمه.
  • المقاطع المتنوعة Eragment Variants: ويتم فيها تقسيم كل صفحة إلى عدد من المقاطع المتنوعة، وتحضر عدة محتويات مختلفة لكل مقطع، بحيث يتم اختيار المحتوى المناسب حسب أسلوب تعلم كل متعلم.
  • الأطر الأساسية: Frame Base ويتم عرض مفهوم ما من مفاهيم المقرر التعليمي على شكل أطر منبثقة، بحيث ترتبط بمحتويات مختلفة لنفس المفهوم أو بأطر أخرى، بحيث يتم اختيار وعرض الإطار المناسب لخصائص كل متعلم.
  • العناصر البصرية: وتتضمن العناصر المختلفة من صوت وفيديو ومؤثرات وصور ورسوم.

ب – الإبحار التكيفي Adaptive Navigation:

    تهدف تكنولوجيا الإبحار التكيفي إلى دعم المتعلم خلال تجوله وانتقاله بين عناصر المحتوى، وذلك بواسطة تغيير وتكييف شكل روابط الإبحار، عن طريق عرض الروابط وإخفائها، وترتيبها والتنوع في طرق الإبحار، والتعليقات عليها والتوجيه المباشر، كل هذا يتم في ضوء خصائص المتعلمين وأساليب التعلم الخاص بهم، ومستواهم المعرفي، وتشير الدراسات إلى وجود عدة طرق تساعد على تحقيق ذلك، وهي:

التعليقات: Annotaions

حيث يتم تزويد الروابط التشعيبية داخل المحتوى الإلكتروني بتعليقات إضافية أو تلميحات مرئية Visual Aues  بهدف تزويد المتعلم بمعلومات تسمح بمعرفة محتواها قبل اختيارها، ويمكن أن تكون على شكل نصوص بأشكال وألوان مختلفة، أو أيقونة.

 وتوجد ثلاثة أنماط من التعليقات، هي تعليقات قائمة على التاريخ  History-based Annotaions وذلك للدلالة على أنه تم زيارة هذا الرابط من قبل؛ وتعليقات قائمة على المعرفة Knowledge-based Annotaions وتستخدم للدلالة على الحالة المعرفية للمتعلم حسب الموضوع المرتبط بالرابط التشعيبي؛ وتعليقات قائمة على المتطلباتPrerequisite-based Annotations   وتستخدم لتحديد مفاهيم المتطلبات التعليمية الأساسية لكل صفحة، وذلك وفقًا للحالة المعرفية لكل متعلم، وتظهر في شكل زر “مساعدة”  يضغط عليه المتعلم إذا أراد الاطلاع على الخلفية المعرفية للمفهوم المعروض.

ترتيب الروابط  Sorting Links:

وفيه يتم ترتيب الروابط وعرضها بناء على أهمية الصفحات بالنسبة للمتعلم، بحيث يكون ترتيب الروابط غير مستقر، وعادة ما يتم وضع رابط في بداية القائمة يدل على أهميتها، حيث تقتصر الوقت للوصول للهدف عن طريق وضع أفضل نتيجة في بداية قائمة البحث وتقليل الحمل المعرفي على الطالب.

إخفاء الروابط  : Hide Links

يساعد إخفاء الروابط على التحكم في حجم المعلومات أثناء عملية الإبحار بهدف تقليل الحمل المعرفي الزائد للمتعلم، وتستخدم هذه الطريقة مع كل أنواع الروابط، وذلك عن طريق إخفاء الأزرار أو بعض عناصر قائمة الموضوعات وتحويل الروابط من كلمات نشطة إلى نص عادي غير فعال.

التوجيه المباشر Direct Guidance:

ويعد من أفضل طرق تزويد المتعلم بالإبحار التكيفي فهذه الروابط تفيد المتعلم في توجيه الطالب لأفضل الروابطالتي يستفيد منها في دراسة المحتوى.

الخرائط  Mapps:

يتم عرض خريطة للمتعلم تعكس البنية العامة للروابط التشعيبية بين عناصر المحتوى التعليمي، وتحديد وضعه ضمن هذا الفضاء، وتستخدم تكنولوجيا إخفاء الروابط والتعليقات والتوجيه المباشر لدعم طريقة عرض خريطة المنهج.

5- أنواع التعلم التكيفي من حيث تصميم المحتوى:

وفيه يتم عرض مفهوم من المفاهيم المختلفة للمحتوى التعليمي على شكل شاشات مختلفة يختار المتعلم الوسيط المناسب لأسلوب تعلمه، بالإضافة إلى واجهة التفاعل، وشكلها والخلفية والخطوط والألوان، وينقسم إلى شكلين أساسين[7]:

  • التصميم الكلي للمحتوى: ويقصد به عرض المحتوى التعليمي بعناصره المختلفة من: (نصوص، صور، فيديو، صوت، روابط) داخل شاشة واحدة بشكل متجاور ومتكامل، ويترك للمتعلم حرية اختيار العناصر التي تناسب أسلوب تعلمه من داخل هذه الشاشة.
  • التصميم التسلسلي للمحتوى: ويقصد بهاعرض المحتوى التعليمي بعناصره المختلفة من: (نصوص، صور، فيديو، صوت، روابط) داخل عدة شاشات متسلسلة، وللمتعلم حرية الاختيار والانتقال بين هذه الشاشات بما يتناسب مع أسلوب وطريقة تعلمه.

[1] خميس، محمد عطية (2014). المحتوى الإلكتروني التكيفي والذكي تكنولوجيا التعليم: الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم، مج24, ع2 ، ص ص 1-10

[2] الصعيدى، عبد العزيز ميسرة فريد (2019)، أثر اختلاف نمطي المحتوى الإلكتروني (التكيفي/ القابل للتكيف) على تنمية مهارات البرمجة باستخدام البرامج الجاهزة لدى طلاب شعبة معلم الحاسب الآلي واتجاهاتهم نحوه، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة بور سعيد.

[3] Glushkova, T. (2015). Personalization and User Modeling in Adaptive E-Learning Systems for Schools, Available at:: https://cdn.intechopen.com/pdfs-wm/48901.pdf,pp 120-145

[4] Gynther, K. (2016). Design Framework for an Adaptive MOOC Enhanced by Blended Learning: Supplementary Training and Personalized Learning for Teacher, Electronic Journal of e-Learning, v14 n1, pp15-30

[5] رمود، ربيع عبد العظيم؛ يونس، سيد شعبان عبد العليم. (2016). نموذج مقترح للعرض التكيفي لمحتوى الوسائط الفائقة وأثره في تنمية مهارات التصوير الفوتوغرافي الرقمي لدى طلاب تكنولوجيا التعليم وفقاً لأسلوب تعلمهم. تكنولوجيا التعليم: الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم، مج26, ع2 ،  3-59

[7] شتا، بهاء محمد محمد. (2017). فاعلية اختلاف واجهة التفاعل لوحدة مقترحة قائمة على التعلم التكيفي فـــي تنميـــة بعـــــــض مهــــارات إنتـــــاج الانفــــوجـــرافــــيـــك لــدى طلاب شعبة تكنولوجيا التعليم. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأزهر.

السابق
أهمية التعلم التكيفي في التعليم
التالي
معايير تصميم بيئات التعلم التكيفي

اترك تعليقاً