الفروق الفردية

أنواع الفروق الفردية ومظاهرها

الفروق الفردية

يلاحظ في العملية التعليمية أن هناك وضوح في أنواع الفروق الفردية حيث إن تلاميذ الفصل الواحد رغم تقاربهم في السن، يختلف بعضهم عن البعض الآخر في كثير من الصفات الجسمية كالطول والحجم، واعتدال القامة وغيرها من الصفات.

وهذه الاختلافات تبدو واضحة، وهي بالضرورة تدفع المعلم على اتخاذ موقف معين بإزائها، فقد يعيد تنظيم مقاعد التلاميذ، بحيث يجلس في الصفوف الأولى قصار القامة وضعاف البصر.

بينما يجلس في الصفوف الأخيرة طوال القامة حتى لا يحجب السبورة طويل القامة عن غيره من التلاميذ وقد ينصح بعض التلاميذ باستخدام نظارة طبية، أو يقوم بتحويل أحدهم إلى الصحة المدرسية ليعالج من مرض طارئ أو ألم مفاجئ يشكو منه [1].

أنواع الفروق الفردية:

أنواع الفروق الفردية

يوجد نوعان من أنوع الفروق الفردية هما [2]:

الفروق في النوع:

يطلق على الفروق الفردية في الصفة، فروقًا في النوع؛ ذلك لاختلاف وحدة القياس المشتركة التي تسمح بالمقارنة بينهما، فمثلًا: قياس صفة الطول بالمتر، بينما يقاس الوزن كصفة أخرى بالكيلوجرام.

والفرق بين صفة الطول والوزن هو فرق في النوع، وأيضًا اختلاف وحدة قياس سمة الذكاء عن وحدة قياس الجوانب الانفعالية أدى إلى أن الفرق بين الذكاء، وبين القلق.

مثلًا- في الجوانب الانفعالية فروق في النوع، أي: أن فروق النوع في السمات نوع السمة؛ عقلية، انفعالية، جسمية، إلى غير ذلك.

الفروق في الدرجة:

إذا كانت وحدة القياس مشتركة، وتسمح بالمقارنة؛ فإن الفروق هنا هي فروق في الدرجة، فمثلًا: عند قياس صفة الطول لدى الأفراد؛ فإننا نجد القصير والطويل، ويمكن عمل مقارنات بين أطوال الأفراد في المجموعة الواحدة المقاس لديه صفة الطول؛ وذلك لأن الوحدة المقاس بها، وهي المتر مشترك بين الجميع.

وإذا قسنا صفة الذكاء، أوسمة الذكاء لدى الأفراد؛ فإننا نجد من هو ذكي جدًّا، أو ذكاؤه عال جدًّا، ومن هم متوسطي الذكاء، ومن هم ضعاف الذكاء في درجة الذكاء، درجة مختلفة عن درجة أخرى في سمة واحدة، وبوحدة قياس واحدة هي اختبار الذكاء.

هذه فروق في درجة السمة، أوفي درجة الفروق الفردية، ويتضمن الفروق في الدرجة النظر إلى صفة من الصفات، أو أي سمة من السمات على أنها بُعد، أو متصلة، فكل شخص يقع عند نقطة معينة على هذا البعد [3].

فنستطيع أن نتصور أي صفة على أنها مسطرة متدرجة، وكل شخص يقع عند درجة معينة على هذه المسطرة وفقًا لمقدار ما يتصف به من السمة؛ فقدرة الذكاء -مثلًا- تقاس على متصل، أحد طرفية ذكي جدًا عبقري، والطرف الآخر متخلف عقليًّا، وما بين الطرفين يوجد درجات متعددة للذكاء.

مظاهر الفروق الفردية:

تتحدد مظاهر الفروق الفردية في [4]:

  • الفروق بين الأفراد.
  • الفروق داخل الفرد، أوبين سمات الفرد الواحد.

فإذا نظرنا إلى مظاهر الفروق الفردية بين الأفراد، نجدها هي تلك الاختلافات بين الجماعات، أوبين الأفراد في مجموعة ما من نفس العمر الزمني في أي سمة، أو قدرة من القدرات، مثل: نسبة الذكاء، فهناك اختلافات بين الأفراد في نسبة الذكاء، أو المهارات الحركية، فهناك أفراد في مهارة متقنة، وفي مهارة أقل اتقانًا، مثل: المهارات الحركية.

والفروق بين الأفراد هي فروق في الدرجة، وليست في النوع، بمعنى آخر: هي درجة تشتت الأفراد على توزيع أي سمة لديهم، سواء كانت عقلية أو انفعالية. إذًا الفروق بين الأفراد هي فروق في درجة السمة.

أما الفروق داخل الفرد، أوبين سمات الفرد الواحد، وهو المظهر الثاني من مظاهر الفروق الفردية تختلف في القدرات، أو السمات لدى نفس الفرد، ولا تتساوى فيما بينها.

فمثلًا: التلميذ المتفوق في القدرة العددية قد لا يكون متفوقًا في القدرة اللغوية، أو غيرها من القدرات، وهذا الاختلاف في القدرات أو السمات لدى الفرد نفسه هو فروق داخل الفرد [1].

ويمكن أن نرسم بروفيل شخصي لكل فرد، في السمات العقلية، والسمات الانفعالية، والسمات الجسمية، ولا نجد بينهما تساويًا، بل نجد أن هناك فروقًا في داخل هذا الفرد بين السمات العقلية، والسمات الانفعالية.

وتسير نتائج الدراسات التي أجريت لمعرفة الفروق في قدرات، وصفات الفرد الواحد إلى أنه لا توجد علاقة بين السمات المختلفة لدى الفرد الواحد؛ فليس الفرد متفوقًا في جميع السمات، وليس ضعيفًا في جميعها.

بل إننا نشاهد عادة في معظم الحالات أن الفرد يكون متفوقًا في بعض السمات، ومتوسطًا في بعضها، وضعيفًا في البعض الآخر.

المراجع

  1. أحمد عبد العظيم سالم(2013): الفروق الفردية وكيفية مراعاتها، الجامعة الإسلامية بغزة
  2. أماني سيد إبراهيم(2011): الفروق الفردية، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية.
  3. رشاد موسى عبد العزيز(1998) سيكولوجية الفروق بين الجنسين، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع- القاهرة، مصر.
  4. اورزولا شوي (1995) أصل الفروق الفردية بين الجنسين. ترجمة علي ياسين الطبعة الثانية، دار اليسر والحوار- سورية- اللاذقية.
السابق
الفروق الفردية مفهومها ومستوياتها
التالي
منحى STEM التعليمي المفهوم والنشأة

اترك تعليقاً