أهداف البحث العلمي، بما أن هو نشاط منظم وهادف فلابد من قيام الباحث بتحديد الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها من خلال بحثه ولكل بحث هـدف أو مجموعة من أهداف البحث العلمي يسعى الباحث إلى تحقيقها
ولكي يصل لها ينبغي عليه أن يوضح الهدف أم الأهداف من بحثه سواء من الناحية النظرية أو التطبيقية على أن تكون هذه الأهداف واقعية بحيث يمكن تحقيقها وتكون منسجمة مع البحث ونتائجه.
وتشتق أهداف البحث العلمي من السؤال الذي اثاره الموقف الغامض في مشكلة البحث فالأهداف هي الصياغات الجديدة للسؤال الذي استدعى تحليل المشكلة وتجزئتها وتعميقها والتأكد منها.
أهداف البحث العلمي
ويمكن أن يكون الدافع لإجراء البحوث والدراسات واحداً أو أكثر من الأهداف الاتية([1]):
- خدمة المجتمع .
- التعرف على الجديد واكتشاف المجهول.
- مواجهة التحدي لحل المسائل غير المحلولة.
- الرغبة في الحصول على درجة علمية أو اكاديمية (ماجستير، دكتوراه).
- توجهات المؤسسة وظروف العمل لإجراء البحوث والدراسات.
- الشك في نتائج بحوث ودراسات سابقة.
- المتعة العقلية في انجاز عمل أو ابداع أو حل مشكلة تواجه شخصاً أو جماعة.
- استعراض المعرفة الحالية وتحليلها وإعادة تنظيمها.
- وصف موقف معين أو مشكلة محددة (البحوث النظرية).
- وضع تفسيرات وتحليلات لشرح ظاهرة أو مشكلة معينة وهو النوع المثالي الذي يعتمده الباحثون المهنيون
أنواع البحث العلمي وتصنيفاته
من خلال الاطلاع على المصادر العلمية التي تناولت انواع البحوث العلمية، يمكننا تمييز وتصنيف أنواع البحث العلمي بحسب طبيعة البيانات وطريقة تحليلها والمنهج المستخدم كما يأتي:
تصنيفات البحث العلمي
1 – تصنيف البحوث العلمية من حيث الاستراتيجية العامة للبحوث:
أ – البحوث الكمية
وهي التي تستخدم الارقام في تحليل بياناتها.
ب – البحوث النوعية
وهي البحوث الوصفية التي لا تستخدم الارقام الا في حدود ضيقة في تحليل بياناتها وتقتصر على مجرد وصف الظواهر أو الأحداث.
ج – البحوث المكتبية
وتتم داخل المكتبة أو المكتب ويلجأ اليها الباحث طالما لا توجد ضرورة للخروج خارج المكتب وتعتمد على جمع البيانات من الكتب والوثائق.
2- تصنيف البحوث العلمية من حيث طبيعة البحوث
أ – والبحوث النظرية Pure research
وهي التي يتم فيها التوصل الى حقائق علمية يمكن تقنينها وتعميمها بذلك تسهم في نمو المعرفة العلمية وفي تحقيق فهم أشمل ب. وأعمق لها بصرف النظر عن الاهتمام بالتطبيقات العلمية لهذه المعرفة.
ب – بحوث تطبيقية Applied research
وتهدف إلى تطبيق المعرفة العلمية المتوافرة، أو التوصل إلى معرفة لها قيمتها وفائدتها العملية في حل بعض المشكلات الآنية الملحة. وهذا النوع من البحوث له قيمته في حل المشكلات الميدانية وتطوير أساليب العمل وإنتاجيته في المجالات التطبيقية كالتربية والتعليم، والصحة، والزراعة، والصناعة… الخ.
3 – تصنيف البحوث العلمية من حيث أسلوب جمع البيانات:
- بحوث الملاحظة: حيث تعتمد على ملاحظة البشر أو الأشياء أو الطبيعة.
- بحوث الاستبيان: وهي التي تعتمد على الاستبيان كطريقة لاستقصاء وجمع المعلومات.
- وبحوث المقابلات الشخصية: وتعتمد على المقابلات الشخصية وتوجيه الاسئلة الى الاشخاص لاستقاء المعلومات مباشرة.
- وبحوث التحليل غير الكمي: وهي التي تعتمد على ملاحظة الباحث لحالات معينة من خلال مدة زمنية محددة وتسجيل هذه الملاحظات بغرض شرح ما قد يحدث.
- بحوث الوثائق: وتعتمد على الوثائق كأساس لاستقاء المعلومات وخاصة التي تتصل بأحداث تاريخية مثل الحروب.
- بحوث الاختبار: وهي التي تعتمد على الاختبار كوسيلة لقياس المعلومات والبيانات وتستخدم الدرجات كمقياس للتعبير عن دقة نتائج الاختبار.
4 – تصنيف البحوث العلمية من حيث منهج التفكير
أ – البحوث الوصفية Descriptive research:
تهدف إلى وصف ظواهر أو أحداث الحقائق والمعلومات عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها وجمع معينة كما توجد عليه في الواقع.
وفي كثير من الحالات لا تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف أو التشخيص الوصفي، وتهتم أيضاً بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الظواهر أو الأحداث التي يتناولها البحث
وذلك في ضوء قيم أو معايير معينة، واقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمكن أن تُتبع للوصول بها إلى الصورة التي ينبغي أن تكون عليه في ضوء هذه المعايير أو القيم.
ويُستخدم لجمع البيانات والمعلومات في أنواع البحوث الوصفية أساليب ووسائل متعددة مثل الملاحظة والمقابلة، والاختبارات والاستفتاءات بالاعتماد على المنهج الوصفي.
ب – البحوث التاريخية Historical research
وتهتم هذه البحوث بدراسة مشكلة البحث من خلال الوثائق والمصادر التاريخية المختلفة بالاعتماد على المنهج التاريخي. وتهدف إلى وصف وتسجيل الأحداث والوقائع التي جرت وتمت في الماضي.
ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف والتاريخ لمعرفة الماضي فحسب، وإنما تتضمن تحليلاً وتفسيراً للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث في المستقبل.
ويركز البحث التاريخي عادة على التغير والتطور في الأفكار والاتجاهات والممارسات لدى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية المختلفة.
ويستخدم الباحث التاريخي نوعين من المصادر للحصول على المادة العلمية وهما المصادر الأولية والثانوية، وهو يبذل أقصى جهده للحصول على هذه المادة من مصادرها الأولية كلما أمكن ذلك.
ج – البحوث الميدانية Research Field
وتهتم هذه البحوث بدراسة مشكلة البحث او الظاهرة البحثية عن طريق جمع المعلومات من مواقع المؤسسات والوحدات الإدارية والتجمعات البشرية المعنية بالدراسة ويكون جمع المعلومات بشكل مباشر من هذه الجهات وعن طريق الاستبيان أو المقابلة بالاعتماد على المنهج المسحي.
د – البحوث التجريبية Experimental research
وتهتم بدراسة مشكلة البحث من خلال التطبيق على عينة تجريبية بالاعتماد على المنهج التجريبي القائم على الملاحظة وفرض الفرضيات والتجربة الدقيقة المضبوطة للتحقق من صحة هذه الفرضيات.
وتعتبر التجربة العلمية مصدراً رئيسياً للوصول إلى النتائج أو الحلول بالنسبة للمشكلات التي يدرسها البحث التجريبي، ولكن في الوقت نفسه تستخدم المصادر الأخرى في الحصول على البيانات والمعلومات التي يحتاج إليها البحث بعد أن يُخضعها الباحث للفحص الدقيق والتحقق من صحتها وموضوعيتها.
5 – تصنيف البحوث العلمية من حيث المستوى الدراسي
- البحوث القصيرة: وهي لطلبة الدراسة الجامعية الأولية لتعويد الطلاب على دخول المكتبة وتنمية مهاراتهم في استخدامها والتعرف على فهارسها ومصادر المعلومات الموجودة بها.
- رسالة الماجستير وهي خاصة بالباحثين الذين يعدون رسائل الماجستير لحل احدى المشكلات وفرض الفرضيات بقصد اختبار صحة هذه الفرضيات.
- رسالة الدكتوراه: وهي خاصة بالباحثين الذين يعدون رسائل الدكتوراه بغرض التوصل لابتكارات جديدة والوصول الى نتائج يمكن تقنينها وتعميمها وتنفيذها.
([1]) ربحي مصحلفى عليان البحوث العلمية ومشروعات التخرج والرسائل الجامعية، مصدر سابق، ص18. 29