تعتبر الأهداف هي النتائج المطلوب الوصول إليها من خلال القدرة التنافسية ومن خلال مخرجات يتولى التعليم قبل الجامعي تقديمها في شكل خدمات بمواصفات محددة تؤدي إلى تحقيق هذه النتائج أو الأهداف ، لذلك يرتبط الهدف من تحقيق القدرة التنافسية ببعدين أساسيين هما :
- الأول: القيمة المدركة لدى(الطالب) وهي عبارة عن استغلال التعليم قبل الجامعي كل إمكانياته في سبيل تحسين القيمة التي يدركها الطالب ، مما يساعد على تحقيق القدرة التنافسية ، حيث يدرك الطالب أنه تحصل على قيمة أعلى مقارنة مع خدمات منافسيها ، وهو الشيء الذي يعزز هذه القدرة.
- الثاني فهو تأكيد حالة من (القدرة): وذلك من خلال تقديم خدمات متميزة وفريدة من نوعها لا يستطيع المنافسون تقليدها بسهولة ، ولها قيمة مرتفعة من وجهة نظر المستفيدين ، وذلك من خلال التوظيف الأمثل للموارد والإمكانيات ، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق مزايا وعوائد أكبر([1]).
وتسعى المؤسسة التعليمية من خلال بناء القدرة التنافسية إلى تحقيق عدة أهداف أهمها([2]):
- تحليل مصادر خلق مزايا التكلفة في أي مجال من المجالات واستخدام هذا التحليل في تحديد الأسباب التي تؤدي إلى اختلاف التكاليف والنفقات بين المؤسسات المنافسة وكذلك تحديد الفرص التي من خلالها تستطيع أي مؤسسة الاقتصاد في نفقاتها ، الأمر الذي يكسبها مركزاً تنافسيا أفضل.
- تقييم الأهمية التي تحظي بها القدرة التنافسية باعتبارها الهدف لأي استراتيجية تقوم المؤسسة بوضعها.
- فهم الأساليب التي يمكن من خلالها دعم القدرة التنافسية .
- فهم الدور المهم الذي تقوم به القيود التي يتم فرضها على عملية التقليد والمحاكاة في الاحتفاظ بالقدرة التنافسية لمدة طويلة.
- تحديد الفرص التي تتمتع بها أي مؤسسة من المؤسسات لتحقيق القدرة التنافسية من خلال تحليل قدرتها على توفير الكثير من المنتجات والخدمات الفريدة التي لا يوجد مثيل لها في المؤسسات الأخرى المنافسة ، مما يزيد من الطلب على هذه المنتجات والخدمات.
- استخدام سلسلة المهام كهيكل لتحليل القدرة التنافسية التي تتمتع بها المؤسسة فيما يتعلق باختلاف منتجاتها وخدماتها التي تقدمها عن المؤسسات الأخرى المنافسة لها والميزة التي تتمتع بها نتيجة التوفير في النفقات.
ووفقا لما يراه أحمد نجم الدين عيد تسعى المؤسسات التعليمية من خلال بناء وتكوين القدرة التنافسية تحقيق الأهداف الآتية([3]):
- إيجاد فرص تسويقية جديدة لمنتجات وخدمات المؤسسة.
- تكوين رؤية مستقبلية حيال صياغة وتحديد الأهداف والغايات التعليمية .
- اكتشاف آليات جديدة للمنافسة بالاعتماد علي ابتكارية التحسينات المستمرة علي التكنولوجيا ، وتقديم أداء أفضل للعمليات الإدارية.
- تعاظم وتسارع المستحدثات التقنية وتوظيفها في مؤسسات التعليم.
- تصدُر التعليم لأفضل التصنيفات العالمية من خلال آلياتها الاستراتيجية المستحدثة ، والهادفة للتجويد الأمثل لكافة أبعاد المنظومة التعليمية .
- التسويق الأمثل للإنتاجية المؤسسية تعليميا وبحثيا وإداريا على المستوي المحلي والدولي.
- القدرة على الاحتفاظ والاستبقاء على أيقونة الإبداع الإداري والتنظيمي بما يحقق لها استدامة الصدارة العالمية بين المؤسسات التعليمية .
- تجويد آليات التواصل والشراكات المهنية تعليمياً وبحثياً وإدارياً محلياً ودولياً.
لذا يمكن القول أن أهداف القدرة التنافسية تصبح مثالية إذا عززت بالأهداف الإضافية التالية:
- ضرورة خلق بيئة تدعم وتحافظ على التحسين المستمر.
- العمل على تحسين وتقوية الثقة في أداء العمل للعاملين من خلال روح الفريق الواحد وتحفيزهم على الإبداع والابتكار.
- السعي إلى إيجاد ثقافة تركز على العملاء وخاصة المحتملين منهم.
- التركيز على تحقيق أفضل مستوى إنتاج ممكن وتحسين نوعية المخرجات.
- العمل بثبات في معالجة الثغرات التي قد تنتج منها التقليد (المحاكاة) من منشآت أخرى منافسة.
ويتضح مما سبق أن القدرة التنافسية تعتبر هدفا يسعي التعليم بصفة عامة والتعليم قبل الجامعي بصفة خاصة لتحقيقه من خلال الاستثمار الجيد للموارد المتاحة ، وتشكيل مجالس استشارية للتعليم من كفاءات محلية وعالمية للمشاركة في رسم مستقبل التعليم على المستوي التنافسي العالمي، وتحديد المهارات المطلوبة من مخرجات التعليم لسوق العمل سواء أكان محلياً أم إقليمياً أو عالمياً.
([1])عبد الله بلوناس ، طرق بناء المزايا التنافسية المستدامة مدخل حلقة القيمة لبورتر ، ورقة عمل مقدمة إلى الملتقي الدولي الرابع (المنافسة والاستراتيجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية خارج قطاع المحروقات في الدول العربية) المنعقد في كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ، جامعة محمد خيضر بسكرة ، الجزائر ، في الفترة من 8-9 نوفمبر ، 2010م ، ص ص 3-4.
([2])جمس سي كراج روبرت ، الإدارة الاستراتيجية) استراتيجيات المزايا التنافسية المتعلقة بالحد من التكاليف واختلاف المنتجات ،ترجمة تب توب لخدمات التعريب والترجمة ، دار الفاروق للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 2003م ، ص 65.
([3]) أحمد نجم الدين عيدا روس ، إدارة فرق العمل الافتراضية كألية استراتيجية لتحقيق الميزة التنافسية في الجامعات المصرية ، مجلة كلية التربية ، جامعة بنها ، مج 26 ، ع101 ، 2015م ، ص113-132.