الوسيلة الاساسية التي نعتمد عليها في قياس الذكاء هي الاختبارات ومنذ اعد بينيه اول اختبار للذكاء اختبار ستانفورد بينيه للذكاء أخذ العلماء ينشئون العديد من الاختبارات بحيث تلائم مختلف الحاجات العلمية ونتيجة لهذا توافر لدينا مجموعة ضخمة من اختبارات الذكاء.
اختبار ستانفورد بينيه :
يعتبر اختبار بينيه من أشهر اختبارات الذكاء ،ذلك لأنه كان اول اختبار حقيقي يعد لهذا الغرض ، وقد مر الاختبار بمراحل متعددة وظهرت له تعديلات مختلفة قام بها بينيه بنفسه 1908 و 1911 فقد كان الاختبار الأصلي يتكون من 30 اختبار تشمل التآزر البصري والتمييز الحسي ومدى ذاكرة الارقام وبيان اوجه التشابه بين الأشياء وتكملة الجمل وغيرها ثم كان تعديل 1908
حيث تم فيه تصنيف الاختبارات الى مستويات متدرجة في الصعوبة حسب مستويات ابتداء من سن 3 سنوات حتى 13 سنة وبذلك تضمن الاختبار عددا من الاختبارات لكل سن فيما بين 3 ، 13 سنة .
ونتيجة لهذا الترتيب لاختبارات المقياس وفق المستويات العمرية أمكن استخدام الاختبار في تحديد المستوى الارتقائي الذي وصل اليه الطفل وقد عبر عن ذلك بالعمر العقلي
وهو اول نوع من المعايير التي استخدمت في اختبارات الذكاء. وكان العمر العقلي للطفل يتحدد على اساس العمر الذي استطاع ان يجيب على جميع الاسئلة السابقة عليه بنجاح يضاف اليها عام واحد عن كل 5 اختبارات يستطيع الطفل الاجابة عليها من الاختبارات الأكثر صعوبة.
وفي تعديل 1911 قام بينيه بإعادة ترتيب كثير من الاختبارات وتوحيد عددها في كل مستوى عمري فجعله 5 اختبارات مع اضافة 5 اختبارات لسن 15 سنة و 5 اختبارات لمستوى الراشد .
على ان اهم تعديل لهذا الاختبار هو ذلك الذي قام به ترمان في جامعة ستانفورد بينيه الامريكية ونشر عام 1916 باسم اختبار ستانفورد بينيه وقد اضاف اليه عناصر جديدة بحيث بلغت اختباراته 90 اختبارا واستخدمت فيه نسبة الذكاء بدلا من العمر العقلي ويقيس الاختبار في صورته هذه عددا من الوظائف العقلية المعقدة مثل التذكر والتعرف على الاشياء المألوفة والتفكير وفهم المفردات
وقد استمر ترمان ومعاونوه في اجراء التجارب على الاختبار منذ نشره عام 1916 ونتيجة لهذا الدراسات ظهر تعديل اخر لترمان و ميريل عرف بأ سميهما ونشر عام 1927 وظهر في صورتين متكافئتين
وقد زيدت اختبارات المقياس بحيث وصلت الى 129 اختبار تبداء من سن الثانية كما اعيدت صياغة تعليمات المقياس في صورة ادق وتم تقنينه على عينة كبيرة وأكثر تمثيلا . وهناك تنقيح اخر عام 1960 لهذا المقياس وقد اعده ترمان ايضا وقد ظهرت هذه الطبعة في صورة واحدة وتم فيها حذف الاختبارات التي لم تعد صالحة والتي لا تساير العصر
كما اعيد توزيع الاسئلة التي تغيرت مستويات صعوبتها واخر تعديل ظهر للمقياس عام 1985 وقد اعدها فريق من العلماء بقيادة روبرت ثورنديك وفي هذه الطبعة تم تطوير الاساس النظري للمقياس وكذلك الممارسة العملية له
وصف اختبار ستانفورد بينيه للذكاء:
يتكون مقياس ستانفورد بينيه في صورته المتاحة باللغة العربية من صندوق يحتوي على مجموعة من اللعب تستخدم مع الاعمار الصغيرة وكتيبين من البطاقات المطبوعة وكراسة لتسجيل الاجابات وللاختبار كراسة تعليمات وكراسة معايير التصحيح
وقد رتبت اسئلة المقياس في مستويات عمرية من سن عامين حتى سن الراشد المتفوق وقسمت المستويات العمرية من سن سنتين حتى سن خمس سنوات الى فئات نصف سنوية وفيما بعد سن الخامسة فقد حددت مستويات الاعمار في فئات سنوية وعدد اسئلة كل مستوى عمري 6 اختبارات باستثناء مستوى الراشد المتوسط الذي يبلغ عدد اسئلته 8 اختبارات
ويتميز الاختبار كما هو واضح من هذا المثال بتنوع المواد التي يشتمل عليها كما انها تختلف من مستوى عمري لأخر ومعظم اسئلة السنوات الاولى محسوسة في شكل صور ونماذج اما في المستويات العليا فيغلب على اسئلتها التجريد والصبغة اللفظية .
ثبات الاختبار وصدقه :
لقد اجريت دراسات كثيرة لتعيين ثبات نسبة الذكاء التي نحصل عليها من تطبيق المقياس في مختلف المستويات العمرية وذلك باستخدام طريقة الصور المتكافئة الصورة (ل) والصورة (م) على فترات زمنية مقدارها اسبوع واحد أو أقل وحساب معاملات الارتباط بين الدرجات التي يحصل عليها الأفراد في الصورتين
وقد وجد ان المقياس يتصف بالثبات حيث ان معاملات الثبات تصل في قيمتها الى 0,90 وقد لوحظ ان الاختبار يميل لأن يكون أكثر ثباتا في الأعمار الكبيرة منه في الاعمار الصغيرة . اما بالنسبة لصدق المقياس فقد اجريت دراسات كثيرة على الاختبار
وقام العديد من الباحثين بحساب معاملات الارتباط بينه وبين الدرجات المدرسية وتقديرات المعلمين ودرجات الاختبارات التحصيلية المقننة وذلك في مختلف المراحل التعليمية
وقد تبين ان هذا الاختبار يرتبط ارتباطا عاليا بالتحصيل في جميع المواد الدراسية تقريبا ويتراوح معظم معاملات الارتباط بين 0,40 / 0,75 الا ان ارتباطه بالمقررات اللغوية (مثل اللغات والمواد الاجتماعية ) كان اعلى من ارتباطه بغيرها من المواد .
استخدمت طريقة التحليل العاملي لاختبارات المقياس :
- تقويم الاختبار : يمكن ذكر بعض الخصائص العامه اللتي تميز بها هذا الاختبار ومنها:
- اختبار بينية هو اول اختبار حقيقي وضع لقياس الذكاء.
- ترجع اهمية المقياس ايضا الى انه كان اول مقياس يستخدم العمر العقلي كوحدة للقياس.
- يقيس الاختبار القدرة الحالية للفرد وبالتالي فهو يقيس محصلة الخبرات التعليمية اللتي مربها الفرد.
- تمثل الدرجة التي يحصل عليها الفرد في الاختبار قدرات عقلية مختلفة في المراحل العمرية المختلفة.
وقد اخذ على الاختبار انه غير دقيق في قياس ذكاء الراشدين ذلك انه اعد اصلا لقياس ذكاء الاطفال.
