اضطراب طيف التوحد Autism Disorder

يعد اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات النمائية التي بدأت تظهر نسب انتشارها في الوقت الحاضر، التي يبدأ ظهور أعراضها خلال مرحلة الطفولة المبكرة؛ فأطفال اضطراب طيف التوحد يعانون من قصور شديد في التفاعل الاجتماعي، ومهارات العناية بالذات، لذا فهم يمثلون فئة تتميز من غيرها من فئات ذوي الإعاقة بما يجعلهم في حاجة إلى إعداد برامج تربوية، وبرامج علاجية تتناسب مع احتياجاتهم.

تاريخ ظهور اضطراب طيف التوحد

ويرجع التعرف على هذه الفئة إلى الطبيب النفسي الأمريكي كانر (kanner, 1943)، عندما قام بفحص مجموعة من الأطفال ذوي الإعاقة العقلية بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية، ولفت اهتمامه وجود أنماط سلوكية غير عادية لإحدى عشر طفلا أطلق عليهم مصطلح اضطراب التوحد Autism Disorder، حيث لاحظ انغلاقهم الكامل على ذواتهم، والابتعاد عن الواقع، والانطواء والعزلة، وعدم التجاوب مع المثيرات التي تحيط بهم ^[1].

تعريفات اضطراب طيف التوحد:

وتعددت المصطلحات قديما حول مفهوم اضطراب طيف التوحد، إذ أطلق عليه بعض الباحثين الذات، أو الأنانية، وهناك من يسميها الاجترار، أو الاجترارية، أو اجترار الذات، ويسميها آخرون الذهان الذاتوي، أو التوحد الطفولي، وأحيانا تسمي التوحدية، ويفضل بعض الباحثين أن يسميها التوحد ^[2]

ويذكر علي (2014) أن لمصطلح التوحد عدة معاني منها: اجترار الذات والاجترارية، واستثارة الذات والأتوسيه، ويقصد بها اضطراب شديد في عملية التواصل والسلوك يصيب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة في عمر يتراوح بين (30-42) شهرا، ويؤثر في سلوكهم؛ إذ أن معظم هؤلاء الأطفال يفتقدون للكلام المفهوم ذي المعنى الواضح، ويتصفون بالانطواء، وعدم الاهتمام بالآخرين، وتبلد المشاعر، وتوجه اهتمامهم إلى الحيوانات أو الأشياء غير الإنسانية ^[3].

وأطلق عليه البعض متلازمة كانر (Kanner Syndrome)، ویری کانر (Kanner 1943)، المشار إليه في (الخطيب وآخرون، 2018)، أن اضطراب طيف التوحد عبارة عن بعض أنماط السلوك المتمثلة في عدم القدرة على تطوير علاقات مع الأخرين، وتأخر في اكتساب الكلام، وعجز في التواصل، واللعب النمطي، وضعف التحليل، والحفاظ على النمطية ^[4].

بالإضافة إلى أن مصطلح التوحدية يستخدم لوصف إعاقة من إعاقات النمو، تتميز بقصور في الإدراك، وتأخر أو توقف النمو، ونزعة انطوائية انسحابية تعزل الطالب عن الوسط المحيط به، إذ يعيش منغلقة على نفسه، ويكاد لا يحس بمن حوله، أو من يحيط به من أفراد أو أحداث أو ظواهر.

ويشير عواودة (2018) إلى أن هناك تصنيفات قديمة اعتمدت الاضطراب طيف التوحد (4-DSM) عدة أنواع من اضطراب طيف التوحد، وأدت إلى تسمية التوحد بـ “اضطراب طيف التوحد Autistic Spectrum Disorder، وإشارة إلى النطاق الواسع في درجاته وشدته ومظهر الأشخاص المصابين به، إذ ينظر إلى اضطراب طيف التوحد في الوقت الحاضر على أنه من الاضطرابات النمائية الشاملة Pervasive Developmental Disorders، التي تظهر في سن ما دون الثالثة، وتم تحديد خمسة أنواع من اضطراب طيف التوحد، وهي ^[5]:

• متلازمة أسبيرجر Asperger Syndrome: وهو اضطراب شبيه بالتوحد البسيط، والذي يظهر غالبة مصحوبة بتأخر ملحوظ في المعرفة واللغة،
• اضطراب ریت (Disorder Rett): وهو اضطراب يحدث في مراحل التطور الطبيعي في عمر الخمسة شهور إلى أربع سنوات مصحوبة بإعاقة عقلية.
• واضطراب الطفولة التفككي Childhood Disintegrative Disorder: وهو تطور طبيعي على الأقل، ويظهر بعمر السنتين وحتى عشر سنوات متبوعة بفقدان وانتكاس ملحوظ للمهارات.
• الاضطراب النمائي العام غير المحدد  Pervasive Developmental Disorder Not Otherwise Specified كما أنه تأخر عام في النمو غير موجود في أي معيار تشخيصي.

اضطراب التوحد Autistic Disorder: وهو إعاقة نوعية في التفاعل الاجتماعي والتواصل، ويمتاز بأنماط سلوكية نمطية وتكرارية محددة. ويعرف القانون الأمريكي لتعليم الأفراد المعاقين (IDEA) Individual With Disabilities Education Act,p101  

وهو إعاقة تطورية تؤثر بشكل ملحوظ على التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وتظهر الأعراض الدالة عليه بشكل ملحوظ قبل سن الثالثة من العمر وتؤثر سلبية على أداء الطفل التربوي، ومن الخصائص والمظاهر الأخرى التي ترتبط به هو انشغال الطفل بالنشاطات المتكررة والحركات النمطية ومقاومته للتغير البيئي أو مقاومته للتغير في الروتين اليومي، إضافة إلى الاستجابات غير الاعتيادية أو الطبيعية للخبرات الحسية”.