عند الحديث عن أدوار المديرين قد يكون من المفيد عند هذا المستوى من مستويات التعريف بمفهوم الإدارة وتعريف العملية الإدارية أن نوضح للقارئ أهمية التميز بين عدد من المفاهيم التي تختلط في ذهن الطالب المبتدئ في دراسة الإدارة.
فمثلاً مـن هـم المـديرين، ومـا هـي الأدوار المنوطة بها، وما هى المستويات المختلفة لعمل الإدارة، وهل يتطلب العمل الإدارى مهارات أو كفاءات خاصة يتميز بها القائمون على عمل الإدارة؟
المدير هو ذلك العضو التنظيمي المسئول عن عمليات التخطيط، التنظيم، القيادة، والرقابة لأنشطة المنظمة من أجل تحقيق أهداف المنظمة.
وفي هذا الإطار يمكن التعريف أولاً بالأدوار التى يقوم على أدائها المديرون وذلك على النحو التالي: فيما يلي:
أدوار المديرين:
لقد حدد هنري منتزبرج ثلاثة أدوار للمديرين، يمكن توضيحها([1]):
أ – الأدوار المرتبطة العلاقات بين الأفراد
ويقصد بتلك الأدوار مسئولية المدير في إدارة العلاقات مع الأعضاء والمؤسسين داخل المنظمة. وتنبع هذه الأدوار من أساس السلطة الرسمي للمدير. وتقـوم هـذه الأدوار على أساس كيفية قيام المدير بإدارة التفاعل مع الأفراد داخل المنظمـة وبـأي آليات.
هل تلك الآليات محفزة أم منفرة؟ هل تساعد على الابتكار أم الجمـود ؟…. إلخ.
1 – الدور التمثيلي Figurehead
ويقصد بهذا الدور قيام المدير بتقمص شخصية ممثل المنظمة في بعض المواقف التي تمثل المنظمة أمام العالم الخارجي.
2 – الدور القيادي Leader
المدير هذا الدور عندما يقوم بإصدار التوجيهات والإرشادات إلى المرؤوسين وإثارة دافعيتهم للعمل كما يتضمن الدور القيادي مسئولية المدير عن تدريب المرؤوسين وتنمية قدراتهم.
3 – الدور الاتصالي Liaison
هذا الدور يستخدمه المدير لدعم الاتصال بين منظمته والبيئة الخارجية ويتضح الدور الاتصالي الجيد للمدير من خلال قدرته على خلق علاقات طيبة مع جميع عملاء المنظمة مما يساعد على إنهاء أعماله بأقصى سرعة ممكنة دون تعطيل للعمل.
ب – الأدوار المرتبطة بالمعلومات
ويقصد بهذه الأدوار مسئولية المدير عن تجميع ونشر المعلومات للمنتفعين من عمل المنظمة، وتتطلب هذه الأدوار معرفة المدير لأدوات تبادل ومعالجة المعلومات والتي يمكن إجمالها في إطار الأدوار التالية:
1 – دور المتابع Monitor
ويقصد بهذا الدور قيام المدير بعمل مسح لكـل مفردات البيئة الداخلية والخارجية المحيطة بالمنظمة من أجل الوصول للمعلومات الهامة للمنظمة والتي من خلالها يقوم المديرون بتحديد الفرص والمخاطر الأساسية التي تواجه المنظمة وجماعات العمل الداخلية.
2 – الدور الإعلامي Disseminator
ويقصد بهذا الدور أنه بعدما تم تحليل لعناصر البيئة الداخلية والخارجية والوصول للمعلومات المطلوبة والمفيدة للمنظمة فإنه على المديرين تبادل ونشر تلك المعلومات وتوصيلها إلى من يستفيد منها لضمان حسن أداء العمل بالكفاءة والفعالية المطلوبة.
3 – دور المتحدث Spokesperson
تظهر أهمية هذا الدور بصفة خاصة في وقت المشاكل الكبيرة أو الكوارث، حيث في هذه الحالة يقوم المدير بعرض معلومات عن المنظمة للتخفيف من تلك المشاكل والأزمات التي تتعرض لها المنظمة.
ج- الأدوار المرتبطة باتخاذ القرارات:
ويقصد بتلك الأدوار مسئولية المدير عن معالجة المعلومات التي تم الحصول عليها والتوصل إلى نتائج بشأنها
وتتضمن تلك الأدوار أيضاً عملية استخدام المعلومات لاتخاذ قرارات بشأن المشاكل التنظيمية أو خلق فرص جديدة للمنظمة ولقد حدد هنري منتزبرج أربعة أدوار فرعية في إطار دور المدير كمتخذ للقرارات داخل المنظمة يمكن توضيحها فيما يلي:
1 – دور المبادر Entrepreneur
ويقصد بهذا الدور قيام المدير بالبحث عن الفرص الجديدة التي يمكن للمنظمة الاستفادة منها، والعمل على أخذ المبادرة عن طريق اتخاذ قرارات واقعية وفعلية لتحويل تلك الفرص إلى واقع ملموس.
2 – دور محتوى المشاكل Disturbance: Handler
يقصد بهذا الدور قيام المدير داخل المنظمة بحل أو باحتواء الأزمات والنزاعات التي قد تنشأ بين مجموعات العمل الداخلية والعمل على عدم تأثير تلك المشاكل على كيان المنظمة وإنتاجيتها.
4- دور تخصيص الموارد Resource Allocator
ويقصد بهذا الدور مهارة المدير في تخصيص الموارد المتوافرة على الإدارات المختلفة من جانب وعلى مناطق النشاط المختلفة داخل كل إدارة في المنظمة.
5 – دور تفاوضي Negotiator
يقصد بهذا الدور أن يكون لدى المدير مهارات التفاوض الخاصة بإبرام العقود والاتفاقيات بما يحقق أقصى منفعة للمنظمة.
والواضح أن الدور التفاوضي من أهم الأدوار بالنسبة لمديري إدارة المشتريات والمبيعات، نظراً لما تستلزمه عمليات الشراء والبيع من الدخول في إجراءات التفاوض بأنواعها المختلفة.
([1]) Chermerhorn, Management, (New York: John Wiley & Sons, Inc. 2008), PP. 19- 21