الإعاقة البصرية

الاحتياجات التعليمية للمعاقين بصريًا:

الاحتياجات التعليمية للمعاقين بصريًا:

تتباين وتتعدد الاحتياجات التعليمية للمعاقين بصريًا في ضوء خصائصهم المختلفة؛ لذا ينبغي التعرف عليها والعمل على تحقيقها كي يتسنى لنا تحقيق أهداف التعلم لدى تلك الفئة، التي لا تختلف عن العاديين سوى في الفقد الكلي أو الجزئي لحاسة البصر، ومن هذه الاحتياجات:

  • ينبغي توظيف واستغلال الحواس التي يمتلكها المعاق بصريًا، والعمل على تدريبه على استثمارها بفعالية، وهناك العديد من مهام الأنشطة التعليمية التي من خلالها يتمكن المعاق بصريًا من تنمية هذه الحاسة بسهولة ويسر؛ فيمكن تنمية مهارة استكشاف الأشياء عن طريق حاسة اللمس من خلال تنمية القدرة على التمييز اللمسي برؤوس أصابع اليد،
  • كما يمكن تنمية حاسة الشم والتذوق بغرض التمييز بين الأشياء والروائح المختلفة المصدر، أيضًا يمكن تنمية بعض المهارات المرتبطة بحاسة السمع، مثل: تنمية مقدرة التعرف على مصادر ونغمات الأصوات والتمييز بينها، وكذلك تنمية مهارات الإصغاء لدى المعاق بصريًا.
  • تنمية مهارات القراءة والكتابة بالتدريب على طريقة “برايل” بالنسبة للمعاقين بصريًا بشكل كلي، وبتدريب المعاقين بصريًا بشكل جزئي يمكن تنمية مهارات القراءة والكتابة من خلال الكتابة البارزة الكبيرة الواضحة، في بيئة ضوئية مثالية وبتقنيات تساعدهم على تعلم القراءة والكتابة.
  • ضرورة توافر الوسائل والأدوات التكنولوجية التعليمية التي تناسب طبيعة الإعاقة البصرية، مثل: النماذج والمجسمات التي تمثل المفاهيم العلمية بالمادة الدراسية المتعلمة، كما ينبغي ضرورة توافر الأجهزة والأدوات السمعية واللمسية، التي تسهل وتيسر على المعاق بصريًا فهم موضوعات التعلم والتفاعل معها، وتوظيف ذلك في تنمية المهارات الحياتية المرتبطة بها.
  • تمكين المعاق بصريًا من التعمق في فهم المفاهيم العلمية للمواد الدراسية المختلفة، من خلال ربطها ببعض التطبيقات الحياتية والممارسات اليومية.
  • توظيف المفاهيم العلمية المتعلمة بالحاجات الشخصية للمعاق بصريًا من البيئة المحيطة ومواردها المتاحة له.
  • ضرورة تجزئة المهمة العلمية المكلف بتنفيذها المعاق بصريًا من حيث الزمن والأداء، كذلك عرض المفاهيم العلمية المستخرجة من المحتوى العلمي للمواد الدراسية، وباقي مكونات بنية العلم بطريقة سهلة ومبسطة تساعد على تحفيزه للتعلم.
  • إحساس المعاق بصريًا بأنه محور اهتمام المحيطين به وتقديرهم، كما ينبغي تنمية الثقة بنفسه، من خلال توفير أعمال ومهام منبثقة من مهام أنشطة يستطيع أدائها على الوجه الأكمل بما يحقق الهدف منها، وأيضًا ينبغي إعطاؤه قدرًا كبيرًا من الحرية في اختيار مهام الأنشطة التعليمية، والتي تتناسب مع ميوله واهتماماته واستعداداته، وتراعي الفروق الفردية بينه وبين زملائه.
  • تهيئة المعاق بصرياً لأن يتقبل إعاقته، من خلال تعميق إيمانه بالله وبالصبر على الابتلاء، وبتحدى الإعاقة الذي يظهر من خلال نجاحاته المتكررة عند أداء المهام التي يكلف بها وفق طبيعة الأنشطة التعليمية المرتبطة بأهداف التعلم المرسومة سلفاً، وهذا يرتبط بالتهيئة النفسية والرعاية المتكاملة (الصحية والاجتماعية والنفسية).
  • غرس العادات الصحية السليمة من خلال تعريفهم بصورة الجسم وتعريفهم بما يقبله ويرفضه المجتمع من خلال أنشطة علمية هادفة بالموضوعات التعليمية المختلفة.
  • ربط الأنشطة التعليمية ببعض أنشطة التربية البدنية والأنشطة الترويحية، لإكساب المعاق بصريًا اتجاهات إيجابية نحو العملية التعليمية وثمارها المتضمنة في الخبرات المتنوعة التي يكتسبها.
  • مراعاة التهيئة في حالة الدمج لكل من المعاقين بصريًا وأقرانهم المبصرين، وفي حالة العزل ينبغي ألا يزيد عدد المتعلمين عن ثمانية أفراد من المعاقين بصريًا، حتى يتسنى دراسة الأنشطة بالصورة التى تحقق الهدف منها.
  • ممارسة الحوار وفق آدابه وأسسه مع المعاق بصريًا؛ حيث التحدث إليه والاستماع له والقراءة عليه بما يؤدي إلى تأكيد الثقة لديه وإحساسه بالأمان والاهتمام.

وبالنظر إلى تلك الاحتياجات اللازمة لتعليم المعاقين بصريًا، يتضح أنه تأتي حاسة اللمس في الأهمية بالنسبة للمعاقين بصريًا بعد حاسة السمع؛ حيث يعتمد عليها اعتمادًا كليا عندما تنقطع الأصوات أو لا تتوافر لديه بالقدر الذي يمكنه من الحصول على المعلومات المهمة والضرورية

حيث تعد حاسة اللمس بالنسبة للمعاق بصريًا الوسيط الذي يمكنه من تذوق الشعور بجمال العالم الخارجي، كما أنها مصدر من مصادر اكتساب الخبرات ووسيلة من وسائل اتصاله بالعالم الخارجي، ففي الأيدي تجتمع أدوات البحث والمعرفة والعمل؛ حيث تمارس الأنشطة العلمية، ومن ثَمَّ فهي تؤثر تأثيراً واضحاً في حياته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية

إذ يتعرف بواسطتها على ملامس الأشياء مميزًا بين الخشونة والنعومة والصلابة والليونة والجفاف والرطوبة والزوايا والمنحنيات والحدة والرقة والنبض والاهتزازات، إضافة إلى الربط بين أحجام الأشياء وأشكالها وأبعادها المكانية، كما أن حاسة اللمس يمكنها الاستجابة للعديد من المثيرات الميكانيكية، والحرارية، والكهربائية، والكيميائية

إذ إن المستقبلات الجلدية مهيأة لاستقبال المثيرات المتنوعة لإعطاء حقائق عن البيئة وعناصرها الملموسة، فالمثيرات اللمسية تعمل على إيصال المعاق بصريًا بالبيئة من حوله فيؤدي ذلك إلى حدوث نوع من الارتباط بينه وبين المؤثرات الخارجية التي تؤثر على نمو وعيه اللمسي

ونخلص هنا إلى أنه يمكننا تعليم المعاق بصرياً باللمس، لتزويده بالمعلومات والخبرات العلمية المرتبطة بالخبرات التعليمية المتضمنة بالمناهج الدراسية ومقرراتها ومحتواها العلمي بشكل وظيفي.

وتعد حاسة السمع ثاني الحواس أهمية بعد الإبصار، نظرًا لعلاقتها الوثيقة بتواصل المعاق بصريًا ولغته؛ حيث يحافظ على تواصله الفعال مع البيئة المحيطة خلال هذه الحاسة، فهي الوسيلة الأولى لتعليم المعاق بصرياً بجذب اهتمامه، ثم التحدث والاتصال معه بكافة الوسائل البسيطة والممكنة، بما يعمل على بناء علاقة فعالة كما يحافظ على النمو المبكر لحاسة السمع لديه.

لذا ينبغي التركيز على المعلومات التي يتمكن من خلالها المعاق بصريًا أن يكتشفها ويكتسبها من خلال حواسه السليمة، كما أن مشاركته فيها أساس تحقيق أهداف التعلم للمعاق بصريًا

ومن المفيد أن نقوم بتعديل دروسنا التعليمية من خلال تحليل محتوى تلك الدروس بغرض تحديد المتغيرات التي تتضمنها هذه الدروس، لربطها بأنشطة تتصل بها مباشرة، ليحاول المعاق بصريًا القيام بها بتوظيف حواسه الأخرى.

أهم الاحتياجات التعليمية للمعاقين بصريا:

  • توظيف واستغلال الحواس التي يمتلكها المعاق بصريًا
  • تنمية مهارات القراءة والكتابة بالتدريب على طريقة “برايل”
  • توافر الوسائل والأدوات التكنولوجية التعليمية التي تناسب طبيعة الإعاقة البصرية
  • التعمق في فهم المفاهيم العلمية للمواد الدراسية المختلفة
  • توظيف المفاهيم العلمية المتعلمة بالحاجات الشخصية
  • تجزئة المهمة العلمية المكلف بتنفيذها المعاق بصريًا
  • إحساس المعاق بصريًا بأنه محور اهتمام المحيطين به وتقديرهم
  • تهيئة المعاق بصرياً لأن يتقبل إعاقته
  • ربط الأنشطة التعليمية ببعض أنشطة التربية البدنية والأنشطة الترويحية
  • مراعاة التهيئة في حالة الدمج لكل من المعاقين بصريًا وأقرانهم المبصرين
  • ممارسة الحوار وفق آدابه وأسسه مع المعاق بصريًا
  • غرس العادات الصحية السليمة [1]

المراجع

  1. GREWE, R. (1980, January). REHABILITATION OF THE VISUALLY IMPAIRED. In KLINISCHE MONATSBLATTER FUR AUGENHEILKUNDE (Vol. 176, No. 6, pp. 1020-1020). POSTFACH 30 03 66, D-70443 STUTTGART, GERMANY: FERDINAND ENKE VERLAG.‏
السابق
المعلم كمرشد نفسي مدرسي للطلاب
التالي
الكفايات المهنية لدى معلم المعاقين بصريا

اترك تعليقاً