الصحة والإرشاد النفسي

الاضطرابات النفسية Mental Disorders

الاضطرابات النفسية Mental Disorders

إن الإنسان يعيش في مجتمع متغير الأطوار، ولا شك أن هذا التطور ألقي على مختلف المجتمعات المتطورة منها والنامية العديد من الأدوار، مما عرض أفراد هذه المجتمعات إلى العديد من الدوافع، والحاجات المطلوب إشباعها، والتي بدورها تحافظ على توازن الإنسان النفسي والعاطفي والاجتماعي، الأمر الذي يساعد الفرد على أن يتمتع بالصحة النفسية لكي يستطيع مواجهة، والتعامل مع تغيرات العصر دون التعرض للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية.

ويؤكد الختاتنة على أن الإنسان يتعرض في حياته إلى العديد من الضغوط النفسية والمشكلات، فالبعض يستطيع أن يقاوم هذه المشكلات ويتكيف معها ويحافظ على صحة نفسية عالية، والبعض الآخر لا يستطيع أن يتكيف مع هذه المشكلات ويصبح عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية [1].

إن فهم المؤثرات التي تؤثر على الحالة النفسية والعقلية للإنسان أمر في غاية التعقيد والأهمية، حيث الحالة النفسية تتأثر في الحالة العقلية، والحالة العقلية تتأثر في الحالة النفسية، فهناك من يقسمها حسب أسبابها، وهناك من يقسمها حسب أنواعها وهناك من يقسمها حسب الجانب النظري، وهناك من يطلق على جميع الاضطرابات العقلية والنفسية مصطلح الاضطرابات النفسية، وهناك من يطلق مصطلح الاضطراب النفسي على الاضطرابات العصبية (Neurosis)، وهناك من يطلق مصطلح الاضطرابات العقلية على الأمراض الذهانية (Psychosis).

ومن هنا فإن هناك تداخلا كبيرا في التصنيفات للأمراض النفسية والعقلية، ولذلك ففي هذا الموضوع نعرض لبعض الاضطرابات النفسية.

مفهوم الاضطرابات النفسية

عرفت الجمعية الأمريكية للطب النفسي 2000 ,American Psychiatric Association الاضطراب النفسي، بأنه متلازمة نفسية وسلوكية تسبب الشعور بالضيق والتوتر والعجز، وتعمل على زيادة احتمالية تعرض الفرد للوفاة، أو الألم، أو العجز، وتعبر عن خلل في الحالة السلوكية، أو النفسية، او البيولوجية للفرد [2].

وعرفته قطيشات والتل بأنه يشير إلى حالات سوء التوافق سواء مع النفس، أو مع الجسد، أو مع البيئة الطبيعية، أو الاجتماعية، ويعبر عن هذه الاضطرابات بدرجة عالية من أعراض التوتر، والقلق، والقهر، والإحباط، وليس بالضرورة لها أسباب عضوية، وعادة ما يكون الفرد المضطرب نفسيا متصلا بالواقع، ضابطا لسلوكه، قادرا على القيام بواجباته بشكل عام [3].

ويعرف حسن (2003) الاضطرابات النفسية بأنها اختلالات في الآليات النفسية في التلاؤم والتوافق مع الحياة، وهي أيضا خلل في الاستجابة لحاجات الفرد الداخلية، وفي التوافق مع الحياة الاجتماعية، والتوافق مع الواقع، فهناك حالات تكون هذه الآليات غير قادرة على التوافق بصورة مزمنة، أو قد يكون مسار التوافق ألم يسير بطريقة ناجحة [4].

وعرف رضوان (2007) الاضطرابات النفسية بأنها مجموعة من الأعراض المركبة القابلة للتحديد من الناحية العيادية، وهي تنتج من مجموعة من العوامل النفسية، والاجتماعية، والوراثية، والجسدية، قد تتوافق هذه الأعراض مع اضطراب في العلاقات الاجتماعية كالسلوك الجانح، والسلوك غير الاجتماعي، والكذب، والعدوان الزائد [5].

والاضطراب النفسي هو حالات من سوء التوافق مع النفس، أو مع الجسد، أو مع البيئة الطبيعية، أو الاجتماعية، ويظل معها الفرد المضطرب متصلا بالحياة الواقعية، قادرة على استبصار حالته المضطربة، ضابطة لسلوكياته إلى حد كبير، قادرا على القيام بواجباته [6] .

أنواع الاضطرابات النفسية:

قام زهران (1977) بتقسيم الاضطرابات النفسية التي من الممكن أن يصاب فيها الفرد إلى [7]:

الاضطرابات العصابية (Neurosis):

وهو الشكل غير الحاد من الاضطرابات النفسية، ويمثل الأعراض والسلوكيات التي تظهر على الأشخاص العاديين ولكنها تكون أكثر حدة وأثر تكرارا لدى مرضى العصاب، والعصابي شخص يدرك ما يحيط به من أمور، ويتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي، لكن الاضطراب النفسي يؤثر في حياته، ويؤثر على توافق الإنسان مع نفسه ومع بيئته، وتأخذ أشكال متعددة من أهمها التوتر النفسي، والقلق، والوسواس، والأفعال القسرية الإرادية، والمخاوف المرضية.

الاضطرابات الذهانية (psychosis):

وهو الشكل الحاد من الاضطرابات النفسية، حيث ينفصل الشخص عن الواقع، والانفعال الشديد، واضطراب في القدرات العقلية، ونقص في البصيرة، وخلل واضح في السلوك، حيث يمكن أن يتصور الذهاني تصورات ليس لها أساس من الصحة، ويمكن أن يسمع أصواتا غير واقعية، ويشم روائح غير موجودة أصلا وتضعف قدرة الشخص على القيام بالوظائف الحياتية الاعتيادية، وتضعف قدرته على المشركة في الحياة الاجتماعية.

وقد قسم الدليل التشخيصي الرابع في نسخته الرابعة (17-DSM) الاضطرابات النفسية الى سبعة عشر نوعا وهي [8]:

  1. اضطرابات عادة ما تشخص للمرة الأولى في مرحلة الرضاعة، أو الطفولة، أو المراهقة Disorder Usually First Diagnosed In Infancy, Childhood, .Adolescence
  2. الاضطرابات النفسية الناتجة عن حالة طبية عامة، وغير المصنفة في مكان أخر Mental Disorders Due to a General Medical Condition not Elsewhere Classified.
  3. الهذيان، والخرف، وفقدان الذاكرة، والاضطرابات المعرفية، والاضطرابات الأخرى Delirium, Dementia, Amnesic, and other cognitive Disorders.
  4. الاضطرابات المتعلقة بتعاطي المواد Substance Related Disorder.
  5. الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى Schizophrenia and Other Psychotic Disorders.
  6. اضطرابات المزاج Mood Disorders.
  7. اضطرابات القلق ومنها قلق اللغة Anxiety Disorders.
  8. الاضطرابات جسدية الشكل Somatoform Disorders.
  9. الاضطرابات المفتعلة وغير الحقيقية Factitious Disorders.
  10. الاضطرابات الانفصالية Dissociative Disorders.
  11.  الاضطرابات الجنسية Sexual Disorders.
  12. اضطرابات الاكل Eating Disorders.
  13. اضطرابات النوم Sleep Disorders.
  14. اضطرابات التحكم في النزوات غير المصنفة في مكان اخر Impulse Control Disorders not Elsewhere Classified
  15. اضطرابات التكيف Adjustment Disorder.
  16. اضطرابات الشخصية Personality Disorder.
  17. حالات أخرى قد تكون محل اهتمام الأخصائي الاكلينيكي Other Conditions that May be a Focus of Clinical Attention.

المراجع

  1. الختاتنة، سامي محسن (2012). مقدمة في الصحة النفسية، الأردن: دار الحامد.
  2. American Psychatric Association (2000). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, (4th ed), Text Revision
  3. قطيشات، نازك عبد الحميد والتل، أمل يوسف (2009). قضايا في الصحة النفسية، عمان: دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع.
  4. حسن، ناصر بوكي (2003). الصحة والاضطرابات النفسية والسلوكية، دمشق: دار ابن النفيس.
  5. رضوان، سامر (2007). الصحة النفسية. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
  6. شریت، أشرف عبد الغني وحلاوة، محمد السيد (2002). الصحة النفسية بين النظرية والتطبيق، الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث.
  7. زهران، حامد (1977). الصحة النفسية والعلاج النفسي، القاهرة: عالم الكتب.
  8. DSM-17
السابق
التفكير الإيجابي Positive Thinking
التالي
العوامل المؤثرة في الاضطرابات النفسية

اترك تعليقاً