مدارس STEM

التعلم بالمشروعات في مدارس STEM

التعلم بالمشروعات في مدارس STEM

تطورت المناهج من منهج المواد المنفصلة إلى المنهج المترابط الذي يعتمد على إقامة علاقات ترابط بين المواد الهامشية مع المحافظة على تقسيماتها، وبالنظر إلى التعلم بالمشروعات في مدارس STEM وتطور هذا المنهج ليظهر المنهج المدمج الذي يربط مواد تتفق طبيعتها مع الربط والدمج وإزالة الحدود فيما بينها.

وجاء بعد ذلك منهج المجالات الواسعة الذي يجمع فرقا واسعا من مجالات المعرفة كالرياضيات من العلوم والدراسات الاجتماعية مثلا. وختم تطوير هذا التنظيم بما يعرف المنهج الحلزوني الذي يعتمد في تقديم المعرفة على ازدياد العمق والاتساع في المعرفة كلما تقدم المتعلم في صفوف الدراسة، مع إخضاع هذا المتعلم للمعرفة.

وقد اتجه المربون إلى تنظيم المناهج الحديثة في شكل في شكل موضوعات تتجمع حولها الحقائق المطلوب دراستها في المادة، وتسمى هذه الموضوعات وحدات، حيث يرتبط بعضها ببعض حول موضوع الوحدة، وقد أطلق على هذا النوع من الوحدات اسم الوحدات القائمة على المواد الدراسية.

وبجانب هذه الوحدات يوجد نوع آخر أطلق عليه الوحدات القائمة على الخبرة، ويقوم فيها المعلم بالتعاون مع تلاميذه بتنظيم مجموعة من الخبرات المربية حول إحدى احتياجات التلاميذ أو حاجات المجتمع الذي يعيشون فيه.

حيث يهتم هذا المنهج بالتنظيم المنطقي، والتنظيم السيكولوجي لمحتوى المنهج، مع الاهتمام بأساليب النشاط العقلي والتفكير، وإيجاد حلول لمشكلات المتعلمين، والاهتمام بالمهارات والتعليم والممارسة أكثر من الحفظ والتلقين.

و التعلم المشروعات في مدارس STEM منحى تدريسي مبني على نشاطات تعلم حقيقية ترتبط بدافعية الطالب واهتماماته وتثيرهما، وهذه النشاطات مصممة للإجابة على سؤال أو لحل مشكلة وبشكل عام تبرز أنواع تعلم الطلاب والعمل الذي يقوم به الناس خارج غرفة الصف في الحياة الحقيقية.

والتعلم بالمشروعات في مدارس STEM مرادف لما يسمي التعلم العميق، وعندما يصمم جيدا يثير الطلاب ويشجعهم على مواجهة المفاهيم المحورية للفرع المعرفي ومبادئه.

التعلم بالمشروعات في مدارس STEM

وعلى ذلك يمكن تعريف التعلم بالمشروعات في مدارس STEM بأنه أسلوب تدریس منهجي يشرك الطلاب في تعلم المعارف ويعزز المهارات الأساسية للحياة من خلال عمليات استقصاء موسعة يقوم بها الطلاب حول قضايا معقدة وحقيقية، ومن خلال تصميمهم المهمات والنواتج.

وفي التعلم المستند على المشروعات تستخدم مشاريع الفصول الدراسية بتعمق ودقة لتسهيل عملية التعلم وتقويم كفاءة الطلاب، وينبغي عدم الخلط بين هذا التعلم والتعلم القائم على حل المشكلات.

ولقد تم تطوير استراتيجية التعلم بالمشروعات ضمن الجهود المبذولة لإصلاح المدرسة في ذلك الوقت، وهي تقدم هذه الاستراتيجية للطلاب مهام معقدة قائمة على الأسئلة الصعبة أو المشكلات التي تتطلب من الطلاب حل المشكلات، واتخاذ القرارات. وممارسة مهارات البحث والتفكير الذي يتضمن تيسير المعلم للتعلم ولكن ليس القيادة والتحكم.

ويركز التعلم بالمشروعات في مدارس STEM على الأسئلة التي تدفع الطلاب إلى مواجهة المفاهيم والمبادئ المركزية لموضوع يتطلب من الطلاب ممارسة العمل اليدوي، وفيه يشكل الطلاب استقصاء اتهم الخاصة بموضوع السؤال الموجه، كما يسمح هذا التعلم للطلاب بتطوير مهاراتهم البحثية القيمة، من خلال الانخراط في عمليات التصميم التي يتطلبها المشروع، وحل المشكلات، وصنع القرار، والأنشطة الاستقصائية.

ومن خلال التعلم المستند على المشروعات، يتعلم الطلاب من هذه الخبرات ويطبقونها على العالم الواقعي خارج صفوفهم. ويشجع هذا التعلم على ممارسة عادات تعلم جديدة مع التركيز على مهارات التفكير الإبداعي ، من خلال الطلب من الطلاب حل المسألة بعدة طرق.

وتؤكد هذه الاستراتيجية على أنشطة التعلم التي تكون طويلة الأمد، وتحقق التكامل بين عدة تخصصات، وتركز على الطالب مختلفة بذلك عن الأنشطة الصفية التقليدية التي يقودها المدرس، ففي التعليم القائم على المشروعات.

وفي كثير من الأحيان يجب أن ينظم الطلاب عملهم وإدارة وقتهم الخاص، يختلف التعلم المستند على المشروعات عن الاستقصاءات التقليدين بتركيزه على بناء التعاون بين الطلاب للإنجاز وتحقيق الأهداف ومن ثم عرض ما تعلموه.

ويمكن للطلاب تنفيذ العمل طوال الوقت أو على فترات حسب ما يرونه مناسبا لهم ولعملهم، والفكرة الأساسية وراء التعلم بالمشروعات هي استخدام مشكلات العالم الحقيقي فهي تحظى باهتمام الطلاب، وتستثير فيهم التفكير الجاد، واكتساب المعرفة الجديدة وتطبيقها في حل المشكلات.

ويلعب المعلم دور الوسيط، ويبني مع الطلاب مشکلات جديرة بالاهتمام، وينظم المهمات ذات المعنى، ويدرب الطلاب على تطوير المعرفة والمهارات الاجتماعية، ويقوم ما تعلموه من هذه التجربة بدقة.

ومؤيدو التعلم بالمشروعات في مدارس STEM يؤكدون أنه ينمي في الطلاب مهارات التفكير والتعاون المطلوبة في سوق العمل.

مميزات التعلم المشروعات في مدارس STEM

يتميز منهج التعلم المشروعات في مدارس STEM بما يلي:

  • يعود الطلبة على تحمل المسؤولية.
  • يدرب الطلبة على حل المشكلات.
  • ينمي روح التعاون لدى الطلبة.
  • يعود الطلبة المثابرة والجد في العمل.
  • ينمي القدرة لدى الطلبة على التقويم وإصدار الأحكام.
  • يربط بين المدرسة والحياة.
  • يعود الطلبة البحث المنظم.
  • يجعل الطلبة محور العملية التعليمية.
  • يكشف عن مواهب الطلبة ويظهر قدراتهم والفروق الفردية بينهم.

عيوب التعلم بالمشروعات في مدارس STEM

توجد مآخذ على منهج التعلم المشروعات في مدارس STEMيمكن إجمالها بالآتي:

  • قد يحتاج المشروع إلى إمكانيات مادية وتسهيلات إدارية لا توفرها المؤسسة التعليمية.
  • يقتضي إعادة توزيع جدول الدروس وتنظيم اليوم المدرسي بطريقة ملائمة.
  • يحتاج إلى إمكانيات خاصة من المدرسين قد لا تتوافر عند الكثيرين
  • يعتبر منهج المشروعات من التصميمات التي يصعب إعدادها وتنفيذها .
  •  لا يؤدي منهج المشروعات إلى تعمق في المادة [1].

المراجع

  1. مي عمر عبد العزيز السبيل (2015)، “أهمية مدارس العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات STEM في تطير تعليم العلوم: دراسة نظرية في إعداد المعلم”، من بحوث مؤتمر برامج إعداد المعلمين في الجامعات من اجل التميز، المؤتمر العلمي الرابع والعشرون للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة: جامعة عين شمس، المنعقد في أغسطس 2015، ص ص 264-265.
السابق
دراسات سابقة حديثة في التعلم التكيفي 2022
التالي
دراسات في التعلم النقال Mobile Learning

اترك تعليقاً