علم النفس

التفكير الإيجابي Positive Thinking

التفكير الإيجابي Positive Thinking

يُعتبر التفكير  Thinkingبشكل عام ومنه التفكير الإيجابي خاصة عاملاً من العوامل الأساسية في حياة الإنسان فهو الذى يُساعد على توجه الحياة وتقدمها، كما يُساعد على حل كثير من المشكلات وتجنب الكثير من المخاطر، وبه يستطيع الإنسان السيطرة والتحكم في أمور كثيرة وتسييرها لصالحه، فالتفكير عملية راقية تُبنى وتُؤسس على محصلة العمليات النفسية الأُخرى، كالإدراك والاحساس والتحصيل والابداع، وكذلك على العمليات العقلية كالتذكر والتمييز والتعميم والمقارنة والاستدلال والتحليل، ومن ثم يأتي التفكير على قمة هذه العمليات العقلية والنفسية.

ويُعد التفكير الإيجابي “Positive Thinking”  مصطلحاً جديداً نسبياً، كثُر استخدامه في المحافل التربوية والتعليمية، حيثُ تُشير الأبحاث العديدة إلى أهمية استخدام مهارات التفكير في مساعدة الفرد على أن يكتسب شخصية إيجابية قادرة على التعامل مع المستقبل، فضلاً على اكتسابه الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والعديد من الصفات اللازمة والضرورية للتعامل مع تحديات المستقبل [1].

كما يُعتبر أحد الموضوعات الأساسية التي يرتكز عليها علم النفس الإيجابي، وفى ذات الوقت فإنه لا يهمل التفكير السلبى أو التشاؤمي بل يسعى علم النفس الإيجابي إلى التعرف على أهم السلبيات في التفكير في محاولة لتعظيم الجوانب الايجابية لدى الفرد والتي تدفع به إلى التخلص من التفكير بشكل سلبى [2].

تعريف التفكير الإيجابي:

يرى أن التفكير الإيجابي هو مجموعة من الاستراتيجيات في الشخصية توجد بدرجات متفاوتة عند البشر، منها تقبل الذات غير المشروط والكفاءة الشخصية، والإنجاز والعطاء، وتحقيق الذات، ومهارات التفاعل الاجتماعي، والتطلع نحو المستقبل، وغير ذلك من الاستراتيجيات التي من شأنها أن تجعل الفرد أكثر مسئولية وإيثارية وتحضراً [3].

ويُشير إبراهيم الفقي إلى أن التفكير الإيجابي هو مصدر قوة وحرية، فهو مصدر قوة لأنه يُزيد من مهارة وثقة الفرد على التفكير في حل المشكلات حتى يجده، وهو مصدر حرية أيضاً لأن الفرد سيتحرر من معاناة سجن التفكير السلبي وآثاره النفسية والجسمية [4].

وتشير أسماء عدلان(2015) إلى أن التفكير الإيجابي هو عملية عقلية لإنتاج وخلق الأفكار التي ترتبط بالابتكار والسيطرة الآلية على أخطاء التفكير الهدامة وتقويمها وتوجيهها بطريقة فعالة تُضفي إيجابية على الحياة الشخصية أو العملية والسماح للأفكار العقلية والإيجابية بأن تُؤدي إلى التوسع والنمو والنجاح وتوقع نتائج النجاح.

أهمية التفكير الإيجابي ودوره في الصحة النفسية للفرد:

يسعى الإنسان مهما كان عمره، ومهما كان الزمان أو المكان الذي يعيش فيه إلى أن تكون حياته وحياة من حوله مليئة بالسعادة والرفاهية والنجاح المتواصل في شتى مجالات الحياة، ولذلك يحاول جاهداً أن يجلب لنفسه ولغيره الخير والمصالح المادية والمعنوية، وأن يدفع عن نفسه الضر والمفاسد.

وإن مما يُمكن الانسان من الوصول إلى مراده أن يقوم بادئ ذي بدء بتحسين مستوياته الفكرية وذلك بتبني منهج فكري سليم عن نفسه وعن مجتمعه وعن الحياه بصفه عامه، وأن يُدرب نفسه على التخلي عن الأفكار السلبية التي تُحد من قدراته، والتي تُضيع جهوده في سبيل تحقيق ما يصبو إليه من أهداف في حياته، ومن هنا نُدرك أهمية التفكير الإيجابي، فالإنسان يستطيع أن يُقرر طريقة تفكيره فإذا اختار أن يُفكر بإيجابية يستطيع أن يُزيل الكثير من المشاعر غير المرغوب فيها والتي ربما تُعيق في تحقيق الأفضل لنفسه [5].

ويوضح حمزة بركات، محفوظ معمري: أهمية التفكير الإيجابي في النقاط التالية [6]:

  • يقود الفرد إلى حل مشكلاته ويحدد اختياراته بطرق فعالة.
  • يعزز الثقة بالذات من خلال الابتعاد عن الانهزامية.
  • تحديد العوامل التي تمكن الأفراد والمؤسسات والمجتمعات من الازدهار وذلك من خلال توظيف كل أفضل ما في الطرق العلمية.
  • تعزيز المشاعر الإيجابية من خلال القدرة على التفكير التفاؤلي وحل المشكلات.
  • يحفز على الإبداع والابتكار.
  • القدرة على مواجهة الضغوط النفسية المختلفة بطريقة إيجابية.

كما يعمل التفكير الإيجابي على إعطاء القدرة على التعامل مع قضايا الحياة وأزماتها، ويُعتبر المدخل لتعديل الحالة الوجدانية وتعزيز الصحة النفسية للفرد. ولا يعنى التفكير الايجابي أن نتغاضى عن السلبيات التي تواجه الفرد في حياته، لأن هذا ليس من الايجابية بل ينظر إلى سلبيات وضعية، ويعمل على تعديلها إلى الإيجابية، وبذلك يقوم الفرد بالتصدي لها ويبتعد عن الرضوخ للأفكار السلبية [7]..

ويشمل التفكير الإيجابي قدرة الفرد على التركيز والانتباه إلى جوانب القوة في كلٍ من المشكلة وأيضاً في القدرات التي يمتلكها الفرد كالقدرات النفسية والمثابرة، والقدرة على تحمل المشاق، والتوافق النفسي، كما تشمل أيضاً قدرات عقلية ترتبط بأساليب واستراتيجيات متنوعة لحل المشكلات والقدرة على التعلم والاستفادة من المواقف الضاغطة، واكتشاف الفرص الايجابية في الموقف، كما يشمل تكوين عادات جديدة في حياة الفرد.

ولعل إستخدام الفرد أُسلوب التفكير السلبي يؤدي إلى الانهزامية والاستسلام وبالتالي الاخفاق عن الفعل والمبادرة، مما يفتح المجال أمام ترسيخ العجز عند الفرد، وعلى العكس من ذلك يؤدي التفكير الإيجابي إلى الحفاظ على المعنويات والأمل، والمقدرة على رؤية القدرات التالية، وبالتالي يدفع للسعي نحو البحث باستمرار حول الحلول البديلة.

المراجع

  1. أسماء محمد عدلان(2015). أثر برنامج تدريبي قائم على مهارات التفكير الايجابي في تنمية الثقة بالنفس والتفاؤل والمرونة الفكرية لدى تلاميذ الحلقة الاعدادية ذوي صعوبات التعلم الاجتماعي. مجلة العلوم التربوية، 2(2)، 1-39.
  2. Conoley, C ,& Conoley, J. (2008).Positive Psychology and Family Therapy, John Wiley & Sons, INC.
  3. Seligman,M., & Csikiszentmihalyi,M. (2002). Positive psychology: An introduction. American psychologist, 55,5-14.
  4. إبراهيم الفقي(2009). التفكير السلبي والتفكير الإيجابي” دراسة تحليلية “. ط1، القاهرة: دار الراية.
  5. حافظ العمري(2014). التفكير الإيجابي ومصادر التأثير. مجلة مسارات معرفية- مركز دراسات المرأة، ع4، 19- 28.
  6. حمزة بركات، محفوظ معمري(2016). قيمة العوامل العقلية والفكرية في الصحة النفسية: التفكير الإيجابي أسلوباً للعلاج. مجلة دراسات، الجزائر،1(44)، 174-182.
  7. Aspinwall, L. G., & Staudinger, U. M. (2003). Psychology of human strengths: Some central issues of an emerging field. In Lisa G. Aspinwall and Ursula M.Staudinger, (Ed.), Amazon kindle Psychology of human strengths: Fundamental questions and future directions for a positive psychology.
السابق
الإيجابية  Positivity مفهومها وعناصرها
التالي
الاضطرابات النفسية Mental Disorders

اترك تعليقاً