إن المتطلع إلى تقنية الذكاء الاصطناعي يجد أنها تمثل طفرة هائلة قد تساعد في نقل الفصول الدراسية من الإطار التقليدي للتعلم إلى الإطار الحديث الذي يواكب طبيعة العصر الحالي والمتمثل في استخدام مزيج من الروبوتات، أو البرامج والتطبيقات التي يمكن تصميمها حسب الحاجة إليها.
مما يؤدي إلى استفادة نسبة كبيرة ومتزايدة من الطلاب والمعلمين من الذكاء الاصطناعي نتيجة لخصائصه التي تتسم بالاستمرارية والمرونة؛ مما يسهل إدارة العملية التعليمية بالشكل الذي يضمن نجاحها ويسهل تحقيق الأهداف المرتبطة بها.
مفهوم الذكاء الاصطناعي:
تنوعت التعريفات التي تناولت تقنية الذكاء الاصطناعي نظرا لحداثته، ومروره بالعديد من المراحل المرتبطة بتطوره؛ فهو مفهوم له جذوره العميقة والممتدة بداية من النظم الخبيرة باعتبارها مجالا من مجالاته إلى ما وصل عليه الآن، وكذلك نتيجة للتطور المستمر في التقنيات التكنولوجية التي تختلف من عصر الآخر.
وتعرف سامية قامورة (ص ٥ ، ٦) الذكاء الاصطناعي([1]): بأنه التيار العلمي والتقني الذي يضم الطرق والنظريات والتقنيات التي تهدف إلى انشاء آلات قادرة على محاكاة الذكاء؛ كما أن الذكاء الاصطناعي يتكون من مفهومين أساسيين هما:
- الذاكرة: وتقوم بعملية التخزين وتعد شكل من أشكال الذكاء تسمى بالذكاء السلبي.
- الاستدلال : ويعني القدرة على التحليل وإدراك العلاقة بين الأشياء والمفاهيم من أجل فهم الحقائق، ولا يكون ذلك إلا من خلال استعمال الذاكرة والمنطق ووسائل أخرى مستقاة من العلوم الرياضية.
ويعرف الذكاء الاصطناعي أيضا بأنه: ” فرع من فروع علوم الحاسب؛ يمكن من خلاله تطوير برامج حاسوبية تلائم وتحاكي أسلوب الذكاء الإنساني، ويمكن تصميمها بحيث يتمكن الحاسب الآلي من أداء بعض المهام بدلا من الإنسان” (لينا الفراني، سمر الحجيلي، ص ٧٦)([2]).
كما يعرف بأنه: عملية محاكاة الذكاء البشري عبر أنظمة الحاسوب، وتتم من خلال دراسة سلوك البشر عبر إجراء تجارب على تصرفاتهم ووضعهم في مواقف معينة ومراقبة رد فعلهم ونمط تفكيرهم وتعاملهم مع هذه المواقف؛ ومن ثم محاولة محاكاة طريقة التفكير البشرية عبر أنظمة الحاسوب المعقدة. (رياض زروقي، أميرة فالتة، ص 5)([3]).
وفي ضوء التعريفات السابقة يمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى:
- محاكاة الذكاء البشري عن طريق برامج حاسوبية متقدمة تعتمد على لغات البرمجة المتطورة.
- الذكاء الاصطناعي يعتمد على الأجهزة والبرمجيات المتطورة التي تعمل على أنظمة التخزين والاستدلال من خلال الخوارزميات والدوال الرياضية والمنطقية.
- الذكاء الاصطناعي يعمل في ضوء المعلومات والبيانات التي يوفرها الإنسان.
- الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى ما يعرف بالبيانات الضخمة Bigdata لتوفير كم ملائم من المعلومات التي تتيح المزيد من البدائل والخيارات لاتخاذ القرار المناسب.
أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم:
بتحليل العديد من الدراسات والأدبيات، يمكن القول إن أهمية الذكاء الاصطناعي تكمن في النقاط الآتية:
- تشخيص الحالات التعليمية لتحقيق مستوى تعليمي مناسب للطلاب.
- تأدية دور المعلم وإبداء الاستشارات ذات الصلة بالموقف التعليمي.
- اتخاذ القرارات التي تلائم المتعلم وفقا لطبيعة النشاط المطلوب منه داخل الموقف التعليمي.
- التصحيح الآلي للاختبارات بما يوفر وقت المعلم للاستفادة منها في المهام التعليمية الأخرى.
- التقويم المستمر للمتعلمين من خلال تعقب مسارات التعلم لديهم بشكل فوري والحكم بدقة على مدى اكتسابهم المهارات مع مرور الوقت.
- زيادة التفاعل بين الطلاب والمحتوى التعليمي كما هو الحال في خدمة Chatbot التي يمكن أن تتعرف على لغـة الـطـلاب وإجراء محادثة حقيقيـة معهم.
- جمع وتخزين وتحليل البيانات وتأمينها والاحتفاظ بها للاستعانة بها في تطوير برامج أخرى.
- توفير أنظمة تعلم تلائم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
- يعتمد الذكاء الاصطناعي على ما يعرف بالبيانات الضخمة Big Data؛ ومن ثم توفير كافة البيانات التي تساعد في اتخاذ القرار.
وبالإضافة إلى ما سبق فهناك العديد من الفوائد التي يمكن أن يحققها الذكاء الاصطناعي على وجه العموم منها:
- القدرة على حل المشكلات. اختراع تطبيقات تسهل الحياة العملية والتعليمية. مساندة الأفراد والتخفيف عليهم في أداء الأعمال الشاقة والخطيرة.
- إدارة الوقت حيث يمكن من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي توفير الوقت اللازم لاتخاذ القرار، وذلك من خلال توفير التوقيت الملائم والمناسب لكل مهمة؛ حيث تنتهي أداء المهمة في وقت محدد دون أن تتأثر بالأعطال البشرية كالراحة، والحالات المزاجية والنفسية السيئة التي تؤثر على طبيعة العمل.
- إتاحة البدائل المتعددة والمتنوعة لاتخاذ القرار؛ حيث يضع الذكاء الاصطناعي أكثر من بديل لاتخاذ القرار الملائم.
خصائص الذكاء الاصطناعي:
هناك مجموعة من الخصائص التي يجب أن يتسم بها الذكاء الاصطناعي كي يحقق الأهداف بدرجة عالية من الدقة؛ وقد أشار كـل مـن (عبد الرازق محمود، ۲۰۲۰؛ عمار السامرائي، نادية محمد، ۲۰۲۰) بأن خصائص وسمات الذكاء الصناعي تتمثل في([4]):
- التفكير والإدراك. التعلم والاستفادة من الخبرات السابقة.
- توظيف الخبرات القديمة في مواقف جديدة.
- التعامل مع الأمور الصعبة والمعقدة.
- التعامل مع المواقف الغامضة.
- التصور والإبداع في النتائج.
- أداء المهام بسرعة وبدقة.
المراجع:
([1]) سامية قامورة، وآخرون ( ۲۰۱۸). الذكاء الاصطناعي بين الواقع والمأمول: دراسة تقنية وميدانية. الملتقي الدولي الجزائر
([2]) لينا الفراني، سمر الجحيلي (۲۰۲۰). الذكاء الاصطناعي في التعليم في المملكة العربية السعودية. المجلة العربية للتربية النوعية، مج (٤)، ع (١١).
([3]) رياض زروقي، أميرة فالتة ( ۲۰۲۰ ) . دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم العالي. المجلة العربية للتربية النوعية. مج (٤)، ع (١٢).
- عبد الرازق محمود ( ۲۰۲۰). تطبيقات الذكاء الاصطناعي : مدخل لتطوير التعليم في ظل تحديات جائحة فيروس كورونا (COVID-19) . المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية مج (۳)، ع (٤).
- عمار السامرائي، نادية محمد (۲۰۲۰). دور تقنيات الذكاء الاصطناعي باستخدام التدقيق الرقمي في تحقيق جودة التدقيق ودعم استراتيجيته من وجهة نظر مدققي الحسابات دراسة ميدانية في شركات تدقيق الحسابات في مملكة البحرين. المجلة العالمية للاقتصاد والأعمال. مج (۸)، ع (۱).