التربية الخاصة

العلاج الحسي – حركي مفهومه وطرقه

العلاج الحسي - حركي مفهومه وطرقه

هناك العديدُ من نماذج العلاج الحسي – حركي الحركية التي تطورت في ميادين العلاج الطبيعي والعلاج المهني للوقاية من المُشكلات الحركية ومعالجتها، وسنعرضُ بعضًا من هذه النماذج:

أولا: طريقةُ بوباث Bobath [1]

    ظهرت طريقةُ بوباث في القرن العشرين وسُميت بالمنحنى العصبي النمائي، وقد طورتها البريطانية البرتا بوباث وهي أخصائية في العلاج الطبيعي وزوجها كارل بوباث وهو أخصائي أعصاب.

وتُعتبر هذه الطريقة أكثر الطرق استخدامًا وفعاليةً ليس في علاج مُصابي الشلل الدماغي فحسب، وإنما في علاج العديد من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي، ويقوم هذا المنحى العلاجي أساسا على مفهومين أساسيين هما:

  • إن تأخر النمو الطبيعي ينتج عن تلفٍ أو خللٍ في خلايا الدماغ مما يُعيق النضج الدماغي العادي.
  • إن الحركات الانعكاسية غير الطبيعية أو غير المُتطورة هي السبب الحقيقي وراء ما يظهر من أنماط حركية ووضعية غير عادية.

وعليه فإن الهدف الأساسي الذي يسعى العلاجُ العصبي النمائي إلى تحقيقه هو:

  • إعادة التوتر العضلي إلى المستويات العادية.
  • كبح الاستجابات الحركية غير الطبيعية.
  • تطوير الأنماط النمائية الطبيعية.

    وتتم المُعالجة في هذا النموذج عبر مراحل مُتسلسلة من الخبرات الحسية والحركية وتزداد تعقيدًا مع مرور الأيام بهدف تعليم الطفل المُصاب بالشللِ الدماغي أنماطًا حركيةً جديدةً وغير نمطية، حيث إن فوائده لا تقتصر على علاج أو تخفيف حدة القصور الحركي.

بل تتعداها إلى حماية ووقاية الجسم من التشوهات الحاصلة للعمود الفقري أو الانزلاق الغضروفي، وتهدفُ العمليات الجراحية أيضًا إلى إزالة التعارض الذي يُعرقل المُصاب حتى عن تحريك العضلات الإرادية لكي تعمل مع بعضها البعض.

ثانيا: طريقة دومان – ديلاكاتو  Doman –Delacto approach:[2]

    استند (جلن دومان وكارل ديلاكاتو) في تطوير هذه الطريقة إلى العلاج الانعكاسي العصبي العضلي الذي طوره جراح الأعصاب (تمبل غاي) في الأربعينيات من هذا القرن، والذي يعتقد بأن مراحل النمو العصبي للفرد تُشبه مراحل النشوء والارتقاء التي وصفها (تشارلز داروين).

وبناء على ذلك افترض (تمبل) أن غياب التسلسل النمائي الطبيعي يدل على فوضى في النمو العصبي، وتتضمن هذه الطريقة تدريب الأطفال المشلولين دماغيًا بهدف اكتساب الأنماط الحركية الأساسية، لذا فهي تُعرف باسم (طريقة التنميط).

ولما كانت حركةُ الإنسان تعتمد على أنماطٍ في النشاط العضلي وليس في استجابات عضلية مُنفردة كان “تمبل” يعتقد أن بالإمكان تنمية الأنماط الحركية الوظيفية المُعقدة، إذا تم تطوير الأنماط الحركية الانعكاسية البسيطة، ولقد استندت هذه الطريقة على أربعة مفاهيم أساسية:

  • يجب تقويم مستوى الأداء الحركي للطفل بما في ذلك الاستجابات اللاإرادية والانعكاسية، وبعد ذلك يتجه الاهتمام من قبل المُعالج على توظيف ردود الفعل الانعكاسية بهدف تطوير الأنماط الحركية البسيطة.
  • إن النمو الطبيعي عملية مُتسلسلة وتراكمية، وتبعًا لذلك يجب أن يركز العلاج على مظاهر النمو البسيطة، ومن ثم الانتقال إلى المظاهر النمائية الأكثر تعقيدًا.
  • إن الأنماط الحركية السلبية والإيجابية التي تتم تأديتها بشكلٍ مُتكرر ومُنظم تُسهِل عملية تطوير المفاهيم النمائية.

وقد استفاد دومان وديلاكاتو من مبادئ (تمبل فاي) وطوراها باستخدام الأنماط الحركية التي تشمل تحريك الرأس والأطراف بشكلٍ مُتكررٍ، كما اعتمدوا على الإثارة الحسية وتمارين التنفس.

ثالثا: طريقة رود Road Approach:

    سُميت هذه الطريقة بالعلاج العصبي الفسيولوجي والتي طورتها مارجريت رود، وهدفها زيادة مستوى النشاط العضلي بطرقٍ مُختلفة منها: التدليك واستخدام الحرارة والبرودة وهذا المنحى العلاجي يقوم على مبدأين:

  1. إن النشاطات الحركية تعتمد على طبيعة الإثارة الحسية؛ لذا فإنه يتم توظيف الإثارة الحسية لتنشيط الاستجابات الحركية.
  2. إن تنشيط الاستجابات الحركية يتم وفقًا للتسلسل النمائي الطبيعي لدى كل الأطفال وتتم عملية النمو العضلي على مراحل مُتسلسلة.

رابعا: طريقة كابات نوت :Kobat – Not Approach

    تركز هذه الطريقة على المُستقبلات الذاتية وقد طورها (هيرمان كابات و مارجريت نوت) وتعمل هذه الطريقةُ على توظيف الأجزاء القوية وغير المُصابة في الجسم من أجل تقوية الأجزاء الضعيفة وتطوير ردود الفعل الانعكاسية والمجموعات العضلية وعناصر الحركة الأخرى.

كما تشمل هذه الطريقة استخدام التمارين العلاجية التي تهدف إلى إثارة الدماغ من خلال الأنماط الحركية الموجهة نحو تحقيق الأهداف.

المراجع:


[1] جمال الخطيب (1998): مقدمة في الإعاقات الجسدية والصحية، عمان، دار الشروق للنشر والتوزيع

[2] عثمان لبيب فراج (1996): الحياة الطبيعية حق للمعوق، اتحاد رعاية الفئات الخاصة والمعوقين لجمهورية مصر العربية النشرة الدورية، العدد 48-2 ديسمبر.

السابق
أشكال الإعاقة الحركية-جسمية وأنواعها
التالي
تصنيف صعوبات التعلم واسبابها

اترك تعليقاً