تقوم كل من الأسرة والمدرسة وكما أن هناك المعلم كمرشد نفسي بتقديم خدمات التنشئة الاجتماعية, وبالرغم من ذلك يواجه الأطفال والتلاميذ بعض المشكلات التي تختلف من شخص إلى أخر, كما تختلف هذه المشكلات في طبيعتها وأهميتها.
فبعض من هذه المشكلات نفسية وبعضها صحية أو اجتماعية أو سلوكية أو اقتصادية, من هنا ظهرت الحاجة إلى خدمات تراعى الناحية النفسية والعقلية, وإن خير من يقدم هذه الخدمات هم المرشدين النفسيون المتخصصون في علم النفس أو الإرشاد النفسي والتربوي.
وقد نشأت خدمة التوجيه والإرشاد في الربع الأول من هذا القرن, وتعددت خدماته, وجاءت خدمة الإرشاد المدرسي لتغدو من أهم هذه الخدمات, وأصبح المدرس المرشد أحد أهم المسئولين عن تقديم الخدمة النفسية في المدرسة, الذي يجمع في عمله بين التدريس والإرشاد.
مفهوم الإرشاد النفسي:
الإرشاد النفسي هو عملية بناء تهدف إلى مساعدة الفرد لكي يفهم ذاته ويدرس شخصيته, ويعرف خبراته, ويحدد مشكلاته وينمي إمكاناته, ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمة وتدريبه, لكي يصل إلى تحديد, وتحقيق الصحة النفسية والتوافق شخصيًا وتربويا وأسريًا.
كما يمكن تعريفه بأنه تلك العملية التي تتم بين فردين : أحدهما قلق مضطرب أو حائر لا يعرف أن يتخذ قرارًا واضحًا فيما يخص بعض المشكلات التي تواجهه سواء كانت انفعالية أم غير ذلك ويحتاج إلى من يرشده في كل ذلك.
والثاني أخصائي مؤهل يستطيع بحكم إعداده المهني وخبرته العملية في هذا الميدان تقديم مساعدات تمكن الفرد الأول من الوصول إلى حل لمشكلاته, أو تمكنه من اتخاذ قرار يرضي عنه, ويشعر أنه في الاتجاه الصحيح , وجدير بالذكر أن المشكلات التي يتخذها الإرشاد النفسي مجالًا له هي تلك التي لم تصل بعد إلى حد الانحراف الذي يحتاج إلى العلاج النفسي, لأن هناك فروقا بين العمليتين.
ويعد الفرق بين عمليتي الإرشاد النفسي والعلاج النفسي ليس إلا فرقًا في الدرجة ولا يرقي إلى فرق في النوع كما أنه فرق من حيث العميل وليس من حيث العملية, فالأهداف والخطوات ولأساليب واحدة …. ولكن الاختلاف يكمن في درجة التركيز على كل منها كذلك فإن نوع العميل في العلاج النفسي يختلف عنه في الإرشاد النفسي، فالعميل في الإرشاد النفسي يكاد يكون سببًا أو هو كذلك.
ومن ثم يحمل مسئولية أكبر في التخطيط واتخاذ القرارات في حين هو في عملية العلاج النفسي مريض ولا يجوز أن يتحمل القدر نفسه من المسئولية التي يتحملها زميله في عملية الإرشاد, هذا ومن السهل ملاحظة أن هذه الفروق تنعكس أكثر ما يكون في الممارسات التي يستخدمها كل من المرشد والمعالج النفسي.
مفهوم الإرشاد التربوي:
يعرف الإرشاد التربوي بأنه عملية مساعدة الفرد على رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته وميوله وأهدافه, وأن يختار نوع الدراسة والمناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده على النجاح في برنامجه التربوي والمساعدة على تشخيص المشكلات التربوية وعلاجها بما يحقق توافقه التربوي بصفه عامة.
كما يعرف بأنه ذلك الجزء من البرنامج التربوي الكلي الذي يساعد على تهيئة الفرص الشخصية وعلى توفير خدمات الهيئات المتخصصة بما يمكن كل فرد من تنمية قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن.
ويعرف أيضًا بأنه عملية مساعدة التلميذ أو الطالب على اختيار نوع المنهج المناسب, إذا كان نظام التعليم يسمح بذلك, أو الدراسة الملائمة له والتكيف مع هذا المنهج أو هذه الدراسة, بما يتفق مع استعداداته وقدراته وميوله, وتجاوز الصعوبات التي تعترضه خلالها بما يضمن له السعادة والفائدة وللمجتمع المنفعة.
دور المعلم في الإرشاد النفسي
يقوم المدرس المرشد في المدرسة بعدد كبير من الأدوار التي تحدد أهم معالم الدور الإرشادي الخاص به والتي يمكن تلخيصها في الآتي:
- تهيئة مناخ صحي في الفصل, وفي المدرسة بصفة عامة يساعد الطلاب على تحقيق أحسن نمو ممكن وبلوغ أفضل مستوى للتوافق النفسي, والتحصيل الدراسي.
- تيسير وتشجيع عملية الإرشاد في المدرسة, وتعريف الطلاب بخدمات الإرشاد النفسي وقيمته وتنمية اتجاه موجب لديهم نحو برنامجه وتشجيعهم على الاستفادة من خدماته.
- مساعدة الطلاب العاديين في الإرشاد نمائيًا ووقائيًا, ورعاية نموهم النفسي ومساعدتهم في معرفة الذات, ونمو مفهوم موجب للذات, والقيام بالدور السليم في عملية التنشئة الاجتماعية, وتوقي المشكلات, وتعليمهم كيفية حلها مستقلين.
- تطويع واستغلال مادة تخصصه في خدمة الإرشاد بحيث تفيد أكاديميا وإرشاديًا في نفس الوقت.
- المساعدة في إجراء الاختبارات والمقاييس التربوية والنفسية لتحديد استعدادات وقدرات الطلاب وتنميتها والمساعدة في إعداد السير الشخصية والسجلات المجمعة والبطاقات المدرسية والاشتراك في مؤتمرات الحالة الخاصة لطلابه, وتقديم الملاحظات والاقتراحات.
- دراسة وفهم الطلاب كل على حده وكجماعة, واكتشاف حالات سوء التوافق المبكرة فيهم ومساعدة من يمكن مساعدته وإحالة من لا يستطيع مساعدته إلى المرشد النفسي أو غيره من المتخصصين.
- العمل بطريقة الإرشاد خلال العملية التربوية, والعمل على تدعيم تكامل وربط التدريس بطريقة مخططة, واكتشاف النقاط والمواقف التي يجب عندها تحول الموقف الدراسي إلى موقف إرشادي.
- الاشتراك في الإرشاد الجماعي مع زملائه أعضاء فريق الإرشاد في المدرسة.
- الإسهام بقدر كبير في مجال الإرشاد التربوي والمهني للطلاب وممارسة عملية الإرشاد فيما يتعلق بالإعداد بالمعلومات التربوية والمهنية والخاصة بالمستقبل التربوي والمهني وحل المشكلات التربوية, مثل : مشكلات التحصيل والنظام وسوء التوافق التربوي ومشكلات المتفوقين والمتأخرين عقليًا ودراسيًا….الخ.
- تقديم المقترحات لتطوير البرنامج التربوي والمناهج الدراسية في ضوء دراسته لاستعدادات وقدرات وميول واتجاهات الطلاب بحيث تصبح البرامج والمناهج مركزة حول العميل.
- تدعيم الصلة بين المدرسة والأسرة, والاتصال بالوالدين عن طريق مجالس الآباء والمعلمين.
كما أن المدرس المرشد يستطيع القيام بالعديد من الأدوار, من أهمها ما يلي:
- القيام بوضع خطة لمواجهة مشكلة تربوية (التخلف الدراسي مثلاً).
- إمداد الطلبة بالمعلومات الدراسية والمهنية ومتطلباتها.
- مناقشة الطرائق الأجدى بالدراسة والتحصيل والتغلب على الصعوبات الدراسية ومشكلات التوافق المدرسي
- تطبيق بعض الاختبارات النفسية على الطلبة للتعرف على قدراتهم ومزاياهم العامة والخاصة, وإعداد البيانات المتضمنة في البطاقات المدرسية لكل طالب.
- الاتصال بأولياء أمور الطلبة ومناقشة مشكلات الأبناء معهم وإرشادهم لأساليب التربية الصحيحة.
- اكتشاف الطلبة المتفوقين والموهوبين من أجل تنمية مواهبهم.
- المساعدة في معالجة المشكلات الانفعالية البسيطة.
- المشاركة في خدمات التوجيه الجمعي لتنمية مهارات الدراسة والاستذكار, ومهارات التوافق الاجتماعي وأنشطة التقويم الذاتي.
- مساعدة الطلاب على وضع أهداف لأنفسهم تتفق مع قدراتهم وميولهم [1].
المراجع
- ↑ الخطيب، محمد جواد ( 2004 ) التوجيه والإرشاد بين النظرية والتطبيق ،ط 3 كلية التربية، جامعة الأزهر
التنبيهات : تدريب المعلمين أثناء الخدمة | معلومة تربوية