مناهج البحث العام

المهارات البحثية للباحث العلمي

المهارات البحثية للباحث العلمي

ثمة العديد من المهارات البحثية التي يجب توافرها للباحث العلمي واللزمة لعمل دراسة على مستوى علمي رفيع المستوى ونظراً لصعوبة حصر هذه المهارات.

فالعرض التالي سيوضح أهم المهارات الضرورية للباحث في مجال البحث العلمي وهي كما يأتي([1]):

أولاً : العثور على فكرة البحث الرئيسة

غالباً ما يتساءل الباحث عن أهم الخطوات التي يتبعها للحصول على فكرة بحثه، وما المصادر المختلفة للحصول على فكرته البحثية.

والإجابة على ذلك لا يتم بصورة محددة باعتبار أن فكرة البحث تنشأ أساساً من وجود مشكلة حقيقية في الميدان، وأن الباحث وسط كم هائل من الدراسات يجد نفسه أسير دراسة معينة أو موضوع معين لا يقع في دائرة اهتمامه وبالقراءة حولها تزداد دافعيته نحو القيام بها، وغير ذلك من المصادر المختلفة لتكوين فكرة البحث.

وأياً كان الأمر فإن فكرة البحث تتطلب مجموعة من المهارات اللازمة للباحث، ويتطلب ذلك الرجوع إلى المصادر الاتية :

  • الملاحظة الدقيقة للمشكلات المرتبطة بمجال التخصص
  • القراءة الوظيفية الناقدة.
  • الرجوع إلى الأساتذة المتخصصين.
  • حضور حلقات المناقشة والندوات والمؤتمرات العلمية المنعقدة في الجامعات أو الجهات التعليمية المختصة.
  • التعرف على المراجع والدراسات السابقة المرتبطة بفكرة البحث.
  • وضوح الرؤية حول الأدوات والمقاييس والاختبارات البحثية المرتبطة بطبيعة البحث.
  • التأكد من إمكانية تطبيق الفكرة زمانياً ومكانياً.

ثانياً: صياغة عنوان البحث

هناك خطأ شائع بين كثير من الباحثين أن يبدأ بحثه بصياغة عنوان بلا فكرة مسبقة، ويترتب على ذلك أن يجبر نفسه على الإحساس بمشكلته البحثية وتوكيدها، وهذا الخطأ لا يعد مقبولاً على الصعيد العلمي

فلكي يصاغ العنوان بصورة صحيحة يعتين أن يبدأ من فكرة معينة، ثم تحدد كل المتغيرات بهذه الفكرة، ثم تصاغ في صورة معبرة وواضحة

وبذلك يأتي العنوان معبراً عن مضمون الفكرة والمتغيرات المرتبطة بها، مشتملاً بداخله على المنهج المستخدم بعيداً عن العمومية مختصراً في صياغته محسوباً في عدد كلماته بحيث يطرح الباحث عنوانه مصاغاً في أقل عدد من الكلمات الزائدة.

ثالثاً: التعريف بمدلولات البحث

 وينطوي ذلك بمعرفة واضحة عن كيفية صياغة مقدمة البحث بحيث تبدأ من العمومية وتنتهي بخصوصية المشكلة، وكيفية صياغة الأسئلة البحثية وحدودها وفروضها وعينة البحث وإجراءاته والأساليب الإحصائية التي يمكن استخدامها في البحـث

وذلـك مـن حيـث المعرفة بمفهوم الإحصاء وأنواعه سواء أكان وصـفـيـاً أم استدلالياً أم تحليل عاملي وأنواع القياسات وكيفية قياس بحوث التحصيل أو القدرات العقلية أو الوجدانية… إلخ.

رابعاً : التعريف بكيفية كتابة البحث

ترتبط كتابة البحث بمجموعة من المهارات التي يتعين أن يمتلكها الباحث، ومن بين هذه المهارات ما يأتي:

أ – استعمال الفهرس في المكتبات:

توجد في المكتبة مجموعتان من الفهارس أحدهما بالعربية والاخرى باللغات الأخرى، وتتكون من ثلاثة فهارس هي: فهرس المؤلف وفهرس العنوان وفهرس الموضوع.

ويبحث الباحث عما يريده حسب المؤلف أو العنوان أو الموضوع وفي جميع المكتبات تحذف ال التعريف وأدواتها كالدكتور والشيخ والاستاذ والمؤلفين الاجانب تدخل أسماؤهم على أسماء عوائلهم والعرب القدماء تحت اسم الشهرة

أما العرب المحدثون فإما ان تدخل بأسمائهم أو أسماء العائلة ان وجدت وهناك بعض الاسماء المستعارة، فان كان الاسم المستعار أشهر من الحقيقي فيدخل باسمه المستعار.

ب – توثيق الكتب

وهي من المهارات الأساسية للباحث ويتم ذلك بصورة موحدة طوال عمل الباحث ببحثه، ومن أساليب توثيق الكتاب العربي يكتب اسم المؤلف متبوعاً بنقطتين واسم الكتاب متبوعاً بفاصلة، ثم رقم الجزء أو رقم الطبعة (ان وجدت)، ثم مكان النشر، ثم دار النشر أو الناش ، ثم السنة، ثم رقم الصفحة.

مثال: محمد عبد الحميد : البحث العلمي في الدراسات الاعلامية، ط5، القاهرة، عالم الكتب، 309. أما أساليب توثيق الكتاب الأجنبي فهي .2015 ص كما يأتي: Webster’s Desk Dictionary of the English Language, New York, Portland House, 1990, P.291.

وهي ويجب أن يتعرف الباحث على بعض الاختصارات الأجنبية فكلمة Ibid تعني المصدر نفسه، وكلمة op.cit وهي تعني المصدر السابق، وحرفي S. L اختصاراً لكلمتي Sine Loco أي دون مكان، وحرفي SD اختصارا لكلمتي Sine, Date أي دون تاريخ، وحرفي .. اختصارا لكلمتي Sine, nomine أي دون مؤلف.

ويتعين على الباحث أن يكتب في نهاية بحثه قائمة بالمراجع، حيث يقوم بترتيبها ترتيبـاً هجائياً (أ ، ، ب، ت، ث) فيكتب المراجع العربيـة ثـم يسجل أسمـاء المؤلفين مرتبة هجائياً، ثم المراجع الأجنبية ثم يسجل أسماء المؤلفين مرتبة ترتيبـاً هجائياً تبعاً للحروف الأجنبية، وتأخذ أرقام المراجع تسلسلاً واحداً.

خامساً: التعرف على كيفية كتابة الدراسات والبحوث السابقة

وهناك آراء فيما يتعلق بكتابتها إذ يرى بعضهم أنه من الضروري أن تكتب المراجع العربية ثم المراجع الأجنبية ويرى بعضهم عدم ضرورة ذلك وبخاصة عندما يمحور الباحث دراساته السابقة في صورة محاور مرتبطة بموضوع نفسه

ثم يعرض لأهم الدراسات الواردة لكل محور مبينا هدف كل دراسة وأدواتها وبعد الانتهاء من دراسة كل محور يتعين أن يوضح الباحث أوجه التشابه والاختلاف بين دراسته والدراسات السابقة وأوجه الإفادة من هذه الدراسات وذلك في صورة تعليق عام على دراسات المحور

وفي نهاية عرض الدراسات السابقة يتعين أن يعلق الباحث تعليقاً على الدراسات السابقة موضحاً أوجه الاستفادة منها في مجال بحثه.

سادساً : التمكن من مهارات التلخيص والاقتباس

 فمن أبرز أساسيات البحث العلمي أن يكون لدى الباحث قدرة على التلخيص الذي يتطلب إدراكاً بالفكرة أكملها بطريقة كلية والهدف منها والتسلسل الذي يربط بين الأفكار، وبالتالي صياغة تصور مرتباً بإيجاز للأفكـار دون إخــلال بالمعنى.

 وإذا ما لجأ الباحث إلى التلخيص فإنه لا يلجأ إلى استخدام علامات التنصيص ولكن يذكر الفقرات ملخصة ويشير إلى اسم المرجع دون علامات تنصيص

أما عند الاقتباس فإن الباحث يستعين بأفكار غيره لذا يتعين أن يكون دقيقاً في اختيار الاقتباس المناسب ومصدره الأصلي، مع الدقة في اختيار هذا المصدر والتأكد من أهميته والاقتباس نوعان اقتباس مباشر وهو عملية نقل نص مكتوب تماماً بنفس الشكل والكيفية والاقتباس غير المباشر

وفيـه قـد يستعين الباحث ببعض الأفكار لكاتب معين ويعيد صياغتها، وفي حالات الاقتباس يجب على الباحث ان يتمكن من مهارات التلخيص والاقتباس بأسلوب جديد (الاستيعاب) وعليه ألا يشوه معنى هذا النص.

وقد يقوم بعض الباحثين بنقل صفحات من كتب بنفس النص، وهذا ليس اقتباساً بقدر ما هو سرقة علمية، ومن المهم الإشارة إلى أنه يجب ألا يزيد الاقتباس عن نصف صفحة في المرة الواحدة

إذا كان الاقتباس ثلاثة سطور يوضع بين علامتي تنصيص وإذا كان أربعة سطور فلا يوضع بين علامتي تنصيص، تترك مسافات لتوضح النص المقتبس

إذا زادت المادة العلمية المراد اقتباسها على صفحة فلا يجوز للباحث الاقتباس الحرفي بل يجب صياغة المادة المقتبسة بأسلوبه الخاص وبالإشارة إلى المصدر الذي اقتبس منه، وإذا حذف الباحث من الجملة المقتبسة بعض الكلمات يضع ثلاث نقاط (….).


([1]) مهارات البحث العلمي الأكثر أهمية: أبرز 10 مهارات

السابق
أخلاقیات الباحث العلمي الجيد
التالي
معايير تقويم البحث العلمي