التنمية المستدامة

المهارات الحياتية وطرق تنميتها

المهارات الحياتية وطرق تنميتها

عرّفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة المهارات الحياتية بأنها مجموعة من المهارات التي تحسّن من الصحة العقلية والنفسية للفرد، وتزيد من احترامه لذاته، وتقديره لها، والتعرّف عليها بشكل أفضل.

والتي تقوم على تغيير سلوك الفرد وتنميته، وتمنحه القدرة على التكيّف الإيجابي مع تحدّيات الحياة وصعوباتها، وحلّ المشاكل، واتّخاذ القرارات بشكلٍ مدروس، كما أنّها تساعد في تعزيز قدرات الشباب وزيادة الكفاءة لديهم، وتحسّن من علاقاتهم وتعاملهم مع الآخرين.

كما يمكن تعريف المهارات الحياتية بأنّها المهارات التي يحتاجها الشخص لإدارة أنشطة حياته اليوميّة بشكلٍ أكثر فاعلية، وفهم مشاعره، والتعامل معها بطريقة أكثر فعاليّة، ويؤدّي إتقان هذه المهارات إلى تحسين مجالات الحياة كافّة، ويمكن أن تختلف المهارات اللازمة للشخص باختلاف عمره وثقافته.

أنواع المهارات الحياتية

توجد أنواع عدّة من المهارات الحياتية التي تم تحديدها من قِبل بعض الوكالات والمنظّمات، مثل منظّمة الصحّة العالميّة، واليونيسف، وغيرهما، ولكن تمّ الاتفاق على عشر مهارات أساسية، وقامت منظّمة الصحة العالمية بتصنيفها إلى ثلاثة أنواع، وهي:

أولاً: مهارات التفكير النقدي وصنع القرار

  • مهارة صنع القرار: إيجاد حلول بديلة وفعّالة للمشاكل.
  • مهارة التفكير النقدي: تحليل المعلومات بطريقة موضوعية، وتقييم الأمور بطريقة صحيحة، ومعرفة مدى تأثيرها على قيمنا وقيم الأشخاص القريبين منّا، كما أنّها تساعد الشخص على النّظر إلى الأشياء والتفكير بها بطرق مختلفة وجديدة، وتساعده على فهم المعلومات وتحديد مدى ارتباطها بالقضية المطروحة، وتمنحه القدرة على خلق أفكار جديدة، وإيجاد وسائل مبتكرة لحلّ المشاكل.
  • مهارات حل المشكلات: وتعني القدرة على تحديد المشكلة، وأسبابها، ومصادرها بشكل صحيح، والعمل على التقليل من هذه الأسباب أو القضاء عليها، وتساعد أيضاً على وضع عدة حلول للمشكلة واختيار الحل الأمثل.

ثانياً: مهارات التواصل مع الآخَرين

  • الاتّصال الفعّال: يعدّ الاتصال عملية مهمّة يستخدمها الشخص لتقديم الملاحظات، ولنقل الأفكار والمعلومات، والمشاعر للآخرين، وتساعده على التعبير عن نفسه سواء بشكل لفظي أو غير لفظي عن طريق لغة الجسد.
  • مهارة التفاوض: وهي الطريقة التي يقوم بها الأشخاص بتسوية الخلافات، والتوصّل الى اتفاق يرضي الأطراف مع تجنّب الجدل والنزاع.
  • التعاطف: تمكّن الشخص من فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها بطريقة صحيحة، فمثلاً يمكن للشخص معرفة الوقت الذي يمرّ فيه أحد الأشخاص الذين يعرفهم بمشاعر سلبية، ويحاول تقديم المساعدة له ومواساته، وتعدّ من المهارات الأساسية التي تساعد الشخص على التعامل مع الآخرين بطريقة صحيحة.
  • التواصل مع الآخرين: تساعد هذه المهارة الشخص على الارتباط مع الآخرين بطريقة إيجابية، إذ إنّ الكثير من المهام تتطلب العمل الجماعي، كما أنها تساعد الشخص على أن يكون مقبولاً في مجتمعه.

ثالثاً: مهارات التأقلم وإدارة الذات

  • التعامل مع الضغوطات وإدارتها: تساعد هذه المهارة في التعرف على مصادر ضغوطات الحياة وتوجه الشخص لاختيار الطريقة الأنسب التي تساعده على التقليل من نسبة التوتّر والقلق لديه.
  • التعامل مع العواطف: تساعد الشخص في التعرّف على مشاعره، والاستجابة لها بطريقة مناسبة، وتعدّ من المهارات المهمة لتنمية الشخصية ، لأن المشاعر تؤثر على سلوك الشخص وأفعاله.
  • الوعي والتقييم الذاتي: تتضمّن احترام الشخص لذاته، ومعرفته للأمور التي يحبّها بنفسه، واعترافه بالأمور التي لا تعجبه، فعندما يكون الشخص قادراً على تحديد هذه الأمور، سيبدأ بالنظر إلى نفسه وإلى العالم بطريقة إيجابية.

ما أهمّيّة المهارات الحياتية؟

  • تساعد المهارات الحياتية الشخص على التعامل مع متطلبات الحياة وتحدّياتها بشكل أسهل.
  • تنمّي شخصيّة الأطفال ومواهبهم، وقدراتهم العقلية والجسدية.
  • تساعد المهارات الحياتية الشخص على إيجاد طرق جديدة للتفكير وحلّ المشكلات.
  • تمنح الشخص فرصة أكبر للقبول في بعض الوظائف، إذ إنّ أصحاب العمل يبحثون عن الأشخاص الذين يمتلكون بعض هذه المهارات.

أمثلة على المهارات الحياتية

إدارة الوقت:

امتلاك الشخص لهذه المهارات يساعده على إنجاز عدد أكبر من المهام، وإنهائها في وقت زمني محدد، كما أنها تعطيه فرصة أكبر للاستمتاع في حياته، وممارسة أعماله، وهواياته، وأنشطته المختلفة، وتمنحه فرصة لقضاء وقت أطول مع عائلته وأصدقائه.

تقبّل النّقد البنّاء:

من المهارات الحياتية النقد البنّاء وبعض النصائح من الآخرين أمران ضروريان لمساعدة الشخص على تطوير ذاته والتقدّم في حياته، إذ يجب عليه أخذ بعض التعليقات بعين الاعتبار، وتقبلّها، وتطبيقها، وحتى يتقبّلها يجب أن يكون مدركاً لقدراته، ولديه الرغبة في التعلّم والتقدّم على نحوٍ مستمرّ.

مهارات التكنولوجيا:

في العصر الحالي الذي يمتاز بالذكاء الاصطناعي والانفجار المعرفي، من الضروري معرفة كيفية التعامل مع التكنولوجيا، مثل: الهواتف الذكية، وبرامج الحاسوب، ومهارات التكنولوجيا الأخرى مثل مواقع التواصل الاجتماعي، والبحث عبر الإنترنت.

بناء العلاقات:

يحتاج الشخص دائماً إلى المهارات الحياتية في بناء علاقات مختلفة في حياته الشخصية والمهنية، وتعلّم طريقة التعامل مع الفئات المختلفة من الناس، وتحديد العلاقات الصحية والإيجابيّة وتعزيزها، ويمكن ذلك من خلال إتقان بعض المهارات، مثل التعاون، الإصغاء، إعطاء الملاحظات للغير وتقبّلها أيضاً، إدارة الضغوطات.

كيف نطوّر المهارات الحياتية؟

  • التعلّم باستمرار: إنّ الأشخاص العظيمين والمتميزين لا يتوقفون عن التّعلم أبداً، حيث أنّه يحسّن من قدرات الشخص باستمرار، ويجعله مؤهّلاً لخوض تجارب جديدة، كما أنّ وجود الشخص بالقرب من أشخاص موهوبين يحبّون التعلّم، يعطيه الإلهام ليكون أفضل دائماً.
  • تطوير الأهداف: من المهم جداً أن يضع الشخص خططاً وأهدافاً منطقية في حياته، إذ يجب عليه وضع أهداف قصيرة المدى، و أخرى طويلة المدى، كي يشعر دوماً بالإنجاز وبقدرته على تحقيق أموراً أكثر صعوبة باستمرار.
  • حلّ المشكلات دون طلب المساعدة: إذا كنت معتاداً على طلب المساعدة من الآخرين لحلّ المشاكل التي تواجهك، حاول أن تقوم بحلّها لوحدك، حتى تطوّر من طريقة التفكير لديك، وتصبح أكثر قدرة على ربط الأمور وتحليلها، ويمكن ذلك عن طريق تحديد المشكلة وفهمها، ومن ثم وضع عدة حلول، واختيار الحل الأنسب لها.
  • ممارسة الوعي الذاتي: اطلب من الآخرين بعض الملاحظات على أفعالك، وسلوكياتك أثناء العمل، أو أثناء التحدّث معهم، حتى تصبح أكثر وعياً بنفسك، وتستطيع معرفة نقاط الضعف لديك، وتعمل على تحسينها، كما يجب على الشخص دائماً أن يبحث عن طرق تساعده في تطوير ذاته
السابق
المشكلة السكانية وأبعادها في مصر
التالي
التفكير الاستدلالي – مفهومه وخصائصه