علم النفس

النظريات التي يستند إليها التفكير التناظري

النظريات التي يستند إليها التفكير التناظري

ظهرت بعض النظريات التي أشارت إلى نمو وتطور وموائمة عملية التفكير باستخدام التفكير التناظري لدى الأطفال من أجل التوصل إلى الاستدلال التناظري عن طريق إجراء المتشابهات والخصائص المشتركة بين المفاهيم المتناظرة.

حيث تشير الدراسات إلى أهم تلك النظريات التي تناولت مفهوم التفكير التناظري، ومنها [1].

1 – نظرية الارتقاء المعرفي Cognitive Promotion

حيث توصل (1977 Piaget) من خلال دراساته المتعددة إلى أربع مراحل أساسية لنمو وتطور عملية التفكير لدى الأطفال، وأن هذه المراحل ليست مستقلة في عملية الارتقاء المعرفي وأن الأعمار الزمنية التي يتوقع أن تتطور خلالها البنى العقلية ليست ثابتة عند جميع الأطفال.

فضلاً على إن تحديد هذه المراحل، كما أشار “بياجيه” لا تعني أن الأطفال لا يظهرون بعض ملامح أو خصائص مرحلة تلي المرحلة التي هم فيها؛ إلا أنهم جميعا يمرون بمراحل النمو والارتقاء المعرفي بالترتيب نفسه، كما إن الانتقال من مرحلة لأخرى لا يحدث آليًا بل من خلال فعل أربعة عوامل أساسية، وهي:

  • النضج Maturation وهي، سلسلة متتابعة من النمو الجسمي والعقلي والمعرفي للطفل.
  • الخبرة Experience التي يكتسبها من خلال التفاعل مع البيئة والتأثير بها.
  • التفاعل الاجتماعي Social Interaction أو تبادل الأفكار بينه وبين المحيطين به.
  • الموازنة Equilibration بين العوامل الداخلية (النضج) والعوامل الخارجية (المادية والاجتماعية)

كما يرى “بياجيه” أن هناك وظيفتين أساسيتين ثابتتين في كل مرحلة من مراحل الارتقاء المعرفي، حيث يتم بواسطتها انتقال التفكير من مرحلة الأخرى، وهما وظيفة التنظيم Organization وتمثل ميل الفرد إلى تنظيم وتنسيق عملياته العقلية في نسق متكامل، ووظيفة التكيف Adaptation وتمثل ميل الفرد إلى التلاؤم والتآلف مع البيئة لتحقيق حالة من التوازن من خلال عمليتين متكاملتين وهما:

  1. عملية التمثل Assimilation إذ يقوم الطفل بإدراك الخبرات وتغييرها لتكون مناسبة للبنى المعرفية المنظمة المتوافرة لديه
  2. في حين يقوم بعملية التلاؤم Accommodation بتغيير المخططات أو البنى العقلية المنظمة الموجودة لديه لتناسب المثيرات والخبرات الجديدة.

2 – نظرية التخطيط البنيوي Structure-Mapping Theory

أسست دعائم هذه النظرية على الافتراضات التي اقترحها (1982 ,Gentner) وبينت هذه النظرية مجموعة من الأفكار التي أوضحت المعالجات العقلية الذي يتم من خلالها التوصل إلى الاستدلال التناظري.

وتهدف هذه النظرية إلى محاولة السيطرة على كل من الخصائص والمواصفات بين المفاهيم المتناظرة، وهي العمليات العقلية التي يتم استخدامها من أجل التوصل إلى فهم نوع من التشابهات عند إجراء المقارنات بين تلك المفاهيم المتناظرة.

كما إن الفكرة الأساسية في هذه النظرية هو أن مفهوم التفكير التناظري يتألف من عملية تخطيط أو ترسيم للمعارف المختلفة التي تكون موجودة في الخلفية المعرفية، وهذا ما يطلق عليه بالقاعدة (Base) فضلاً عن عملية نقل أو تحويل (Transfer) لتلك المجموعة من المعارف إلى حقول أو ميادين معرفية أخرى جديدة، وهذا ما يطلق عليه بالهدف (Target).

ومن خلال التفكير التناظري يستطيع الفرد أن يضع المفردات أو المفاهيم التي تكون خاصة أو تابعة إلى القاعدة (أصل التناظر) بأسلوب متتابع حتى يتمكن من أن تكون تلك المواضيع ( متطابقة أو متماثلة) مع المفاهيم الخاصة بالهدف من التناظر.

المراجع

  1. Pias, C. (2005). Analog, digital, and the cybernetic illusion. Kybernetes.‏
السابق
خصائص التفكير التناظري ومميزاته
التالي
مفهوم المستحدثات التكنولوجية

اترك تعليقاً