التعليم الإلكتروني

النظريات التي يعتمد عليها التعليم الإلكتروني

النظريات التي يعتمد عليها التعليم الإلكتروني

إن فلسفة التعليم الإلكتروني تقوم على التعلم باستخدام مجموعة من التطبيقات، وتوفير تقنيات الاتصال عن طريق الشبكات والوسائل الأخرى لتبادل المعلومات، ويمكن استعراض بعض النظريات التي يعتمد عليها التعلم الإلكتروني فيما يلي:

نظريـات الاتصال  Communication Theories.

الاتصال هو عملية يقوم فيها المعلم أو مصمم المادة التعليمية بتبسيط المعلومات والمهارات والخبرات لطلابه مستخدما كافة الوسائل المتاحة التي تعينه على ذلك، كما أن هناك اتجاه حديث يربط بين ما يوجد نفسيًا داخل المتعلم وبين عمليات الاتصال.

ويعبر عن ذلك بعملية الاتصال من الإنسان إلى الأجهزة المستحدثة في التعليم ، ومن الأجهزة المستحدثة إلى الإنسان، ويرتبط هذا بالضرورة ببعض أسس تصميم الاتصال التعليمي لبرامج التعلم الإلكترونى مثل تصميم واجهة التفاعل مع المستخدم”User Interface Design  “[1].

النظرية البنائية  Constructivism Theory .

يقوم التعلم الإلكتروني على التعلم الذاتي والذي يعتني بتقديم تعليم يتوافق وخصائص كل متعلم، مما يعني الفردية, والتفاعلية، وجعل المتعلم محور العملية التعليمية، وإتاحة الفرصة للمتعلم للمناقشة والحوار مع زملائه أو مع المعلم[2].

يرى أصحاب النظرية البنائية (جون ديوي وجان بياجيه) أن المتعلم هو الذي يقوم ببناء تعلمه وتفسيره في ضوء خبرته، والمعرفة تبنى من الخبرة، وأن التعلم هو التفسير الشخصي للعالم.

وهو عملية نشطة يتم خلالها بناء المعاني على أساس الخبرات، والتفاوض والتشارك، ووجهات النظر المتعددة لحدوث تغيرات في التمثيلات المعرفية الداخلية من خلال التعلم التشاركي، وفي مواقف واقعية، وتستخدم هذه النظرية المجالات الدراسية.

التي يبدو فيها أن المتعلم لا يستطيع التعمق في أي موضوع من موضوعاتها إلا إذا عرف شيئا عن كل الموضوعات الأخرى من خلال المرور على العلامات الفكرية الأساسية في الموضوع Crucial Ideas،  ثم يتم تناول نفس الأفكار بشكل موسع وأكثر صعوبة في المراحل التعليمية التالية، والمنطق الأساسي وراء هذا النظرية.[3]

نظرية النشاط Activity Theory:

      لا تركز على الفرد المتعلم كوحدة تحليل، بل هناك وحدة تحليل اجتماعية أكبر، هي المجموعة، التي تسعى إلى متابعة تحقيق هدف معين بطريقة هادفة، هذا وقد وضع عالم النفس السوفيتي فيجوتسكي (Vygotsky) الأساس لهذه النظرية وطور ما يسمى بمفهوم منطقة التنمية القريبة.

وأصبح المصطلح جزءًا من التفكير السائد في علم أصول التدريس وتعرف منطقة التنمية القريبة بأنها المسافة بين تطور المتعلم المفاهيمي الحالي المتمثلة بقدرته الحالية على حل مشكلة ما بشكل مستقل وقدرته المحتملة والمتمثلة بما يمكن أن يحققه في ظل تلقيه للتوجيه أو تعاونه مع أقرانه.[4]

نظرية معالجة المعلوماتinformation Processing Theory :

      تتوقف فاعلية التعلم على أسلوب المتعلم في معالجة المعلومات، وتجهيزها، وكذلك أسلوب إدخال هذه المعلومات في البناء المعرفي له، ولتقدم وسائل الاتصال ولغته أثره في علم نفس تجهيز المعلومات.

وطبقًا لذلك فإن عقل الإنسان يتلقى المعلومات من البيئة الخارجية ليقوم بتخزينها واستعادتها مرة أخرى عند الحاجة إليها مولدة استجابات تتضمن معالجة وتمثيل المعلومات، واسترجاع المعلومات مرة أخرى وقت الحاجة إليها.[5]

نظرية تجميع المثيرات Cues Summation Theory :

      تتعدد وتتنوع المثيرات التي تشتمل عليها برامج التعليم الإلكتروني مثل: الصوت، والنصوص، والرسوم، الصور الثابتة، والصور المتحركة، والتى تهدف إلي إكساب المتعلم المعارف، وبالتالي ترتبط نظرية تجميع المثيرات ارتباطًا وثيقًا ببرامج التعلم الإلكتروني، وتنمية المهارات.

وتساعد على حدوث التفاعل بين الأساليب المعرفية للمتعلم، مما يساعد على الاحتفاظ بهذه المعلومات في الذاكرة طويلة المدى للمتعلم، ويسهل استدعاؤها في مواقف التعلم اللاحقة.

ومن الملاحظ أن تعدد المثيرات، وخاصة البصرية على شاشة الحاسب الآلي تؤدى إلي تشتيت الانتباه، الأمر الذي قد يكون معوقاً لعملية التعلم، فيجب أن نراعي عند تصميم الوحدة المقترحة أن تحتوي الشاشة على العدد والنوع المناسب من المثيرات.

نظرية الدافعية  :Motivation  Theory

      الدافع كتكوين نفسي، هو حالة تغير ناشئة في نشاط الكائن الحي تتميز بالاستثارة وبالسلوك الموجه نحو تحقيق هدف معين، وتعد الدافعية Motivation من الشروط الأساسية التي تتوقف عليها تحقيق الهدف من عملية التعلم.

سواء في تعلم أساليب وطرق التفكير، أو تحصيل المعلومات والمعارف، أو في حل المشكلات، وحتى تتحقق المنفعة ويتم التعلم ينبغي المحافظة على استمرارية وجود دافع لدى المتعلم لكي يبقى السلوك نشطًا من خلال ربط ما تم تعلمه في جلسة سابقة بما يتم تعلمه في الجلسة اللاحقة.

 وقد يتحقق ذلك من خلال طرح الأسئلة التمهيدية في بداية كل جلسة من عرض المحتوى التعليمي في شكل جلسات  كل منها يحتوي على دروس موزعة خلال دراسة الوحدة الإلكترونية، مما يساعد في زيادة الدافعية نحو التعلم.[6]


[1] خميس، محمد عطية ـ(2003) .منتوجات تكنولوجيا التعليم، القاهرة: دار الكلمة.

[2] جابر، جابر عبدالحميد.(1999). سيكولوجية التعلم ونظريات التعليم. القاهرة، دار النهضة العربية

[3] خميس، محمد عطية.(2015). مصادر التعلم الإلكتروني، 1، القاهرة دار السحاب

[4] العطيوي، صالح.(2010). دراسة العلاقة بين تقنية المعلومات والنظرية البنائية والبيئة الجامعية والعولمة: أنموذج مقترح لتنمية رأس المال البشري في عصر العولمة “المجلة العربية للدراسات العلمية، 25، 50، ص ص 125- 166.

[5] الزيات، مصطفى فتحي. (1998). الأسس البيولوجية والنفسية للنشاط العقلي المعرفي: المعرفة والذاكرة والابتكار، المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع.

[6] الشرقاوي، جمال مصطفي عبد الرحمن. (2013). تصميم استراتيجية قائمة على التفاعل الإلكتروني بين استراتيجيتي المشاريع والمناقشة وأثرها على تنمية مهارات إنتاج بيئات التدريب الإلكترونية لدى طلاب الدراسات العليا بكلية التربية. دراسات عربية في التربية وعلم النفس -السعودية، 35، 3،  12 -69.

السابق
أهمية الإدارة الاستراتيجية في المنظمات
التالي
ما هو اضطراب اللغة النمائي