قبل الحديث عن علاج صعوبات القراءة والكتابة يجب أن نعرف أن صعوبات التعلم هي مجموعة من المشاكل التي تؤثر على قدرة الشخص على تعلم المعلومات واستخدامها. يمكن أن تؤثر صعوبات التعلم على مجموعة متنوعة من المهارات، بما في ذلك القراءة والكتابة والحساب.
صعوبات القراءة والكتابة:
تعد القراءة والكتابة من أهم المهارات التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية. تسمح القراءة للناس بتعلم المعلومات الجديدة والتواصل مع الآخرين. تسمح الكتابة للناس بالتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم والتواصل مع الآخرين.
يعاني الطلاب الذين يعانون من صعوبات القراءة والكتابة من مشاكل في تعلم هذه المهارات. يمكن أن تؤدي هذه المشاكل إلى صعوبة في تعلم المواد الدراسية وأداء المهام اليومية([1])
تعريف صعوبات القراءة:
يمثّل هذا الجانب أحد أبرز مشكلات صعوبات التعلم لدى الأفراد وأكثرها شيوعاً بين الحالات المختلفة، وتُعرف على أنّها اضطراب لدى المتعلم في جانب القدرة على القراءة والجانب اللغوي بشكل عام، حيث يعاني من عدم قدرة على التعرف على الكلمات ونطقها بالشكل السليم وبشكل متسلسل ومنتظم وواضح ومفهوم.
وتعدّ عبارة عن اضطراب في القراءة يعود إلى أسباب متعددة تظهر لدى الفرد على شكل صعوبات في القدرة على التعرف على الكلمات المكتوبة ونطقها بشكل سليم.
وتعتبر صعوبات القراءة أو كما يطلق عليها في اللغة الإنجليزية Reading Difficulties جُملة من الصعوبات في عملية القراءة الأساسية، تنتج عن العديد من الأسباب الفسيولوجية، والوظيفية والعصبية لدى الأفراد، وتؤثر في مهاراتهم الأساسية في هذا الجانب، حيث لا يعود السبب في هذه المُشكلة إلى إعاقة سمعية أو حسية معينة، بل إلى صعوبة ناتجة عن الأسباب السابقة.
تعريف صعوبات الكتابة:
مفهوم صعوبات الكتابة Dysgraphia هو: خلل وظيفي في المخ، يتمثل في عدم قدرة الطفل على تذكر شكل الحرف ليتمكن من كتابته، وعدم تذكر تسلسل الحروف المكونة للكلمات أثناء كتابتها.
أما هارسون فقدم الديسغرافيا بتعريف آخر حيث قال: أن الاضطرابات التي تظهر لدى الأطفال ذوي صعوبات الكتابة يمكن تصنيفها كالآتي: مشكلات في الإدراك البصري، بتمييز الأشكال والصور. مشكلات في إدراك العلاقات المكانية البصرية. اضطراب القدرة الحركية البصرية، وهي عدم القدرة على معالجة العلاقات المكانية. اضطراب التناسق الحركي البصري، مثل رسم أو إعادة إنتاج ما تم معرفته أو إدراكه([2]).
أنواع صعوبات القراءة والكتابة:
هناك العديد من أنواع صعوبات القراءة والكتابة. تشمل بعض الأنواع الشائعة ما يلي:
- صعوبات التعرف على الحروف: وهي مشكلة في القدرة على ربط الحروف بالأصوات.
- وصعوبات التعرف على الكلمات: وهي مشكلة في القدرة على ربط الأصوات بالكلمات.
- صعوبات فهم المقروء: وهي مشكلة في القدرة على فهم معنى النص.
- صعوبات الكتابة: وهي مشكلة في القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر من خلال الكتابة.
أسباب صعوبات القراءة والكتابة:
لا تزال أسباب صعوبات القراءة والكتابة غير مفهومة تمامًا. يعتقد الباحثون أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في صعوبات القراءة والكتابة، بما في ذلك:
- العوامل الوراثية: يمكن أن تلعب الجينات دورًا في صعوبات القراءة والكتابة.
- والعوامل البيئية: يمكن أن تساهم العوامل البيئية، مثل تعرض الطفل للمواد السمية أو الإصابة في الرحم، في صعوبات القراءة والكتابة.
- العوامل العصبية: يمكن أن تساهم العوامل العصبية، مثل تلف الدماغ، في صعوبات القراءة والكتابة.
تشخيص صعوبات القراءة والكتابة:
يمكن تشخيص صعوبات القراءة والكتابة من خلال مجموعة متنوعة من الاختبارات، بما في ذلك:
- اختبارات التقييم السلوكي: يمكن أن تساعد هذه الاختبارات المعلمين والمعالجين المهنيين في تقييم مهارات القراءة والكتابة للطالب.
- اختبارات التقييم العصبي السلوكي: يمكن أن تساعد هذه الاختبارات في تحديد وجود أي مشاكل عصبية قد تساهم في صعوبات القراءة والكتابة.
علاج صعوبات القراءة والكتابة:
يعتمد علاج صعوبات القراءة والكتابة على نوع الصعوبة واحتياجات الطالب الفردية. تشمل بعض التدخلات الشائعة ما يلي:
- العلاج الفردي: يمكن أن يكون العلاج الفردي مفيدًا للطلاب الذين يعانون من صعوبات القراءة والكتابة. يمكن للمعلم أو المعالج المهني العمل مع الطالب بشكل فردي لتحديد نقاط ضعفه وتطوير خطة علاج مخصصة.
- التعليم المصغر: يمكن أن يكون التعليم المصغر مفيدًا للطلاب الذين يعانون من صعوبات القراءة والكتابة. يركز التعليم المصغر على تعليم المهارات الأساسية بشكل تدريجي وثابت.
- التكنولوجيا: يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة مفيدة في علاج صعوبات القراءة والكتابة. يمكن استخدام التكنولوجيا لتقديم الدروس والدعم للطلاب الذين يعانون من صعوبات القراءة والكتابة.
التدخلات الوقائية و علاج صعوبات القراءة والكتابة
هناك العديد من التدخلات الوقائية التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بصعوبات القراءة والكتابة. تشمل بعض التدخلات الوقائية ما يلي:
- التدخل المبكر: يمكن أن يكون التدخل المبكر مفيدًا في منع أو تقليل شدة الاضطراب و علاج صعوبات القراءة والكتابة.
- برامج التدخل المبكرة: يمكن أن تساعد برامج التدخل المبكرة الأطفال في تطوير المهارات الأساسية التي يحتاجونها للنجاح في القراءة والكتابة.
- برامج القراءة المنزلية: يمكن أن تساعد برامج القراءة المنزلية الآباء في دعم أطفالهم في تعلم القراءة والكتابة.
فصعوبات القراءة والكتابة يمكن أن تكون تحديًا للطلاب. ومع ذلك، هناك العديد من الموارد المتاحة للمساعدة في علاج صعوبات القراءة والكتابة. يمكن أن يساعد التدخل المناسب الطلاب في التغلب على صعوبات القراءة والكتابة وتحقيق النجاح في المدرسة والحياة([3]).
([1]) https://www.asha.org/practice-portal/clinical-topics/written-language-disorders/disorders-of-reading-and-writing/
([2]) https://www.readingrockets.org/topics/assessment-and-evaluation/articles/common-types-reading-problems-and-how-help-children-who
([3]) https://www.nichd.nih.gov/health/topics/reading/conditioninfo/treatment
التنبيهات : أنشطة لعلاج صعوبات القراءة | معلومة تربوية