التربية الخاصة

برامج تدريب أخصائي صعوبات التعلم

يذخر الأدب التربوي بتعريفات متعددة للبرنامج التدريبي لتأهيل أخصائي صعوبات التعلم، وذلك بسبب تعدد أهداف البرامج التدريبية ووسائلها وبخاصة في مجال التربية الخاصة

يذخر الأدب التربوي بتعريفات متعددة للبرنامج التدريبي لتأهيل أخصائي صعوبات التعلم، وذلك بسبب تعدد أهداف البرامج التدريبية ووسائلها وبخاصة في مجال التربية الخاصة، وأيضا باختلاف وجهات نظر الباحثين.

عرف حسنين (۲۰۱٤، 135) البرنامج التدريبي بأنه: “برنامج إجرائي مخطط ومنظم ومقصود يبنى على الاحتياجات التدريبية الفعلية للمتدربين، ويهدف إلى تنمية كفاياتهم وتحسين أدائهم وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة لتحقيق أهداف محددة[1]“.

وعرفه (Dakhil, & Ahmed, 2019, 136) بأنه مجموعة من الخبرات النظرية والعملية وكذلك الأنشطة المعدة وفقا لمهارات التدريب[2]“.

ويمكن أن نقدم تعريفا له فيما يلي: جهد منظم، ومخطط له يبنى على الاحتياجات التدريبية الفعلية للمتدربين، ويهدف إلى تنمية كفاياتهم وتحسين أدائهم وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة لتحقيق أهداف محددة.

وتهدف البرامج التدريبية إلى رفع مستوى المتدربين، وهي سياسة تعليمية هدفها العمل على تطبيق أفضل الممارسات التدريبية، والتي تناسب احتياجاتهم التدريبية؛ من أجل تحقيق تدريب أفضل، والوصول إلى جودة المنجز.

ويرى (خليفة، ٢٠١٢، ٢٦٩ – ٢٧٠) أن البرامج التدريبية تسعى لتحقق أهداف أساسية تتمثل فيما يلي:[3]

  • تطوير معرفة المتدربين وتحديثها لتتلاءم والمستجدات والتطورات العملية في المجالات المقصودة بالتدريب.
  • إكساب المتدربين مهارات محددة تساعدهم في التغلب على صعوبات التعلم الأكاديمية لدى الطلاب بشكل متقن.
  • إحداث تغيرات إيجابية في اتجاهات المتدربين نحو استخدام التكنولوجيا المساعدة مع التلاميذ ذوي صعوبات التعلم الأكاديمية بما ينمي شعورهم بالرضا، ويرفع روحهم المعنوية.
  • تحسين كفايات المتدربين في التعامل مع المشكلات والمواقف الطارئة، باستخدام التكنولوجيا المساعدة بأسلوب مبدع وخلاق يساعدهم على التكيف مع أعمالهم ومواجهة تحديات المستقبل والتغلب عليها.

أهمية تدريب أخصائي صعوبات التعلم:

تزداد أهمية البرامج التدريبية وتتعاظم على نحو خاص في مراحل الإصلاحات والتحولات الكبرى التي يشهدها أي مجتمع من المجتمعات لما تفرضه هذه التحولات على النظم التعليمية من ضرورة إحداث تغيرات كيفية ونوعية تتناول فلسفتها وأهميتها وما يرتبط بها من مفاهيم وأفكار وممارسات تعليمية.

ويمكن إجمال أهمية البرامج التدريبية من خلال ما ذكره (خصاونة، ۲۰۱۸، ۲۱) فيما يأتي[4]:

تعزيز المعرفة المهنية والوظيفية لدى المتدربين؛ وذلك بصقل مهاراتهم وقدراتهم بما يتماشى مع أهداف المؤسسة التعليمية، لتُنجز بالشكل المطلوب.

  • السعي الدؤوب إلى ضمان أداء العمل بفعالية وكفاءة، بتطوير الأساليب وتحفيزها.
  • إيجاد العلاج الفعّال للأسباب المؤدية للانقطاع عن العمل، والتخفيف منها قدر الإمكان.
  • إمداد المؤسسة التعليمية بالكوادر المؤهلة وتوفير احتياجاتها منهم قدر الإمكان.
  • التقليل من حجم الأخطاء التي تحدث في المؤسسة التعليمية والاستفادة ممما تتوفر لديها من كوادر مؤهلة وموارد متاحة.

ويرى الطعاني (۲۰۰۲ ، ۱۷) أنه لا ينبغي أن يتم التدريب بصورة عشوائية، ولكنه ينبغي أن يقوم على أسس ومبادئ يجب أن توضع في الاعتبار عند التخطيط لأي برنامج تدريبي يتصف بالفاعلية والقدرة على تحقيق الأهداف، والاختيار الأمثل للمتدربين حسب مؤهلاتهم وقدراتهم حتى يحقق التدريب أهدافه المحددة مسبقا[5].

 وأن يحقق البرنامج التدريبي التطابق بين النظريات والممارسات العملية لتحقيق الأهداف بفعالية عالية، وأن تكون أهداف برامج التدريب واضحة ومحددة ومصاغة بأسلوب السلوك المتوقع من المتدربين.

وأن يطبق البرنامج التدريبي أسس نظريات التعلم، وخاصة الأسس المتعلقة بالتعزيز والإثابة والرجع، ونشاط المتعلم، كما يكون البرنامج قادرا على تقييم مدى تقدم المتعلم نحو تحقيق الأهداف المحددة.

كفايات تكنولوجيا التعليم لأخصائي صعوبات التعلم:

من التعريفات التي شاع استخدامها في الأدب التربوي لمفهوم كفايات تكنولوجيا التعليم ما يلي:

عرفها الطريفي، والبخاري (۲۰۱۷) بأنها : القدرات التي يحتاجها المتدرب والتي تتضمن معارف ومهارات واتجاهات ومهارات أدائية بعد مروره في برنامج محدد يعكس أثره على أدائه[6] .

وعرفها محمد وآخرون (۲۰۱۸، ۱۳) بأنها: “مقدار ما يحرزه الفرد من معرفة ومهارات تمكنه من أداء مرتبط بمهمة منوطة به[7].

إن توظيف تكنولوجيا التعليم مع الطلاب ذوي صعوبات التعلم يعتمد أساسا على تمكن أخصائي صعوبات التعلم من حيث الإلمام بها، ويعد ذلك متطلبا مهما ومن أهم المعينات على توظيفها، علاوة على أن اكتساب أخصائي صعوبات التعلم لهذه الكفايات يجعل أداءه يتسم بالجودة والإقناع (سويدان، والجزار، ۲۰۰۷، ۲۳)[8].

ويعتمد استخدام تكنولوجيا التعليم من أجل تحسين تعليم ذوي صعوبات التعلم بالأساس على أخصائي صعوبات التعلم وقدرته على توظيف التكنولوجيا والاستفادة منها، فمهما كانت التكنولوجيا فعالة وقوية فان فعاليتها تعتمد على قدرة أخصائي صعوبات على تسخيرها والاستفادة منها (,Adebisi 2015, 14).[9]

وباعتبار أن أخصائي صعوبات التعلم عنصرًا بشريًا في منظومة تكنولوجيا التعليم؛ فإنه من الضروري أن تشتمل برامج إعداده وتدريبه على الكفايات المهنية وبشكل خاص كفايات التكنولوجيا المساعدة>

حيث إن هذه الكفايات الخاصة تمكنه من القيام بعملية استخدام الأجهزة والتطبيقات والمواد التعليمية المناسبة، ومتابعة الابتكارات في تكنولوجيا التعليم، وهذا الدور الجديد لأخصائي صعوبات التعلم يساهم في تحقيق تعلم ذي معنى للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم.

ولقد بينت كثير من الدراسات أهمية كفايات تكنولوجيا التعليم، منها دراسة يوسف (٢٠٠٢) والتي أسفرت نتائجها عدم كفاية عدد أجهزة الحاسب الآلي الموجودة في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة.[10]

وقلة عدد الدورات التدريبية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم لمعلمات التربية الخاصة أثناء الخدمة في مجال الحاسب الآلي وبرمجياته، وعدم معرفة معلمات التربية الخاصة بأساليب البرمجيات التعليمية المناسبة.

ودراسة القحطاني ( ۲۰۰٤ ) والتي بينت نتائجها أن هناك حاجة تدريبية بدرجة كبيرة في الجوانب المعرفية لتقنيات التعليم، وحاجة تدريبية بدرجة متوسطة في المجال المهاري لتقنيات التعليم، وأن اتجاهات معلمي التفوق والابتكار نحو تقنيات التعليم كانت بدرجة متوسطة[11].

في سياق الاهتمام – أيضاً – بتمية كفايات تكنولوجيا التعليم، هدفت دراسة الفضلي (۲۰۱۷) تعرف درجة امتلاك معلمات صعوبات التعلم في منطقة الرياض للكفايات التكنولوجية التعليمية اللازمة.

وتعرف درجة ممارسة معلمات صعوبات التعلم في منطقة الرياض للكفايات التكنولوجية التعليمية اللازمة.[12]

واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، و تم أخذ عينة عشوائية مكونة من (٦٠) من معلمات صعوبات التعلم في منطقة الرياض خلال فترة إجراء الدراسة خلال الفصل الدراسي الثاني، وتوصلت الدراسة إلى أن امتلاك معلمات صعوبات التعلم في منطقة الرياض للكفايات التكنولوجية التعليمية بدرجة عالية، وممارستهن لها.


[1] حسنين، عبير عبد المنعم فيصل (۲۰۱٤) برنامج تدريبي مقترح لمعلمي الإجتماع قائم على توظيف شبكة الإنترنت لتنمية كفاياتهم التدريسية ومهارات استخدامها . مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية: الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية، ع (٦٥) ، ١٣٣ – ١٩٢.

[2] Dakhiel, M. A., & Ahmed, S. A. (2019). Effectiveness of a Training Program in Improving Study Skills and English Language Achievement among High School Students. Journal of Educational Issues, 5(1), 132-149.‏

[3] خليفة، حسن محمد حويل (۲۰۱۲) . فاعلية برنامج تدريبى فى تنمية الكفايات التدريسية لدى معلمى التعليم المهنى وفقا لاحتياجاتهم التدريبية بالجماهيرية الليبيبة المجلة التربوية جامعة الكويت – مجلس النشر العلمي، مج (٢٦)، ع (١٠٣) ، ٢٦١ – ٣٠٣

[4] خصاونه، زكريا مصطفى على. (۲۰۱۸ ) . واقع البرامج التدريبية لمعلمي الدراسات الاجتماعية أثناء الخدمة في محافظة اربد، مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية، جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، ع (۲۰) ، ۱۷-۲۸.

[5] الطعاني، حسن أحمد (۲۰۰۷) التدريب مفهومه وفعالياته في بناء البرامج التدريبية وتقويمها، عمان، دار الشروق

[6] الطريقي، نورة بنت عبد الرحمن، والبجادي، محمد بن أحمد. (۲۰۱۷) . فاعلية برنامج تدريبي إلكتروني مقترح لتنمية كفايات تكنولوجيا التعليم لدى اختصاصيات مراكز مصادر التعلم بالمرحلة الثانوية ، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القصيم.

[7] محمد، أحمد محمد عبد العزيز الحوتة، أحمد بشير احمد وعبد القادر محمد نوری محمد. (۲۰۱۸ ) . الكفايات التكنولوجية التعليمية اللازمة للتدريس الفعال القائم على تقنية الهيبرنت لدى أعضاء هيئة التدريس بكليات التربية البدنية فى الجامعات الليبية مجلة علوم التربية الرياضية والعلوم الأخرى، كلية التربية البدنية، جامعة المرقب ، ع (۳) ، ۱۲ – ۲۲.

[8] سويدان، أمل ؛ الجزار ، منى (۲۰۰۷م). تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة، ط1، بيروت دار الفكر

[9] Adebisi, R. O., Liman, N. A., & Longpoe, P. K. (2015). Using Assistive Technology in Teaching Children with Learning Disabilities in the 21st Century. Journal Of Education And Practice, Vol (6) No, (24), 14-20.

[10] يوسف، أماني أبو بكر. (۲۰۰۲). الحاجات التدريبية على برمجيات الحاسب الآلي لمعلمات التربية الخاصة في مدينة الرياض. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود المملكة العربية السعودية الرياض.

[11] القحطاني، هنادي حسين آل هادي. (۲۰۱۸). كفايات معلم التربية الخاصة في توظيف مستحدثات تكنولوجيا التعليم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية الجامعة الإسلامية بغزة – ، مج (٢٦)، ع (٣) ، ٨٥ ١٠٣ .

[12] الفضلي، ريم بنت عبد الرزاق. (۲۰۱۷). الكفايات التكنولوجية التعليمية اللازمة لمعلمات صعوبات التعلم بمنطقة الرياض ودرجة ممارستهن لها مجلة البحث العلمي في التربية كلية البنات للآداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس، مج(١)، ع(١٨)، ١٥٥-٢٠٤.

السابق
تعريف التفاؤل Optimism في علم النفس
التالي
طرق تشخيص صعوبات التعلم الأكاديمية

اترك تعليقاً