بيئات التعليم الإلكتروني

بيئات التعلم الافتراضية virtual environments

أسس تصميم بيئة تعلم افتراضية

افرز تعدد الرؤي لمفهوم بيئات التعلم الافتراضية عدد من التصورات والمفاهيم الذهنية لتلك المفهوم، فأطلق عليها مسمي ببيئات التعلم الاليكترونية  electronic learning environment  ويطلق عليها ايضا بيئات التعلم التفاعلية  Interactive  web_based learning environment او بيئات التعلم الافتراضية virtual learning  ,environment او البيئات الاعتبارية virtual reality، ويرجع ذلك إلى الكيفية التي استخدم بها كل باحث هذا المفهوم، حيث أن مفهوم البيئة الافتراضية له عدة معان ودلالات مختلفة من الناحية الاصطلاحية والاجرائية، لإعتمادها على السياقات التعليمية التي تستخدم فيها، ولقد زودتنا الأدبيات والدراسات العربية والأجنبية بالعديد من الرؤى والأبعاد المتنوعة لتناول مفهوم بيئة التعلم الافتراضية، وبنظرة متفحصة ومتعمقه لتلك التعريفات وجد أن كل تعريف ركز علي جانب او زاوية معينه وأهمل بعد الجوانب الآخرى.

تعريف بيئات التعلم الافتراضية:  

بعض الكتابات والأبحاث قد وضعت المفهوم في ضوء أهداف البيئة ووظيفتها ووصفها، كما ركزت بعض الدراسات في التعريف علي إبراز عملية التواصل والتشارك والتفاعلية التي تتم بين كل من المعلمين والمتعلمين ومصاد التعلم داخل البيئة، وبعض الدراسات والأبحاث صاغت التعريف في ضوء البرامج والأدوات والتطبيقات المستخدمة في تصميم وبناء البيئة وعرض المحتوي التعليميي، ومنهم من ركز علي معايير التصميم التي تستند اليها البيئة، والبعض الآخر من الأدبيات والدراسات إهتم في صياغته للتعريف علي المهارات والخبرات التي يمر بها الطالب داخل البيئة، وبرغم تعدد وتنوع منطلقات ومرتكزات وفلسفات التعريف لبيئة التعلم الإفتراضية إلا انها لا تخرج عن توجهيين اساسيين:

التوجه الأول: ويري أنها نظام يشمل مجموعة من الأهداف والمكونات:  

ويري أصحاب هذا التوجه أن بيئة التعلم الإفتراضية هي نظام  تعليمي عبر الشبكة يشمل مجموعة من المكونات (معلم، ومتعلم، ومحتوي) وله عدة وظائف، ويسعي لتحقيق مجموعة من الأهداف التعليمية، ويُمكن المتعلمين المختلفين من التفاعل المباشر وغير المباشر عبر أدوات التواصل الإلكترونية، ويقدم لهم الدعم المناسب لتكامل المحتوى، ويوفر كل المصادر والأدوات التي يمكن للمعلم أو المحاضر استخدامها بطرق سهلة ويسيرة.

التوجه الثاني:  ويري أنها مجموعة من الأدوات والتطبيقات والخدمات:

ويري أصحاب هذه التوجه أن بيئة التعلم الإفتراضية هي الإستحدام الحر لمجموعة من الأدوات وتطبيقات وخدمات التعليم والتعلم تعمل علي تقديم البرامج والمناهج الدراسية بصورة إلكترونية عبر الكمبيوتر وشبكة الإنترنت، ويتم ذلك من خلال عملية الإتصال المتزامن وغير المتزامن، وتوفر هذه البرمجيات بدورها مجموعة من أدوات ووسائل التعليم التي تهدف إلى خدمة الطالب والمعلم وتعزيز عملية التعلم، بالإضافة إلى توظيف خدمات الإنترنت وخصائص الإتصالات الإلكترونية. لتزويد المتعلم بعدد من المهارات والخبرات لا يمكنهم الحصول عليها في البيئات التقليدية.

ويمكن القول بأن أصحاب التوجه الأول الذين ركزوا في صياغة مفهوم البيئة علي أنها نظام يشمل مجموعة من الأهداف والمكونات والوظائف : أُخفى عليهم أن هدف النظام ووظيفته ومكوناته متغيرة من زمان الي زمان ومن فئة الي فئة أُخري من المتعلمين، كما غاب عنهم أن الوظيفة تتغير بتطور التكنولوجيا وظهور العديد من المستحدثات والتطبيقات التكنولوجية، أما أنصار التوجه الثاني: الذين ركزوا في صياغة مفهوم البيئة الإفتراضية على أنها مجموعة من الأدوات والتطبيقات والخدمات المستخدمة في تصميم وبناء البيئة الإفتراضية، قد أهملوا متطلبات وإحتياجات الفئة التعليمية المستهدفة، وتغاضوا عن الأمور النفسية والجوانب الوجدانية لها، كما غاب عنهم أن الأدوات والتطبيقات والخدمات تتغير باستمرار بتطور التكنولوجيا وظهور العديد من المستحدثات والتطبيقات التكنولوجية.

وبعد هذا الاستعراض يمكن القول بأن الرأيان قابلان للنقاش والأخذ والرد حول مفهوم البيئة الإفتراضية التعليمية: ألا وهو أن مفهوم بيئات التعلم الافتراضية يتكون من مفهومين أو بعدين رئيسيين هما: (التعليم) ويتضمن كل عمليات التعليم والتعلم التي تحدث في أي نظام تعليمي والثاني (التكنولوجيا) وترتبط بالأدوات والبرمجيات والتطبيقات التكنولوجية، المستخدمة في تصميم البيئة وتوصيل المحتوى التعليمي، وإدارة عمليات الاتصال والتفاعل خلال الكمبيوتر والشبكات، وعلى ذلك فالتعريف الشامل للبيئة الافتراضية من الأهمية أن يتضمن البعدين ولا يقتصر على أحدهما دون الآخر.

السابق
أساليب تنمية التفكير الابتكاري لدى المتعلمين
التالي
أسس تصميم بيئة تعلم افتراضية

اترك تعليقاً