الإدارة التعليمية

تطور مفهوم الإدارة المدرسية

تطور مفهوم الإدارة المدرسية

لقد تطور مفهوم الإدارة المدرسية تطوراً سريعاً خلال العقود الماضية بفضل التطور الذي حدث في مفاهيم الإدارة بصفة عامة وتعدد الدراسات في مجال التربية والإدارة، فمنذ ذلك الوقت بدأت تفرض نفسها على علوم التربية وتأخذ لنفسها مكاناً بين العلوم التربوية الأخرى.

فلم تعد الإدارة المدرسية مجرد تسيير الأمور الخاصة بالمدير في مدرسته والتأكد من سير العمل حسب الجدول المدرسي وحسب الأنظمة، كما لم يعد مقتصراً على التركيز على إتقان الطلاب للمواد الدراسية وحفظها (المفهوم القديم للإدارة المدرسية).

فقد تغير هذا المفهوم وأصبح الطالب هو محور العملية التربوية وأصبحت وظيفة الإدارة توفير بيئة مناسبة لتنمية شخصية الطالب من جميع جوانبها جسمياً وعقلياً واجتماعياً وأخلاقياً

كما أصبح عمل الإدارة يدور حول تحقيق الأهداف الاجتماعية التي يسعى إليها المجتمع. وهذا الاتجاه الجديد لا يعني إهمال الجوانب الإدارية أو النظام أو التقليل من شأنها بل يعني أن الإدارة المدرسية أصبحت تهتم وتركز على أولوية العملية الاجتماعية والتربوية وتعمل على توجيه كل الوظائف الإدارية لخدمتها.

عوامل التغير في مفهوم الإدارة المدرسية

في الحقيقة لم يكن التطور الذي وصل إليه مفهوم الإدارة المدرسية وليد الصدفة بل نتيجة لمتغيرات وظروف ومؤثرات عديدة منها:

  1. سيادة مفهوم ديمقراطية التعليم وإلزاميته جعـل هـذه العملية تشمل نشاطات وفعاليات وخبرات كثيرة.
  2. زيادة عدد العاملين في الحقل المدرسي وتباين وتعدد مسؤولياتهم.
  3. أصبح التعليم مهنة وحياة وأصبح المعلم يقوم بواجبات كثيرة ومتباينة بجانب قيامه بالتدريس.
  4. تغير وظيفة المدرسة من تربية الأبناء ونقل التراث إلى الاهتمام بالمجتمع ودراسته والمساهمة في حل مشكلاته وتحقيق أهدافه، كما يقوم المجتمع بتقديم الإمكانيات والمساعدات التي يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف العملية التربوية ورفع مستواها.
  5. زيادة الوعي بأهمية الإدارة بشكل عام في نجاح أي مؤسسه لتحقيق أهدافها مما أعطى أهمية أكبر للدور الذي تؤديه المدرسة في نجاح العملية التربوية.
  6. تأثر الإدارة التربوية بالتطور الذي حدث في علم الإدارة بشكل عام واعتبار من يعمل في الإدارة صاحب مهنة مثل الطب والهندسة ،وغيرها، يستهدف إكساب الدارسين المهارات التي تساعدهم على فهم وحل المشكلات الإدارية في مجال عملهم.
  7. أصبح محور العملية التربوية والتعليمية يدور حول الطالب وتوجيه نموه في جميع المجالات.
  8. زيادة وتقدم البحوث النفسية والتربوية الذي أدى إلى تطور وتزايد المعرفة وظهور الكثير من النظريات التي تيسر عمليه التعليم، وانعكس ذلـك عـلـى مفهوم الإدارة المدرسية وأصبح هناك مزيد من العناية للقيادات التربوية والمدرسية التي تيسر العملية التعليمية بالمدرسة.

وبناء علية يمكن تعريف الإدارة المدرسية على أنها مجموعة عمليات وظيفية تمارس بغرض تنفيذ مهام مدرسية بواسطة آخرين عن طريق تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة مجهوداتهم وتقويمها وتؤدى هذه الوظيفة من خلال التأثير في سلوك الأفراد لتحقيق أهداف المدرسة “.

أهداف الإدارة المدرسية :

  1. توفير الظروف والإمكانات التي تساعد على تحقيق النمو الشامل للطلاب.
  2. متابعة الخطط التربوية وتقديم التسهيلات اللازمة لتنفيذها.
  3. العمل بشكل تعاوني مع أولياء الأمور لتحقيق حاجات الطلاب.
  4. تنسيق جهود العاملين بالمدرسة من أجل سرعة أداء المهام وإنجازها.
  5. توفير مناخ من العلاقات الإنسانية الطيبة داخل المدرسة ومع أولياء الأمور والمجتمع المدرسي.
  6. تهيئة فرص التنمية المهنية المستمرة للعاملين بالمدرسة.
  7. تحسين طرق أداء العمل داخل المدرسة والفصول الدراسية.
  8. العمل على التطوير والنمو المستمر للمدرسة.

العلاقة بين الإدارة التربوية والإدارة المدرسية

حول العلاقة بين الإدارة التربوية والإدارة المدرسية فيمكن اعتبارها من باب علاقة العام بالخاص أو الكل بالجزء، بمعني أن الإدارة المدرسية تعتبر جزءاً من الإدارة التربوية وصورة مصغرة لتنظيماتها وأن هناك ارتباطاً وثيقاً بينهما، وإنهما يدوران حول محور واحد هو التربية والتعليم

حيث إن الإدارة المدرسية تقوم بتنفيذ السياسة التعليمية، بينما تختص الإدارة التربوية برسم تلك السياسة ومساعدة الإدارة المدرسية مالياً وفنياً في تنفيذها والإشراف عليها لتضمن سلامة هذا التنفيذ

وكلما كانت العلاقات التنظيمية بين الإدارة التربوية والإدارة المدرسية واضحة، تتحدد فيها خطوط السلطة والمسؤولية، فإن ذلك يساعد على تنفيذ السياسة التربوية بصورة أفضل.

مكونات الإدارة المدرسية

يمكننا اعتبار الإدارة المدرسة كعملية تتكون من مجموعة مكونات تسمى مكونات الإدارة المدرسية تندرج تحت أربعة مكونات عامة وهذه المكونات هي على النحو التالي:

1 – المدخلات:

تعطي المدخلات للإدارة مقوماتها الأساسية، وتحدد غاياتها، علاوة على أن لها دوراً رئيساً في نجاح أو فشل النظام المدرسي بأكمله هذه المدخلات تتضمن ما يأتي:

  • رسالة المدرسة وفلسفتها وأهدافها
  • السياسات والتشريعات التربوية الموارد البشرية في المدرسة وتضم جميع العاملين في المدرسة بدءاً من المدير وطاقم الجهازين الإداري والتعليمي والتلاميذ وانتهاء بموظفي الخدمات المساندة.
  • الموارد والإمكانيات المادية المبني والمرافق والتجهيزات والأموال …. الخ).
  • منظومة الخدمات الإضافية التي تساعد المدرسة في أداء عملها (من خدمات صحية وإرشادية ورياضية وغيرها).
  • المنظومة المعلوماتية الفرعية (أساليب العمل والأهـداف والسياسات العامة وطرف اتخاذ القرار… الخ)

2 – العمليات:

ويقصد بها التفاعلات والأنشطة التي يتم من خلالها تحويل المدخلات إلى مخرجات، وهي معقدة ومتفاعلة معاً. لكن يمكن تبسيط فهمها من خلال النظر إليها على أنها وظائف وأنشطة إدارية محددة وهي تتضمن:

أ – التخطيط:

ويتم من خلاله تحديد الغايات والوسائل، ووضع البرامج ورسم السياسات، وتحديد الميزانية.

ب – التنظيم

ويتم من خلاله تقسيم الأعمال وتوزيعها، وتحديد المسؤوليات والصلاحيات وطرق الاتصال بين العاملين والتنسيق بينهم.

ج – القيادة

ويتم من خلاله التفاعل بين المدير والمرؤوسين، والمواقف القيادية، بحيث يتم توجيه المرؤوسين، والتعرف إلى احتياجاتهم، وتحفيزهم على العمل بفاعلية.

د – الرقابة:

ويتم من خلالها تقويم النتائج وتقييمها (قياس مطابقتها للخطة الموضوعة ومعالجة القصور والانحرافات عن هذه الخطة).

3 – المخرجات:

وهي المحصلة النهائية لمجمل العمليات والمؤثرات في البيئتين الداخلية والخارجية وتقسم إلى قسمين:

  • مخرجات إنتاجية: قرارات وسياسات وتشريعات، وأداء جيد وإنتاجية…).
  • مخرجات وجدانية : رضا وظيفي علاقات متينة….

4 -البيئة المنظمة

وهي البيئة التي تتفاعل فيها المنظمة وتؤثر على أدائها وفاعليتها، وتنقسم إلى قسمين:

  • بيئة خارجية: تقع خارج حدود المنظمة أي المدرسة.
  • بيئة داخلية: تقع داخل حدود المنظمة أي المدرسة.
السابق
المهارات الإدارية Managerial Skills
التالي
وظائف الإدارة المدرسية الحديثة