اضطرابات اللغة والكلام

تعريف اضطرابات التواصل وأسبابها

تعريف اضطرابات التواصل وأسبابها

اضطرابات التواصل ربما يكون معلم التربية الخاصة أو الأخصائي النفسي أو المدرس العادي أو أحد الأخصائيين المهنيين الآخرين، هو أول من يساوره الشك في وجود صعوبات التواصل عند بعض الأطفال.

ولما كان كل من النطق والكلام يتأثران بالبناء التركيبي التشريحي للفرد والأداء الوظيفي الفسيولوجي والأداء العضلي الحركي والقدرات المعرفية والحسية والتوافق الاجتماعي والسيكولوجي وإن عملية الكلام تتطلب اشتراك العديد من أجهزة الجسم وحواسه المختلفة.

فإن الانحرافات أو الأشكال المختلفة من الشذوذ في أي من العوامل السابقة يمكن أن ينتج عنها اضطراب على نحو أو آخر في التواصل قد يتضمن النطق والكلام أو يتضمن اللغة أو يتضمنها جميعاً.

بمعنى أنه قد يحدث اضطراب في السلوك الاتصالي وأنماطه وهذا الاضطراب قد يختلف في نوعيته وشدته، كما قد يكون مظهراً من مظاهر الإعاقة لدى الفرد في اتصالاته بالآخرين.

تعريف اضطرابات التواصل:

واضطرابات التواصل هي اضطرابات ملحوظة في النطق أو الصوت أو الطلاقة الكلامية أو تأخر لغوي أو عدم نمو اللغة التعبيرية أو اللغة الاستقبالية الأمر الذي يجعل الطفل بحاجة إلى برامج علاجية أو تربوية خاصة، ويمكن أن تظهر اضطرابات التواصل عند الأفراد من جميع الأعمار

وقد تتراوح هذه الاضطرابات في حدتها من ا اضطرابات خفيفة إلى اضطرابات بالغة الحدة وعلاوة على ذلك، فإن اضطرابات النطق واللغة يمكن أن توجد كمظهر فريد عند الشخص، وقد تكون جزءاً من صورة معقدة من الإعاقات المتعددة، كذلك يمكن أن تكون هذه الاضطرابات وقتية ولا تستمر طويلاً، كما أنها يمكن أن تبقى مع الفرد مدى الحياة.

وتعرف اضطرابات التواصل بأنها عجز الفرد من جعل كلامه مفهوماً للآخرين، والعجز عن التعبير عن أفكاره بكلمات مناسبة، وعجزه عن فهم الأفكار التي يسمعها من الآخرين سواء المنطوقة أو المكتوبة.

نسب انتشار اضطرابات التواصل

تقدر نسبة انتشار اضطرابات التواصل حوالي 4 % وهي نسبة مرتفعة مقارنة بنسب انتشار الإعاقات الأخرى وغالبا ما يكون الأطفال من ذوي الإعاقات العقلية والسمعية والجسمية وصعوبات التعلم، وذوي الاضطرابات الانفعالية يعانون من اضطرابات التواصل وهذه الاضطرابات تؤثر على النمو المعرفي والسلوك الاجتماعي بشكل سلبي للفرد.

وتعد هذه الاضطرابات من أكثر الإعاقات انتشاراً حيث إنها تحتل المرتبة الثانية بين الإعاقات حيث تقدر مشكلات النطق وحدها بنسبة (80 %) من هذه الاضطرابات وتختلف هذه النسبة حسب الأعمار الزمنية المختلفة.

ومن الصعب تحديد نسبة انتشار اضطرابات التواصل بدقة بسبب تنوعها وصعوبة تحديدها وظهورها أحيانا في جزء من الإعاقات كما هو في التخلف العقلي وإصابات الدماغ وصعوبات التعلم والإعاقات السمعية، وذوو الحاجات الخاصة يتلقون خدمات علاجية في الكلام واللغة.

وتقدر نسبة انتشار اضطرابات الكلام بحوالي 10-15 % بين الأطفال دون من المدرسة 6 % بين طلبة الصفوف الابتدائية والثانوية أما اضطرابات اللغة فتنتشر بين حوالي 32 بين أطفال دون سن المدرسة، 1 % بين طلبة المدارس.

ولقد أشار التقرير السنوي الثالث والعشرون لدائرة التربية الأمريكية عام 2001 إلى أنه في العام 2000/1999 يوجد حوالي 2.3 من بين الأطفال الذين التحقوا بالمدارس الدراسي لديهم إعاقات بسبب إعاقات الكلام أو اللغة أو كليهما.

وهذا يعادل حوالي من 2 إلى 100 طالب من مجموع 1.0810822 طالب بين عمر 7-17 يتلقون خدمات نطقية ولغوية كما تبدو العلاقة بين عمرا الطالب وتصنيف إعاقة واضحة في نسبة الانتشار.

فمشكلات النطق الوظيفية على سبيل المثال أكثر انتشارا بين طلبة المدارس الابتدائية وأطفال دون سن الدراسة. كما أن اضطرابات اللغة أكثر انتشارا في أعمار 8/7/6 مسنوات ففي السنة الدراسية 2000/1999 في الولايات المتحدة الأمريكية وجد حوالي 191,674 طالبا في سن الثامنة من العمر لديهم إعاقات كلامية أو لغوية ا

المظاهر الدالة على اضطرابات التواصل لدى الأفراد:

يعتبر كلام الفرد عيباً إذا تحول الاهتمام من ماذا يقول ؟؟ إلى كيف يعبر بالكلمات عما يريد؟ أي إذا عجز عن التعبير عما يريد، كفقده اللغة تماماً، أو فقرها وقله محصوله اللغوي أو وجود اللغة لديه ولكن لديه نطق معيب، أو لانسياب من فمه بسهوله فترة ثم يتوقف أو يكرر أو يطيل في أصوات الحروف أو قد تتغير نبرة صوته أو تزداد سرعة الكلام لديه.

ويمكن اعتبار كلام الفرد مضطربا إذا اتصف بواحدة من الصفات التالية:

  • حين يكون الكلام غير مسموع بوضوح.
  • وحين يكون الكلام صعب الفهم.
  • حين يكون التعبير بالفاظ غير ملائمة.
  • حين يكون الكلام معيبا فيما يختص بنطق الحروف الساكنة والمتحركة.
  • وحين يحدث اضغام لبعض الحروف. حين ينقص الكلام الإيقاع السليم.
  • حين يبدل المتكلم جهداً عندما يتكلم. ل حين تتغير نبرة الصوت.
  • وحين يكون الكلام غير مناسب لسن أو جنس المتكلم.
  • حين يفقد اللغة تماماً لسبب أو لآخر أو يقل محصوله اللغوي

اسباب اضطرابات التواصل:

تتمثل أسباب اضطرابات التواصل على النحو التالي:

  • الأسباب النمائية: وتتمثل في أشكال مختلفة من التأخر في نضج الجهاز العصبي.
  • الأسباب البيئية: وتتمثل في العوامل البيئية والثقافية والأسرية المضطربة، مثل الحرمان، وعدم توفر الإثارة الكافية.
  • أسباب نفسية وتعليمية: وتتمثل في التعلم الخاطئ وفي توقع الفشل، وأنماط التواصل غير السليمة، والاضطرابات النفسية الداخلية.
  • الأسباب الوظيفية: وتتمثل في الاستخدام الخاطئ للأحبال الصوتية، وللأجهزة الداعمة للكلام.

كما تتعدد الأسباب التي يمكن أن تقف وراء اضطرابات التواصل على النحو التالي:

أولا: أسباب تتعلق بمرحلة الاستقبال:

يستقبل الإنسان الصوت الكلامي من البيئة المحيطة به ويتلقاء بحاسة السمع المنوطة بالأذن بمكوناتها الثلاثة (الخارجية – الوسطى – الداخلية)، أي للحصر العوامل التي يمكن أن تسبب اضطرابات التواصل في هذه المرحلة في البيئة المحيطة بالإنسان إلى جانب الأذن وما يلحق بها من إصابة أو إعاقة خلقية أو مكتسبة إلى جانب ما تتركه البيئة غير المناسبة من اضطرابات نفسية ووجدانية قد يعزى إليها حدوث الاضطراب.

أ – العوامل البيئة والنفسية:

البيئة هي المصدر الذي يحصل منه الإنسان على المثيرات الصوتية لذا تتعدد الأسباب البيئية التي قد تكون سبباً في اضطرابات التواصل والنطق.

ومن أهم هذه الأسباب عوامل التنشئة الاجتماعية، وفقر البيئة الثقافية التي تفتقر إلى الحديث الرفيع، الكلام الموجه، والتدريب المناسب للطفل، كما هو الحال لدى طفل (إيتارد) المتوحش، وفتاتي الهند المتوحشتين حيث إن عدم سماعهم اللغة إطلاقا أدى إلى افتقادها لديهم تماماً

وأطفال دور الأيتام والملاجئ الذين لا تتوفر لديهم عوامل التربية والتدريب والتنشئة الاجتماعية الجيدة، وتقل لديهم فرص سماع الكلام والتفاعل اللغوي لغياب الأم، لذلك تكثر لديهم اضطرابات التواصل أكثر من أقرانهم المقيمين مع أسرهم الطبيعية.

بالإضافة إلى عوامل الاكتتاب وضعف الثقة بالنفس، وتصدع الأسرة، والخوف من الوالدين، وكذلك التدليل الزائد، والانتقال المفاجي إلى بيئة جديدة، كمنزل جديد أو دخول المدرسة أو الحضانة، فضلا عن ميلاد طفل جديد في الأسرة وما يترتب عليه من غيرة الطفل قد تكون سبباً في اضطرابات النطق والكلام لديه وما قد يعتريه من اضطراب في طلاقة الكلام (اللجلجة).

ب – الإعاقة السمعية:

حاسة السمع هي عضو الاستقبال للصوت القادم من البيئة الخارجية وفيها تتم أولى مراحل عملية الكلام، لذا تكون الإعاقة السمعية من أهم أسباب اضطرابات التواصل والتخاطب.

وتزداد أو تقل درجة الخلل في الكلام والتواصل وفقا لدرجة ونوع الفقد السمعي لدى الفرد فكلما زادت درجة الفقد زادت اضطرابات اللغة والتواصل لدى الفرد فالعلاقة بينهما طردية.

ثانيا: أسباب تتعلق بمرحلة المعالجة في المخ:

تعدد أسباب اضطرابات التواصل في هذه المرحلة ومنها ما يلي:

  • إصابة العصب السمعي مما يعيق وصول النبضات العصبية من الأذن الداخلية إلى المخ مما يؤدي لعدم فهم الكلام المسموع.
  • تعرض الفرد للحوادث والصدمات التي تؤدي إلى إصابة مناطق معالجة الكلام في المخ.
  • وجود خلل في الإدراك لدى الفرد مما يعيق إدراكه لما يسمعه من كلام وبالتالي لا تتم العملية الثالثة وهي الإرسال والنطق.
  • الإعاقة العقلية في حالة الإعاقة العقلية تلاحظ أن الطفل يتقدم في عمره الزمني بينما لا يتقدم نموه اللغوي فتراه لا يزال يعبر عما يريد باستعمال الإشارات، وأنه يحدث أصواتاً معدومة الدلالة أو ينطق الكلمات مشوهة أو بها إبدال أو حذف أو إضافة وبالطبع تتفاوت حدة الاضطرابات اللغوية واللفظية وفقا لدرجة الفقد العقلي وتزداد بزيادته فالعلاقة طردية بينهما.
  • الشلل الدماغي: فالشلل الدماغي مصطلح يشير إلى شلل أو ضعف أو عدم توازن حركي ينتج عن تلف دماغي.

ثالثا: أسباب تتعلق بمرحلة الإرسال (النطق):

تشترك في عملية نطق أصوات الحروف عدة أجهزة، وحدوث أي خلل في هذه الأجهزة من شأنه يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النطق والكلام وتشمل الجهاز التنفسي، جهاز الصوت أجهزة الرنين، وأجهزة النطق وفيما يلي بيان ذلك:

  • إصابة الجهاز الصوتي: يطلق على الحنجرة والأحبال الصوتية الجهاز الصوتي المسئول عن إصدار الأصوات اللازمة للكلام ومن الأمراض أو الاضطرابات التي تصيب الحنجرة وتؤثر على إصدار الصوت.
  • العيوب الخلقية في الحنجرة مثل ضعف الحنجرة.
  • إصابة الحنجرة في الحوادث والعمليات الجراحية.
  • إصابة الأعصاب المسيطرة على الحنجرة.
  • التهاب الحنجرة سواء بسبب الأمراض أو سوء استخدام الصوت.
  • أورام الحنجرة سواء الحميدة أو الخبيثة مما يؤثر على حركة الأحبال الصوتية.
  • نتوءات أو عقد الأحبال الصوتية مما يعيق حركتها ويمنع الضمامها وتحدث بحة في الصوت.
  • شلل الأحبال الصوتية وقد تكون في حبل واحد أو في الحبلين معاً.
  • إصابة الجهاز التنفسي: تعتبر الوظيفة الأولية للجهاز التنفسي هي إدخال الهواء إلى الجسم للحصول على الأوكسجين أي تبادل الغازات الخروج ثاني أكسيد الكربون وله أيضا دور هام وهو ضرورة مرور الهواء على الحنجرة والأحبال الصوتية كي يحدث الصوت وأيضا التجاويف الموجودة به التي تعمل كأجهزة رنين للصوت.
السابق
التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي
التالي
تشخيص وقياس اضطرابات التواصل

التعليقات معطلة.