مهارات

تعريف الاستماع وأنواعه ومهاراته

تعريف الاستماع وأنواعه ومهاراته

يعد الاستماع أساس النمو اللغوي لدى الفرد، وهو المدخل الحقيقي لإكساب اللغة واكتسابها، وعن طريق الاستماع الجيد يتواصل الفرد مع الآخرين بدءًا بالاستماع ثم الفهم ثم صدور الاستجابة بناءً على الفهم الناتج عن الاستماع.

ويذكر (mart) أن الإستماع من أكثر المهارات اللغوية تأثيراً في الاتصال الفعال مع الآخرين؛ حيث يكسب الفرد عددا من المهارات اللغوية، و الأنماط والتراكيب والأفكار والمفاهيم، وينمي لديه المهارات اللغوية الأخرى كالتحدث والقراءة والكتابة[1].

ويفرق (Sweetow & Sabes) بين السمع والاستماع، حيث يمكن أن يمتلك الفرد سمعا طبيعيًا، ولكن قد يكون مستمعًا ضعيفًا ، ومن ناحية أخرى قد يكون الفرد ضعيف السمع ولكنه مستمعًا ممتازاً، حيث يتطلب الاستماع السمع، لكن لكي يكون الفرد مستمعًا جيدًا يجب أ يدمج المستمع عددا من المهارات مثل الحضور الذهني والتفاهم والتذكر وسرعة المعالجة.[2]

مفهوم الاستماع:

يمكن عرض أهم التعريفات التي أوضحت مفهوم الاستماع على النحو الآتي:

يعرف عصر الاستماع بأنه : عملية مركبة يستوعب فيها الإنسان الأصوات المنقولة إليه عبر أذنه عن طريق العديد من النشاطات العقلية الفسيولوجية، مثل: سماع الأصوات والتعرف عليها وتمييزها وتفسيرها[3].

ويعرفه نصر بأنه : مهارة لغوية ذهنية أدائية تتشكل لدى المتعلم نتيجة تعرضه لنصوص وقصص مختلفة، وتدريبات مصاحبة في مواقف محددة ومضبوطة تمكنه من الإصغاء الواعي للرسائل الصوتية المتلقاه، وفهم ما تضم من أفكار ومضامين ونقدها وتقويمها وممارسة أشكال التخيل المحتملة[4].

ويعرفه,Yalemkaya., Muluk., & Şahin بأنه عملية نشطة مركزة تسمح بتحليل سريع ودقيق للأصوات التي يتم سماعها[5].

ويُعرفه Bodie بأنه تفسير السلوك التواصلي للآخرين بكفاءة وفعالية وذلك لمحاولة فهم معنى هذا السلوك وآثاره وإصدار الاستجابة المناسبة له[6].

ويعرفه mart بأنه : القدرة على الكلام، والتعبير عنه أو تبادل الأفكار من خلال استخدام اللغة الشفهية لتوصيل المعنى للآخرين وتحقيق التواصل الفعال معهم.

يتضح بعد عرض التعريفات السابقة ما يأتي:

  • أن الاستماع مهارة ذهنية تعتمد على الإصغاء الواعي للرسالة، وفهمها وتقويمها.
  • الاستماع عملية تفسيرية للسلوك الإنساني وفهم مقاصد المتكلم، وإصدار الاستجابة المناسبة.
  • الاستماع عملية نشطة تعتمد على سرعة البديهة في تحليل الأصوات المسموعة.
  • أن الاستماع الجيد يحقق التواصل الفعال مع المتحدث أو القارئ، كما ينعكس الاستماع على باقي مهارات التواصل اللغوي كالقراءة والتحدث والكتابة.
  • الاستماع عملية مركبة من عدة مهارات وهي: تمييز الأصوات وتحليلها، وتحويل المعنى إلى الذهن، والتفسير، والاستيعاب والفهم، والتقييم.

أركان عملية الاستماع

يشير Bodie إلى أن الاستماع بناء متعدد الأبعاد يتكون من العمليات الحسية وتتمثل في استقبال المعلومات عبر حاسة الأذن، والعمليات المعرفية المعقدة، مثل: الحضور الذهني وفهم واستلام وتفسير المحتوى والرسالة الواردة من المتحدث، والعمليات العاطفية مثل: التحفيز على الاهتمام بتلك الرسائل، والعمليات السلوكية مثل: الاستجابة بردود الفعل اللفظية وغير اللفظية[7].

كما يرى عبد الهادي، وأبو حشيش، وبسندي: أنه لا يقتصر الاستماع على مجرد استقبال الصوت المسموع وإدراك معاني الكلمات والجمل فحسب؛ بل يتعدى ذلك إلى الاندماج الكامل بين المتكلم والمستمع، كما يحتاج المستمع إلى بذل الجهد الذهني حتى يستخلص المعلومات، ويحللها، وينقدها[8].

وبالتالي يتفق مع المتكلم في رأيه ويختلف معه، وبالتالي فإن عملية الاستماع تتكون من أربعة أركان لا ينفصل أحدهما عن الآخر وهي: فهم المعني الإجمالي، وتفسير الكلام والتفاعل معه، وتقويم الكلام ونقده، وربط المضمون المقبول بالخبرات الشخصية.

أنواع الاستماع:

تتعدد أنواع الاستماع تبعًا للغرض المقصود من عملية الاستماع أو للرسالة التي أراد الفرد أن يستمع إليها، وبناءً على ذلك تشير مروة حسين، ۲۰۱۷ إلى بعض أنواع الاستماع فيما يأتي[9]:

1 – الإستماع التذوقي:

وفيه يكون الهدف من الاستماع الاستمتاع وتذوق الأعمال الفنية، مثل الاستماع إلى موسيقى أو عرض مسرحي، أو محاضرة ممتعة.

2 – الاستماع النشط:

ويظهر في تركيز الانتباه لتفسير الكلام، أو قراءة المشاعر والحركات، وهذا النوع من الاستماع يتضمن التعاطف مع المتحدث، أو التأمل في كلامه.

3 – الاستماع الاستيعابي:

وهو الاستماع من أجل الفهم والمعرفة مثل الاستماع إلى درس أو ندوة علمية أو محاضرة بقصد فهم ما يدور فيها.

٤ – الإستماع الناقد:

وهو الاستماع لاتخاذ قرار وإصدار حكم وحسم موقف بالاتفاق مع مضمون المسموع أو الاختلاف معه.

يتضح مما سبق تنوع المادة المسموعة تبعًا للغرض الذي قصده المستمع، كما توجد أنواع أخرى للاستماع، مثل الاستماع الإبداعي، والاستماع الجمالي أو الترفيهي، والاستماع القسري أو الإجباري، والاستماع الفضولي للاستطلاع.

مهارات الاستماع:

من خلال تتبع الإطار السيكولوجي لمهارات الاستماع في عدد من البحوث العربية والأجنبية نجد أن طعيمة لخص مهارات الاستماع وهي[10]:

  1. مهارة التمييز بين الأفكار الرئيسة والأفكار الثانوية في النص المسموع.
  2. مهارة تذكر حقائق ومعلومات وردت في النص المسموع.
  3. مهاره استنتاج معنى كلمات جديدة وردت في سياق النص المسموع.
  4. مهارة الترتيب الصحيح لأفكار وأحداث وردت في النص المسموع.
  5. مهارة الخروج باستنتاجات حول النص المسموع.

[1] Mart, C. T. (2012). Developing speaking skills through reading. International Journal of English Linguistics, 2(6), 91- 96.

[2] Sweetow, R. W., & Sabes, J. H. (2007). Listening and communication enhancement (LACE). In Seminars in Hearing, 28(2), 133-141.

[3] عصر، حسني عبد الباري (۲۰۰۰). الاتجاهات الحديثة لتدريس اللغة العربية في المرحلتين الاعدادية والثانوية الإسكندرية: المكتب العربي الحديث.

[4] نصر، حمدان على (۲۰۰۹) . أثر النشاطات التعليمية المصاحبة والتحصيل السابق في اللغة العربية في تنمية القدرة على التخيل لدى عينة من طلاب الصف السادس المجلة الأردنية في العلوم التربوية، المجلد (٥)، العدد (٤). ص ٣٨٥ – ٣٩٨.

[5] Yalçınkaya, F., Muluk, N. B., & Şahin, S. (2009). Effects of listening ability on speaking, writing and reading skills of children who were suspected of auditory processing difficulty. International Journal of Pediatric Otorhinolaryngology, 73(8), 1137-1142.

[6] Bodie, G. D. (2012). Listening as positive communication. The positive side of interpersonal communication, 109-125.

[7] مرجع سابق

[8] عبد الهادي، نبيل وأبو حشيش، عبدالعزيز وبسندي، خالد (۲۰۰۵) مهارات في اللغة والتفكير. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

[9] حسين، مروة أحمد (۲۰۱۷). برنامج قائم على نموذج جوردن لتألف الأشتات في تنمية مهارات التواصل الشفوي لدى تلاميذ المرحلة الاعدادية. مجلة القراءة والمعرفة، (١٨٥)، ٢١ – ٥٩.

[10] طعیمه، رشدي أحمد (۲۰۰۴) . المهارات اللغوية، مستوياتها – تدريسها – صعوباتها. ط1، القاهرة: دار الفكر العربي.

السابق
سمات شخصية الأطفال المعاقين عقليا
التالي
ما هي مهارة التحدث وما مستوياتها

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : دراسات سابقة على مرحلة رياض الأطفال (1) | معلومة تربوية

اترك تعليقاً