علم النفس

تعريف التفكير التناظري Analog thinking

تعريف التفكير التناظري Analog thinking

يعد التفكير – ومنه التفكير التناظري – سلسلة من النشاطات والعمليات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير ما؛ بحثاً عن المعنى أو الخبرة، وهو سلوك هادف وتطوري يتشكل ويتداخل مع العوامل الشخصية والمعرفية للفرد، والمعرفة الخاصة بالأشياء التي يجري حولها التفكير.

ويرى (رزوقي ومحمد) أن التفكير التناظري أحد أهم أنماط التفكير شيوعاً والتي تستخدم أثناء حل المشكلات الغامضة أو عند فهم الأشياء المجردة عن طريق ربطها بأشياء معروفة يدركها المتعلم بالموازنات وإجراء التماثلات وتحليل الخصائص المشتركة بينها.

كما يوضح (Kim., & Horii) أن التفكير التناظري واحد من أكثر الأساليب فعالية في توليد الأفكار الإبداعية، حيث تتم المقارنة بين المتناظرين ويتم عرض الاستدلالات الإضافية من واحد إلى آخر وإسقاط المعرفة من حالة مفهومة جيدًا إلى أخري أقل مألوفية أو أكثر تجريدًا.

وهو ما يسهم في حدوث شكل آخر من أشكال التعلم التماثلي، عندما تتم مقارنة حالتين مع إبراز البنية المشتركة والعلاقة القائمة بينهما، حيث يعمل التمييز على إبراز النواحي المشتركة في سياقات أخرى جديدة في التعلم اللاحق.

ومن هنا يتضح أن التفكير التناظري أحد أنواع التفكير الذي يقوم على شرح وفهم المفاهيم المجردة والغامضة بما يناظرها ويشابهها من مفاهيم محسوسة وواضحة يعرفها المتعلم جيدا وذلك بهدف التوصل إلى أكبر قدر من الخصائص المشتركة بينهما.

مفهوم التفكير التناظري

يمكن توضيح أهم التعريفات التي أشارت إلى التفكير التناظري من خلال ما يأتي:

  • حيث يعرف بأنه: العملية المعرفية لنقل المعلومات أو المعنى من موضوع معين (المصدر) إلى موضوع آخر (الهدف).
  • ويعرف بأنه: نشاط فكري يقوم على استنتاج أفكار جديدة عن طريق المشابهة بين موقفين متماثلين، موقف معروف في السابق، وموقف يراد معرفته حالياً.
  • كما يعرف بأنه: العملية الذهنية التي تساعد المتعلم للوصول إلى المعرفة التي يتم فيها توليد الأفكار وتحليلها ومحاكاتها، كما يمثل تخطيط معرفي يقوم على نظام لنقل العلاقات بين مجالين يطلق على أحدهما المجال المعروف والآخر المجال الغريب، وتعتبر وسيلة لملاحظة العلاقات الراسخة بين المجالين.
  • يعرف بأنه: قدرة المتعلم على التفكير بمستوى شامل لرؤية الصورة كاملة وواضحة يستطيع من خلالها ربط الأشياء أو القيام بعمليات عقلية عندما تستخدم معلومات في مجال واحد (مصدر) (التناظر) للمساعدة في حل مشكلة في مجال آخر (الهدف).
  • ويعرف أيضا بأنه عملية معرفية لنقل المعرفة من خلال ربط المعلومات غير المألوفة بما هو مفهوم بالفعل، وتحسين فهم المفاهيم أو الأفكار غير المعروفة.
  • ويعرفه Graft, Mesle & Clark بأنه : عملية تحليل تعتمد على القياس عن طريق ارتباط مصدر معروف بهدف غير معروف من خلال إنشاء تشابه مشترك وموجه نحو الهدف بينهما.
  • يعرف (Bayaga., Bosse., & Sevier) بأنه تفكير يعتمد على القياس، بما في ذلك التكافؤ أو التوازي أو التشابه أو المساواة أو المطابقة أو التطابق.
  • كما يعرفه (Guarino., Wakefield., Morrison., & Richland) بأنه: عملية الربط بين موضوعين متساويين في مستوي العمومية ودرجة الصعوبة، يجمع بينهما خصائص مشتركة، إلا أن أحد هذين الموضوعين مألوف لدى المتعلم والآخر غير مألوف له، وذلك بهدف أن يصبح الموضوع غير المألوف مألوفا.

استنتاجات حول مفهوم التفكير التناظري:

يتضح بعد عرض التعريفات السابقة ما يأتي:

  1. التفكير التناظري عملية تحليل للعناصر والمفاهيم المتناظرة لاستخراج أوجه للمقارنة بينهما.
  2. عملية تفكير بصورة شاملة؛ لتوضيح الأشياء الغامضة عن طريق مقارنتها بأشياء تشبهها، ويشترط أن تكون مألوفة ومعروفة لدي المتعلم.
  3. التفكير التناظري عملية ذهنية ونشاط فكري تعتمد على العصف الذهني للبحث عن أوجه التناظر والتشابه وأوجه الاختلاف بين المفاهيم المتناظرة، والبحث عن الخصائص المشتركة بينهما.
  4. لا يتوقف التعلم باستخدام التفكير التناظري عند مجرد الوصل إلى العناصر المتشابهة بين المفهومين؛ بل يهدف التفكير التناظري إلى توليد أكبر قدر من الأفكار الجديدة قدر المستطاع.
  5. يلزم للتعلم باستخدام ذلك النوع من التفكير مراعاة الخط النمائي المناسب للمتعلمين قبل التدريب باستخدام التفكير التناظري وذلك حتى يستطيع معد البرنامج البحث عن التناظرات المناسبة لعمر المتدربين وقدراتهم المعرفية [1].

المراجع

  1. Toledo, P., Rubino, R., Musolino, F., & Crovetti, P. (2021). Re-thinking analog integrated circuits in digital terms: A new design concept for the IoT era. IEEE Transactions on Circuits and Systems II: Express Briefs, 68(3), 816-822.‏
السابق
وسائل الاتصال الريفي وأثرها على الاقتصاد
التالي
خصائص التفكير التناظري ومميزاته

اترك تعليقاً