اجتماع عام

تعريف الجماعات وتصنيفاتها في علم الاجتماع

تعريف الجماعات وتصنيفاتها في علم الاجتماع

تعريف الجماعات هي أي تجمع للكائنات البشرية التي تدخل في علاقات اجتماعية متميزة كل مع الأخرى. وقد اهتم دارسي علم الاجتماع إلى دراسة الجماعات الاجتماعية بادئ الأمر مثل جماعة الأسرة والمدرسة والجماعات الصغيرة والكبيرة.

ففي دراسة الجماعة الاجتماعية يكتشف العمليات الاجتماعية وهي هامة للإنسان والافعال الإنسانية.

وتعتبر الجماعات هي الأساس لكل ما هو في الطبيعة الإنسانية، حيث تمثل الجماعة رابطة أساسية بين الفرد ومجتمعه. ويمكن تحديد مصطلح الجماعة انه يشير إلى تجمع صغير أو كبير مـن الأشخاص قد تطول وقد تقصر.

ويذهب جورج هومانز إلى ان الجماعة عبارة عن نسق اجتماعي له جوانبه الداخلية والخارجية ويقوم بتحليل النسق الداخلي والخارجي للجماعـة مـن خلال النشاط والتفاعل والعاطفة والقواعد السلوك.

ويمكن التمييز بين التجمع والجماعة فالأول يشير إلى تجمع بعض الأفراد و تجاورهم دون ان يحدث بينهم تفاعل. اما الجماعة عبارة عن تجمع للأفراد الذين يكونون في اتصال احدهم بالأخر.

ويتخذ أسلوب حياة كل عضو فيها من أسلوب الحياة السائد في الجماعة ككل قاعدة ارتكاز له كما تتفق الجماعة من حيث التفكير والتفاعل نحو اهداف مشتركة ومصالح متشابهة.

فالأسرة والغوغاء واتحادات التجارة والنقابات كلها امثلة على الجماعات فيها يعيش الأفراد بعيدين عن العزلة.

وتعتمد الجماعة الاجتماعية على أسلوب المواجهة في العلاقات التي تربط أعضائها وقد تتعدد علاقات المواجهة داخل جماعة معينة مما يؤدي إلى وجود نوع تتسم به كل منها بطابع معين من العلاقات.

مفهوم الجماعة:

تناول كثير من المفكرين مفهوم الجماعة فقد الف جوستاف لوبون (١٨٤١-١٩٣١) عن روح الجماعات وحدد خصائص الجماعة في كتابه فيما يلي:

  1. يشعر أفراد الجماعة ويفكرون ويعملون بطريقة تخالف الطريقة التي يتصرفون بها وهم منفردون.
  2. الجماعة قابلة للاندفاع إلى العمل دون تفكير في العواقب.
  3. الجماعة شديدة القابلية للتأثير بالمؤثرات الخارجية.
  4. تتميز عواطفها وانفعالاتها ومشاعرها بمغالاة واضحة: الاحترام عندها تأليه ه – تميل الجماعة للتعصب لرأيها.

وتنحصر وظيفة اي تجمع إنساني في مساعدة التجمع على البقاء وكما أشرنا سابقاً عرف الإنسان الجماعات، حيث ترتبط المجموعة برابطة قوية حيث تلعب الجماعات دوراً في حياة المجموع.

ففي الوقت الذي تقوم به النظم الاجتماعية بتنظيم وظائف الجمع تقوم الجماعات بالتأثير على شخصية الأفراد الذين ينتمون إليها، لانها هي التي تشكل الإنسان لكي يستطيع العيش في المجتمع.

لان الإنسان عندما يولد لا يكون سوى كائن بيولوجي لا تميزه ايــة حضارة معينة. يولد وله فعلاً تركيب إنساني من ناحية الجسم، وله من الأعضاء ما يمكنه ان يكون إنساناً، وهذه المهمة يتولاها المجتمع.

وبهذا يختلف الإنسان باختلاف الحضارات لانه يتصرف وفق القيم السائدة للتصرف الإنساني في مجتمع ما.

وتعد الجماعة من مكونات علم النفس الاجتماعي فهي وحدة اجتماعية من مجموعة من الأفراد تربط بينهم علاقات اجتماعية ويحدث بينهم تفاعل اجتماعي متبادل فيؤثر بعضهم في بعض. وتقوم النظم الاجتماعية بتحديد الاطار العام للعمليات التي تعـدل مـن الفرد لكي يكون إنسانا.

الفرق بين النظم الاجتماعية والجماعة

هناك فرق بين النظم الاجتماعية والجماعة حيث يقوم النظام الاجتماعي بتنظيم عمليات التعليم بطريقة تختلف من ناحية الدقة والاعداد من مجتمع لاخر. اما عملية التعليم نفسها فتتم عن طريق الجماعة.

وهناك فرق بين التجمع والجماعة فالتجمع يشير إلى تجاور مكاني لبعض الأفراد دون أن يحدث بينهم تفاعلاً من نوع ما. وقد يتحول التجمع إلى جماعة اجتماعية عن طريق التفاعل الذي يحدث بين أولئك المتجاورين في المكان.

ومن اجل بناء الجماعة الاجتماعية لابد من توافر العناصر التالية منها:

  1. ضرورة وجود تجمع من الناس في حالة اعتمد بعضهم علـى بعـض كمـا يعتمدون على الجماعة كوسيلة لاشباع حاجاتهم.
  2. تفاعل الأفراد واتصالهم مه بعضهم ينتج عن التفاعل والاتصال سلوك يمكن التبوء به من خلال معرفة صفات الجماعة.

والحال في العلاقة بين الجماعات يحددها التفاعل بين تلك الجماعات كما الأسرة أو النادي الاجتماعي مثلا حيث يكون الاتصال بين اعضاء الجماعة ولكل جماعة وسائلها الخاصة لاستمرار حياتها وقيمها واهدافها.

تصنيف الجماعات الاجتماعية

تصنف الجماعات الاجتماعية كما يلي:

  1. الجماعات العددية التي تتكون عن طريق الداخلين فيها وهي تصنف على أساس الحجم.
  2. الجماعات المجتمعية وهي التي تكون على أساس النوع وارتباط الأفراد في جماعات. الجماعات الاجتماعية وهي التي يرتبط الناس بها كل مع الآخر وتبدو لهـم علاقات اجتماعية معينة.
  3. جماعات ارتباطية وهي جماعات البشر يشعرون بالعمومية والاهتمامات والمالح المشتركة.

الجماعات الأولية والثانوية.

انواع الجماعات التي ينتجها الإنسان ليشبع حاجاته بعضها كبيرة وبعضها صغيرة، وعندما تعيش مجموعة من الأفراد معاً كما العائلة أو ابناء الحارة أو الجماعات الريفية الصغيرة.

فإنها في علم الاجتماع جماعات اولية وهي التي تمتاز بالعلاقات الشخصية العاطفية وفي الجماعة الاولية يعرف كل فرد ويكون الضبط الاجتماعي على مستوى شخصي.

اما الجماعات الكبيرة فهي الجماعة الثانوية التي يدعوها علماء الاجتماع باسم الجماعة الثانوية مثل سكان الحضر حيث معظم اعضاء الجماعة لا يعرفون بعضهم ولا يتقابلون وجهاً لوجه ومعظم علاقاتهم غير مباشرة.

ويميل الضبط الاجتماعي في الجماعة الثانوية إلى الرسمية والاختلافات الحضارية بين الناس اكبر لان هناك فروق كبيرة بين الطبقات الاجتماعية وتنوعات من الجماعات الفرعية تنتمي إلى فئات عرقية ووطنية مختلفة.

وهناك سبب آخر وهو ان تجمعات الناس تحدث بناء على المهنة والمصلحة الخاصة، وعدا فيما يخص الجماعات الفرعية الصغيرة فإن الأفراد قلما يعرفون بعضهم بعضاً على المستوى الشخصي ولذلك فإن الاشاعات والاراء العامة أقل تأثيراً على الناس كي يكفوا عن السلوك الشاذ.

تقسيم آخر للجماعة

وهناك تقسيم آخر للجماعة على أساس الجماعة الداخلة والجماعة الخارجة، ويرى سمنر ان الفرد ينتمي إلى عدد من الجماعات تعتبر بالنسبة إليـه جماعات داخلة حينما تضحى ما عاداها من جماعات خارجة بالنسبة إليه.

ويعتمد هذا التصنيف على أساس الوظيفة التي تؤديها الجماعة للاعضاء الداخلين فيها، وتتميز العلاقات في الجماعة الداخلة بالامن والنظام والاستقرار.

كما شرح سمنر احتياج الجماعة الداخلة إلى الامن الداخلي والتفاهم والاختيار، مقابلين ما عاداهم من جماعات خارجة بكل قوة وقسوة وهجوم ولذلك فبين كل من الجماعتين كراهية وعداء.

وليست الجماعات الداخلة والخارجة بذات حجم محدد وبما تكون في الواقع ذات متغيرات عدة. ربما تكون الجماعة الداخلة صغيرة مثل الأسرة أو كبيرة مثل جماعة العالم. والجماعة الخارجة ببساطة هي كل كائن ليس في الأسرة أو في العالم. والجماعة الداخلة .

ببساطة جماعتنا نحن والجماعة الخارجة جماعتهم. هي وعليه فالجماعات الداخلة والخارجة ليست جماعات فعلية حيث ان الشخص هو الذي يخلقها حينما يستخدم اللفظ نحن واللفظ” هم”.

بالإضافة إلى ذلك هناك الجماعات المحلية المحددة وهي المعروفة محلياً مثـل القرية، المدينة، الامة، وفي مثل هذه الجماعات نجد اطاراً واحداً من العلاقات في حياة الفرد وهي الجماعة المتماسكة والتي هي كل المجتمع.

لهذه الجماعة المتكاملة قوة تأثيرية على سلوك الفرد لان الوظائف كلها يقوم بها الفرد نفسه في المجتمع. ويعتبر مجتمع القرية الأساس الاقتصادي والسكاني لغالبية سكان العالم منذ العصر الحجري.

وكان معظم الناس فرديين منعزلين اذ كانت الجماعات محلية، واما المدينة فهي تجمع اكبر للسكان ومكان للعمل لذلك تكبر الوظائف وتنمو ويوجد في المدينة حراك اكثر.

أهمية الجماعات الصغيرة

من الاهمية بمكان الاشارة إلى اهمية الجماعات الصغيرة ايضاً حيث تعتبر مصدراً أساسيا لاشباع حاجات الأفراد ومجالا للتفاعل المباشر بينهم. وتأتي اهمية دراستها للكشف عن المشكلات التي تواجهها الجماعات وفي وضـع حـل لها.

وقد نشأت الجماعات الصغيرة ومرت بمرحلتين:

1 – المرحلة التأملية

وهي المرحلة التي بدأت من العصور القديمة واستمرت حتى بداية العقد الثالث من القرن العشرين وقد اشتملت كتابات المفكرين الاجتماعيين على كثير من الاراء المتصلة بالجماعات الصغيرة

وقد اشار دوركايم إلى اهمية الجماعات الصغيرة في تدعيم القيم الاجتماعية والقواعد الأخلاقية وفي رأيه ان بناء الجماعة يمكن دراسته من خلال مفهوم التضامن الآلي.

هذا الذي يقوم اعـضاء متماثلين الذي يبدو اثره واضحاً في قوة الضمير الجمعي وفيما يثيره الخروج علـى نـظـم الجماعة من ردود فعل قوية تتجلى فيما يعرف بالقهر الاجتماعي.

وقد تابع تلاميذ دوركايم أفكاره ودرس ليفي بريل تأثير الجماعة على التفكير وبرأيـه اختلاف التفكير باختلاف التصورات الجمعية.

2 – المرحلة التجريبية

وهي التي بدأت في العقد الثالث من القرن العشرين وقد ركزت علـى الجوانب السيوسيولوجية. حيث اكد التون مايو على أهمية الجماعة الرسمية في محيط العمل عندما اجرى تجربته على احد الشركات وقيام علاقات اجتماعية بين العمال واثره على الكفاية الإنتاجية.

إن وجود الجماعة البشرية يعني بالضرورة وجود تفاعل اجتماعي سواء كان في المدرسة أو العمل أو في المجتمع المحلي بغض النظر إذا كانت هذه الجماعة صغيرة العدد أم كبيرة.

السابق
الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الأطفال
التالي
تدريب المعلمين أثناء الخدمة

التعليقات معطلة.