علم النفس المعرفي

تعريف الذاكرة وأنواعها وتصنيفاتها

تعريف الذاكرة وأنواعها وتصنيفاتها

تلعب الذاكرة دوراً هاماً فى مختلف أنواع السلوك الانسانى، ولقد تعددت وجهات النظر حول تعريف الذاكرة، وفيما يلى عرض لبعض التصورات حول تعريف الذاكرة.

تعريف الذاكرة

  • تعرف الذاكرة على أنها “الصفة المميزة للكائن الحى، وهى تدل على الخبرات المخزونة التى تعدل من الخبرات القادمة، والسلوك عامة، والمظهر الخاص لذلك هو ما يطلق عليه عملية التذكر.
  • حالة وسلوك المفحوص التى تعطى القدرة لإحداث محك الاستجابة الصحيحة، حيث يوجد فى البداية اكتساب تعليمى، يميز فيه المفحوص المثير، الذى يتبعه فترة الاحتفاظ، بعدها يطلب من المفحوص استدعاء محك الاستجابة الصحيحة فى شكله الأصلى الذى قدم به المثير.
  • العملية العقلية التى تمكن الفرد من استرجاع الصور الذهنية والسمعية ، أو غيرها من الصور الأخرى التى مرت به فى ماضيه أو حاضره الراهن “. ويعرفها أحمد عزت راجح (1970) بأنها ” استرجاع ما سبق أن تعلمناه ، واحتفظنا به”
  • وتعرف بأنها “استرجاع لأحداث ماضية ، أو مواقف سبق أن مرت بخبرة الفرد”.  
  • وتعرف بأنها “القدرة على الاحتفاظ بما مر به الفرد من خبرات”.
  • وتعرفه بأنها ” الاسم الذى يعطيه علماء النفس للعمليات والتركيبات المختلفة المتضمنة فى عملية خزن الخبرات واستعادتها “.

أنواع الذاكرة

تحدد أنواع الذاكرة بناء على خصائص النشاط الذى تتحقق فيه وترتبط به العمليات العقلية المكونة للذاكرة فى ضوء ثلاثة محكات هى :

  • وفقاً لطبيعة النشاط النفسى.
  • وفقاً لأهداف النشاط.
  • وفقاً لفترة الاحتفاظ بمادة الذاكرة.  

أولا: أنواع الذاكرة وفقاً لطبيعة النشاط

يمكن تقسيم الذاكرة إلى الأنواع التالية :

1- الذاكرة الحسية العيانية Concrete Memory

وهى ذاكرة تتعلق بالانطباعات المتجمعة عن الطبيعة والحياة من خلال أعضاء الحس المختلفة، وتتضمن الأشكال الفرعية التالية:

  • الذاكرة البصرية
  • الذاكرة السمعية
  • الذاكرة اللمسية
  • الذاكرة الشمية
  • الذاكرة التذوقية

2- الذاكرة اللفظية المنطقية  Verbal Logical Memory

وتعريف الذاكرة اللفظية اكتساب وحفظ واسترجاع الأفكار ، والألفاظ التى تكون ذات معنى ، والمفاهيم التى تجرد علاقات منطقية بين الأشياء.

3- الذاكرة الانفعالية   Emotional Memory

وهى ذاكرة اكتساب وحفظ واسترجاع المعلومات المختلفة مصحوباً بانفعالات معينة ايجابية أو سلبية.

4- الذاكرة الحركية  Motor Memory

هى ذاكرة اكتساب وحفظ واسترجاع نماذج الحركة (التصورات العملية الحركية لشكل الحركة ، وسرعتها ، ومقدارها وسعتها ، وتتابعها ، وإيقاعها ، وغير ذلك).

ثانياً: أنواع الذاكرة وفقاً لأهداف النشاط :

يمكن تقسيم الذاكرة إلى نوعين هما :

1- الذاكرة الإرادية  Voluntary Memory

وهذا النوع من الذاكرة يقوم على وجود أهداف محددة توجه العمليات العقلية المتضمنة فى الذاكرة ، فعلى سبيل المثال يقوم الطالب قبل الامتحان باستيعاب وحفظ المعلومات عن قصد، لكى يتذكرها الطالب جيداً فى مواقف أخرى أثناء الامتحان ، فهو يتذكر موضوعات محددة مرتبطة بأهداف السؤال.

2- الذاكرة اللاإرادية  Involuntary Memory

وفى هذا النوع من الذاكرة لا توجد أهداف محددة توجه العمليات العقلية المتضمنة فى الذاكرة فى اتجاه معين ، وإنما يقفز إلى الوعى نماذج لأحداث أو وقائع أو أشخاص بدون أن يكون هناك مناسبات صريحة لظهورها.

ثالثاً: أنواع وفقاً لفترة الاحتفاظ بمادة الذاكرة :

يمكن تقسيم الذاكرة إلى الأنواع التالية :

1- الذاكرة الحسية Sensory Memory

وهذا النوع من الذاكرة على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لإدراك المعلومات الحسية التى تتكون من خلال أعضاء الحس المختلفة ، وتسمح بالاحتفاظ بصورة دقيقة وكاملة إلى حد ما عن العالم الذى يدركه الجهاز الحسى ، دون تحليلها لمعرفة معناها ، ولفترة زمنية تمتد من (0.1 ) من الثانية إلى (4 ) ثوان ، و وسع هذه الذاكرة غير محددة.

ولكل وسيط حسى منظومة الذاكرة الخاصة به ، ولهذا تجد الذاكرة البصرية ، والذاكرة السمعية ، والذاكرة اللمسية ، والذاكرة الشمية ، والذاكرة التذوقية ، ولقد اهتم العلماء بدراسة كل من الذاكرة البصرية ، والذاكرة السمعية ، ويستخدمون مصطلح الذاكرة الايقونية Iconic Memory للذاكرة البصرية ، ومصطلح الذاكرة الصدوية Echoic Memory للذاكرة السمعية.

ومن خصائص الذاكرة البصرية (الايقونية) أن زمن بقاء المعلومات فيها (250) ميللى ثانية (اى حوالى ربع ثانية) ، وان هذه المعلومات تكون على شكل معلومات خام (اى حروف مطبوعة يتم تحليلها لمعرفة معناها) ومن خصائص الذاكرة السمعية (الصدوية) أن زمن بقاء المعلومات فيها يتراوح من (250) ميللى ثانية إلى حوالى (10) ثوان ، وذلك راجع إلى تنوع المثيرات التى استخدمت فى بحوث الذاكرة.

2- الذاكرة قصيرة المدى :

 ويطلق عليها أسماء أخرى مثل الذاكرة الأولية و الذاكرة اللحظية و الذاكرة الفورية أو المباشرة ، ويميل البعض الى تسميتها بالذاكرة العملية Operative Memory لتأكد طبيعتها الإجرائية الانجازية فى المواقف العملية وليس بحسب طبيعتها الوقتية.

 فى حين يفرق ايفرسون Iverson (1973) بين الذاكرة المباشرة Immediate Memory والذاكرة قصيرة المدى  Short Term Memory، من حيث زمن بقاء المعلومات بها ، فى أن الذاكرة المباشرة العاجلة تخزن بها المعلومات لعدة ثوان ، بينما الذاكرة قصيرة المدى تظل فيها المعلومات لمدة تتراوح من عدد من الثوان إلى عدد من الدقائق.

ويعرف نورمان Norman(1969) الذاكرة قصيرة المدى بأنها ” الأحداث التى لم تترك الشعور والوعى وتنتمى إلى الحاضر السيكولوجى “.

وتعرف بأنها ” ذاكرة استدعاء الأشياء من مستودع ليس مما يستحضر من الماضى ، فهو لم يفقد بعد، ولم تنقطع أواصره فى الشعور باللحظة الراهنة المباشرة “.

كما أن كثيراً من علماء النفس التجريبيين يستخدمون محك الزمن فى التمييز بين نوعى الذاكرة ، فمن المعتاد أنه إذا تم الاستدعاء بعد خمس دقائق يعد الموقف من نوع ذاكرة المدى الطويل.

اقرأ أيضا: مجالات على النفس المعرفي وفروعه

وتنقسم الذاكرة قصيرة المدى إلى قسمين هما الذاكرة المباشرة وتتضمن المعلومات التى يمكن تذكرها مباشرة ، والذاكرة العاملة أو النشطة التى تقوم بعمليات معينة هى ترديد المعلومات وترميزها وتحديد نوع الوحدات المعرفية وعلاقتها بغيرها ووضع الاستراتيجيات التى يمكن استخدامها لاستعادة المعلومات من الذاكرة طويلة الأمد ، وتعرف تلك العمليات باسم العمليات الضابطة Control Processes.

ويعرف فؤاد أبو حطب (1983) الذاكرة قصيرة المدى بأنها “المرحلة التى يتم فيها الاحتفاظ بالمعلومات مؤقتاً لزمن يتراوح بين عدد قليل من الثوان الى عدد قليل من الدقائق ولهذه الذاكرة وسع محدد يمكن قياسه بما يسمى مدى الذاكرة”.

ويذكر أنور الشرقاوى (1984) أن الذاكرة قصيرة المدى هى بمثابة عملية تخزين المعلومات الواردة من المثيرات التى يتعرض لها الفرد فى المواقف السلوكية المختلفة للاستفادة منها فى المواقف التالية ، وان هذه العملية محدودة فى إمكانياتها ، سواء الفترة التى تبقاها المعلومات بين تقديم المثير واستدعاء الاستجابة، أو عدد الوحدات التى يمكن بقاؤها فى الذاكرة مع استخدام عمليات التسميع.

ويعرف ليفتون Leftion (1985) الذاكرة قصيرة المدى بأنها ” الذاكرة التى تخزن المعلومات مباشرة أو للاستخدام قصير المدى “.

ويجمع العلماء على أن ذاكرة المدى القصير ذات وسع محدود ، ويقدر حجم المعلومات التى يمكن الاحتفاظ بها فى الذاكرة قصيرة المدى بالرقم (7 ± 2) وحدة معلومات ، اى أن مدى استيعابها يكون ما بين (5) إلى (9) وحدة معلومات سواء كانت وحدة صغيرة Bit أو وحدات كبيرة Chunk ، وزمن بقاء المعلومات بالذاكرة قصيرة المدى يتراوح ما بين (15) ثانية إلى عدد قليل  من الدقائق نتيجة لعملية التسميع.

وطريقة استقبال المعلومات لتخزينها فى الذاكرة قصيرة المدى يتم عن طريق الصوت  والشكل والمعنى والهيئة التى تكون عليها المواد المختزنة فى الذاكرة قصيرة المدى هى مواد مفهومة المعنى.

وتشير ليندا. دافيدوف (1980) إلى أن الذاكرة قصيرة المدى لها وظيفتين هما :

  • التخزين المؤقت.
  • الإدارة الشاملة وتتضمن:  اختيار المادة التى تبقى مؤقتاً فى المخزن الخاص بالذاكرة. و نقل الخبرات إلى الذاكرة طويلة المدى لتسجيلها لوقت أطول، وسحب المعلومات من أجهزة الذاكرة المختلفة.   

3- الذاكرة طويلة المدى Long-Term Memory

ويطلق على الذاكرة طويلة المدى أسماء منها الذاكرة الثانوية ، الذاكرة غير المباشرة ويعرفها “وليم جيمس” بأنها ” الأحداث التى اختفت من اللاشعور أو اللاوعى ، وتنتمى إلى الماضى السيكولوجى”.

كما أن الذاكرة تعتبر من النوع طويل المدى إذا تم الاستدعاء أو الاسترجاع للمعلومات التى حفظها المفحوص بعد فترة زمنية طويلة.  

ويرى العلماء أن ذاكرة المدى الطويل تتصف بالاستخزان والاستبقاء طويل الأجل للمعلومات بعد تكرارها لمرات عديدة ، ولا تكون آثار الذاكرة طويلة المدى فعالة إلا إذا تدعمت وفقاً لقوانين التعلم ، وفى هذه الحالة تبقى هذه الآثار فى الذاكرة لأطول فترة ممكنة ، وتميل إلى مقاومة الانطفاء.

كما يجمع العلماء على أن حجم المعلومات التى يمكن أن يحتفظ بها فى الذاكرة طويلة المدى غير محدود ، وان زمن بقاء المعلومات بها يمتد لفترات طويلة ، وان زمن استرجاع المعلومات الموجودة بها يتوقف على صعوبات عملية الاسترجاع ، وان استقبال الذاكرة طويلة المدى للمعلومات لتخزينها يتم بالطريقة التى يتم بها ممارستها ، اى عن طريق الصوت أو الشكل أو المعنى وان المواد المختزنة تكون مواد مفهومة المعنى.

اقرأ أيضا: علم النفس الاجتماعي ما هو؟

السابق
طرق القياس النفسي ومجالاته
التالي
أفضل مواقع البحث العلمي للباحثين