علم النفس

تعريف المعلومات من وجهة نظر نفسية

تعريف المعلومات من وجهة نظر نفسية

تعريف المعلومات هى رفيق حياة البشر منذ الأزل، فكل نشاط إنسانى هو منتج للمعلومات ومستهلك لها، وعليه فالمعلومات يمكن اعتبارها مدخلاً وناتجاً فى الوقت نفسه، ولقد ظلت المعلومات إلى وقت قريب لصيقاً يصعب فصله عن النشاط المصاحب له، إلى أن تم إدراك حقيقة أن المعلومات عنصر قائم بذاته يمكن فصله عن أساليب العمل، أو الأنشطة المولدة أو المستخدمة له.

وأدى التطور التكنولوجى ونمو المعرفة والتقدم السريع للعالم الحديث إلى اعتراف متزايد بأهمية المعلومات، والحاجة إلى إحصائيين يهتمون بدراستها وفهمها. ويفترض اتجاه تجهيز المعلومات أن السلوك يمكن تحليله إلى سلسلة من المراحل تؤدى خلالها مكونات (أو ميكانيزمات) معينة عمليات تحويل وتسجيل للمعلومات التى تأتى إليها.

وتعد الاستجابة النهائية للمفحوص هى نتاج هذه السلسلة الطويلة من العمليات، وحيث إن المثيرات الخارجية (بالمعنى السلوكى المباشر) لا تستطيع النفاذ إلى داخل الكائن العضوى ، فإن تمثيلاتها Representations (أو صورها أو رموزها الداخلية) وما بينها من علاقات هى التى تفعل ذلك، وهى التى تسمى معلومات، وهى التى تعتبر المحتوى الذى تصفه نماذج تجهيز المعلومات.

ترتيب درجات المعلومات

ولقد جرى العرف على ترتيب مصطلحات البيانات Data والمعلومات Information والمعرفة Knowledge ترتيباً تصاعدياً وفقاً لمدى تعقد مفهومها، واعتبارها أطواراً متدرجة للطيف المعلوماتى المتصل، وبالتالى اعتبار الفروق بينها فروقاً فى الدرجة.

وفى ظل هذا المفهوم تدمج هذه المصطلحات اختصاراً فى مصطلح المعلومات ، من هنا كان من الضرورى الوقوف على تعريف لمصطلح “المعلومات” الذى تعددت التصورات النظرية حوله، شأنه فى ذلك شأن المفاهيم السيكولوجية الأخرى.

مفهوم المعلومات

ينظر جليفورد (1967)  Guilford إلى مفهوم المعلومات بالمعنى العام على أنها كل ما يستطيع الكائن الحى إدراكه وتمييزه.

ويشير طلعت منصور ( 1977) إلى المعلومات على أنها تمثل المقدمات والمادة والنواتج التى تتم من خلالها العمليات المعرفية.

وصنفت تروث ( 1978) تعريفات المعلومات فى أربع فئات ، الفئة الأولى تؤكد على الحركة الخارجية للمعلومات نفسها، والفئة الثانية ترى أن المعلومات هى مفهوم داخلي له توجيه عملى فى الحركة من المصدر إلى الغاية لكل من المرسل والمستقبل، والفئة الثالثة تنظر إلى المعلومات على أنها أى شىء يعمل ضمن عملية ديناميكية مثل إتخاذ القرارات وحل المشكلات ، والفئة الرابعة تشير إلى المعلومات على أنها حقائق أو عناصر بيانات منفصلة.       

ويعرفها ويتيج (1981) بأنها أى حدث يزيد من اليقين أو يقلل من مقدار الشك.

وينظر فؤاد أبو حطب ( 1983 ) إلى المعلومات على أنها الموقف المشكل الذى يستثير السلوك المعرفى لدى الفرد، والذى قد ينشأ عن نقص المدخلات أو الأدلة أو الوسائل أو العادات.    ويعرف عبد الوهاب محمد كامل ( 1993) المعلومات بأنها نوع من الإخبار عن نظام ما، بنائه، ووظيفته، والتى يمكن التعبير عنها من خلال نموذج.

ويعرفها نبيل على (1994) بأنها ناتج معالجة البيانات تحليلاً أو تركيباً لاستخلاص ما تتضمنه هذه البيانات، أو تشير إليه من مؤشرات وعلاقات ومقارنات وكليات وموازنات ومعدلات وغيرها.       ويعرفها عادل السعيد (1996) بأنها تلك البيانات التى تم إخضاعها للمعالجة وعمليات التجهيز لتصبح فى شكل آخر أكثر نفعاً لمستخدمها فى إتخاذ قرار معين إزاء حل مشكلة معينة باعتبارها ناتجاً للعمليات العقلية التى تتم على البيانات.

ويعرفها ديبونيز وآخرون ( 1998) بأنها الحالة المعرفية للإحاطة والإدراك (كونك عارفاً) حيث يتم تمثيلها فى شكل مادى (بيانات) ويسهل هذا التمثيل المادي عملية التعرف.                                                          

استنتاجات

ويرى جودة شاهين (2000) انه من استعراض التصورات السابقة يتضح ما يلى:

اتفقت التصورات السابقة على أن المعلومات هي المحتوى الذى تستخدمه العمليات المعرفية ، هذا المحتوى عند “طلعت منصور 1977” هو المقدمات والمادة والنواتج. وعند “ويتيج 1981 هو أى حدث من الأحداث، وعند “فؤاد أبو حطب 1983” هو الموقف المشكل، وعند “ثروت 1987″، و “نبيل على 1994″ ، و”عادل السعيد 1996” و “ديبونيز وآخرين 1998” هى البيانات.

أشارت التصورات السابقة إلى أهمية الدور الذى تلعبه المعلومات بالنسبة للفرد والذى يتمثل فى الآتى:

  • الإدراك والتمييز.
  • زيادة اليقين وتقليل الشك.
  • إجراء المقارنات والموازنات.
  • التعرف على ما بين الأشياء من علاقات.
  • اتخاذ القرارات وحل المشكلات [1].      
السابق
مجالات علم النفس المعرفي وفروعه
التالي
حقوق وتشريعات ذوي الاحتياجات الخاصة

اترك تعليقاً