البيئة

تعريف الوعي البيئي وأهميته

تعريف الوعي البيئي وأهميته

مع زيادة المشكلات البيئية وتفاقمها مع بداية القرن الواحد والعشرين، نجد أن هناك حاجة ماسة إلي إكساب الأفراد والجماعات تنمية الشعور بالمسئولية تجاه بيئتهم وإكسابهم الوعي البيئي اللازم ليكونوا قادرين على التعامل مع البيئة تعاملا سليما وغير مخل أو مؤذ بمكونات البيئة وأن يقدر هؤلاء الأفراد العلاقة التبادلية ذات التأثير بين الإنسان والبيئة.

وذلك لأن الإنسان هو الكائن الأكثر تأثيرا في البيئة من خلال أنشطته المتزايدة ومحاولاته المستمرة للسيطرة على الموارد من أجل الكسب، لذلك فإنه من الضروري أن يكتسب هذا الإنسان الدراية والمعرفة اللازمة ببيئته، وأن يحد من ممارسته المضرة بالبيئة سواء بقصد أو بغير قصد وأن يكون قادرا على وضع الحلول لمشكلات قائمة وتفادى مشكلات أخرى، وأن ذلك كله يتم من خلال التوعية البيئية.

 ويعد الوعى البيئي أحد أهم أهداف التربية البيئية التي هي نمط من الأنماط التربية الذي يهدف إلي تكوين جيل واع ومهتم بالبيئة والمشكلات المرتبطة بها، ولديه من المعارف والقدرات العقلية والشعور بالالتزام مما يتيح له أن يمارس فرديا وجماعيا حل المشكلات القائمة وأن يحول بينها وبين العودة إلي الظهور؛ لذلك فإن الوعى البيئي يعد هو أول خطوات تحقيق التربية البيئية والتنمية المستدامة كما أنه أهم العناصر التي يتخذها الانسان في حماية البيئة والمحافظة عليها.

مفهوم الوعي البيئي:

تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم الوعي البيئي، نظرا لصلته الوثيقة بمفهوم البيئة ولتعدد الأدبيات والبحوث والدراسات التي تناولت الوعى البيئي، وهى كالآتي:

  • يعرف الوعى البيئي بأنه: الإدراك القائم على المعرفة بالمشكلات التي تتعرض لها البيئة وأسبابها وآثارها على عناصر البيئة المختلفة، وذلك من أجل تهيئة الأفراد لتحمل مسئولياتهم نحو البيئة والمحافظة عليها وإدراك جوانبها المختلفة، وكذا معرفة الحقوق والواجبات البيئية الكفيلة بصيانة البيئة وحماية مواردها من الاستنزاف، والقدرة على اتخاذ القرار بما يصون البيئة ويحافظ عليها [1].
  • وهو: كل البرامج أو النشاطات التي توجه للناس عامة أو لشريحة معينة بهدف توضيح  مفهوم بيئي معين وتعريفه، أو مشكلة بيئية، لخلق اهتمام بالمسؤولية وشعورا بها، وبالتالي تغيير اتجاههم ونظرتهم، وإشراكهم فى إيجاد الحلول المناسبة [2].
  • كما أن الوعى البيئي هو: معرفة وإدراك الفرد للبيئة ومختلف مقوماتها وقضاياها وهو الإدراك القائم على أساس الإحساس والمعرفة بالمشكلات البيئية وأسبابها وآثارها وكيفية التغلب عليها [3].
  • ويعرف الوعى البيئي بانه: إدراك الفرد لدوره فى مواجهة البيئة ومساعدته على اكتشاف الوعى بالبيئة ومشكلاتها، وهو إدراك قائم على المعرفة بالعلاقات والمشكلات البيئية من حيث أسبابها وآثارها ووسائلها [4].
  • كما يعرف أيضا بأنه: إدراك الفرد القائم على احساسه ومعرفته بالعلاقات والمشكلات البيئية من حيث أسبابها وآثارها ووسائل علاجها [5].
  • ويعرف الوعى البيئي بأنه: الإدراك بمعطيات البيئة، أو معرفتها من خلال إدراك الأفراد للواقع الاجتماعي الذى يعيشون فيه، وبما يدور في بيئتهم المحلية والقومية والعالمية من ظواهر ومشكلات بيئية وأثارها ووسائل علاجها، وبالتالي يكتسب الأفراد إدراك هذه الابعاد وتتكون لديهم المفاهيم والاتجاهات والقيم [6].
  •  ويعرف بأنه إدراك البيئة ومكوناتها والمشكلات المرتبطة بها وطرق الحفاظ عليها وهذا الإدراك يقوم على المعرفة وعلى الإحساس والشعور الداخلي [7].

أهمية الوعى البيئي:

إن نشر الوعي البيئي يعتبر من أهم العناصر الفعالة في التعامل مع القضايا البيئية التي تواجه أي مجتمع من المجتمعات؛ فتوعية التلاميذ بقضايا البيئة تعتبر حافزا هاماً لمشاركتهم بطريق مباشر أو غير مباشر في حل هذه القضايا، وهذا ما نجده في الدول المتقدمة فالرأي العام في هذه الدول له تأثيراً فعالً يمارس الرقابة الواعية ولديه القدرة على إلزام أي قوة علي وقف إي تصرف يضر بالبيئة والحفاظ علي الموارد.

ويشترك في ذلك العديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية فنجد أن للأسرة دورًا كبيرًا في ذلك وكذا أساليب التعليم وما تتضمنه المناهج من تربيه بيئية وكذلك أجهزه الإعلام ذات التأثير القوي والتي تتبنى قضايا البيئة وتمثل قوه ردع لكل من يسيئ إلي البيئة [8].

يذكر  Lister Brown أن المطلوب خلال العشر سنوات القادمة هو الارتقاء بالوعي البيئي المحلي والعالمي الي مستويات جديدة بما في ذلك الانتقال إلي مرحله تفرز تحولات وتغيرات حياتيه تحدد علاقه التلميذ بالبيئة ولا يتأتى ذلك إلا بتخريج تلاميذ بيئيين يعملون للحفاظ على البيئة [9].

 وتكمن أهمية نشر الوعي البيئي  من خلال الآتي [10]:

  1. ضرورة الحرص على حماية البيئة والحد من تدهورها، ومواجهة مشكلاتها التي تمثل خطورة كبيرة على حياة التلاميذ، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا من خلال توعيتهم بيئياً بشكل مناسب ورشيد يجعلهم يحافظون على البيئة بوازع داخلي من أنفسهم.
  2. توفير المعلومات البيئية: فنقص المعلومات عن البيئة لدى التلاميذ هو الأمر الذى يترتب عليه عدم فهم مشكلاتها التي تزداد يوماً بعد آخر، ويصبح إيجاد حلول لهذه المشكلات من الصعوبة بمكان لعدم وضوح وفهم العلاقات المتبادلة بين الانسان والبيئة التي يعيش فيها.
  3. العمل على تغيير السلوكيات وتكوين اتجاهات ايجابية تجاه البيئة: على مستوى العاطفة والفكر السلوكي فى كل ما يتعلق بالبيئة من اجل حل ازمة العلاقة بين التلميذ والبيئة والعمل على خلق علاقة تعايش بينهما للسير قدماً فى حماية حياتنا ومستقبلنا.
  4. ويؤكد المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة على أنه إذا لم تكن هناك مواجهة حقيقية لمشاكل البيئة ومشاركة من جانب الافراد، وإذا لم تكن هذه المشاركة جادة وإيجابية فلن تفلح أي جهود تبذل من اجل الحفاظ على البيئة ومواجهة مشكلاتها.
  5. لذلك يتضح أن تنمية والنهوض بالوعى البيئي شرط أساسي من اجل التصدي للمشكلات والأخطار البيئية، إذ يجعل الوعى البيئي الإنسان يتصرف كمسئول تجاه البيئة التي يعيش فيها، ومن خلاله يتبنى أفكاراً بيئية جديدة تجعله يحدد دوره فى التغلب على المخاطر البيئية.

المراجع

  1. ياسر الجندي، عصام الدين هلال، ومحمد المنوفي، سمير القطب، رجاء غازي، راضي عطا (2013): قضايا تربوية معاصرة، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ص 130.
  2. عادل مشعان ربيع (2009): التوعية البيئية، مكتبة المجتمع العربي، عمان، ص61
  3. نبيهة السيد نايل (2009): صحة البيئة والطفل، عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ص2010.
  4. منى محمد جاد (2007): التربية البيئية في الطفولة المبكرة وتطبيقاتها، ط2،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، الأردن، ص 101
  5. ماهر إسماعيل محمد، محمد محمود الرافعي، جيهان كمال السيد (2006): التربية البيئية من أجل بيئة أفضل، مكتبة الرشد  ناشرون، الرياض، ص 229.
  6. جمال الدين السيد صالح  (2003): الإعلام البيئي بين النظرية والتطبيق، مركز الإسكندرية للكتاب، القاهرة، ص92
  7. سمعان عبد المسيح (2002): تنمية الوعي البيئي لدي الأطفال، مجلة خطوة، المجلس العربي للطفولة والتنمية، القاهرة، العدد 17، ص 26
  8. إيمان مرابط (2010): دور الجمعيات البيئية المحلية في نشر الوعي البيئي الجمعيات البيئية لولاية قسنطينة نموذجا، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، جامعة منتوري- قسنطينة، الجزائر ص 105
  9. طارق إبراهيم محجز(2009): تقويم محتوى مناهج علوم الصحة والبيئة للمرحلة الأساسية العليا في ضوء معايير التربية البيئية ومدى اكتساب الطلاب لها، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية بغزة. فلسطين، ص144
  10. علي عجوة (2014): الإعلام وقضايا التنمية، ط2، عالم الكتب، القاهرة.
السابق
أساليب قياس التعلم وحدوده
التالي
الإيجابية  Positivity مفهومها وعناصرها

اترك تعليقاً