التنمية المستدامة

تعريف قيم التعايش مع الآخر

تعريف قيم التعايش مع الآخر

يطلق التعايش مع الآخر في اللغة بمعنى: عاش: عيشًا وعيشةً، ومعاشًا: صار ذا حياةٍ فهو عائش، أعاشه: جعله يعيش، يقال: أعاشه الله عيشةً راضية، وعايشه: عاش معه، وعيشة: أعاشه، تعايشوا: عاشوا على الألفة والمودة، ومنه: التعايش السلمي (مجمع اللغة العربية، 2004، 639).

والآخر في اللغة: جاء في لسان العرب بأنه: أحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ، والأُنثى أُخْرَى، والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ، والآخر بمعنى غَير، كقولك رجلٌ آخَرُ، وَثَوْبٌ آخَرُ (ابن منظور، 1968، 12-13).

ويعرف التعايش في الاصطلاح بوجه عام بأنه: العيش المشترك مع الآخرين ولا يكون التعايش إلا بوجود الأُلفة والمودة، ولا يعيش الإنسان مع غيرة إلا إن وجد بينهما تفاهم ورغبة بعيشة مشتركة لُحمتها الأُلفة وسُداها المودة والثقة (المبارك؛ أبو خليل، 1996، 12).

أما الآخر في الاصطلاح فهو: من يكون مختلفًا من حيث الدين، أو الثقافة، أو اللغة، أو اللون، أو الجنس، أو التوجه الأيدولوجي والفلسفي، أو الذكاء، أو الميول، أو السن، أو الفكر (فرج، 2006، 28).

مفهوم التعايش مع الآخر :

يعرف التعايش مع الآخر بأنه: شكل من التعاون الذي يقوم على أساس الثقة والاحترام المتبادلين، والذي يهدف إلى غايات يتفق عليها الطرفان، أو الأطراف التي ترغب في التعايش، وتمارسه عن اقتناع وطواعية، وباختيار كامل (التويجري، 1998، 90).

ويعرف Bar‐Tal (2004, 253) التعايش مع الآخر بأنه: حالة ذهنية يتقاسمها أفراد المجتمع الذين يعترفون بحقوق مجموعة أخرى في الوجود بسلام كشريك شرعي، وعلى قدم المساواة مع الخلافات التي يجب حلها بطرق غير عنيفة.

ويعرف بأنه: قدرة الفرد على التعايش مع الآخرين على اختلاف أديانهم وأجناسهم ومذاهبهم الفكرية داخل المجتمع وخارجة على المودة والألفة يحترم كل منهم حقوق الآخر وعاداته وتقاليده ودينه وقيم مجتمعه الذي يعيش فيه (الجمل، 2007، 107).

ويعرفه غالب (2013، 14) بأنه: الاحترام والقبول والتقدير للتنوع ولأشكال التعبير والصفات الإنسانية المختلفة، واتخاذ موقف إيجابي فيه إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوقهم وحرياتهم المعترف بها عالميًا.

ويعرف أيضًا بأنه: ممارسات المتعلم التي تحقق قدرًا من التفاعل الإيجابي مع الآخرين المختلف معهم ثقافيًا، أو دينيًا، أو عقائديًا، أو جنسيًا وتدفعه لتقبل وقبول وتقدير تنوعهم الثقافي على الرغم من اختلافه معهم (معبد؛ الحنان، 2013، 105).

ويعرفه Chia (2015, 36) بأنه: القدرة على التواصل مع الآخرين بسلام واحترام، لفهم بعضنا البعض وزيادة الثقة فيما بيننا.

كما يعرفه حسن (2017، 435) بأنه: قدرة الفرد على العيش مع الآخرين- داخل المجتمع وخارجه- المختلفين معه في الخصائص الديموغرافية كالدين، والجنس، واللغة، والثقافة، ويقوم هذا التعايش على أساس من المساواة، والحرية، والتسامح، وتقبل الحق في التنوع، والتواصل والتعاون، واحترام الرأي وتقبله.

وتعرفه نوران مهني (2017، 1199) بأنه: التعايش مع الآخر أو الآخرين المخالفين لك فكرًا أو اعتقادًا أو ثقافةً، وأن تقبل هذا الاختلاف، والاعتراف بأن الآخر موجود للوصول إلى نقطة تلاقي وقاسم مشترك يعود بالنفع على المجتمع من أجل المصالح العامة وتحقيق الإخاء الإنساني لنبذ العنصرية والتمييز العرقي والطائفي، ومن أجل العيش في سلام مع النفس ومع الآخرين وقبول التشاركية والتعددية لعدم تحويل الصراعات والخلافات إلى كراهية وبغضاء.

استنتاجات التعريف:

يتبين من التعريفات السابقة أن التعايش مع الآخر يؤكد على ما يلي:

  • احترام لمعتقدات وأفكار وثقافة وآراء واتجاهات الآخرين.
  • احترام وتقبل لقيم وعادات وتقاليد الآخرين، ولآداب الحوار الإيجابي مع الآخر.
  • التفاعل والتفاهم والرغبة في العيش المشترك بحرية وسلام، وفي مجتمع متماسك يسوده السلام بين أفراده.
  • الاعتراف بالحقوق والواجبات الإنسانية، والتأكيد على الثقة والاحترام المتبادل.
  • نبذ العنف والتعصب والعنصرية والتمييز العرقي والطائفي ضد الآخرين.
  • احترام ثقافة الاختلاف وتقبل التنوع والاعتراف بالغير.
السابق
تعريفات التعلم بالاكتشاف الموجه
التالي
تعريف الرعاية الاجتماعية وتاريخ تطورها

اترك تعليقاً