مناهج البحث العام

خصائص البحث العلمي وصفاته

خصائص البحث العلمي وصفاته

يتميز البحث العلمي بمجموعة من خصائص البحث العلمي وصفاته وهي عديدة لعل من اهمها الموضوعية التي تعني أن الباحث يلتزم في بحثه المقاييس العلمية الدقيقة، ويقوم بإدراج الحقائق والوقائع التي تدعم وجهة نظره، وكذلك الحقائق التي تتضارب مع منطلقاته وتصوراته

فالنتيجة يجب أن تكون منطقية ومنسجمة مع الواقع ولا تناقضه، وعلى الباحث أن يتقبل ذلك ويعترف بالنتائج المستخلصة حتى ولو كانت لا تتطابق مع تصوراته وتوقعاته.

كذلك يتميز البحث العلمي باستخدام الطريقة الصحيحة والهادفة للبحث: ويقصد بذلك، أن الباحث عندما يقوم بدراسة مشكلة أو موضوع معين، ويبحث عن حل لها

يجب أن يستخدم طريقة علمية صحيحة وهادفة للتوصل إلى النتائج المطلوبة لحل هذه المشكلة، وإلا فقدت الدراسة قيمتها العلمية وجدواها.

ويعتمد البحث العلمي على القواعد العلمية حيث يتعين على الباحث الالتزام بتبني الأسلوب العلمي في البحث من خلال احترام جميع القواعد العلمية المطلوبة لدراسة كل موضوع، فتجاهل أو إغفال أي عنصر من عناصر البحث العلمي، يقود إلى نتائج خاطئة أو مخالفة للواقع.

ومن هنا، فإن عدم استكمال خصائص البحث العلمي و الشروط العلمية المتعارف عليها في هذا الميدان يحول دون حصول الباحث على النتائج العلمية المرجوة.

ويتعين كذلك على الباحث الحرص على التمسك بالروح العلمية والتطلع دائماً! إلى معرفة الحقيقة فقط، والابتعاد قدر الإمكان عن التزمت والتشبث بالرؤية الأحادية المتعلقة بالنتائج التي توصل إليها من خلال دراسته للمشكلة

ويجب أن يكون ذهن الباحث منفتحاً على كل تغيير في النتائج التي حصل عليها والاعتراف بالحقيقة، وان كانت لا تخلو من مرارة. ومن الخصائص المهمة الاخرى للبحث العلمي الابتعاد عن إصدار الأحكام النهائية

إذ ان من أهم خصائص الأسلوب العلمي في البحث التي ينبغي على الباحث التقيد بها، هي ضرورة التأني وعدم إصدار الأحكام النهائية ، إذ يجب أن تصدر الأحكام استناداً إلى البراهين والحجج والحقائق التي تثبت صحة النظريات والاقتراحات الأولية

أي بمعنى أدق، ضرورة اعتماد الباحث على أدلة كافية قبل إصدار أي حكم أو التحدث عن نتائج تم التوصل إليها.

شروط ينبغي توافرها في البحث العلمي:

وينبغي أن تتوفر في البحث العلمي مجموعة من الشروط والمستلزمات البحثية الأساسية الاتية([1]):

1 – العنوان الواضح والشامل للبحث:

إن الاختيار المناسب لعنوان البحث أو الرسالة أمر ضروري للتعريف بالبحث منذ الوهلة الأولى لقراءته من قبل الآخرين، وينبغي أن تتوفر ثلاث سمات رئيسة في العنوان، وهي:

  • الشمولية أي أن يشمل العنوان بعباراته المجال الدقيق المحدد للموضوع البحثي.
  • الوضوح : يجب أن تكون مصطلحات العنوان وعباراته المستخدمة واضحة.
  • الدلالة : أي أن يكون العنوان شاملاً لموضوع البحث ودالاً عليـه دلالـة واضـحـة وبعيداً عن العمومية.

2 – تخطيط حدود البحث :

ضرورة صياغة موضوع البحث ضمن حدود موضوعية وزمنية ومكانية واضحة المعالم ، وتجنب التخبط والمتاهة في أمور لا تخـص موضوع البحث، لأن الخوض في العموميات غير محددة المعالم والأهداف تبعد الباحث عن البحث بعمق بموضوع بحثه المنصوص عليه في العنوان.

3 – الإلمام الكافي بموضوع البحث :

يجب أن يتناسب البحث وموضوعه مع إمكانات الباحث الذي يجب أن يكون ملما بشكل وافي بمجال موضوع البحث نتيجة لخبرته أو تخصصه في مجال البحث، أو القراءاته الواسعة

4 – توفر الوقت الكافي لدى الباحث :

أي ان يكون هنالك وقت محدد لإنجاز البحث، ومن الضروري أن يتناسب الوقت المتاح مع حجم البـحـث وطبيعته وشموليته الموضوعية والمكانية. فهناك بعض البحوث تتطلب تفرغاً تاماً من الباحث، كما هو الحال في معظم بحوث الماجستير والدكتوراه.

شروط الباحث العلمي الجيد:

وعموماً فان الباحث الجيد يعمل على ما يأتي:

  • تخصيص ساعات كافية من وقته لمتابعة وتنفيذ البحث.
  • برمجة هذه الساعات وتوزيعها على مراحل وخطوات البحث المختلفة بشكل يكفل إنجاز البحث بالشكل الصحيح.
  • الإسناد: ضرورة اعتماد الباحث في كتابة بحثه على الدراسات السابقة والآراء الأصلية المسندة، وأن يكون دقيقاً في سرد النصوص وإرجاعها لكاتبها الأصلي، والاطلاع على الآراء والأفكار المختلفة المتوفرة في مجال البحث.
  • الأمانة العلمية بالاقتباس ونقلها أمر في غاية الأهمية في كتابة البحوث، وترتكز الأمانة العلمية في البحث على جانبين أساسين، وهما:
  • الإشارة إلى المصدر أو المصادر التي استقى الباحث منها معلوماته وأفكاره، مع ذكر البيانات الأساسية الكاملة للمصدر كعنوان المصدر والسنة التي نشر فيها ، والمؤلف أو المؤلفين والناشر ، والمكان، ورقم المجلد، وعدد الصفحات.
  • التأكد من عدم تشويه الأفكار والآراء المنقولة من المصادر، فعلى الباحث أن يذكر الفكرة أو المعلومة التي قد استفاد منها بذات المعنى الذي وردت فيه.
  • وضوح أسلوب تقرير البحث أي ان البحث الجيد مكتوب عادة بأسلوب واضح ومقروء ومشوق مع مراعاة السلامة اللغوية، وان تكون المصطلحات المستخدمة موحدة في متن البحث.
  • الترابط بين أجزاء البحث : ضرورة ترابط أقسام البحث وأجزاءه المختلفة وانسجامها، كما يجب أن يكون هناك ترابط تسلسل منطقي، وتاريخي أو موضوعي، يربط الفصول ما بينها، ويكون هناك أيضا ترابط وتسلسل في المعلومات ما بين الفصول
  • الإسهام والإضافة إلى المعرفة في مجال تخصص الباحث فـ الباحث الجيد هو الذي يبدأ من حيث انتهى الآخرون بغرض مواصلة المسيرة البحثية وإضافة معلومات جديدة في نفس المجال.
  • توافر المصادر والمعلومات عن موضوع البحث : ضرورة توفر معلومات كافية ومصادر وافية عن مجال موضوع البحث، وقد تكون هذه المصادر مكتوبة أو مطبوعة أو الإلكترونية متوفرة في المكتبات أو مراكز المعلومات أو الإنترنت.
  • الموضوعية والابتعاد عن التحيز في الوصول الى النتائج أي ان الباحث يبتعد عن التحيز في ذكر النتائج التي توصل اليها، وان يترك المشاعر والانانية والتحزب والمحاباة لهذا الطرف أو ذاك، حيث ان البحث العلمي يجب أن يتجرد من كل هذه الهفوات التي قد ينجر اليها الباحث.

([1]) عامر إبراهيم قنديلجي : البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية والالكترونية، عمان، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، 2008، ص 5347.

السابق
أسلوب التعلم بالاكتشاف من خلال اللعب
التالي
7 من صفات الباحث العلمي الجيد