التربية الخاصة

خصائص المتفوقين عقليًا وسماتهم

خصائص المتفوقين عقليًا وسماتهم

هناك مجموعة من الخصائص التي تميز المتفوقين عقليا عن غيرهم من الفئات الخاصة، وفي هذا الموضوع نعرض لخصائص المتفوقين عقليا على النحو التالي.

أولا: الخصائص الجسمية:

أوضحت الدراسات أن مستوى النمو الجسمي، والصحة العامة لهذه الفئة من الأطفال يفوق المستوى العادي، ولا يعني ذلك أن كل متفوق عقلي لابد أن يكون أكثر  طولًا ووزنًا، وأوفر صحة من غيره من العاديين، أو أن من يعاني ضعفًا من نموه الجسمي أو ذا عاهة بدنية لا يمكن أن يكون متفوقًا من الناحية العقلية.

      ولكن ما نعنيه هو أن اتصاف الفرد بالتفوق العقلي لا يؤدي به إلى اعتلال صحته، بل على العكس من ذلك فإن المتفوق عقليًا إذا ما منحه الله عز وجل في علاه تكوينًا بيولوجيًا فوق المتوسط.

فإن ذلك التفوق سيهيئ له فرصة أفضل لتنمية تكوينه البيولوجي إلى مستوى يفوق المستوى الذي يصل إليه الفرد العادي الذي يماثله في تكوينه، وقد يرجع ذلك إلى ما لهؤلاء من قدرة فائقة على إدراك  قيمة العادات الصحية السليمة، وأنسب طرق العناية بتنمية أجسامهم على نحو سليم.

وقد أثبتت دراسة Terman أن الأطفال المتفوقين كانوا فوق المستوى العادي من حيث الحجم والصحة والعادات الصحية، وأثقل في الوزن عند الميلاد كما أنهم تفوقوا في مقاييس قوة قبضة اليد والركل والدفع والجذب والجري وغيرها من ألوان النشاط الحركي التي تشمل الجسم كله أو أجزاء منه.

 كما أن المتفوقين عقليًا أكثر  خلوًا من الأمر اض العصبية والأمراض العضوية والاضطرابات السيكوسوباتية من العاديين ويتم النضج الانفعالي لديهم مبكرًا.

وهكذا نرى أن معظم الدراسات التي تناولت الخصائص الجسمية للمتفوقين عقليًا بمقارنتهم مع العاديين أكدت نتائجها بأن المتفوقين عقليًا يفوقون العاديين من حيث الوزن والطول والسرعة في الأداء الحركي والمرونة الجسمية والقابلية البدنية لذا يجب أن نوليهم اهتمامًا أكبر.

فغالبًا ما يتسم الأطفال والشباب المتفوقين عقليًا بصحة بدنية عالية وقوة جسمية مرتفعة تؤهله للقيام بالعديد من الأنشطة والرياضة غير أن ذلك لا يعني أنه لا يوجد من بينهم معاقين حركًيا أو عضويًا وعادة ما تفسر مثل تلك الظواهر الإبداعية لدى هؤلاء بالمواهب التعويضية.

وبالطبع لا يجب توافر كل تلك الصفات السابقة بالطفل الموهوب أي أن الأمر  ليس شرطًا ولكن على الأقل  يتوفر لديه عدد كبير منها.

ثانيًا: الخصائص الانفعالية

نجد الطفل له علاقة تنافرية مع أقرانه ممن يقلون عنه ذكاءً، فهو يدرك الحياة حوله ومتطلباتها بصورة أسرع منهم؛ مما قد يحقق له التواؤم مع المجتمع والتكنولوجيا الحديثة بصورة أكثر إشراقًا، كذلك يملك مستوى عال من الطموح ويضع تقديرًا عاليًا لقدرته على الأداء والإنتاجية.

كما أن لديه سمة الشجاعة وتحمل المسئولية والمثابرة والقدرة على التحصيل السريع، ويمتلكون مرونة عالية في التفكير والأصالة والقدرة على الإحساس بالمشكلات ووضع حلول لها.

 وهناك العديد من الدراسات التي تناولت التفوق العقلي والمتفوقين عقليًا ومنها دراسة  Holland التي أثبتت أن المتفوقين يمتازون عن العاديين من حيث أنهم مثابرون ومكتفون ذاتيًا ولديهم القدرة على ضبط النفس، وجادون وقادرون على تحمل المسئولية كما أنهم هادئون ومسالمون.

ويرى Terman 1957 أن المتفوقين عقليًا يمتازون بانخفاض عدد ونوع المشكلات الانفعالية التي يعانون منها بالنسبة لسائر أفراد المجتمع.

ومن حيث دوافع المتفوقين فإنهم يمتازون بصفة عامة بقوة الدافع إلى الاستكشاف والاستطلاع والتعلم والتعرف والتقصي وتوجيه الأسئلة وطلب الإجابة عليها وقد ترجع قوة الدافع لدى الغالبية العظمى من المتفوقين عقليًا إلى ما يحققه اكتساب المهارات والمعارف العقلية من اشباع لهم.

كما يؤدي حرمان المتفوقين من إشباع دوافعهم إلى شعور بالضيق والألم وقد يتعرضون للفشل أو يصبحون سلبيين نحو المدرسة والعمل المدرسي.

أما العادات الدراسية التي يتميز بها المتفوقون عقليًا فيذكر الباحثون بأن سهولة التحصيل الدراسي في المواد العادية قد ينمي لديهم عادات دراسية سلبية ليس فيها جد ومثابرة بالقدر الذي يتناسب مع استعداداتهم العقلية العالية وسرعة الحفظ وسهولته لديهم.

وقد ترجع تلك العادات الدراسية السلبية لدى المتفوقين عقليًا إلى عدم وجود ما يتحدى ذكائهم وقد يرجع ذلك إلى بعض الاضطرابات الانفعالية أو العلاقات السلبية داخل الاسرة أو في المدرسة.

وقد ينمي بعضهم نماذج من التدقيق والمبالغة في النظام وعدم الجد في أداء العمل أو التركيز في التفكير.

وهكذا تؤدي العادات الدراسية السيئة إلى تضييع الوقت وإلى سوء استثماره مما يؤثر على المستقبل الدراسي والعملي للمتفوقين عقليًا وتقتضي الحقائق السابقة وجود الإرشاد والتوجيه في المراحل المبكرة وذلك من أجل تكوين وتنمية عادات سليمة لديهم.

ويمكن القول بأنه على الرغم من تميز المتفوقين عقليًا عن العاديين من النواحي الجسمية والرياضية إلا أنهم يتميزون أيضًا على غيرهم في سماتهم الانفعالية وقدرتهم على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين ويمكن تلخيص الخصائص الانفعالية التي يميل المتفوقين عقليًا إلى إظهارها بمقارنتهم بالعاديين فيما يلي:

  • ذوو سمات شخصية مرغوب فيها، إذ يتصفون بالأخلاق الحسنة وبالتعاون والطاعة وتقبل التوجهات برضا وهم أكثر  قدرة من غيرهم والانسجام مع غيرهم.
  • لهم قدرة فائقة على نقد الذات.
  • أهل للثقة ويمكنهم المقاومة إذا ما وجدوا في موقف يغريهم بالانحراف.
  • أقل  رغبة في التباهي واستعراض العمليات.
  • لديهم الفرص الأكثر  في تولي قيادة الجماعة.
  • يميلون إلى تفضيل ألعاب الأطفال الذين يكبرونهم بسنتين أو ثلاثة.

 ثالثا: الخصائص المعرفية

       الأطفال المتفوقون عقليًا لهم خصائص معرفية محددة عن تلك التي لدى الأطفال العاديين فالمتفوقين عقليًا يحتاجون إلى تأييد معلميهم مثلما يحتاج الغبي أو المتخلف بالرغم من اختلاف نوع الحاجة في كل حالة.

   يتميز الأطفال المتفوقين عقليًا بمجموعة من الخصائص المعرفية بصورة إجمالية فيما يأتي:

  • لديهم مخزون هائل من المعلومات مع احتفاظ غير عادي بها.
  • يمتلك درجة عالية من سرعة الفهم وعمقه وسهولته.
  • لديهم ميول عديدة ومتنوعة مع درجة عالية من حب الاستطلاع.
  • لديه مستوى عال من النمو اللغوي واستخدام مفردات اللغة.
  • على درجة عالية من القدرة اللغوية.
  • لديهم قدرة عالية وسعة ممتازة لتجهيز ومعالجة المعلومات.
  • لديه عمليات تفكير متسارعة ونشطة وعميقة.
  • لديهم مرونة ذهنية وذو تفكير مرن.
  • لديهم قدرة عالية على رؤية واستنتاج العلاقات غير العادية بين الاشياء.
  • يضع أهداف منطقية موجهة لسلوكه وتفكيره.

  ويشير البعض إلى أن المتفوقين عقليًا يتميزون بأنهم اسرع من العاديين في نموهم العقلي مقارنة بالطفل العادي وذلك على اعتبار إن نسبة الذكاء 130 ومن أهم الخصائص المضافة لما سبق ما يلي:

  • زيادة حصيلتهم اللغوية في سن مبكرة.
  • ازدياد  قدرتهم على استخدام الجمل التامة في سن مبكرة عند من يعبرون عن أفكارهم.
  • يتميزون باليقظة وقدرتهم الفائقة على الملاحظة والاستيعاب.
  • الشغف بالقراءة والاطلاع في سن مبكرة.
  • قدرة على تركيز الانتباه لفترة أطول مما يستطيعه الطفل العادي.
  • القدرة على إدراك  العلاقات  في سن مبكرة.
  • القدرة على تعلم القراءة في سن مبكر بالنسبة لغيرهم.
  • قدرتهم على الاستدلال والتعميم والتجريد وفهم المعاني والتفكير المنطقي وإدراك  العلاقات.
  • إتقان وانجاز الأعمال العقلية بدرجة يمكن أن توصف بأنها خارقة.
  • يتعلمون بسهولة وأسرع عن أقرانهم العاديين.
  • ممتازون في تبصرهم للأمور.
  • ينجزون أعمالًا هامة بمفردهم.
  • مبتكرون في أعمالهم العقلية.
  • ليس عندهم صب في الأعمال التي تحتاج إلى تدريب أو الأعمال الروتينية.
  • تتفاوت قدراتهم التحصيلية للمواد الدراسية.
  • تتعدد ميولهم ولا تنحصر في مجال واحد  .
  • تستمر ميولهم فترة أطول.
  • مغرمون بالتطلع للمستقبل ويهتمون بالتنقيب والبحث عن أصل  الأشياء.
السابق
تصنيف صعوبات التعلم واسبابها
التالي
مرحلة التجريب والقياس وتطور علم النفس

اترك تعليقاً