إن دور المعلم في التدريس الفعال أو التدريس المعاصر والذي يعد بالإضافة لكونه علما تطبيقيا انتقائيا متطورا ـ هـو عمليــة تربوية هادفة وشاملة، تأخذ في الاعتبار كافة العوامل المكونة للتعلم والتعليم
كما يتعاون خلالها كل من المعلم والتلاميذ والإدارة المدرسية، والغرف الصفية، والأسرة والمجتمع، لتحقيق ما بالأهداف التربوية، والتدريس إلى جانب ذلك عملية تفاعل اجتماعي وسيلتها الفكر يسمى والحواس والعاطفة واللغة.
دور المعلم في التدريس الفعال [1]
دور المعلم كبير وحيوي في العملية التربوية والتعليمية، ويجب أن يبتعد عن الدور التقليدي الإلقائي، وأن لا يكون وعاء للمعلومات بل إن دوره هو توجيه الطلاب عند الحاجة دون التدخل الكبير، وعليه فإن دوره الأساسي يكمن في التخطيط لتوجيه الطلاب ومساعدتهم على إعادة اكتشاف حقائق العلم.
وكمثال توضيحي لنفترض أن معلما سيدرس في مادة العلوم للمرحلة الابتدائية العوامل التي يحتاجها النبات لينمو فالطريقة التقليدية الإلقائية أن المعلم سيخبرهم عن حاجة النبات للضوء والماء والتربة الصالحة والهواء وينتهي الموضوع في أقل من عشر دقائق
ولكن لن يكون له تأثير حقيقي على معلومات الطلاب أو سلوكه، بينما في التدريس الفعـــال سيطرح المعلم على الطلاب السؤال التالي:
ما هي حاجات النبات أو ما لعوامل الضرورية للإنبات؟ أو نحو ذلك، ويترك الإجابة ليبحث عنها الطلاب ويقترح عليهم التجريب ويترك الفرصة للطلاب ليصمموا التجربة بشكل حواري جماعي أو فردي في الفصل ويشجع الطلاب على ذلك
وفي نهاية الحصة الدراسية يكون الطلاب قد اتفقوا على طريقة تنفيذ التجربة ووزعوا الأدوار بينهم في إجراء التجربة ومتابعتها وكتابة التقرير الذي سيستنتجون منه فــــي النهاية معرفة حاجات النبات، وليكتشفوا الحقائق العلمية المتعلقة بالموضوع، ومن العوائد التربوية من هذا كله نجد ما يلي:
- تدرب الطلاب على الأسلوب العلمي في التفكير.
- تدرب الطلاب على أسلوب الحوار والمناقشة المنظمة.
- اكتساب الطلاب للمهارات العملية المتعلقة بالتجربة.
- تعلم الطلاب أسلوب كتابة التقارير العلمية.
- تكون مهارة الاتصال، وشرح الفكرة العلمية للآخرين بطريقة مقنعة.
دور مدير المدرسة في التدريس الفعال [2]
مدير المدرسة يهمه كثيرا أن تقدم مدرسته أفضل أساليب التعليم والتدريس وعليه حث معلميه لاستخدام أفضل الأساليب التربوية لتعليم الطلاب و أن يعمل جاهدا على التأكد مـــن قدرات المعلمين ومهاراتهم والعمل على تطويرهم وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم
وايضا والتنسيق بينهم وبين الإدارة التعليمية والمشرفين الذين قد ينفذون بعض الفعاليات في المدرسة أو غيرها بهدف رفع كفاية المعلمين وتنفيذ خطة إشرافية تساعد المعلمين على أداء العمل بجودة تربوية مناسبة، كما يلزم أن يكون المدير قدوة لمعلميه في تدريسه ليقدم نموذجا يحتذي به بقية المعلمين
وعليه أن يضطلع ببعض الحصص التدريسية حسب تخصصه وأن ينمي مهارته في التدريس الفعال ويدرب معلميه عليها، أما المدير الفني الذي لاستطيع أن يقدم تدريسا فعالا
فلا يستحق أن يكون مديرا للمدرسة ، ولا يرجى منه أو من عموم معلميه تربية صحيحة ففاقد الشيء لا يعطيه. وهذه دعوة لجميع مديري المدارس بالاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه معلميهم لينعكس هذا إيجابا على أبنائهم الطلاب.
دور المشرف التربوي في التدريس الفعال
إن المشرف التربوي هو مهندس العملية التربوية والتعليمية وعليه تقع عملية التخطيط للطرق الفنية والتربوية الفضلى لتنفيذ المنهج المدرسي في المدارس
فمن خبرته يستمد المعلمون الطرق والأساليب التدريسية الفعالة وعليه أن يتيح لهم الفرصة ليشاركوه فــــي التخطيط لها و تنفيذها على أرض الواقع في المدارس مع أبنائهم الطلاب. ولتحقيق ذلك يتوجب على المشرف التربوي وضع خطة إشرافية في بداية العام الدراسي لتغيير المسار التقليدي والطرق التقليدية الإلقائية وجعل التدريس فعالا
فالتدريس الفعال يحتاج أيضا إلى توجيه وإشراف فعال، ولذلك يتوجب على المشرف التربوي أن يضع خطة حسب الخطوط العريضة التالية:
- لقاء عام رقم (۱) يشمل جميع معلمي المادة في بداية العام الدراسي (الأسبوع الأول) بهدف الاتفاق على تطبيق الأساليب الفعالة في التدريس، وتوزيع المنهج و تحديد الوسائل التعليمية اللازمة لتنفيذ المنهج وتوزع الأدوار على مختلف المعلمين لجميـــع السنوات الدراسية ويتفق على اجتماع قادم في الأسبوع التالي لإحضار ما تم الاتفاق عليه.
- لقاء عام رقم (۲) للإطلاع على ما تم وتبادل الأوراق بين المجموعة ومناقشة ما تـــم عمله سابقا والاتفاق على التنفيذ بحسب الخطة التي رسمت للتدريس.
- زيارة المعلمين في المدارس لمعرفة مدى تطبيق الأساليب ولتوجيه المعلمين.
- لقاء عام رقم (۳) للاتفاق على فعاليات إشرافية دروس نموذجية، ورش عمل، دورات تدريبية للمعلمين وغير ذلك و تنفيذها، ومناقشة الصعوبات التي واكبت التطبيق، والعمل سويا على تذليلها.
- تقويم العمل الذي تم ، وكتابة تقرير للاستفادة منه مستقبلا.