دور المعلم في العملية التعليمية يعد العامل الحاسم في مدى فعالية عملية التدريس ، وعلى الرغم من كل مستحدثات التربية وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية الا أن المعلم لا يزال وسيظل العامل الرئيسي في هذا المجال.
اذ المعلم من خلال دوره هو الذي ينظم الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة لكل منها ، وهو أيضا أحد أطراف عملية الاتصال البشرى التي تفتقدها الوسائل الآلية المستخدمة فى العملية التعليمية ، ولذلك فان المعلم يجب أن تتوافر لديه خلفية واسعة وعميقة عن مجال تخصصه.
الى جانب دور المعلم في تمكنه من حصيلة من المعارف مجالات أخرى حتى يستطيع التلاميذ من خلال تفاعلهم مع المعلم أن يدركوا علاقات الترابط بين مختلف المجالات العلمية وتكوين تصور عام عن فكرة وحدة المعرفة وتكاملها ، وهو الأمر الذي يعد غاية في الأهمية حينما يكونون بصدد دراسة مشكلة ما.
دور المعلم في تنمية حل المشكلات
فضلا عن أن هذا الاتجاه يساعد دور المعلم فى إثارة العديد من المشكلات التي تدفع التلاميذ الى التفكير بصفة مستمرة . ويرتبط بهذا الأمر أن يسعى المعلم جاهدا الى نموه العلمي والمهني بصفة مستمرة ليقف على أحدث تطورات المعرفة في مجال تخصصه
هذا كما أن المعلم كثيرا ما يلاحظ أن هناك من بين زملائه من يمتلكون مهارات خاصة بعملية إدارة الفصل ومهارات خاصة باستخدام الوسائل التعليمية وصياغة الأسئلة ، ومن ثم فالمجال متاح أمامه لتطوير أدائه فى التدريس عن طريق ملاحظة زملائه ومناقشتهم ومحاكاتهم في أثناء التدريس وعلى وجه العموم يمكن القول أن المعلم الكفء لابد أن تتوافر لديه الصفات الأساسية التالية.
صفات المعلم الجيد
1 – أن يكون على درجة كبيرة من المرونة:
بحيث يستطيع الاستمرار فى التعلم ، فيكتسب المعارف والمهارات المختلفة التي يحتاجها في ممارسته لعملية التدريس ، وأن يتوافر لديه الاستعداد لتجريب كل فكر جديد تلاميذه ، وأن يتقبل أسئلة تلاميذه بصدر رحب، وأن يدرك أن التلاميذ يريدون معلما يعرف الاجابة عن كل أسئلتهم بقدر حاجتهم الى معلم صادق في التفاعل معهم، وأن يراعى ظروف التلاميذ في أثناء اليوم الدراسي ويتقبل كل أشكال النقد البنا.
2 – أن يدرك أن الموقف التدريسى عبارة عن موقف تربوي:
لابد أن يجرى فيه التفاعل المثمر بينه وبين تلاميذه، وأنه ليس مطالبا باستعراض معلوماته ومفاهيمه وأفكاره في هذا المجال الا بالقدر الذى يخدم مسار التفاعل بين جميع الأطراف.
3 – أن ينظر الى كل تلميذ فى فصله
حيث يجب أن ينظر إليهم كحالة مفردة لها اهتماماتها وميولها وقدراتها ومشكلاتها ، ومن ثم فلا يجوز أن ينظر الى الجميع كما لو كانوا على قدم المساواة سواء عند تحديد أهداف الموقف التدريسي أو عند التفاعل معهم أو عند تقويم عائد هذا الموقف.
4 – دور المعلم في حصر جميع مصادر التعلم
حيث هي التي يمكن استخدامها في تنفيذ المنهج ، على أن يتم ذلك قبل البدء في عملية التخطيط للتدريس ، ويقصد بهذه المصادر ما يتوافر منها داخل المدرسة أو خارجها وسواء كانت مادية أو بشرية ، وذلك على اعتبار أن تلك المصادر سيتم استخدام بعضها في أثناء التدريس ، كما سيقوم المعلم بتوجيه تلاميذه الى بعض منها لجمع البيانات والمعلومات والأدلة
5 – التمكن من مختلف المداخل المناسبة للتدريس
التمكن من مختلف المداخل المناسبة لتدريس ما تخصص المعلم في تدريسه ، فالمعلم الكفء هو الذى يستطيع أن يقدم الجديد باستمرار ، وهو الذي يستطيع أن يثبت لتلاميذه أنه يعرف الكثير ويملك الكثير من المداخل لتدريس تخصصه .
6 – دور المعلم في اشاعة جو صحى في أثناء التدريس
يستطيع فيه التلاميذ التفكير الحر وأن يحاولوا الاجابة عن التساؤلات و حل المشكلات واثارة تساؤلات جديدة ، وهذا يعنى أن التلاميذ لا يريدون أن ينظر المعلم اليهم كما لو كانوا أنماطا متكررة ، ولكنهم يتوقعون أن ينظر اليهم كأفراد لكل منهم ما يميزه عن الآخرين
7 – يجب أن يشرك المعلم تلاميذه في تحديد أهداف الموقف
حيث إن دور المعلم يجب أن يشرك المعلم تلاميذه في تحديد أهداف الموقف وصياغتها اذ أن هذا الأمر يكشف لهم عن توقعات المعلم والاجراءات التي يجب أن يقوموا بها تحقيقا لهذه الأهداف.
وخلاصة القول فى هذا الشأن أن دور المعلم يجب أن يسعى الى مساعدة تلاميذه على التحول من السلبية الى الايجابية ومن الجمود الى الفعالية في مختلف المواقف التدريسية ، اذ لم يعد صمت التلاميذ وسكوتهم واستماعهم لشرح المعلم معيارا لمدى كفاءته.
ولم يعد المعلم ناقلا للمعرفة وانما أصبح مربيا مسئولا عن تربية التلاميذ وتعديل سلوكهم فى الاتجاه المرغوب فيه مما يعنى اهتماما بمكونات الشخصية الانسانية بامكانياتها وتوظيفها من أجل الوصول الى مستويات التمكن المطلوبة [1]، [2].