يرتبط دراسة علاقة علم الاجتماع بطائفة العلوم الإنسانية ارتباطاً وثيقاً ويتسم هذا الارتباط بالتعقيد الشديد، ويرجع هذا التعقيد إلي أن علم الاجتماع يعتبر من أواخر العلوم الإنسانية في الظهور، ومن ثم فقد اشتبك بكل من العلوم اشتباكاً شديداً .
ومن أهم هذه العلوم التي ارتبط بها : التاريخ والأنثروبولوجيا والأثنوجرافيا والجغرافيا والبيولوجيا وعلم النفس والتربية ويرتبط كذلك بالعلوم الاجتماعية الخاصة مثل علم السياسة والاقتصاد واللغة والدين والأخلاق وما إليها وفيما يلي عرض موجز لطبيعة هذه العلاقات التي تربط علم الاجتماع بالعلوم الأخرى.
علاقة علم الاجتماع بالتاريخ
إن علم التاريخ عبارة عن تسجيل لأحداث الماضي الحافل بمظاهر النشاط الإنساني المختلف، ولا يستطيع عالم الاجتماع ان يقف علي حقيقة المسائل الاجتماعية وتطورها عبر الزمان وانتقالها من مكان إلي آخر دون أن يرجع إلي التاريخ ليختار من سجلاته ما يدعم أغراضه، ومن هنا لا بد علي المفكر الاجتماعي الرجوع إلي مختلف فروع الدراسات التاريخية والتي تعكس حياة الأمم وتصور عادات وتقاليد وأعراف المجتمعات بل والعبادات والعقائد التي تعتنقها.
كما يحتاج إلي الرجوع لتاريخ الثورات والحروب والانقلابات لمعرفة طبيعة الحوادث السياسية، ومن جانب آخر فالمؤرخ يستفيد من النظرية الاجتماعية ويصحح الوقائع في ضوء ما تقرره القوانين التي تساعد عليها ظواهر الاجتماع الإنساني بل ويستند في دراساته علي نتائج العلوم الاجتماعية .
علاقة علم الاجتماع بعلم النفس
يعتبر علم النفس أحد فروع وأجنحة العلم الاجتماعي ويبحث في سلوك الإنسان ودوافع الفرد وانفعالاته وميوله الفردية وتفكيره وإحساسه وإدراكه وذكائه وغرائزه أي دراسة العقل والشخصية الفردية وكلها من الموضوعات التي يهتم بها عالم الاجتماع ولو بصورة غير مباشرة نظرا لأن الإنسان لا يعيش إلا في وسط بيئة اجتماعية يؤثر فيها ويتأثر بها، ومن هنا كان لا بد من الاهتمام بموضوع تفاعل الفرد مع بيئته أو مع الآخرين
ودراسة العلاقات بين الجماعات وما تنطوي عليه من محاكاة وتقليد ومشاركات اجتماعية ووجدانية وتعاون وغريزة التجمع والذوق العام والقيادة والزعامة وتأثيرها علي المجتمعات وكل هذه الموضوعات يشترك في دراستها كل من علم النفس وعلم الاجتماع خاصة ما تعلق منها بديناميات الجماعة والمجتمعات فردية النزعة والأخرى ذات نزعة اشتراكية ومجتمعات باردة الطبع وأخري ثائرة , وثالثة اندفاعية .
كل هذه الموضوعات يشترك في دراستها علم النفس والاجتماع بالإضافة إلي دراسة تفاعل الإنسان مع بيئته وثقافته، وموضوع الشخصية علي الرغم من أنه أحد الموضوعات التي يدرسها علم النفس لكنه في الوقت نفسه أحد أبعاد الحقيقية الاجتماعية التي يدركها علم الاجتماع ونفس الشيء بالنسبة للوعي الجمعي , والعلاقات الاجتماعية ونظرية المحاكاة ونظرية الغرائز وروح الجماعة واتجاهات الرأي العام كلها ذات أصول نفس اجتماعية .
علاقة علم الاجتماع بالأنثروبولوجيا
إن علم الأنثروبولوجيا هو ذلك العلم الذي يدرس الأجناس في أصولها وفروعها وعوامل اختلاطها وأنسابها ودراسة الإنسان الأول ونشأة لغته وأساليب تفكيره والعمل والحرف وتطور عاداته وتقاليده، ومدي تأثير البيئة علي تركيبه الجمسي ونشاطه الاجتماعي والثقافي والبحث في أصول النظم الاجتماعية وتطورها وكلها موضوعات يدرسها علم الاجتماع بل ويعتبر علم الأنثروبولوجيا أحد فروع علم الاجتماع العام وكلاهما يدرس البناء الاجتماعي والوظائف الاجتماعية .
وليس أدل علي الترابط الشديد بين العلمين حين يستخدم الاثنربولوجيون كلمة (بدائي ) فإنهم يقصدون بها الإشارة إلي المجتمعات الصغيرة سواء من ناحية عدد السكان أو المساحة أو تشعب العلاقات الاجتماعية والتي تمتاز ببساطة الفنون الآلية والاقتصاد وقلة التخصص في الوظيفة .
علاقة علم الاجتماع بعلمي الانثولوجيا والأنثوجرافيا
إن علم الانثولوجيا هو علم دراسة الشعوب أي دراسة الأجناس البشرية وصفاتها اللغوية والثقافية والسلالية وعمل تصنيف للشعوب، أما علم الأثنوجرافيا فهو الدراسة الوصفية المقارنة لمجتمعات وثقافات الإنسان مثل مقارنة صناعات وأدوات مجتمع معين ببقية المجتمعات الأخرى والقائمة الآن بالفعل وتلك هي المقارنة الأفقية وعلي ذلك تنحصر دراسة الأثنوجرافيا علي الناحية الوصفية الحضارية دون تحليلها أو تفسيرها
أما الانثولوجيا فهي الدراسة الرأسية لمظاهر الثقافة بشقيها المادي واللامادي مع محاولة التعرف علي ماضي تلك السمات والظاهرات الثقافية وهذا يعني أن الدراسة الاثنوجرافية إذا كانت مقارنة في المكان فإن الدراسة الانثولوجية أنما هي مقارنة في الزمان وكلاهما يعتمد عليهما علم الاجتماع فمجال الدراسة واحد وهو دراسة المجتمعات والحضارات الإنسانية في أي مكان في العالم .
علاقة علم الاجتماع بالعلوم البيولوجية
وهي علوم تدرس طبيعة الإنسان كائنا حيا يتكون من خلايا وأنسجة وأجزاء حية كما تهتم بدراسة أعضاء جسم الإنسان المختلفة وتطورها ووظائفها وأثر هذا التطور في نشاط الإنسان الاجتماعي.
وقد تأثر علم الاجتماع بهذا الدراسة خاصة في استخدامه لكثير من المصطلحات العلمية ذات الصيغة البيولوجية علي سبيل الثمال : الأسرة أول خلية في المجتمع , التشريح الاجتماعي . التركيب العضوي , المجتمع ذات حية , وظائف وبنية المجتمع , الممائلة البيولوجية .
علاقات علم الاجتماع بالخدمة الاجتماعية
يشترك علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في دراسة الإنسان وتفهم السلوك الإنساني داخل إطار الجماعة ويدرس علم الاجتماع الإنسان في علاقته مع ثقافة مجتمعة وبيئته ويحلل ذلك تحليلا ً دقيقاً ويوجد القوانين أما يقوم بدراسته بما يساعد ويعين الأخصائيين الاجتماعيين والخدمة الاجتماعية علي رسم خططهم الإصلاحية قبل مباشرتهم الإصلاح حتي يكون عملهم مبيناً علي أسس سليمة
وبالتالي فالصلة وثيقة بين علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية خاصة إذا ما تداركنا أن علم الاجتماع التطبيقي وهو أحد فورع علم الاجتماع الذي يقوم بدراسة المشكلات الاجتماعية المترتبة علي ما يطرأ علي الحياة الاجتماعية من تطورات وتغيرات سواء ما تعلق منها بتشابك العلاقات الاجتماعية بين الأفراد أو التقدم التكنولوجي وما له من آثار أو الهجرة وما تركته من نتائج علي القرية والمدينة والطفرات الاقتصادية لبعض الإفراد وازدياد حركة التصنيع …. الخ .
وظهرت هذه المشكلات في الأسرة والمجتمع بمؤسساته المختلفة وطبقاته المتعددة … الخ . ومن المعروف أن أهم أهداف الخدمة الاجتماعية هو إصلاح ما يطرأ من خلل في شئون الحياة الاجتماعية والإفراد في اللحظة التي يعد علم الاجتماع خطط الإصلاح للخدمة الاجتماعية بالأسس النظرية والقوانين العلمية .
علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد
يدرس الاقتصاديون الثروة في طبيعتها وإنتاجها وفي تداولها وتوزيعها وهي في معظمها عبارة عن أشياء اجتماعية , ولا تنتج إلا عن طريق الأيدي العاملة ولا تتداول إلا بين أفراد منتظمين مستقرين تربطهم نظم وأوضاع اجتماعية وهم الذين يستهلكون المنتجات ومن ناحية أخري يهتم علماء الاجتماع بدراسة العلاقات الاقتصادية بين العمال وأصحاب الأعمال، أي العلاقات المنظمة للعمل ورأس المال وكلها موضوعات يشترك فهيا كل من علم الاجتماع وعلم الاقتصاد.
علاقة علم الاجتماع بالعلوم السياسية
لما كان علم السياسة أحد العلوم التي تدرس الدولة وما يتفرع عنها من نظم سياسية وإدارية وتشريعية فإننا نجد أن الدولة ما هي إلا مجتمع قطع شوطاً في الاستقرار والتطور الاجتماعي ولا تدوم الدولة ولا تقوم أنظمتها السياسية ولا تستمر إلا بفضل قوي ودوافع اجتماعية لأنها وليدة المجتمع ومظهر من مظاهر سيادته علي نفسه .
ومع هذا فعالم السياسة لا يمكن أن يكون ملماً بأبعادها متعمقاً في فهم مسائلها ما لم يكن عالماً بكثير من الحقائق الاجتماعية التي تساعده علي فهم ظواهر السياسية فمثلا لمعرفة أسباب انقياد شعب ما لزعيم سياسي مستحيل فهم ذلك إلا من خلال محيطها الاجتماعي، ومن هنا نشأ علم الاجتماع السياسي الذي يدرس الدولة كوحدة سياسية واجتماعية .
علاقة علم الاجتماع بعلم الجغرافيا
من المعروف أنه من المستحيل لأي دارس أن ينكر أثر البيئة الطبيعية في حياة الإنسان ومدي تفاعله سواء مع غيره أو مع البيئة نفسها بمعنى آخر أن نشاط الإنسان الاجتماعي والاقتصادي مرتبط أشد الارتباط بنوع البيئة الجغرافية .
ولا شك أن الفيضانات وما تركته من طمي يخصب الأرض، واكتشاف حقول البترول والمعادن والمناجم والزلازل والبراكين والسيول …. الخ كل ذلك يؤثر في استقرار أو رقي أو هجر الأفراد لمجتمعهم، بل إن الظروف المناخية من حر وبرد لها تأثير علي سلوكيات الأفراد، ومن ثم فالصلة وثيقة بين علم الاجتماع والجغرافيا .
علاقة علم الاجتماع بالإحصاء
في هذا الشأن يهدف علم الإحصاء إلي تطبيق المناهج الرياضية علي الظواهر الإنسانية وذلك لأن ظواهر الاجتماع إحصائية وعددية يمكن التعبير عنها بالأرقام بل يعتبر الإحصاء الاجتماعي منهجاً أساسياً من مناهج البحث في علم الاجتماع لأن الباحثين في الدراسات الاجتماعية لا يقنعون الآن بالأوصاف العامة والقوانين الكيفية , لكنهم يطمعون في الوصول إلي القوانين الكمية الدقيقة وفي صوغ أحكامهم في صور رياضية ورقمية ورسوم بيانية .
علاقة علم الاجتماع بعلم الأخلاق
يدرس علم الاجتماع وعلم الأخلاق الظواهر الخلقية في المجتمع دراسة علمية وصفية تحليلية في ضوء المنهج الاجتماعي والوقوف علي طبائع الشعوب ومظاهر الخلق القومي وأخلاق الطبقات المختلفة ومعايير الخير والشر والفضيلة والرذيلة ومستويات الجمال والآداب العامة والأذواق والتيارات الأخلاقية التي تسود بيئة معينة ومستحيل فهم كل هذه الأمور دون الوقوف علي مقومات المجتمع .
والعناصر الفعالة في النشاط الاجتماعي والتيارات الاجتماعية المؤثرة في أفراده ولعلم الاجتماع صلات قوية بعلم الأديان المقارن والتشريع والبحوث اللغوية وغيرها من الدراسات التي يستعين بها في تحليله لحقائق الحياة الاجتماعية .
علاقة علم الاجتماع بالقانون
القانون يدرس القواعد التي تنظم المجتمع والتي تشرعها الدولة وتفرضها لتنظيم العلاقات بين المواطنين ومع بعضهم البعض، ومع الدولة والقانون تحدد الجزاءات علي الخارجين عن المجتمع أو الذي يعتدون علي قواعد الضبط الاجتماعي السائدة ويؤدي هذا الاعتداء إلي حالة من عدم الرضا الاجتماعي .
ويري ” دور كايم ” أن هذه القوانين لا توجد بذاتها مستقلة عن الأفراد ومظاهر السلوك التي تخلقها هذه القوانين، وهذه القوانين تعم المجتمع لتحقق وحدة السلوك بين أغلبية المواطنين، ولما كان أهم موضوعات علم الاجتماع هو دراسة النظم الاجتماعية والعلاقات بينها
فعلم القانون يساعد علماء الاجتماع علي فهم المجتمع والوصول إلي نتائج سلمية نظراً للتأثير المتبادل بين النظام الأسري والنظام السياسي والنظام التعليمي والسياسي، ومن جانب آخر تمارس الظواهر الاجتماعية تأثيرات فعالة علي القواعد والنظم القانونية كالتنشئة الاجتماعية والتقسيم الطبقي وانساق القيم والسلوك الجمعي والتيارات السكانية .
وليس أدل علي الصلة الوثيقة التي تربط علم الاجتماع بالقانون من دراسة كل منهما لموضوع الملكية فالقانون يدرسها من حيث أنها حق ينتقل بالبيع والشراء والميراث والهبة والوصية بينما عالم الاجتماع ينظر إلي الملكية كظاهرة اجتماعية إذ يبحث في نشأتها وتطورها وأشكالها والآثار الاجتماعية المترتبة علي السياسة العامة لتوزيع الملكيات وأثر ذلك علي نظم الحكم وعلي انقسام المجتمع إلي طبقات اجتماعية وما يترتب علي ذلك من مشاكل اجتماعية أي أن علم الاجتماع والقانون يكمل كل منهما الآخر .
علاقة علم الاجتماع بالفلسفة
يدرس علم الاجتماع اكتساب القيم الاجتماعية مؤكدا نسبية القيم، وتأثرها بالتغير الاجتماعي، وأوضح دور القيم كعنصر اجتماعي مشترك يدخل في تركيب البناء الاجتماعي وتكوين بناء الشخصية الاجتماعية، كما أن القيم لا أهمية أو قيمة لها إلا في المجتمع الذي توجد فيه، وأن وظيفة عالم الاجتماع ليس صنع قيم جديدة بل تناول القيم السائدة بالتحليل والتفسير .
كما يدرس الحكومة ويتساءل هل هي ضرورية رغم أنها تعد شراً، ويدرس عالم الاجتماع أيضا أهمية العلم والمعرفة في بناء الإنسان والمجتمعات، وهو الذي يساعد علي تطور وتقدم البشرية، كما يبحث في أخلاقيات البشر وأثارها علي المجتمع وكل هذه الموضوعات يشترك في تناولها الاجتماعي والفيلسوف، أضف إلي ذلك أنه إذا كانت الفلسفة تهتم بالغايات فعلم الاجتماع يضع الضوابط الاجتماعية لهذه الغايات , فالصلة وثيقة بين العلمين .
علاقة علم الاجتماع بالتربية
ينظر علم الاجتماع إلي التربية والتعليم علي اعتبار أنها تمثل ضرورة اجتماعية لا بد منها في المجتمعات البشرية، بل هي كظاهرة اجتماعية تؤثر وتتأثر بغيرها من النظم والظواهر الاجتماعي الأخرى، وهي نتيجة التفاعل الاجتماعي في الماضي والحاضر وهي سلطة اجتماعية تتمثل في تربية شاملة عقلية وجسمانية وأخلاقية
وهي تهدف إلي ربط الفرد بالمجتمع حتي يشعر بالتضامن والتماسك مع مجتمعه ويعرف أنه مرتبط مع أقرانه في المجتمع بتراث اجتماعي واحد وهي تختلف من مجتمع إلي آخر، ومن عصر إلي عصر في المجتمع الواحد، وعليه تعتبر التربية إحدى الظواهر الاجتماعية وهي فرع من فروع علم الاجتماع بل ومن أقدم فروعه .
علاقة علم الاجتماع بعلوم اللغة
يهتم علم اللغويات بتحليل اللغات في زمن معين ويدرس النظم الصوتية وقواعد اللغة والمفردات، ومن المعروف أن اللغة خاصة بالجماعات وهي موجودة قبل وجود الفرد، والفرد يولد بلا لغة ثم يكتسبها من الجماعة باعتبارها تراثا جماعياً وليس في هذا التراث أي نوع من الاختيار
فهو لا يملك التدخل في اختيار مفرداتها أو تنظيم قواعدها وهي وسيلة من وسائل تنظيم المجتمع الإنساني، وتقوم بدور فعال في تماسك المجتمع وهي الوسيلة التي مكنت الإنسان أن يحتفظ بأجزاء من التراث الاجتماعي .
ومع هذا فلا يمكن للباحث الاجتماعي أن يدرس أي جماعة دون أن يفهم لغتها بل ولهجتها، لأن اللغة وسيلة التفاهم أو التوصيل، بل وجزء من السلوك الإنساني وكلها من الموضوعات التي يدرسها علم الاجتماع .
علاقة علم الاجتماع بعلم الجمال
لا شك أن الفن – بأشكاله – تعبيرا عن المعتقدات والعادات والعواطف والأفكار التي خاضتها التجربة الإنسانية، وذلك في صورة جمالية تخاطب الحواس والعقل، سواء كان هذا الفن والتعبيرات الجمالية متمثلة في الفنون التطبيقية كالخزف والرسم وتصميم النسيج أو في المسرح والأوبرا أو الموسيقي أو السينما أو حتي في التمثيليات الإذاعية والتليفزيونية وقصص المجلات , أو في فن الشعر والرواية والقصة القصيرة .
وتعتبر النواحي الفنية عن المعاني والرموز الاجتماعية سواء القائمة بالفعل أو التي كانت سائدة في الماضي، بل إننا نري بعض اللوحات الفنية تحكي وتعبر بصدق عن تاريخ شعب أو تعرض مشكلة اجتماعية أو ظلما اجتماعياً أو رؤية لإصلاح اجتماعي لأوضاع متردية في المجتمع، أو تغرس قيمة اجتماعية في نفوس الأفراد
بل ويستخدم الفن كثيرا كوسيلة من وسائل الاتصال الاجتماعي، ومن جانب آخر لا يمكن للفن والتذوق الجمالي أن يؤدي دوره كاملا دون الإلمام التام بالأوضاع الاجتماعية السائدة سواء بين الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات أو حتي الدول، أو بمعني آخر لكي تكتمل رسالته لا بد أن يكون فناناً اجتماعياً، والفنان لا بد له من جمهور يخاطبه ويكتب له ويؤثر فيه .
والفنان من وجهة نظر علم الاجتماع يولد في مجتمع ذي ثقافة خاصة وينشئه مجتمعه تنشئة اجتماعية بطريقة تؤثر في شخصيته، كما تؤثر بوجه خاص في اتجاهاته إزاء الفن بل كثيرا ما تؤثر قيمه الاجتماعية التي تربي عليها في نشاطه الفني، وهذا يؤكد التصاق علم الاجتماع بالفن والجمال [1] .
المراجع
- ↑ جوود، إيريك، و فودة، زكريا محمد. (1987). علم الاجتماع. المجلة العربية للعلوم الإنسانية، مج 7, ع 26 ، 206 – 213.