فسيولوجيا النطق و الكلام عند الإنسان أو Articulation physiology أو عملية الكلام عند الإنسان هي مجموعة من أشكال الموجات المعدلة التي ينتجها مصدر ( الرئتان ولسان المزمار)، وترشحها الأحبال الصوتية والشفتان والخدان
فإن أعضاء تنفيذ عملية إنتاج الكلام هي الرئتان (مصدر دفع الهواء عبر القصبة الهوائية والحنجرة والقسم)، ولسان المزمار الذي يحركه الهواء المندفع من الرئتين فيصدر صوتا خاما)، والأحبال الصوتية الواقعة بالحنجرة (والتي تتحرك يفعل عضلات فتغير من هذا الصوت الخام بناء على أوامر المخ
وسقف الحلق اللين والخدان والشفتان واللسان التي تحركها جميعا مجموعات عضلية لتغيير الصوت الخام بحيث يصدر في النهاية الكلام المقصود من أوامر المخ.
ومن المعلوم أن هناك (12) زوجاً من الأعصاب المخي cranial nerves مرقمة من 1-12، ولكل منها مجموعة من الأعضاء التي يمدها ويوصل لها أوامر التشغيل، وفي عملية إنتاج الكلام يشارك خمسة فقط وهي على النحو التالي:
العصب المخي رقم (7)
وهو facial nerve الذي يوصل إلى عضلات الحدود والشفتين لإتمام الكلام عند الإنسان
والعصب المخي رقم (9)
وهو glossopharyngial الذي يوصل لبعض عضلات اللسان والحلق.
العصب المخي رقم (10)
وهو vagus nerve ومعه جزء من العصب المخي رقم (11) وهو accessory nerve وهما يوصلان للحنجرة
والعصب المخي رقم (12)
وهو hypoglossal nerve ويوصل إلى عضلات اللسان .
وهناك حزمة من الألياف العصبية المنسقة لعمل هذه الأعصاب وتقع في النخاع المستطيل للمخ وتسمى medial longitudinal bundle أما على المستوى الأعلى في المخ، فإن إنتاج الكلام يتم عبر تنسيق بين مناطق مختلفة في فصوص المخ ومن المعلوم أن المخ يتكون من نصفين كرويين، وكل نصف به (4) فصوص (أسامي وجاني وصدغي وخلفي).
وفي الجزء السفلي الخلفي من القص الأمامي توجد منطقة بروكا Broon Area ووظيفتها إعطاء الأوامر بالكلام ، والتي تنتقل إلى منطقة الحركة في الجزء الأمامي من الفص الجاني عند الثقافة بالقص الأمامي ومنها عبر الألياف العصبية إلى أعضاء إنتاج الكلام كما ذكرنا سابقا.
عملية إنتاج الكلام عند الإنسان
ولكن إنتاج الكلام يحتاج للسماع عن طريق الجزء الأوسط العلوي للفص الصدفي auditory area، وتشغيل وتخزين الشفرات الخاصة بالكلمات في المنطقة المثلثة الشكل على الزاوية الخلفية للفص الصدغي والتقائها بالقص الجاني angular area
وفي كل الأحوال تعمل منطقة فيرنيك wernicken area الواقعة في أعلى القص الصدفي على ضمان توافق معاني الكلمات المنتجة وفهم المتحدث بها لما ينطق به في المواقف المختلفة.
أما عند إنتاج كلمات مقروءة فإن مناطق الرؤية في القص الخلفي تعمل في البداية عند التعرف على الكلمات التي سيتم النطق بها لاحقا كما أن دراسة عملية إنتاج الكلام Speech Production وما يتم من خلالها من معالجة لغوية التحول الفكرة العقلية للمتحدث إلى نقطة منطوقة أو مكتوبة لمثل أمراً بالغ الصعوبة مقارنة بعملية دراسة فهم وإدراك الكلام
لذا فإن علماء سيكولوجية اللغة والمهتمين بدراسة إنتاج الكلام يلجأون إلى طرق غير مباشرة لدراستها اعتماداً على مصدرين هما أخطاء الكلام وعدم طلاقة الكلام، ومن خلال ذلك يتوصلون إلى المراحل التي تقع بين الرسالة التي يريد المتحدث إيصالها للمستمع وبين المنطوق اللفظي.
الأجهزة المتصلة بعملية الكلام عند الإنسان
وتعتبر عملية الكلام عملية معقدة تشترك فيها عدة أجهزة عضوية وقمر بمراحل مختلفة وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تقوم بعملية خاصة بها في عملية نطق الكلام إلا أنه لا يمكن لأي جهاز من هذه الأجهزة أن يعمل بشكل مفصل ومستقل عن الأجهزة الأخرى بل لابد لها أن تشترك مع بعضها البعض في إتمام عملية الكلام والتواصل.
اولا: الجهاز السمعي
يلعب السمع دورا رئيسيا في نمو الإنسان، فحاسة السمع هي التي تجعل الإنسان قادرا على تعلم اللغة، لذا فهي تشكل حجر الزاوية بالنسبة لتطور السلوك الاجتماعي، كذلك فإن حاسة السمع تمكن الإنسان من فهم بيته ومعرفة المخاطر الموجودة فيها فتدفعه إلى تجنبها
حيث يعتمد إدراك الإنسان لعالمه على المعلومات التي يستقبلها عبر الحواس السمع – البصر – الشم – الذوق – اللمس) وحدوث أي خلل في واحدة أو أكثر من الحواس تنجم عنه صعوبات عديدة.
ويسمع الإنسان الأصوات المختلفة عن طريق جهازه السمعي الذي ينقل هذه الأصوات إلى مركز السمع في المخ فيحيل هذه الإشارة السمعية إلى استجابات مختلفة إما بالكلام أو بالحركة أو بالتفكير أو بالهرب أو بالفرح، فالأذن هي العضو السمعي الذي خلقه الله ل ويمكننا من السمع
فالناس يتفاهمون مع بعضهم البعض عن طريق الكلام، وهذا يعتمد على السمع، ويتعلم الأطفال الكلام عن طريق الاستماع إلى حديث الآخرين من حوهم وتقليدهم. ومن فوائد السمع أنه يحذرنا من ا الأخطار كسماعنا صوت تحذير بوق السيارات أو صفارة القطار
فالسمع عملية معقدة جداً فكل شيء يتحرك يحدث صوتاً، ويتكون الصوت من اهتزازات الجزيئات الهواء التي تنتقل في موجات، ثم تدخل هذه الموجات إلى الأذن، حيث تتحول إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بترجمة هذه الموجات إلى أصوات.
وللأذان وظيفة أخرى بالإضافة للسمع وهي حفظ التوازن، فهي تحتوي على أعضاء خاصة تستجيب الحركة الرأس فتعطي الدماغ معلومات عن أية تغيير في وضع الرأس، فيقوم الدماغ ببعث رسائل إلى مختلف العضلات التي تحفظ الرأس والجسم ثابتين، كما هو في حال الوقوف أو الجلوس أو السير أو أية حركات أخرى.
ثانيا: أجهزة النطق و الكلام عند الإنسان
يتكون جهاز النطق عند الإنسان من مجموعة من الأعضاء تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسية:
- الجهاز التنفسي.
- الجهاز الصوتي
- أجهزة الرنين.
- الجهاز النطقي.
التعليقات معطلة.