مهارات و عناصر التواصل لدى الأطفال لها تأثير كبير على تنمية شخصية الطفل. تظهر الدراسات النفسية أنه خلال السنوات الأولى من الطفولة، من الأهمية بمكان أن يستجيب الآباء والأسر والمعلمين للتحفيز الكبير لمهارات التواصل لدى الأطفال. وبالتالي ، من الضروري أن يشارك الآباء في تنمية تواصل أطفالهم.
عناصر التواصل التواصل لدى الأطفال:
حدد وود Wood خمسة من عناصر التواصل لدى الأطفال وهي:
- انبثاق فكرة أو خبرة في عقل الفرد (مرسل) يحاول صياغتها في شكل يسمح بإرسالها إلى حيث يريد (مستقبل).
- الصياغة اللفظية أو التحديد الشكلي لتلك الفكرة أو الخبرة بشكل معين متعارف عليه لغوياً أو حركياً، أي في شكل ألفاظ أو رموز.
- تفسير المستقبل لهذه الرسالة سواء أكانت ألفاظاً أو خبرة أو محاولة إدراك معانيها وفك رموزها، وهنا تصبح الرسالة واضحة للفرد.
- استجابة المستقبل لهذه الرسالة إيجابياً أو سلبياً بحيث يتم التحقق على وجه البقين من مدى قبوله أو رفضه لتلك الرسالة.
- تتمثل في التغذية الراجعة من المستقبل إلى المرسل كنتيجة التأثر بالرسالة.
وظائف التواصل لدى الأطفال:
عملية التواصل لها أهمية كبيرة لأنها تعتبر الطريقة الرئيسية للتفاعل بين الأفراد، ولكي يتم التواصل لابد من وجود مرسل ومستقبل ورسالة.
ويظهر التواصل عندما يكون هناك فهم مشترك للرسالة بين المرسل والمستقبل، وتستعمل رموز التواصل لتتبع الرسائل فالأصوات الكلامية واللغوية رموز صوتية، والأحرف الهجائية رموز كتابية وكذلك تستخدم الإشارات والإيماءات، ويحكم توحيد هذه الرموز قواعد اللغة وهي تشكل لغة ذات معنى.
كما يمكن أن نشير إلى أهم وظائف التواصل على النحو التالي:
- من خلال عملية التواصل يستطيع الفرد إشباع حاجاته الأساسية البيولوجية والنفسية التي تبدأ بعلاقة الطفل بأمه للحصول على الغذاء، والأمن النفسي في وقت واحد، ثم تتطور عملية التواصل مع كل أفراد الأسرة. وبعد ذلك تتسع دائرة العلاقات الاجتماعية خارج الأسرة، وتتكون الصداقات والجماعات.
- من خلال عملية التواصل يستطيع الفرد تحقيق مشاعر الانتماء الجماعة ما أو مجتمع ما.
- تمكن عملية التواصل الفرد من تحقيق ذاته وتأكيدها في تفاعله مع الآخرين من خلال التعبير عن ذاته ومشاعره واحتياجاته وقيمه والتجاهاته.
- يحقق التواصل وعي الفرد بذاته وقدراته وحكمه على عمله أو إنتاجه من آراء الآخرين واستجاباتهم نحوه.
- يحقق نجاح التواصل مع المجتمع المحيط بالفرد من المخفاض التوتر والانسجام في العلاقات الاجتماعية مع المحيطين به.
- يحقق التواصل نقل معايير وقيم والتجاهات الجماعات مما يعطي الشعور بالانتماء بين أبناء البلد الواحد ويحقق التواصل أيضا التفاعل بين البلدان المختلفة.
- يتم نقل الأفكار الابتكارية من خلال عملية التواصل المعرفية بين الأفراد والجماعات.
- ينمي التواصل المهارات اللغوية المسموعة والمقروءة وأيضا المهارات الاجتماعية.
- ينمي التواصل العمليات العقلية الأساسية كالإدراك والانتباه والتفكير، لأنها عمليات أساسية في حدوث التواصل الجيد أباظة.
مراحل عملية التواصل لدى الأطفال:
تتمثل مراحل عملية التواصل على النحو التالي:
1 – مرحلة إدراك الرسالة Message conceived:
يتخذ المرسل أو المصدر في هذه المرحلة قراره بإرسال الرسالة التواصلية التي تنتج عن فكرة أو مشاعر أو مؤثر يدفعه إلى إرسال رسالته للمستقبل.
2 – مرحلة الترميز Encoding Transmitting
هي مرحلة تحويل المعاني إلى رموز لغوية، وهذا يقوم المصدر بصياغة أو لتحويل أفكاره أو مشاعره أو نواياء إلى رسالة تواصلية وتكون على شكل رموز الفظية (منطوقة أو مكتوبة) أو غير لفظية (إشارات وحركات) ويعتمد نجاح الرسالة على مدى اختيار الرموز المناسبة للمستقبل والموقف التواصلي الاجتماعي.
3 – مرحلة اختيار وسيلة أو قناة التواصل Medium or channel selected
وهي عملية اختيار الوسيلة أو الوسائل التي تناسب طبيعة الرسالة وطبيعة الجمهور المستهدف فقد يختار المرسل وسيلة واحدة أو عدة وسائل Multi- channel منها سمعية كالإذاعة، أو بصرية كالمطبوعات أو سمعية / بصرية كالتليفزيون والسينما والفيديو والكمبيوتر
أو عن الضوء والصوت كما هو الحال في التواصل الذاتي والشخصي، ويعتبر الختيار الوسيلة المناسبة واختيار أكثر من قناة لنقل الرسالة من العوامل المهمة لنجاح التواصل .
4 – مرحلة الاستجابة أو ردود الفعل على الرسالة Feedback Response
الاستجابة تعني مدى قبول أو رفض الرسالة من قبل المستقبل.
5 – مرحلة فك الرموز Decoding Receiving
هي عملية تحويل رموز الرسالة التواصلية الجديدة (الاستجابة) إلى معان. وعبء التواصل بالمعوقين في السمع والكلام لا يقع على عائق معد الرسالة التواصلية أو على القناة الحاملة أو على مضمون الرسالة وشكلها.
بل إن المتلقي ينبغي أن يعد هو الآخر إعداد يجعله قادرا وميالاً أيضا لفك رموز الرسالة، وهذا لا يأتي إلا من خلال تدريب المتلقي ذي العاهة أو الإعاقة السمعية على فهم الدلالات والرموز والسياقات النفسية والاجتماعية التي تقدم من خلالها الرسالة التواصلية
فالتواصل اللفظي علاقة بين طرفين، الطرف الأول المرسل، وليكن شخصا واحدا، والطرف الثاني المستقبل ولكي نضمن رسالة لفظية ذات أثر فعال يجب على المستقبل مراعاة ما يأتي:
- أن تكون هذه الرسالة هادفة لها مغزى تفعي، أو تربوي، أو أخلاقي، أو جمالي، مثل المجاملات اللفظية، وغير ذلك من المجالات.
- أن تتضمن مراقبة نائية تسمح للمرسل بأن يسمع ويستمع، بأن يرسل ويستقبل في وقت متزامن فأي خلل في وظيفة المراقبة الذاتية، يؤدي إلى اضطرابات التواصل مع الغير، فعندما يكون الفرد في حالة مفعلة أو متوترة، يفقد كل المراقبة الذاتية.
- توجيه قنوات التواصل كافة نحو الشخص الذي تتواصل معه (المستقبل) فقنوات التواصل معناها انك تستمع إليه، وتوجه نظرك إليه، ولا تدر رأسك إلى وجهه أخرى، حتى لا يحس بعدم الاهتمام به، أو أنك تركز نظرك على شيء آخر.
- عدم استعجال الاستماع للغير.
- الاهتمام الكافي بالرسالة اللفظية المرسلة من المرسل، وهذا معناه، احترام كل الفظة الصدر منه. وعندما تتعدد قنوات الإرسال ويصعب علينا الإرسال المتزامن يكون إرسالنا التفاتة مع ابتسامة، وأحيانا مع هزة رأس.
- توقيت زمن التدخل، بعدم الحديث في أثناء الاستماع إلى المتحدث.
- أن تكون الرسالة مختصرة، فخير الكلام ما قل ودل. ويعني ذلك إلا تكرر نفس الأفكار بتعابير مختلفة.
- الحرص على الإيقاع الكلامي، بأن يكون معبراء تطمئن له النفس، وترغب في سماعة.
- الثقة بالذات عند التواصل مع الآخرين، فأنت تعزز وتقوي تفتك بذالك، كلما تعددت مواقف التواصل مع مختلف الفئات الاجتماعية
التعليقات معطلة.