هناك مجموعة من الممارسات التي تعمل على تنمية القدرات العقلية للطفل والتي يجب القيام بها من قبل الوالدين والمعلمين وهي على النحو التالي.
الصبر على عدم إدراك الطفل للزمن
على الآباء التزام الصبر تجاه الطفل، ومراعاة عدم قدرته على إدراك تسلسل الزمن (خاصة الماضي والمستقبل) في النصف الأول من هذه المرحلة، وأن يتعاملوا معه على هذا الأساس، فلا يغضبوا منه إذا رأوه لا يفهم وعدًا قطعوه له سينفذونه في المستقبل؛ لأنه لا يدرك إلا حاضره فقط.
البدء بالمحسوسات عند تعليمه الأعداد:
عند البدء في تعليم الطفل للأعداد ينبغي أن نبدأ معه بأشياء محسوسة يمكنه إداراكها، كأن يعدّ قطع النقود، أو الأقلام، أو الكراسات، أو غيرها
ثم ننتقل إلى تعليمه من خلال تمثيـل هـذه الأشياء الملموسة بالرسوم والخطوط مثـل رسـومـات النـقـود، أو الكراسات، أو الحيوانات، ثم ننتقل إلى تعليمه الأعداد نفسها وجمعها وطرحها.
تفهم سعة خياله
على الوالدين تفهم سعة خيال الطفل في هذه المرحلة، وعدم الانزعاج منها أو اتهامه بالكذب إذا ما قصَّ عليهما بعض الأمور التي رآها مع إضافة أمور أخرى لم تحدث مـن خياله لأنه لا يقصد الكذب، ولكن خصوبة خياله وسعته ربما تفرض عليه ذلك.
تشجيعه على استكشاف الجديد
تشجيع الطفل وعدم مصادرة رغبته في استكشاف الأشياء الجديدة عليه، خاصة الألعاب وغيرها، وإتاحة الحرية له ليتعرف عليها ويستكشفها ما لم يكن في ذلك خطر عليه؛ ففي ذلـك ثراء لقدراته العقلية.
الإجابة على تساؤلاته
الاهتمام بالإجابة عن كل تساؤلات الطفل بما يتناسب مع عمره العقلي، وعدم إهمالها؛ لأن في ذلك إشباعا لحاجة الطفل للاستطلاع، ومساعدة لـه عـلى تطـويـر قدراته بشكل عام، و القدرات العقلية بشكل خاص
توفير مثيرات محفزة لتفكيره
توفير المواقف التي تحفز الطفل على أن يفكر ويشحذ قدراته العقليــة، ومـــن هـذه الوسائل: ألعـــــاب الفـــــك والتركيب، وألعاب الألغاز اللفظية، ومكعبات الميكانو، فكلها وسائل تنمي قدرات الطفل على حل المشكلات، كما تنمي قدراته الإبداعية.
ويساعد في هذا المجال أيضًا الألعاب الإلكترونية بمختلف أنواعها ومستوياتها (الكمبيوتر، الأتاري).
ومن المثيرات أيضًا اصطحابه في نزهات ورحلات جماعية، والعمل على تشجيع وتنمية هواياته المختلفة، مثل جمع الأشياء؛ كالصور والطوابع وغيرها.
تنمية قدراته اللغوية
يحتاج الطفل من أجل رعاية النمو العقلي إلى اكتساب المهارات اللغوية، حيث يسهم النمو اللغوي للطفل في هذه المرحلة في إكسابه الثقة بالنفس، إضافة إلى تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي والعقلي
لأن اللغة تساعد الطفل في التعبير عن حاجاته ومتطلباته، كما تساعده في التواصل مع الآخرين، والتعبير عن انفعالاته، وهذا يخلصه من التمركز حول ذاته. وتشير الشواهد التجريبية أن الاتصال بالكبار، والتفاعل معهم ينهض بالنمو اللغوي والعقلي والقدرة على التفكير والتخيل عند الأطفال بدرجة كبيرة.
القصص والحكايات
الطفل بطبيعته في هذه المرحلة توَّاقُ لسماع القصص والحكايات، وعلى الوالدين ألا يبخلا عليه بشيء من ذلك؛ لأنها علاوة على ما لها من قيمة نفسية، وما تلاقيه من ترحيب من الطفل، واستمتاع بها، فإنها تسهم في تنمية قدرته على التفكير، وتنمي خياله
ولكن ينبغي تجنب المبالغة في سرد القصص الخيالية؛ حتى لا تبعد بالطفل عن أرض الواقع، ويجب أن نضيق الهوة بين عالمه الخيالي والواقع، بأن نوضح لـه أن الأحداث الواردة في خيال، ولا تحدث في الواقع، ويساعد عـلـى ذلـك مناقشته والإجابـة عـن أسئلته.
مسرح العرائس
يسهم اللعب من خلال مسرح العرائس في تنمية قدرات الطفل العقلية فاستماع الطفل إلى الحكايات وروايتها، وممارسة الألعاب القائمة على المشاهدة الخيالية من شأنهما أن ينميا قدراته على التفكير.
تشجيعه على اللعب
إتاحة الفرصة للطفل للعب، بل وتشجيعه عليه؛ لأن اللعب ينمي قدراته بشكل عام، فمثلاً: اللعب التخيلي (التمثيل) يعتبر من الوسائل المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه، فالأطفال الذين يحبون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق، كما يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء، والقدرة اللغوية، وحسن التوافق الاجتماعي
كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة، ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل هذا النوع من اللعب. كما أن للألعاب الشعبية أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل؛ لأنها تنشط قدراته العقلية بالاحتراس والتنبيه والتفكير الذي تتطلبه مثل هذه الألعاب ولذا يجب تشجيعه ومشاركته في مثل هذه الألعاب.
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة هامة جدا لتنمية قدرات الطفل العقلية، فهي تزيل الكسل والخمول من العقل والجسم، وبالتالي تنشط القدرات العقلية
ولذا كانت الحكمة التي تقول: العقل السليم في الجسم السليم دليلاً على أهمية الاهتمام بالجسد السليم، عـن طـريـق الغذاء الصحي والرياضة، حتى تكون عقولنا سليمة كما تدل على العلاقة الوطيدة بين العقل والجسد.
الذهاب إلى الروضة:
الحرص على إرسال الطفل إلى الروضة في الوقت المناسب له؛ لأن بعض البحوث تشير إلى أن رعاية الطفل تربويا في الروضــة تساعد على تنمية قدراته العقلية أفضل من روضة أطفال بقائه في المنزل.
عدم التعجل في تعليمه القراءة والكتابة
ينبغي ألا يندفع الآباء وراء طموحاتهم ورغباتهم في تفوق طفلهم دراسيا إلى الإسراع بتعليمه القراءة والكتابة قبل أن يكون مستعدًا لذلك؛ لأن هذا يصيب بحالة من الإحباط، ويقفده ثقته بنفسه، كما أنه يضع بينه وبين العملية التعليمـة حواجز.
وقايته من الأمراض:
يجب الحرص على وقاية الطفل من الأمراض والحوادث التي يمكن أن تصيبه بأذى يؤثر على قدراته العقلية، مثل: تجنب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، وعلاج نوبات الصرع … إلخ.