عند الحديث عن ماهية عملية التدريس كثيرا ما تستخدم مصطلحات فى مجال التربية دون إدراك الفروق بين التعليم والتعلم ومن ثم تستخدم كما لو كانت تدل على شيء واحد ، ومن أمثلة هذه المصطلحات تعليم وتعلم وتدريس ودرس، ولقد أدى الخلط بين هذه المصطلحات الى استخدامها فى غير مواضعها، ولعلنا فى حاجة فى هذا المجال الى تحديد دقيق للفروق بين هذه المصطلحات.
التعليم والتعلم
في عملية التدريس يقوم المعلم بعملية التربية ، كما يقوم بعملية التعليم ، بمعنى أنه ينقل المعارف والحقائق ويعمل على تكوين مفاهيم وتعميمات معينة لدى تلاميذه كما يسعى الى اكسابهم العديد من الميول والاتجاهات والقيم وأوجه التقدير والتذوق. كما يساعدهم على اكتساب أشكال المهارات المختلفة المناسبة لهم ، وذلك يعنى أن المعلم يسعى الى احداث تغيرات عقلية ووجدانية وسلوكية لدى تلاميذه.
وإذا كان هذا هو حال مصطلح تعليم فماذا عن مصطلح تعلم . يقصد بهذا المصطلح عائد أو منتج عملية التعليم فقد تحدث عملية التعلم ، ولكن عائد هذه العملية قد لا يكون ثابتا بالنسبة للجميع فكل متعلم له مفاهيمه وقيمه وعاداته كما أن لديه مشكلاته.
وبناء على ذلك فان الجهد المبذول في علمية التعليم قد يحقق النتائج المتوقعة لدى البعض وقد لا يحققها لدى البعض الآخر ، وقد يحققها بدرجات متفاوتة لدى البعض الثالث … ولعلنا نلاحظ أن هناك من يستخدمون مصطلح «التعليم الذاتي » وهناك من يفضلون ( التعلم الذاتي ).
وكثيرا ما يثار الجدل حول سلامة أي المصطلحين ، فاذا قلنا التعليم الذاتي فهذا يعنى أننا نشير الى العملية التي يقوم بها المتعلم لتعليم ذاته من خلال ما يجرى من تفاعل بينه وبين المواد التعليمية المتاحة له ، واذا قلنا تعلم ذاتى فهذا يعنى أننا نشير الى ناتج العملية السابقة ، أي حصيلة عملية التعليم الذاتي [1].
الدرس والتدريس
نشاط يقصد بمصطلح « درس » فى الاطار التقليدى ما يقوم به المعلم من : من أجل نقل المعارف الى عقول التلاميذ ، ويتميز دور المعلم هنا بالايجابية ودور التلميذ بالسلبية فى أغلب الأحوال ، أى أنه ليس من المطلوب منه توجيه السؤال أو ابداء الرأى.
ولقد كان مقبولا فى زمن كانت مصادر المعرفة محدودة ، وكان المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلاميذ ، ومن هنا كان الخلط بين مصطلحی درس وتدريس ، اذ اعتبر الدرس شيئا ينقله المعلم الى تلاميذه ، وهو ما ينطبق على معنى مصطلح تدريس الذي يعنى قيام المعلم بعملية ما وواقع الأمر أن الفرق الأساسى بين المصطلحين هو أن مصطلح “درس” هو عبارة عن المجال الزمنى المخصص لتدريس موضوع ما.
ولذلك يستطيع التلميذ أن يقول الدرس الأول مخصص لمادة العلوم ، أو المواد الاجتماعية ، والدرس الثاني مخصص للرياضيات ، كما يستطيع المعلم في بداية الحصة أو الدرس أن يقول درس اليوم عن مشكلة التلوث أو الحرب العراقية الايرانية ، أما ما يقوم به المعلم من اجراءات وعمليات وما يستخدمه من أدوات ووسائل تعليمية فهو يعنى فى مجموعه عملية التدريس.
أى أن عملية التدريس تعنى تلك الاجراءات التى يقوم بها المعلم مع تلاميذه لانجاز مهام معينة لتحقيق أهداف سبق تحديدها ، ومن هنا فان مستوى التمكن من عملية التدريس ليس واحدا المعلمين لدى جميع المعلمين.
إذ يختلف المعلمون فى مدى تمكنهم من مهارات التدريس وعلى ذلك فجميع المعلمين يحضرون درسا ، كما أنهم يقومون بالتدريس ومع ذلك فان الشيء المؤكد هو أن الحضور لا يعد كافيا فى حد ذاته اذ أن الأمر الهام هو كيف الحضور أى كيف تجرى عملية التدريس لموضوع ما.
أو بمعنى آخر أدوار المعلم فى عملية التدريس ، فلم يعد الدور الوحيد للمعلم هو نقل المعارف الى التلاميذ ، اذ أصبح من السهل بمكان أن يحصل التلميذ على معارف كثيرة في يوم واحد قد يعجز المعلم عن امداده به فى نفس الفترة الزمنية وهذا يرجع بطبيعة الحال الى تعدد مصادر المعرفة وتنوعها ، بحيث أصبح من السهل بالنسبة للتلميذ أن يعرف الكثير خارج جدران المدرسة.
ومن هنا يمكن القول أن نقل المعارف الى التلاميذ لم يعد الدور الأساسى للمعلم ، إذ أن المعلم مطالب بتنمية مهارات وأساليب التعلم لدى تلاميذه ، وإذا حاولنا أن نتحرى الدقة في هذا المجال [2]
الأدوار الأساسية للمعلم في عملية التدريس
- توجيه أنظار التلاميذ الى مشكلات تستحق الدراسة
- مساعدة التلاميذ على اكتساب المهارات اللازمة لدراسة هذه المشكلات
- تنمية قدرة التلاميذ على التفكير الناقد
- تنمية قدرة التلاميذ على الابتكار.
- العمل على رفع مستويات الدافعية لدى التلاميذ
وتعتمد قدرة المعلم أثناء عملية التدريس على ممارسة هذه الأدوار على عديد من العوامل أهمها مدى اقتناع المعلم بمهنته ومدى وعيه بمشكلات التلاميذ ونوعياتهم ومدى توافر الامكانيات اللازمة، وتعتمد هذه العوامل كلها على نوع الفكر التربوي السائد ومدى التحمس لهذه الأدوار.
ويعتبر التدريس موقفا يتميز بالتفاعل بين الطرفين ، لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحقيق أهداف معينة ، ومعنى هذا أن التلميذ لم يعد سلبيا في موقفه ، إذ أنه يأتى الى المدرسة ولديه خبرات عديدة كما أن لديه تساؤلات متنوعة يحتاج الى اجابات عنها.
وبالتالى فانه أحوج ما يكون الى أن يتعلم كيف يتعلم . كما أنه فى حاجة الى تعلم مهارات القراءة والاستماع والنقد واصدار الأحكام ، وفى هذا الاطار يمكن القول أن التدريس أصبح خبرات تعليمية ( مربية ) يخططها المعلم ويديرها من أجل مساعدة تلاميذه على تحقيق أهداف معينة ، وهذه الخبرات تشتمل على العديد من أوجه التعلم.
فقد يكتسب التلميذ منها مفهوما معينا ، وقد يعدل مفهوما خاطئا لديه ، وقد يكتسب اتجاها أو ميلا معينا أو غيره جوانب التعلم ، وكلما زادت حصيلة أو ناتج المرور بخبرة ما أمكن القول أن الخبرة كانت مفيدة أو مربية بالنسبة للتلاميذ.
التحصيل لدى المتعلم
وكلما كانت الحصيلة هزيلة أو غير ذات ذلك تأثير واضح لدى التلاميذ أمكن القول أن الخبرة لم تكن على المستوى المتوقع من ويبدو من ذلك أن أي موقف تدريسى يجب النظر اليه على نحو كلى ، على اعتبار أنه يضم عوامل عديدة هي المعلم والتلاميذ والأهداف التي يرجى تحقيقها هذا الدرس
كما يضم المادة الدراسية والزمن المتاح والمكان المخصص للتدريس ، ثم هناك أخيرا ما يستخدمه المعلم من طرق التدريس ، واذا كان كل هذه العوامل يمكن تقويمه على نحو منفصل الا أن جميع العوامل تجمعها علاقات وتفاعلات يمكن أن تؤدى الى نجاح الدرس اذا نجح المعلم في تنظيمها وادارتها ، كما يمكن أن تؤدى الى فشله اذا لم يحالفه النجاح في ذلك .
ولعلنا في هذا المجال فى حاجة الى دراسة كل عامل من هذه العوامل على حدة دون اغفال لمواطن الاتصال ومجالات التفاعل بينه وبين العوامل الأخرى
ويبدو من ذلك أنه في عملية التدريس أي موقف تدريسى يجب النظر اليه على نحو كلى ، على اعتبار أنه يضم عوامل عديدة هي المعلم والتلاميذ والأهداف التي يرجى تحقيقها هذا الدرس ، كما يضم المادة الدراسية والزمن المتاح والمكان المخصص للتدريس ، ثم هناك أخيرا ما يستخدمه المعلم من طرق التدريس.
واذا كان كل هذه العوامل يمكن تقويمه على نحو منفصل الا أن جميع العوامل تجمعها علاقات وتفاعلات يمكن أن تؤدى الى نجاح الدرس اذا نجح المعلم في تنظيمها وادارتها ، كما يمكن أن تؤدى الى فشله اذا لم يحالفه النجاح في ذلك.
ولعلنا في هذا المجال فى حاجة الى دراسة كل عامل من هذه العوامل على حدة دون اغفال لمواطن الاتصال ومجالات التفاعل بينه وبين العوامل الأخرى [3].
التنبيهات : التخطيط لعملية التدريس وأهميته | معلومة تربوية
التنبيهات : إعداد الأسئلة وتوجيهها من قبل المعلم | معلومة تربوية
التنبيهات : أساليب التدريس وطرق التدريس | معلومة تربوية