القسم العام

ما هو الإنفوجرافيك التعليمي؟

ما هو الإنفوجرافيك التعليمي؟

يعد التدفق المعلوماتي أحد سمات عصرنا الحالي؛ فهو عصر المعلومات والمعرفة المتراكمة، وقد ساهم في ذلك سهولة انتشارها عبر وسائل الاعلام والانترنت والتواصل الاجتماعي،  وغَيَّرَ ذلك من نمط حياتنا وطريقة تفكيرنا وتواصلنا بصورة جذرية، واستتبع ذلك البحث عن أفضل الطرق والأساليب التي تساعد على معالجة وسهولة توصيل وفهم ومشاركة هذا الكم الهائل من المعلومات؛ فكان ذلك من خلال الاعتماد الأمثل لنظام الرؤيا عند الإنسان الذى يعد وبحق من أقوى مداخل تكنولوجيا التعليم لديه، وحتى يستطيع التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات والبيانات المنتشرة والمستحدثة يومياً، وهذا ما يطلق عليه الإنفوجرافيك.

مفهوم الإنفوجرافيك:

أطلق على الإنفوجرافيك العديد من المسميات والتي نفتقر اليها في عالمنا العربي؛ حيث تتنوع مسميات الإنفوجرافيك بتنوع مجالات استخدامه، ولكن كل منها تصب في معنى واحد وهو تمثيل المعلومات على هيئة صور ورسوم ثابتة ومتحركة يسهل فهمها.

ويتفق كل من (عمرو درويش، وأماني الدخني،2015، 15) على عدة مسميات أطلقت على الإنفوجرافيك منها: الرسوم التوضيحية Infographics، الرسوم المعلوماتية information graphics، التصاميم المعلوماتية Information Design، التمثيل البصري للمعلومات   Visualization، وهندسة عرض المعلومات Information Architecture التمثيل البصري للبيانات Data Visualization [1]

وقد تعددت تعريفات الباحثين للانفوجرافيك ، وذلك حسب مجال الاستخدام، فمنهم من اعتبره تمثيلا مرئياً للمعلومات، واعتبره البعض قصة متكاملة مترابطة ليس فقط مجرد تمثيل للمعلومات تعمل على إخراج المعلومات والبيانات والمعرفة المعقدة إلى صورة سهلة بسيطة وفعالة، وعرفه آخرون بأنه وسيلة قديمة وحديثة للتعامل مع كمية المعرفة والمعلومات التي نشهدها في عصرنا الحالي وذلك من خلال عملية ربط الصورة بالكلمة، حيث ثبت أن التعليم يعتمد أكثر على حاسة البصر وأن من 80% من خبرات الفرد في التعليم يحصل عليها عن طريق هذه الحاسة.

لقد ظهرت تقنية الإنفوجرافيك بتصميماته المتنوعة في محاولة لإضفاء شكل مرئي لتجميع وعرض المعلومات أو نقل البيانات في صورة جذابة إلى المتعلم.

 ومصطلح  الإنفوجرافيك ما هو إلا تعريب للمصطلح الإنجليزي  Infographics ويعد اختصار لكلمة Information وتعنى المعلومات،  وكلمة Graphic وتعنى تصويري وبالتالي فهو يعنى البيانات التصويرية أو المعلومات المصورة.        

وقد تعددت تعريفات الإنفوجرافيك ومن هذه التعريفات ما يلي:

  • الإنفوجرافيك هو: فن مبتكر لتحويل المعلومات والبيانات النصية إلى صور ورسومات مرئية مما يسهل من فهمها واستيعابها وتصورها، وقد ظهر هذا الفن بتصميماته المتنوعة لإضفاء شكل مرئي جديد لتجميع وعرض المعلومات أو نقل البيانات بصورة جذابة وممتعة إلى القارئ [2].
  • الإنفوجرافيك هو: مصطلح تقنى يشير إلى تحويل المعلومات والبيانات المعقدة إلى رسوم مصورة يسهل على من يراها استيعابها دون الحاجة إلى قراءة الكثير من النصوص، وهو أحد الوسائل الهامة والفعالة فى عصرنا الحالي لجذب انتباه القارئ تجاه المعلومات المعروضة خصوصًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لذا فهو يجمع بين السهولة والسرعة والتسلية فى عرض المعلومات وتوصيلها للمتلقي [3].
  • كما يعرف بأنه: فن تحويل البيانات والمعلومات والمفاهيم المعقدة إلى صور ورسوم يمكن فهمها واستيعابها بوضوح وتشويق، وهذا الأسلوب يتميز بعرض المعلومات المعقدة والصعبة بطريقة سهلة وواضحة [4].
  • الإنفوجرافيك هو عبارة عن تمثيلات بصرية للمعلومات والبيانات والتي غالباً ما تكون على هيئة نصوص، والمصممة لتقديم المعلومات المعقدة بشكل أكثر وضوحًا من النص بمفرده؛ مع استخدام الكلمات والأرقام والرموز والألوان والصور بهدف توصيل الرسالة للمستفيدين [5].
  • ويعرفه (معتز عيسي،2014، 3) بأنه: مصطلح يشير إلى تحويل المعلومات والبيانات المعقدة إلى رسوم مصورة يسهل على من يراها استيعابها دون الحاجة إلى قراءة الكثير من النصوص، ويعتبر الإنفوجرافيك أحد الوسائل الهامة والفعالة وأكثرها جاذبية لعرض المعلومات خصوصًا عبر الشبكات الاجتماعية [6].
  • كما يعرف بأنه: تصوير مرئي يصور أو يعبر عن طرح معلومات أو بيانات أو معرفة عن طريق الرسومات الخطية مما يساعد الأفراد والمنظمات علي التواصل بشكل سريع [7].

وفي ضوء ما تم عرضه من تعريفات يتضح أن الإنفوجرافيك:

  • أداة لنقل وتوليد المعارف والمعلومات في صورة مرئية.
  • يحقق ترسيخ وفهم المعارف والأفكار والعلاقات.
  • أداة لاختصار المحتوى وعرضه في صورة مرئية مبسطة.
  • اداة تسهل قراءة المعلومات والبيانات.

نشأة وتطور الإنفوجرافيك:

يمكن عرض نشأة الإنفوجرافيك وتطوره فيما يلي [8]:

التمثيل البصري للمعلومات قديم قدم الانسان، ففي عصور ما قيل الميلاد استخدم الإنسان القديم الإشارات والرموز في الاتصال، واستخدمت في الكتابة واللغة البصرية التي قامت على أساس الصور في توصيل الأفكار، والتي ما زالت موجودة حتى الآن على جدران الكهوف والمعابد والمقابر، كما هو الحال في الحضارات القديمة كالمصرية، والهندية، واليونانية.

فمنذ عام (7500 ق.م) في العصر الحجري الحديث، بدأ استخدام التمثيل البصري للمعلومات، وذلك من خلال التعبير بالرموز والصور على جدران الكهوف والمعابد والمقابر، ثم بعد ذلك بدأ التصميم الرسومي في الظهور حينما استخدم المصريون القدماء ورق البردي في تسجيل الأحداث المهمة في حياتهم.

وفي عام (3300 ق.م) استخدم المصريون القدماء الرموز في الكتابة الهيروغليفية القديمة، ويعتبر السومريون أول من استخدم الـصور للدلالـة علـى الأشـياء، وذلـك باختراعهم للكتابة المسمارية عام 3000 قبل الميلاد، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن أقدم عمل في التاريخ تم مزج الكتابة مع الصور المنحوتة فيه هو النصب التذكاري  (The Belau Monument) من العصر السومري المبكر فى عام (3100ق.م).

وبعد الميلاد ساعد على انتشار الإنفوجرافيك والتصاميم المعلوماتية اختراع الصينيين للورق عام (105) ميلادية ثم اختراع الطباعة البارزة عام (700 ) ميلادية على يد الصينيين أيضاً، ثم تطور الأمر أكثر باختراع الألماني جوهان جوتنبرغ آلة الطباعة عام (1450) ميلادياً، فساعدت على زيادة النسخ ودقة وجمال التصاميم المطبوعة، وفي هذه الفترة استخدم علماء المسلمين الرسوم في شرح اختراعاتهم وتوضيح نظرياتهم.

وفي عام (1786م) أشار المهندس الاسكتلندي وليام بلايفير إلى التصوير البصري للبيانات وكان كتابه الأطلس السياسي والتجاري والمختصر الإحصائي هو أول عمل يشرح البيانات العددية باستخدام رسوم خطية وأعمدة بيانات، فكان بمثابة أول انفوجرافيك فى صورة رسوم بيانية في القرن الثامن عشر.

وفي عام (1936م) تطور استخدام الإنفوجرافيك من رسوم بيانية بالدوائر إلى رسومات وشخصيات تمثل الواقع حتي منتصف القرن العشرين؛ حيث بدأ استخدم الإنفوجرافيك والتصميم المعلوماتي في بداية الأمر في الدعاية والاعلان للشركات والسلع التجارية ولم يكن الغرض من استخدامه تعليمي، فلقد اهتمت معظم الشركات التجارية بالدعاية والاعلان لمنتجاتها لكي تصل إلى أكبر عدد من المستفيدين، واهتمت معظم الشركات التجارية بتصميم علامة أو طابع معين يكون شعار لها ولمنتجاتها، سواء كانت سيارات أو برامج وأجهزة كمبيوتر أو ملابس أو علامات للأطعمة، أو سلع تجارية أخري.

موقع لتصميم الإنفوجرافيك:

وفى عام (2011م) ظهر أول موقع لعرض الإنفوجرافيك على الويب، ثم توالت المنصات والتقنيات والأدوات والبرامج التي تساعد في تصميم وإنتاج الإنفوجرافيك، وأُعدت مقررات تعليمية كاملة باستخدامه حتى يسهل فهمها واستيعابها.

      ومنذ عام (2012م) حتى وقتنا الحاضر تم إنشاء العديد من المنصات الاجتماعية التي تضم العديد من المصممين والمهتمين بمجال الإنفوجرافيك مثل منصة Visual.ly؛ والتي تضم أكثر من 35ألف مصمم يشاركون تصاميمهم عبر المواقع الاجتماعية، كما انتشرت الأدوات المجانية التي تتيح إنتاج الإنفوجرافيك من خلال الويب وتوفر العديد من قوالب التصميم الجاهزة التي تسهل على المصمم إنشاء تصميمه، مثل الأدوات التالية : (piktochart.com، venngage.com، canva.co، Easel.ly).

    أما بالنسبة للوطن العربي فلم يكن هناك أي مواقع أو أدوات تستخدم لإنتاج الإنفوجرافيك سوى بعض المواقع التي تضم مجموعة جاهزة من الإنفوجرافيك تستخدم لأغراض علمية مثل موقع تجسيد: وهي مبادرة عربية غير ربحية تهدف لدعم المحتوى العربي بانفوجرافيك تعليمي، وموقع انفوجرافيك عربي: وهو متخصص بأرشفة كافة الإنفوجرافيك العربي على الويب، وموقع الإمارات انفوجرافيكس: وهو متخصص بعلم الإنفوجرافيك التفاعلي العلمي الهادف.

وعند النظر والتدبر في آيات القرآن الكريم نجدها مليئة بالتشبيهات والتمثيلات البصرية المحسوسة لتسهيل المعني على السامع والقارئ، قال تعالي: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ…﴾ [سورة إبراهيم الآية:24] وكذلك في آيات كثيره من القرآن الكريم.

ولم يقتصر الأمر على القرآن الكريم فقط، فلقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم التمثيل البصري في كثير من المواقف منها، وهو دليل علي أن النبي صلي الله عليه وسلم هو أول من فسر القرآن ووظف الانفوجرافيك والرسوم المصورة في الاسلام: ما روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطًّا وَخَطَّ عَنْ يَمِينِهِ خَطًّا، وَخَطَّ عَنْ يَسَارِهِ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ» ، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا فَقَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ، وَقَرَأَ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } (سنن الدارمي: 204).

المراجع

  1. عمرو محمد درويش وأماني أحمد الدخنى (2015): نمطا تقديم الإنفوجرافيك (الثابت/ المتحرك) عبر الويب وأثرهما في تنمية مهارات التفكير البصرى لدى أطفال التوحد واتجاهاتهم نحوه، مجلة تكنولوجيا التعليم، مصر، مج25, ع2، 265 – 364.
  2. أمين صلاح الدين وريهام محمد الغول (2019): تكنولوجيا التعليم والتدريب الإلكتروني، القاهرة، دار السحاب للنشر والتوزيع.
  3. تامر المغاوري الملاح وياسر خضير الحميداوى (2018): الإنفوجرافيك التعليمي، القاهرة، دار السحاب للنشر والتوزيع.
  4. محمد شوقي شلتوت (2014): فن الإنفوجرافيك بين التشويق والتحفيز علي التعلم، مجلة التعليم الالكتروني، ع(13) 1مارس 2014.
  5. Kelly, Niebaum. Leslie, Cunningham-Sabo; Jan, Carroll. & Laura Bellows. (2015). Infographics: An Innovative Tool to Capture Consumers Attention. Journal of extension, 53(6), 16-.
  6. معتز عيسي (2014): ما هو الانفوجرافيك: تعريف ونصائح وادوات انتاج مجانية. استرجاع 17/11/ 2019, من: https://awraq-79.blogspot.com/2015/08/blog-post_88.html
  7. Smiciklas, M (2012). The Power of Infographics : Using Pictures Communicate and Connect with Your Audiences 800 East 96th Street, Indianapolis, Indiana 46240, USA.
  8. رمزي محمد العربي (2008) التصميم الجرافيكي، عمان، مكتبة المجمع العربي للنشر والتوزيع.
السابق
مجالات القياس النفسي وأنواعه الرئيسية
التالي
بيئات التعلم التكيفي Adaptive Learning

اترك تعليقاً