علم النفس اللغوي

ما هو علم اللغة وماهية التفكير اللغوي

ما هو علم اللغة وماهية التفكير اللغوي

إن علم اللغة عبارة عن الدراسة العلمية للغة ، فهو علم يتناول اللغة موضوعا له ، وقد استخدم المصطلح علم اللغة Linguistics في منتصف القرن التاسع عشر . ويدرس علم اللغة ، الأصول والخصائص الجوهرية التى تربط ما بين اللغات جميعها – بالرغم من اختلافها

ما هو علم اللغة:

فموضوع علم اللغة ، إذن ، هو اللغة من حيث أنها وظيفة إنسانية عامة تتمثل في صور نظم إنسانية اجتماعية ، يطلق عليها اللغات . اللغة والتفكير : يتضح معنى التفكير عندما يوجد الفرد في موقف جديد بالنسبة له ، أي أن الموقف لم يسبق أن مر به الفرد فى خبرته .

وهذا الموقف الجديد يتضمن مشكلة معينة ، قد تكون معقدة – إلى حد ما – وقد استثير ميل الفرد نحو هذا الموقف بطريقة ما … .. في الواقع، أن الفرد يحاول تركيز انتباهه كى يدرك ويلم بجميع عناصر الموقف، ويكون صورة كلية عن طبيعته والمشكلة المتضمنة فيه.

ثم يحاول القيام بعملية تنظيم معينة للعلاقات القائمة فى الموقف کی تساعده على الوصول للحل . فالتفكير – إذن – عملية عقلية ، أو متغير وسيط ، يقاس عن طريق السلوك الصادر من الفرد .

ومن ثم فهو مظهر من مظاهر النشاط السلوكي الذي يقاس بوساطة أساليب الأداء التي يقوم بها الفرد في الموقف ” واللغة هي الوسيلة التى بوساطتها تنقل الأفكار إلى الآخرين ، ويتم الاتصال الإنساني والتفاهم والتعامل بين الأفراد.

وبالإضافة إلى لغة الحديث أو اللغة اللفظية توجد أيضاً لغة الإشارة أو اللغة غير اللفظية ومما لا شك فيه ، أن الألفاظ وسيلة أرقى للتعبير عن الأفكار من الإشارة والحركة . حيث تتميز بأنها ذات امتداد زماني فقط ؛ بينما للإشارة والحركة امتداد زماني ومكاني معاً .

وكذلك تعبر الألفاظ عن اسم الجنس والصفات والعلاقات المعنوية ؛ إذ أنها قد لا تقابلها صوراً ذهنية ، وإنما تقابلها مجرد أفكار أو معان لا يمكن التعبير عنها بالصورة أو الإشارة . لفظاً وتتبين علاقة اللغة بالفكر من أن الفكرة إذا تحددت في ذهن الطفل ، فإنه يقابلها – عادة – يرتبط بها ويعبر عنها.

كما أن اللفظ يثير في الذهن الفكرة التي ارتبطت به خلال المواقف الحياتية المتباينة لدى الفرد لذا ، فالألفاظ تعد قوالب تحمل المعانى ، والطفل إذا كون فى ذهنه فكرة ما ، يحتاج إلى اللفظ المعين لتثبيتها وتحديدها ، كالفكرة التي كونها مثلاً عن القط والأرنب والشجرة والكرة وغير ذلك …

تكوين الصورة الذهنية للغة في علم اللغة:

إذن : فتكوين الصور الذهنية ، أو المدركات الكلية من خلال تحليل وتركيب المدركات الحسية ، يحتاج إلى اللغة لتحديد هذا المدرك أو المفهوم وتثبيته . كما أن اللغة ليست مجرد أصوات مسموعة ، وإنما هي معنى يدل على الأشياء والموضوعات والأشخاص .. والكلمات المنطوقة والتي لا تحمل أي معنى ، لا قيمة لها على الإطلاق .

ومن هنا يمكنا القول : بأنه لا قيمة للغة بدون معان وأفكار . وينمو التفكير بنمو العلاقات الاجتماعية لدى الفرد ، الذي يفكر فيما يدركه عن طريق الملاحظة والمشاهدة، بالاضافة إلى ما يسمعه من الآخرين .

حيث يتأثر الفرد بغيره من الأفراد عن طريق اللغة ، فيفكر نتيجة لهذا التأثر ، وبالتالي يعبر عن تفكيره . ومن ثم تصير اللغة سببا ونتيجة : فهى السبب في التفكير ، وهي النتيجة للتفكير . والحوار والجدل يثيران التفكير ، والتفكير – عندما يثار – يترجم عن طريق اللغة .

وتظهر الصلة القوية بين اللغة والفكر من أن علم المنطق يعرف بأنه “علم قوانين الفكر” وقد سمى بعلم المنطق ؛ مع أنه علم التفكير ، ذلك لاستحالة دراسة التفكير إلا عن طريق المنطق ، أي اللغة ، لأن الألفاظ رموز المعاني فالتفكير استجابة لما نسمعه من الغير ، ورغبة في أن نحمل إلى الغير ما نفكر فيه ويحتاج الفرد في عملية التفكير ، إلى الألفاظ التي بوساطتها يحدد المعاني .

بينما كلما ارتقى الفرد في عمليات التفكير المجرد ، تعذر التفكير بدون لغة تحليلية تركيبية تعبر عن هذه العمليات وهذا يتمثل فى الأفراد الذين يعملون فى الرياضيات البحتة، فإنهم لا يستحضرون – أثناء عملهم – صورا ذهنية لأشياء محسوسة ، وإنما كل تفكيرهم يعتمد على المعاني ، وعلى استعمالهم رموز هذه المعاني وهي الأرقام .

وقد يحفظ الفرد بعض الحقائق حفظاً حرفياً حتى يتذكرها ، مثل أسماء المدن ، والتواريخ ، وأرقام التليفونات ، وقوانين الطبيعة والميكانيكا ، والأمثال والحكم ، ونماذج من الشعر والنثر … الخ . وهكذا ، يلجأ الفرد فى حل المشكلات إلى تذكر هذه الحقائق والقوانين المحفوظة بتذكر العبارة التي حفظها بها،  والسؤال الذي نورده في هذا الصدد هو 

هل يمكن التفكير بدون لغة ؟

واللغة ذات صلة قوية بالنمو العقلى لدى الطفل. إلا أنها غير ضرورية لكل عملية من العمليات العقلية، ولكنها مع هذا تستعمل في أغلب حالات التفكير ، لاسيما التفكير المعنوى المحض ، والتفكير الذى يحتاج للتفرقة بين المعانى المتقاربة كالعدل والإنصاف مثلاً ، وكالعطف والرحمة ….

تتضمن عمليات التفاهم عن طريق اللغة أربع خطوات رئيسية ، تعتبر كل خطوة منها عملية خاصة وهي : العملية العقلية وتشمل استحضار الأفكار والأخيلة والوجدانات المختلفة التي يراد نقلها إلى ذهن السامع . وهي تعتبر عملية سيكولوجية.

والعملية العضوية الحركية، وهي مجموعة الحركات التي تقوم بها أعضاء النطق المختلفة والتي تصدر الرموز الصوتية التي تعبر عن الأفكار والصور الذهنية . والعملية العضوية الحسية ، وهي عملية احساس السامع اللغة المنطوقة وما يصحبها من حركة أو إشارة .

وتقوم بها الأذن والعين وأعصاب الحس الموصلة منهما إلى المخ . والعملية الإدراكية الحسية للغة المنطوقة ، وهي عملية تفسير الرموز الصوتية التي وصلت إلى المخ .

السابق
الأساس البيولوجي للغة في علم النفس
التالي
أنواع التفكير الاستدلالي وأمثلة عليها