التربية الخاصة

تعريفات التربية الخاصة Special Education

التربية الخاصة

يختلف المفهوم الإنكليزي عن المفهوم الأمريكي لمصطلح التربية الخاصة Special Education فيمن يقدم لهم الرعاية والعناية الخاصة التي تنسجم مع قدراتهم واستعداداتهم وميولهم واهتماماتهم.

والانكليز يستخدمون مصطلح التربية الخاصة Special Education والذي يقصد به على وجه التحديد الأطفال المعاقون أيا كانت هذه الإعاقة جسمية أو عقلية أو اجتماعية أو انفعالية أو غيرها من الإعاقات، بينما يستخدم الأمريكيون مصطلح الطفل غير العادي Exceptional Child والذي يضم كل الأطفال الذين ينحرفون انحرافا ملحوظا عن العوام ليشمل المعاقين على اختلاف أنواعهم والمتفوقين كذلك.

الرعاية الخاصة:

إن الرعاية الخاصة تختلف عن التربية الخاصة لا تكون مقتصرة على المتفوقين والمعاقين فقط وإنما قد تشمل أحيانا حتى الأطفال الاعتياديين، إذ قد يكون الأمر بعيدا أن يسير الفرد عبر مراحله المختلفة بأرض سهلة، ولا يتعرض لصعوبات أيا كانت هذه الصعوبات وأيا كان مصدرها، وحينئذ يحتاج إلى رعاية وعناية ولكنها لا تتسم بالنفس الطويل كمال الأطفال المتفوقين والمعاقين، أي تكون عناية ورعاية لبعض الوقت.

أما دلالة التربية الخاصة Special Education فهي تختلف وفق وجهات النظر المختلفة فهناك من يؤكد على جانب دون آخر، وآخر يكون اكثر شمولا، وهناك من يحدد التربية الخاصة بالمعاقين فقط الذي يتماشى مع المفهوم الإنكليزي، وآخر يشمل كل من ينحرف انحرافا ملحوظا عن الاعتياديين وبهذا يشمل المتفوقين والمعاقين.

التربية الخاصة Special Education والفرق بينها وبين الإعاقة

على سبيل المثال يرى بيرج وجونسون Birch and Johnson التربية الخاصة، هي الخدمات التربوية المقدمة للأطفال المعاقين من قبل اشخاص مؤهلين والتي تختلف عن برامج الاعتياديين أو تلك التي تضاف اليها [1].

وهذا التعريف يؤكد تماما على فئة واحدة وهي المعاقين. في حين لا يظهر ذلك واضحا تماما في تعريف لانس Lance الذي يرى أن التربية الخاصة قد صممت لتقديم المعالجات المختلفة للأفراد الذين يتميزون بقدرات مختلفة وبشكل واضح من اجل الاستفادة من الأنشطة التربوية التقليدية [2]

بينما يرى عبد الغفار أن التربية الخاصة بأنها مجموع الخدمات المنظمة الهادفة التي تقدم الى الطفل غير الاعتيادي أو الشاذ (وهو ما يشذ عن الاعتياديين فيتفوق عليهم أو يقصر دونهم) وذلك لتوفير ظروف مناسبة له كي ينمو نمو سليما يؤدي إلى تحقيق الذات [3].

هلهان وكوفمان (Hallahan and Kauffman) ان التربية الخاصة غير العادية للمتعلمين غير الحاجات ليلبي خاص التعلم المصمم بشكل هو الخاصة والمعدات المواد الخاصة، تقنيات التدريس الاعتياديين من خلال والتسهيلات المطلوبة [4].

فمثلا الأطفال ذوي الاعاقات البصرية يحتاجون إلى قراءة طريقة برايل، والمعاقون سمعيا يحتاجون الى معينات المطبوع بشكل كبير أو سمعيا أو تعلم لغة إشارة. كما تتطلب التربية الخاصة خدمات منها النقل الخاص التقييم السيكولوجي، والعلاج الوظيفي، والطبيعي، والنطقي، والعلاج الطبي، والإرشاد.

فالتربية الخاصة هنا هي الخدمات المقدمة لكلا من المعاقين والمتفوقين والتي تستهدف استغلال قدرات و استعدادات وامكانيات كل منهم إلى أقصاها.

أن التربية الخاصة تحمل في طياتها مراعاة الفروق الفردية، لذلك فان الاتجاه العالمي في تعليم المعاقين وخاصة المعاقين ذهنيا أو التربية الخاصة هو أن يتراوح عددهم داخل الصف ما بين (6-12) طفلا لكي يفسح المجال أمام معلمي التربية الخاصة لاستيعابهم استيعابا كاملا وتطبيق فنيات التعليم الفردي أو التعليم المصغر أو فنيات تعديل السلوك الاستغلال وتنقية الأجواء من الشوائب التي تعوق انطلاقة قدراتهم، وكذلك استخدام التعليم العلاجي.

المصطلحات المستخدمة في التربية الخاصة:

إن اشهر المصطلحات التي استخدمت في ميدان التربية الخاصة (Impairment) والتي تعني الخلل (الإصابة) الضعف، الاعتدال، الإعاقة (disability) العجز، او الإعاقة (Handicap) الإعاقة.

وقد استخدمت أحيانا المصطلحات الثلاث لتدل على الإعاقة ففي الكتب توجد (Visual Impairment) الإعاقة البصرية، (Hearing Impairment) الإعاقة السمعية، كما يوجد (Mental disability) الإعاقة العقلية أو (Learning disability) الإعاقة التعلمية.

أما (Handicap) فتعني الإعاقة. يظهر أن هناك اختلاف بين المصطلحات إذ استخدم مصطلح (Impairment) بأكثر من معنى والذي يدل على الضعف او الخلل أو الاعتلال والذي يتعرض له الفرد قبل الولادة أو بعد الولادة فمثلا يمكن أن تأخذ الأم خلال فترة الحمل المضادات الحيوية وخاصة تلك التي تنتهي بالمايسين Mycin التي قد تحدث تلفا في المناطق المسؤولة عن السمع، أو قد يتعرض الفرد للإصابة في السمع نتيجة وقوع او دهس أو ما شاكل ذلك.

أما مصطلح (disability) فقد ترجمت لتعني العجز أو الإعاقة ولا يترج على أنه التربية الخاصة وهي اكثر تحديدا من المصطلح الأول والذي يدل على التأثير الذي يتركه الخلل أو الضعف والاعتلال (Impairment) في الأداء الوظيفي سواء كان فسيولوجيا أو سيكولوجيا.

أما مصطلح (Handicap) فلم يستخدم الا بدلالة واحدة وهو الإعاقة ولا يستخدم في التربية الخاصة وهو ما يفرزه العجز من تأثير على الفرد حين ينحرف الفرد انحرافا ملحوظا عن اقرانه في أداء وظائفه المادية والنفسية.

وقد يحدث أحيانا أن العجز لا يؤدي الى الإعاقة فمثلا لو أصيب فرد بعجز بسيط او متوسط في القدرة السمعية لكن احدهما يعمل معلمين والآخر موظفا في دائرة، فقد يشكل ذلك أعاقة بالنسبة للمعلم وقد لا يكون كذلك للموظف.

ولنفرض ان فردان بترا سبابتهما وكان أحدهما يعمل موسيقى والثاني سائق فيشكل ذلك للأول إعاقة لتأدية مهنته بينما لا يكون الحال كذلك بالنسبة للثاني. ولمنع الخلل أو الضعف أو الاعتلال (Impairment) لابد من توعية المرأة التي تنوي عمل طفل من خلال الفحص الطبي، والتغذية الجيدة قبل وأثناء فترة الحمل والإرشاد الجنيني، وتغذية الطفل والحفاظ عليه من الإصابة، ومعرفة كل الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الخلل.

واذا ما حدث الخلل أو العلة فلابد من اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تفاقمها | واتساعها من خلال الكشف المبكر لكي لا تؤدي إلى عجز من خلال البرامج الغذائية والصحية و التعليمية والتدريبية.

اما اذا حدث العجز يتطلب التدخل للحد من تأثيراته السلبية في الفرد من خلال التعاون الوثيق بين المؤسسات ذات العلاقة والأسر لتلقي مختلف الخدمات التي تحد من تأثير العجز كالخدمات الارشادية والتربوية والتعليمية والعلاجية كالعلاج الطبيعي والنطقي والوظيفي

وأخيرا لابد من الإشارة إلى أن المصطلح الأكثر قبولا هو ذوو الاحتياجات الخاصة أو يمكن القول ذوو الاحتياجات الإضافية لما يحمل في طياته مراعاة للجوانب الإنسانية والنفسية، ويغطي هذا المصطلح الإعاقة العقلية، الإعاقة السمعية، الإعاقة البصرية، الإعاقة الجسمية والصحية، صعوبات التعلم، اضطراب اللغة والكلام، لاضطرابات الانفعالية والموهبة والتفوق.

المراجع

  1. Birch, J. W. and Johnson, B. W. (eds) (1975) Designing Schools and Schooling For Handicapped. New York: Charles C. Thomas, p. 55.
  2. Lance, W. (1976) Exceptional child education at the Bicentennial in Edger. E. and Hayden, A. H. (1984) Who are the children special education should serve and how many children are there? Journal of Special Education. Vol. U. pp 521-539.
  3. عبد الغفار، عبد السلام، ويوسف الشيخ (1985) سيكولوجية الطفل غير العادي والتربية الخاصة. القاهرة: دار النهضة العربية
  4. Hallahan, D. P. and Kauffman, J. M (2003) Exceptional Learners, Introduction to Special Education. U.S.A : Allyn and Bacon
التالي
مفهوم تكنولوجيا التعليم Educational Technology ومراحل تطورها

اترك تعليقاً