يستخدم مصطلح اضطراب أو متلازمة أسبرجر Asperger Syndrome Disorder بكثرة في البحوث والدراسات الأجنبية الحديثة، وقد تعددت التعريفات التي تصف هذه الاضطرابات منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
تعريفات متلازمة أسبرجر:
اضطراب (متلازمة) أسبرجر عبارة عن خلل أو عجز في استقبال المدخلات الحسية المختلفة، والتفاعل الاجتماعي، واللغة والتواصل غير اللفظي، وتعبيرات وجهية ضعيفة، وأنشطة متكررة رتيبة، ورفض للتغيير، إضافة إلى هذه الصورة الإكلينيكية، هناك تاريخ سابق من فقدان الاهتمام بالجماعة الإنسانية والآخرين خلال الرضاعة، وضعف في اللعب التخيلي والإيمائي خلال الطفولة [1].
ويذكر عثمان فراج (۲۰۰۲)أن متلازمة أسبرجر تعد أحد اضطرابات النمو ذات الأصول التكوينية البنيوية والخلفية الولادية (Congenital Constitutional) أي تكون موجودة عند الميلاد- ولكنها لا تكتشف مبكرا، بل بعد فترة نمو عادي – على معظم محاور النمو – قد تمتد إلى عمر ما بين 4-6 سنوات، وتحدث للأطفال ذوي الذكاء العادي أو العالي، ونادرا ما يصاحبها إعاقة ذهنية، وبدون تأخر في النمو اللغوي أو المعرفي، وتتصف بقصور کیفي واضح في القدرة على التمييز بين المؤشرات الحسية المختلفة، مع سلوكيات شاذة، واهتمامات محددة، غير عادية، وغياب القدرة على التواصل غير اللفظي، وعلى التعبير عن العواطف والانفعالات أو المشاركة الوجدانية بسبب غياب ما يسمى ” بالعقلنة ” لتلك الفئة [2].
ويذكر إبراهيم الزريقات (۲۰۰۹) أنها: إعاقة في العلاقات الاجتماعية، وخلل في الوظائف المتصلة بالإحساس، وسلوكيات محددة أو غير معتادة، بدون التأخر اللغوي الذي يتصف به الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد [3].
كما تعرف متلازمة أسبرجر بأنها: أحد اضطرابات طيف التوحد أو مجموعة الاضطرابات النمائية الشاملة، تتصف بعدم القدرة على فهم المواقف الاجتماعية، نتيجة لغياب مفهوم نظرية العقل لديهم، كما يتصف الطفل الذي يعاني من اضطراب (متلازمة) أسبرجر باهتمام خاص حول موضوع واحد، كما يظهر وكأنه غير لبق في نطق صوت الحرف التعبير الصوتي)، إضافة إلى قصور شديد في معالجة المثيرات البيئية التي يستقبلها الدماغ من خلال الحواس [4] (14-13 :2008 ,) Donna
ويشير (2007) Gerrard إلى متلازمة أسبرجر باعتبارها أحد الاضطرابات الخمسة المعروفة بمسمى الاضطرابات النمائية الشاملة أو باضطرابات طيف التوحد، بأنه اضطراب يتصف بالقصور الاجتماعي، والسلوكيات المقيدة والتكرارية، والاهتمامات الخاصة، ويختلف هذا الاضطراب (متلازمة) أسبرجر عن اضطراب التوحد، حيث إن اضطراب التوحد، يتصف بالتأخر اللغوي والمعرفي، في حين لا نجد هذا التأخر في تلك الجوانب في اضطراب متلازمة) أسبرجر، كما يتضمن هذا الاضطراب قصورا في التفاعل الاجتماعي، وتواصل أحادي الجوانب، وتتصف لغة ذويه بإطار لحني ضعيف، كما أنهم يجدون صعوبة في فهم المواقف غير اللفظية، وقصور في الإدراك الحسي [5].
ويذهب (2008) Loudon إلى أن اضطراب (متلازمة) أسبرجر هو: أحد اضطرابات النمو الشاملة، يتصف بضعف في التفاعل الاجتماعي، وقصور في الجانب الاجتماعي والتواصلي، كما أنهم يعانون من خلل في نظامهم الحسي، بدون أي تأخر في الجانب اللغوي، أو المعرفي، ويتميز ذوو اضطراب (متلازمة) أسبرجر، بأن لديهم معدلات ذكاء تتراوح بين المتوسط وفوق المتوسط، وقد تكون لديهم مهارات خاصة في مجالات معينة، إلا أنهم يجدون صعوبة في فهم لغة الجسد، ومهارات التواصل غير اللفظية، ويسود لديهم القلق [6].
أعراض متلازمة أسبرجر:
تذكر هلا السعيد (۲۰۰۹) أن اضطراب متلازمة أسبرجر يعد من الإعاقات النمائية التي توثر على المخ، ويشترك في بعض أعراضه مع الأعراض المميزة لاضطراب التوحد لكنه يظهر أقل شدة، ومن تلك الأعراض [7]:
- عجز شديد في تفسير التنبيه الحسي الوارد من البيئة.
- فقدان القدرة على التخيل.
- انتشارها لدى الذكور أكثر من الإناث.
- يتمتعون بدرجة ذكاء طبيعية.
- ليس لديهم تأخر في اكتساب المقدرة على الكلام.
- ليس لديهم مشكلة في الاعتماد على أنفسهم.
- يستطيعون استكمال دراستهم الثانوية وحتى الجامعة ويستطيعون ممارسة وظائف عملية.
ويذكر (2007) Attwood أن الأطفال ذوي اضطراب (متلازمة) أسبرجر يعانون من قصور في التواصل اللفظي وغير اللفظي، خاصة في سمات المحادثة اللغوية، ويتضمن ذلك استخدام متحذلق للغة، مع وجود قافية لغوية غير عادية، والتي تؤثر على نغمة الصوت ونبرته وإيقاع الحديث، كما يستخدمون مفردات لغوية ونحوية متقدمة نسبيا [8].
ويتصف هؤلاء الأطفال بالضعف الواضح اتجاه المظاهر الحسية المختلفة، وتحكمهم عواطفهم بوجود نزعة لديهم الاستخدام العقل لا العاطفة، حيث إن أسلوب التعبير عن العواطف لا يتناسب مع ما هو متوقع المثل هذا السن الصغير، مع الأخذ في الاعتبار القدرات العقلية لهؤلاء الأطفال، كما أن لديهم انهماكا ذاتيا في مواضيع واهتمامات معينة تسيطر على أفكارهم طوال الوقت، وبعض هؤلاء الأطفال لديهم صعوبة في المحافظة على انتباههم في غرفة الدراسة لذلك توجد لديهم مشکلات تعلم محدودة.
وغالبا يحتاج هؤلاء الأفراد لمساعدة أمهاتهم في تنظيم المهارات والاعتماد على الذات أكثر مما هو متوقع، ووصفهم أيضا بأن لديهم ثقل في الحركة بشكل واضح خاص في التناسق والمشي، كما أن بعضهم لديه حساسية مفرطة لأصوات معينة، أو روائح، أو مواد ذات ملمس معين، ويتميز بعض الأطفال ذوي اضطراب متلازمة أسبرجر بمواهب خاصة، قد تساعدهم على النجاح وتساعد على تطور النجاح مدى الحياة [9].
المراجع
- ↑ محمد شوقي علام. (2014). فاعلية برنامج مستند لنظرية التكامل الحسي في خفض الاضطرابات الحسية لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة عين شمس
- ↑ تعثمان لبيب فراج. (۲۰۰۲). برامج التدخل العلاجي والتأهيلي لأطفال التوحد (5). النشرة الدورية لاتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين. القاهرة. العدد ۲.۷۲ – ۱۳.
- ↑ إبراهيم عبد الله الزريقات. (۲۰۰۹). التوحد: الخصائص والعلاج، عمان: دار وائل.
- ↑ Donna, S;Murray, A; Geaghead, P; Paula, K; Shear, I & Joanne , P. (2008). The Relationship Between Joint Attention and Language in Children With Autism Spectrum Disorders. Focus on Autism and Other Developmental
- ↑ Gerrard , T. (2007). Choosing the right Jobs for people with autism or asperger syndrome. the world wide web Available: http:// autism.org
- ↑ Loudon , Soile (2008). The Use of Context in Programmatic Language Comprehension in Normally Developing Children and Children with Asperger Syndrome /High- Functioning Autism: An Application of Relevance Theory. Ph.D. Finland: Oulun Ylioposto.9-18.
- ↑ تهلا السعيد. (۲۰۰۹). الطفل الذاتوي بين المعلوم والمجهول: دليل الآباء والمتخصصين، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
- ↑ Attwood, Tony (2007). The Complete Guide to Asperger’s Syndrome. London: Jessica Kingsley Publishers.8-25
- ↑ حمدي شاكر محمود. (۲۰۰۰). التربية الخاصة للمعلمين والمعلمات، حائل: دار الأندلس للنشر والتوزيع.
التنبيهات : الخصائص السلوكية للأطفال ذوي متلازمة أسبرجر | معلومة تربوية