تتعدد فروع ومجالات الدراسة في علم الاجتماع الريفي متدرجة من علم الاجتماع العام إلى علم الاجتماع العائلي وعلم الاجتماع اللغوي وغيرها من المجالات وذلك على النحو التالي:
أولا: علم الاجتماع العام:
يعتبر علم الاجتماع الريفي فرعا من فروع علم الاجتماع العام وواحدا من التخصصات التي تندرج تحته وترتبط به ارتباطا وثيقا.
ثانيا: علم الاجتماع البدوي:
فمن المعروف أن الحياة الاجتماعية البدوية والريفية سابقة على الحياة الحضرية ولذلك لابد من فهم الأساليب التي تنتقل بها المجتمعات من الحياة البدوية إلى الريفية إلى الحضرية .
ثالثا : علم الاجتماع الصناعي:
فهو وثيق الصلة بعلم الاجتماع الريفي نظرا للارتباط الشديد بين ظاهرة التصنيع والتحضر فالمؤسسات الصناعية لا توجد إلا في المدن الكبرى وقد تحتل المدينة ـأهميتها من خلال وجود بعض المؤسسات الصناعية الهامة ومن هنا ترتبط ظاهرة التصنيع بتقسيم العمل والتي تعتبر الأخيرة سمة أو خاصية أساسية من خواص المناطق الحضرية .
فضلا عن أن ظاهرة التقسيم للعمل توجد في المناطق حسب درجة تحضرها فكلما كانت القرية شديدة التحضر كلما زادت نسبة التخصص وبدت واضحة ظاهرة تقسيم العمل.
ومن ثم لا يمكن دراسة علم الاجتماع الريفي بمعزل عنة دراسة ظاهرة التصنيع وما يرتبط بها من ظواهر أخرى أي من الضروري دراسة علم الاجتماع الصناعي كعلم له صلة بعلم الاجتماع الريفي.
ومن المعروف أن المجتمعات الريفية تمثل مصدرا هاما للخامات الأولية لعمليات التصنيع .
رابعا : علم الاجتماع السياسي:
فهو يرتبط بعلم الاجتماع الريفي ذلك أن الحياة السياسية تتركز بصفة أساسية بالحضر.
ومن المعروف أن المدن الهامة مثل العواصم تعتبر مكان تمركز للهيئات والمؤسسات حيث الوزارات والقنصليات
فحياة المدن وبخاصة الكبرى ترتكز في المؤسسات السياسية التي تزخر بالحياة السياسية وتمارس فيها مختلف الأنشطة السياسة وعلي سبيل المثال التي تقام بها أهم الاجتماعات وتعقد أهم المؤتمرات وكذلك مقرا للقاءات السياسية الهامة.
ولذلك يلاحظ أنمه قد يرتبط بأسماء بعض المدن أسماء وعناوين المؤتمرات الهامة فيسمى المؤتمر أو اللقاء باسم المدينة وقد ترتبط شهرة المدن الكبرى بهذه الأسماء كمدينة كامب ديفيد التي تشير إلى اتفاق كامب ديفيد واتفاق أوسلو وغيرها من الاتفاقيات السياسية التي ترتبط بأسماء المدن.
ونفس تلك الأهمية قد تكتسبها المجتمعات الريفية وذلك من خلال القواعد الحزبية التي تتخذها الأحزاب السياسية وتتخذ من بعض القرى مركزا لها.
خامسا: علم الاجتماع الاقتصادي:
فإنه يرتبط ارتباطا شديدا بعلم الاجتماع الريفي حيث يرتبط بالعلاقات الاقتصادية ومدى تأثير العلاقات الاجتماعية وكذلك الأنظمة الاجتماعية بالأنشطة الاقتصادية السائدة وعلاقات التأثير المتبادلة بين الأنظمة الاقتصادية.
ولما كانت القرية تشكل في الغالب محورا لتنوع الأنشطة الانتاجية الزراعية الاقتصادية وكذلك اختلافها فإنها بذلك ترتبط بدراسة الظواهر الريفية داخل القرية وذلك باعتبار أن تنوع الأنشطة الاقتصادية داخل المدن سمة من سمات المدن الحضرية ومن المعروف أن هناك ارتباطا وثيقا بين طبيعة الأنشطة الاقتصادية الزراعية وشهرة القرية كلما زادت الأنشطة الاقتصادية داخل القرية كلما زادت شهرتها كما يؤدي ذلك إلى شهرة الدولة نفسها التي تقع فيها هذه القرية متعددة الأنشطة الاقتصادية.
سادسا: علم الاجتماع العائلي:
فهو يرتبط أيضا بعلم الاجتماع الريفي ويرجع ذلك لتفتت الأسرة الممتدة وانتقالها من الريف للمدينة.
حيث تشهد المدينة نظام الأسرة النووية أكثر من الأسرة الممتدة مما يؤدي إلى مزيد من التنوع من حيث السمات الأسرية داخل المدينة.
هذا فضلا عن أن المدينة تظل تشهد نوعا من الهجرة المتصلة للأسرة النووية مما يتطلب المزيد من الدراسات للسمات الحضرية للمدن.
سابعا: علم الاجتماع الديني:
وفي مجال دراسة التحضر فإن هذه الدراسة ترتبط ارتباطا شديدا بدراسة علم الاجتماع الديني وقد تكون امثلة من التحضر تكشف كشفا واضحا عن هذه العلاقة ومن هذه الأمثلة انتقال المجتمع الأوروبي خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر من مجتمع زراعي تقليدي إلى مجتمع صناعي مما أدى إلى زيادة في الدخل القومي والدخل الفردي مما ساهم في رفع مستوى المعيشة على مستوى الفرد والمجتمع.
وترتب على ذلك أيضا قلة أو انعدام أوقات الفراغ ومن الناحية الاجتماعية أدى إلى التفكك الأسري وحلول الضوابط الرسمية محل الضوابط غير الرسمية مما أدى إلى مزيد من التفكك في العلاقات القرابية في المجتمع المتحضر كما أدى ذلك إلى مزيد من الانحلال الاجتماعي الذي تفشى في المجتمع بأشكاله المتنوعة من جريمة كما زادت نسبة اللصوصية وانتشار الأطفال غير الشرعيين كذلك انتشار ظاهرة المخدرات مما أدى إلى تفاقم المشكلات في المجتمع فزادت نسبة الانتحار بين الشباب زيادة كبيرة.
وقد أثارت تلك الظاهرة انتباه الباحثين في علم الاجتماع فعكفوا على دراستها وبحثها ومن ثم ظهر علم الاجتماع الديني وهو يعني محاولة تلمس الحلول الدينية للمشكلات الاجتماعية الناتجة عن التحضر وقد لوحظ أن بعض الباحثين حتى من الغرب المستشرقين لم يجدوا حلولا لهذه المشكلات إلا من خلال الدين الاسلامي الحنيف.
ثامنا: علم الاجتماع الإداري:
نرى اهتمام علم الاجتماع الاداري ينصب في دراساته على دراسة العلاقات الادارية وأشكالها المختلفة سواء قيادة أم إدارة أم رئاسة كما توجد الادارات الكبرى بل وترتكز بصفة أساسية في المدن الكبرى.
كما أن النظام الاداري بالمجتمعات الريفية يحظى بالاهتمام الأكبر من جانب علم الاجتماع حيث يكلف علم الاجتماع الإداري على دراسة سسيولوجية القيادة والإدارة بالمجتمعات الريفية.
وقد تتعقد الحياة الإدارية وهذا التعقد يتطلب دراسة أهم السمات الحضرية بالمدن ومن ثم فإن علم الاجتماع الحضري يرتبط بعلم الاجتماع الاداري.
تاسعا: علم الاجتماع الأخلاقي:
ويتحدد في دراسة النسق القيمي في المجتمع الريفي وأهم العوامل المؤثرة في ذلك النسق ثم يحاول أن يكشف أهم تلك المتغيرات في النسق القيمي بهدف ايجاد الحلول المختلفة من أجل إعادة التكيف للفرد مع المجتمع لذا كان هذا هو مجال دراسة علم الاجتماع الأخلاقي فإننا نلاحظ أهمية هذا المجال من الدراسات بالنسبة لعمليات التحضر فقد يكون من الحقائق الثابتة اجتماعيا أن نسق القيم في المناطق الحضرية يصيبه بعض التغير والتبدل بسبب زحف الحياة الحضرية مثل قيم احترام الأسرة وقداسة الحياة الزوجية واحترام الغير التي قد تنجم عن مشكلات التحضر.
ومن أجل ذلك فلابد من دراسة علم الاجتماع الأخلاقي وبصفة خاصة في المناطق الحضرية التي تحولت من مناطق ريفية إلى حضرية والتي قد تكون فيها مشكلات النسق القيمي أكثر وضوحا من أجل مساعدة المجتمع على التكيف والوصول إلى البناء المجتمعي السليم وتجنب المشكلات الناتجة عن التحضر.
عاشرا: علم الاجتماع اللغوي:
قد تكون المصطلحات اللغوية المستحدثة قبل التحضر محدودة وبعد التحضر قد يتعقد استخدام اللغة وتزداد مفردات اللغة ويحدث ما يسمى بالتغريب في اللغة .
وبالنسبة لعلم الاجتماع اللغوي فإننا نجد أن من سمات التحضر في المدن الكبرى ظاهرة المصطلحات والألفاظ المستغربة التي ظهرت في المدينة نتيجة رواج عمليات التصنيع والتجارة فيلاحظ دخول أسماء ومصطلحات غريبة على اسماء بعض المؤسسات والشركات والمحلات التجارية.
وقد يكون بعض تلك الألفاظ من لغات أخرى ويكتب بالعربية وقد تنتشر تلك المفردات والسماء الى الشعور بالاغتراب وبخاصة لدى الشباب.
ولذلك فغن المر يتطلب دراسة علم الاجتماع اللغوي من أجل إعادة تكيف الفرد مع المجتمع في ظل حياة التحضر الجديدة واستبعاد المشكلات الناتجة عن تغريب اللغة.
حادي عشر: علم الاجتماع المهني:
يهتم بدراسة العلاقات المهنية والأوضاع الاجتماعية التي تختص بكل مهنة من المهن المختلفة كما يبرز علم الاجتماع التعقيدات الاجتماعية التي قد تعنى بها كل مهنة معينة ويهتم بدراسة المدينة اساسا.
وكانت المدينة تمثل مركزاً متنوعا لتنوع المهن واختلافها مما يؤدي إلى مزيد من التنوع في العلاقات المهنية التي تعتبر من صميم الدراسات التي يهتم بها علم الاجتماع .
هذا فضلا عن أن المشكلات المهنية تزداد تعقيدا في المجتمعات الحضرية لذلك فإن الارتباط شديد بين الدراسات المهنية والدراسات في علم الاجتماع الحضري بصفة عامة.
ثاني عشر: علم اجتماع التنمية:
تهدف عمليات التنمية إلى رفع المعدلات التنموية عن طريق العديد من المؤشرات التي يمكن أن تساهم في رفع المعدل التنموي، كما تهدف هذه العمليات التنموية غالباً إلى الانتقال من الحياة الريفية إلى الحياة الحضرية عن طريق استخدام مؤشرات تنموية معينة (صحية –تعليمية- بنائية- تصنيع- مؤسسات) ولكن السؤال الآن لدى بعض علماء الاجتماع: هل مجرد أن تقتصر عمليات التنمية على الجوانب المورفولوجية يعني الانتقال من الحياة الريفية الى الحياة الحضرية؟
الجواب بالنفي في رأي بعض المشتغلين في علم الاجتماع ومنهم ماكس فيبر MAX FEBR لأنه يهتم بالجوانب القيمية والنسق القيمي وما يترتب على هذا النسق القيمي من تغيرات، فمن رأي (فيبر) أن أهم ما يميز المدينة هو اختلاف النسق القيمي في المدينة وتنوع العادات والأعراف والسلوك في المدينة [1].
المراجع
- ↑ Hillyard, S. (2007). Sociology of rural life (p. 224). Berg Publishers.