يمر طفل رياض الأطفال بفترة حساسة في النمو المعرفي والحركي والاجتماعي والانفعالي، وإذا توافرت في هذه المرحلة الشروط الملائمة للنمو السليم للطفل، فإن ذلك يشكل أساسا هاما منذ تباشير السنوات الأولى من العمر.
سمات مرحلة رياض الأطفال:
طفل الروضة مستكشف نشيط يحاول بكل قدراته التعرف على الأشياء المحيطة به، ويتعامل معها ويكون من خلال ذلك مجموعة من الخبرات، تختزن في ذاكرته بقوة عن طريق تشكل الصور الذهنية الناتجة عن التفاعل المباشر بين الطفل والبيئة المحيطة به” (الحسين، 2001، 36) [1].
إذ تعد هذه المرحلة مرحلة أساسية تعتمد عليها عوامل النجاح المستقبلي، وينبغي أن توجه ریاض الأطفال المتميزة الأطفال إلى مسار من الاستكشاف والنجاح، فالأطفال في هذه المرحلة يحبون الاستكشاف ويتعلمون بحماسة ونشاط إن لم يندرجو ضمن أطفال التربية الخاصة.
وقد أكد جون فريدريك أوبرلين John Fridreck Operline منذ (1796) في فرنسا على أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل (مرحلة ما قبل المدرسة)، وأنشأ روبرت أوين Robert Owien في انكلترا عام (1816) مدرسة الأطفال وأسماها العهد الجديد لتكوين الشخصية وكان مقتنعأ بأهمية السنوات الأولى في تكوين الخلق والشخصية واستخدم أساليب ممتعة ومسلية تقوم على استخدام بعض المجسمات والنماذج والرسوم في تعليم القراءة والكتابة بالإضافة إلى الموسيقى والإيقاع وتعلم العزف والغناء والرقص والتعرف على البيئة المحيطة.
وأكد جون هنري بستالوزي John Henry Bestalozzi على استخدام كل ماهو ملموس ومحسوس وأكد على التعلم من خلال مشاهدة الطبيعة، واهتم دیفید دكرولي Daived Decroly بالرحلات والزيارات الميدانية حتى يتمكن الأطفال من اكتساب الخبرات المباشرة وجمع النماذج من الطبيعة بأنفسهم (خلف، 2005، ص7-9) [2].
نشأة رياض الأطفال:

ويعتبر المربي السويسري جان بياجيه Jean Piaget صاحب الفضل الأكبر في الاهتمام بهذه المرحلة المهمة من حياة الإنسان، كما وشغلت هذه المرحلة اهتمام كبار المربين أمثال روسو وبستالوزي ومنتسوري وفروبل الذين كرسوا حياتهم مخاطبين المجتمع الإنساني بأهمية هذه المرحلة العمرية وضرورة تقديم كل الرعاية للطفل في سنواته الأولى لاعتبارها فترة عمرية حرجة في النمو (الحسين، 2002، ص 34) [3].
إن أول من أطلق على رياض الأطفال هذا الاسم هو العالم الألماني فريدريك فروبل في القرن التاسع عشر، وتعني بستان للأطفال أو بستانا من الأطفال، فيها ينمو الأطفال مثل النباتات الصغيرة من خلال تلقيهم حب واهتمام مربية الروضة.
ويتأكد بذلك أن تسمية رياض الأطفال قد جاءت نتيجة الاحتياج طفل هذه المرحلة إلى روضة أو حديقة يجري ويلعب ويقفز في أنحائها، ويكون نموه من خلال هذا اللعب، فما يميز طفل هذه المرحلة هو كثرة التساؤل والاستفسار وشدة الانفعال وسرعته، ويستطيع إدراك ماحوله من خلال نشاطه واستفساراته هذه (بدر، 2010، ص18) [4].
أهمية مرحلة رياض الأطفال:
كما وتتشكل في هذه المرحلة المعالم الأساسية لشخصية الإنسان حيث تتكون فيها حوالي 50% من القوى الذهنية والنمو اللغوي وتكون المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية، وتحديد السمات الجوهرية لشخصية الإنسان في المستقبل.
لذا فهي مرحلة حساسة وجديرة بالاهتمام التربوي لتأمين طفولة سوية لضمان قوی بشرية قادرة على العطاء والتنمية مستقبلا (الخوالدة، 2003، ص 21) [5].
وفي مرحلة رياض الأطفال تنطبع الصفات وتنغرس العادات الأن سلوك الطفل يكون مرنة وقابلا للتعديل ويحاول تقليد كل ما يسمعه ويراه ممن حوله (بدوي، 2005، ص 37) [6].
حيث إن مرحلة رياض الأطفال هي القاعدة الأساسية لمراحل التعليم المختلفة، تقدم فيها الأصول الأولى والأسس الراسخة التي تقوم عليها العملية التعليمية المقصودة وغير المقصودة.
وأصبحت من المراحل الأساسية ذات المعالم والقسمات المحددة وأصبحت ذات خصائص واضحة، وتم وضع برامج تربوية مقننة لتقديمها إلى رياض أطفال معظم دول العالم (شريف، 2007، ص 223) [7].
مرحلة رياض الأطفال من منظور تنظيمي:
إن مرحلة رياض الأطفال في بعض الدول مرحلة إختيارية خارج السلم التعليمي، يلتحق الطفل بها برغبة من الأهل ليتعلم طفلهم، أو يكتسب مهارات واتجاهات معينة، حيث تمتد على ثلاث سنوات، من عمر الثلاث سنوات وحتى نهاية الخامسة، ومقسمة إلى ثلاث فئات هي: (الفئة الأولى والفئة الثانية والفئة الثالثة).
وتحدد وزارات التربية والتعليم بقرار سنوي من قبلها التاريخ الميلادي للطفل والمناسب للبدء بالالتحق في الروضة، والأوراق الرسمية المطلوبة للتسجيل، لمعرفة بيانات عامة وشخصية عن الطفل، ويتم تعميم ذلك على مديريات التربية التي تقوم بدورها بإطلاع كافة مديري رياض الأطفال عليها خلال الاجتماع بهم.
وتشير الملاحظات العامة إلى زيادة الاهتمام بوجود رياض أطفال بدليل زيادة أعدادها، وزيادة الاهتمام من قبل الأهل بإلحاق إطفالهم بها، وتعتبر رياض الأطفال مؤسسات تربوية اجتماعية تهدف إلى تحقيق النمو المتكامل والمتوازن للأطفال من جميع النواحي الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية (بدر، 2010، ص18) [8].
وتعرف رياض الأطفال بأنها مؤسسات تربوية نمائية تعمل على تنشئة الطفل و إكسابه مهارات الحياة، باعتبار دورها مكملا لدور المنزل وإعداد للمدرسة، حيث توفر له العناية الصحية، وتحقق مطالب نموه وتشبع حاجاته بطريقة سوية (Susan and Pearson, 1999, p5) [9] ومع الأخذ بعين الاعتبار أن العمل الجاد والمسؤول مع طفل الروضة ينطلق من مجموعة من الأسس، نورد فيما يأتي أهم الأسس العامة لتربية الطفل.
المراجع
- ↑ الحسين، ابراهيم عبد الكريم (2001): مهارات التفوق الدراسي. سوريا: دار الرضا.
- ↑ خلف، أمل. (2005). مدخل إلى رياض الأطفال. القاهرة: عالم الكتب.
- ↑ الحسين، ابراهيم عبد الكريم. (2002). إعداد الطفل للتفوق. سوريا: دار الرضا.
- ↑ بدر، سهام محمد. (2010). ط2. مدخل إلى رياض الأطفال. الأردن: دار المسيرة.
- ↑ الخوالدة، محمد محمود. (2003). المنهاج الإبداعي الشامل في تربية الطفولة المبكرة. الأردن: دار المسيرة.
- ↑ بدوي، بسمة كمال. (2005). ما لا نعلمه لأولادنا برمج طفلك إيجابية دليل الصحة الجسدية والنفسية للأبناء. السعودية: مركز الراية للتنمية الفكرية.
- ↑ شريف، السيد عبد القادر. (2007). إدارة رياض الأطفال وتطبيقاتها. ط2. عمان: دار المسيرة. الأردن.
- ↑ تفاصيل المرجع
- ↑ Susan, D.; PEARSON, J. (1999). The Management and Organization Of Health Promotion, Health Education Of Journal WILSON, R (1996): Starting Early: Environmental Education During the Early Childhood Years, ERIC Digest.
التنبيهات : علم نفس النمو المظاهر والمراحل | معلومة تربوية
التنبيهات : الوظائف التنفيذية Executive function | معلومة تربوية
التنبيهات : الكفايات التدريسية للمعلم مفهومها ومصادرها | معلومة تربوية
التنبيهات : مهارات التواصل لدى طفل الروضة | معلومة تربوية
التنبيهات : أنشطة منتسوري والإدارك الحسي للمعاقين بصريا | معلومة تربوية
التنبيهات : المرونة العقلية لدى المعاقين سمعيا | معلومة تربوية
التنبيهات : الوعي بالجسم ومراحلة لدى أطفال الروضة | معلومة تربوية
التنبيهات : ما هي البحوث و الدراسات الوصفية | معلومة تربوية